أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة














المزيد.....

رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استشهدت كثيرا لأدعم حجّتي أمام الفقراء بمقولة جبران :"رنين الذهب يقتل الضمير"، وكنت أستطرد وأشرح لمن يصغي ويسمعني: بأنّه يعمي البصر والبصيرة.
في العقد الأخير، وبالتحديد بعد أن قرأت رواية "العمى"، أصبحت كلّما نطقت بكلمة بصر يلاحقني شبح العمى، وتتراقص أمامي رواية "العمى"، الحائزة على جائزة نوبل سنة 1998، للبرتغاليّ جوزيه ساراماغو، الذي فارقنا في السنة الماضية؛ فأخاف أن ينتابني العمى المفاجئ، لانتشاره باستشراء بين القيادات السياسيّة المتنفّذة والمستنفذة في الشرق.
أشعر بعمى ساراماغو "المعدي" يكبّلني ويقبض عليّ ويأسرني كلّما بدأت معركة التنافس بين مرشّحَي الحزبين الديمقراطيّ والجمهوريّ على رئاسة الولايات المتحدة، لما تسبّبه من عمى للقيادات السياسيّة الصهيونيّة المسيطرة على دولتي، ولبعض القيادات "الوطنيّة" التي تقود شعبي.
لكثرة المصابين حولي بالعمى، أبدأ بالسير، حافي القدمين، ذهابا وإيابا، على الجمر ما بين المتناقضات؛ فأعيش تارة بالخيال وأخرى بالواقع، وتارة بالاستثناء وأخرى بالقاعدة... أستغيث بالسرد الحواريّ الواقعيّ والحقيقيّ لساراماغو؛ ليقنعني بأنّ قيادة شعبي تمثّل العمى، وهي تعتمد أكثر في لعبها على المسرح السياسيّ على باقي الحواسّ، التي صنّفها أرسطو: الشمّ واللمس والطعم والسمع...وهي مطّلعة على مكايد الزمان والمكان وتستشعر المستجدات/المحفّزات الخارجيّة بالحاسّة السادسة المتوفّرة لديها وفي ربوع الوطن بكثرة.
في 2008، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكيّة السابقة، دبّ الحماس بالحكّام العرب، الغريبين عن شعوبهم، وبدأوا في جني المكاسب وتقاسمها؛ من احتمال فوز باراك أوباما الديمقراطيّ، الذي يحلم بالعدل وبالتغييرات الرومانسيّة، من تطوير الرعاية الصحيّة وحماية الفئات الفقيرة ...إلى فرض الضرائب على الشركات الكبرى وضبط البورصة.... آمن الحكّام العرب بأنّ أوباما سيعمل على تطبيق الأفكار التي طرحها في كتابه "جرأة الأمل".
كنّا نبّهنا بأنّ مهارات فنّ الخطابة وإلهاب المشاعر وإثارة الإعجاب... هي "فص ملح"؛ لأنه سيرى من سدّة الحكم شيئا آخر عمّا رآه من قبل، لذلك قلنا: لن يكون أوباما إلا رئيسا للولايات المتحدة، ولن ينفّذ إلا سياستها، ولا يهمّه شيء أكثر من مصالحها...وسيعمل جاهدا كي يثبت للشركات ولمؤسسات السلطة الرأسماليّة والأمنيّة وللإيباك (لجنة الشؤون العامّة الأمريكيّة الإسرائيليّة الداعمة لإسرائيل) بأنه مخلص لها أكثر من أي منافس آخر له في الحزبين، لكنّ أوباما ، كأيّ رئيس أمريكيّ سبقه، لن يستطيع بدعمه تفوّق إسرائيل العسكريّ على كافة الجيوش العربيّة أن يضمن تفوّقها وبقاءها دولة محتلّة؛ تكرّس الاحتلال وتوسّع الاستيطان وتقمع العباد...
في هذه المرّة، في معركة الرئاسة الأمريكيّة الحاليّة، نرى أنّ حكّام إسرائيل أصيبوا بالعمى السياسيّ من الواعد ميت رومني، صديق بيبي، أكثر ممّا أصاب الحكّام العرب من عمى في معارك الرئاسة السابقة، الذين تبخّرت آمالهم بسرعة بعد تولّي الواعد أوباما الرئاسة.
نلاحظ علامات النشوة وهزّ الخصر الفكري لبيبي-بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل اليمينيّة، كلّما ارتفعت نسبة احتمال فوز ميت رومني الجمهوري المورمونيّ بالرئاسة، وكلّما غرّد وهدّد رومني التطرّف الإسلاميّ والنوويّ الإيرانيّ...وروسيا والصين، وكلّما أشاد بالعلاقات المتينة وبالمصالح المتبادلة بين بلاده وكلّ من إسرائيل وتركيا، لكنّ ميت رومني، فيما إذا فاز، لن يكون إلا رئيسا أمريكيا آخر، يعمل على تنفيذ سياسة الطغمة الرأسماليّة والمؤسسة الأمنية ...والإيباك في بلاده، وستتبخّر آمال بيبي وحكومته سريعا في حال فاز أوباما أو رومني كما تبخّرت...، لأنّ القضيّة الفلسطينيّة راسخة في عمق الحلّ العادل، لن تجرفها فيضانات مؤامرات ودسائس تحالف الثالوث الدنس من استعمار وصهيونيّة ورجعيّة عربيّة.
أردت أن انهي بسؤال وبطلب.
السؤال: لماذا تصاب السلطة الفلسطينيّة بالهلع وبالارتباك، كلّما لوّحت الإدارة الأمريكيّة بسيف المساعدات الماليّة؟!
الطلب: أكملوا المشهد: من المعروف أن الرئيس أوباما يحبّ الدعابة والفكاهة، فأراد أن يمازح مجموعة من العميان( عميان البصيرة) بحضور ميت رومني؛ فدعاهم إلى البيت الأبيض...وبعد الاستقبال والجلوس في قاعة المؤتمرات، وقف رومني بجانب أوباما أمام المدعوين، ورفعا كيسا مملوءا بالذهب، حرّكاه ليسمع العميان رنين الذهب، ثمّ قالا لهم: خذوا هذا الذهب وتقاسموه فيما بينكم، وأعادا كيس الذهب إلى صندوقه!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدّلافين الإسرائيليّة
- مَن يستطيع أن ينمّي بذرة الخير؟
- القدس لنا، وأورشليم لكم
- احذروا درب إيهود براك!
- لا صوت يعلو على صوتنا
- أبو مازن، مِن بني ثقيف أم راهب أم ...؟
- إلى متى سنبقى ضحيّة؟!
- أيقظتْني ذكراه!
- المفارقة الغريبة
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - رنين الذهب يعمي البصر والبصيرة