أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - لغتنا العربية فقيرة الكلمات














المزيد.....

لغتنا العربية فقيرة الكلمات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 17:21
المحور: المجتمع المدني
    


الفقر المالي أو المادي معناه نقص في الدخولات الشهرية والسنوية وانحطاط عام في مستوى القدرة على النفقات مما يؤدي إلى عجز في ميزانية المدفوعات,والفقر في التغذية معناه نقص في الفيتامينات وترهلات في كافة أطراف الجسم وفقد القدرة على مواصلة الحياة والنشاط,والفقر في اللغة معناه الافتقار إلى كلمات عصرية وعدم القدرة على التقدم والتطور وهذا معناه فقر عام في التقدم التكنولوجي والصناعي الذي يغير الحياة الاجتماعية وجعلها متناسبة مع روح العصر, فمثلا في المناطق الجغرافية التي لا توجد فيها مصانع هذا الفقر العام في الصناعة والتصنيع معناه أنه لا يوجد جيش من العمال على الصعيدين الذكري والأنثوي وهذا معناه مرة أخرى غياب النصف الآخر من المنطقة عن المشاركة في التنمية الصناعية والبشرية ولا توجد نقابات عمال , ففي المنطقة التي توجد فيها نقابات عمال يكون من البديهي وجود عمال وعاملات وتنتشر كلمات مثل القانون وحقوق الإنسان وحق المرأة في العمل وإجازة الأمومة وحق المرأة في الاختلاط بالجنس الآخر وحق الجنسين بالعمل سوية مما يعطي العمل نكهة إضافية تجعل العامل يحب عمله والعاملة تحب عملها,والمهم الذي يجب أن نعرفه أن غياب كلمة(المصنع )معناه أولا وأخيرا حرمان المرأة من العمل وحرمان المنطقة الجغرافية من مؤسسات مدنية حقوقية وغير ذلك,ونحن لغتنا لغة فقيرة جدا لأنه لا توجد عندنا حياة عصرية لا مصانع ولا شركات فنحن ما زلنا نعيش في كهوف وخيام القرون الوسطى نأكل من يد الملك دون أن نعمل كما كان العرب أيام الخلفاء الراشدين, فأغلبية الناس عندنا يأكلون بدون عمل لأن الدولة نفسها تعارض العمل لكي لا تنتشر الثقافة العمالية والحقوقية لذلك تبقى لغتنا فقيرة تفتقر إلى الحياة العصرية وعليه تكون اللغة متطابقة مع طبيعة المجتمعات سواء أكانت صناعية أم غير صناعية,ومن المهم معرفته أن لغتنا العربية لغة غنية بالكلمات التي تعيدنا إلى الوراء كعزل المرأة وحبسها في البيت وإن مشت في الشارع يحجبها النقاب وهذا كله يجعل لغتنا لغة فقيرة تفتقر إلى المصطلحات والكلمات العصرية الجديدة وتفتقر لغتنا العربية إلى الكلمات التي تجعل حياتنا جميلة وتفتقر أيضا إلى الكلمات التي تدفعنا قُدما إلى الأمام ففي الوقت الذي نجد فيه الناس يرددون كلمات متعفنة مثل(الكافر والملحد والعشيرة والقبيلة),نعم, في هذا الوقت بالضبط نجد لغتنا العربية فقيرة جدا تفتقر إلى كلمات مثل(الحرية,التعددية الفكرية,الرأي والرأي الآخر,الديمقراطية, المصانع, حقوق العمال,المساواة,النقابات,الحزب والأحزاب,المعاصرة,الحداثة, التحليل والاستنتاج,القياس,الاستقراء..إلخ) فالذي يقول عن لغتنا العربية أنها لغة غنية أقول له كلا لغتنا العربية أفقر لغة في العالم لأنها لا تستعمل الكلمات العصرية فأين كلمة الديمقراطية والمساواة ؟,وهذا كله بسبب غياب المعاصرة ووجود الأصالة التي تثير فينا كلمات عبارة عن خردوات لغوية وغير مستعملة لدى الأمم الراقية, فالأمم العريقة بالحضارة وبالتطور تستعمل كلمات مثل :( أنت حر وهذا رأيك) بينما في اللغة العربية لا يقول الناس: أنت حر وهذا رأيك, بل يهددونك بسبب استعمال عقلك وبسبب حريتك في الرأي وتفقد وظيفتك أو عملك وتجوع كما تجوع الكلاب بسبب استعمال العقل وبسبب قولك:هذا رأيي في الموضوع وأنا حر برأيي, لذلك لغتنا العربية لغة غير حضارية ولا يمكن أن نخرج فيها إلى مصاف الأمم التي تقف في الصف الأول من الحضارة فنحن نقفُ في الصف الأخير وما زلنا في ظلام العصور الوسطى نستعمل كلمات بالية.

ومن الطبيعي أن لا نستمع إلى كلمات مثل الحزب والأحزاب والنقابة والنقابات فبدل هذه الكلمات نستعمل كلمة شيخ الجامع,فبدل أن نسأل وأن نستفيد من فلسفة الأحزاب السياسية ورأيها الفكري في المواضيع التي تفرض نفسها على ساحة الحِراك السياسي والثقافي والعمالي النقابي,إننا نجدُ أنفسنا نسأل شيخ الجامع بدل رئيس النقابة أو أمين عام الحزب,ولم أسمع بحياتي على المحطات الفضائية برنامجا يشرح فيه متنور رأيه المدني في القضايا المعاصرة والتي تخص الإنسان المعاصر بل نجد شيوخ وذقون ولحى ممشطة تمشيطا جيدا تبدي رأيها.

وأكثر كلمة تفتقر إليها لغتنا العربية هي كلمة(المواطن والمواطنة) فبدل هذه الكلمة نستعمل كلمة القبيلة والعشيرة وأقارب الوزير وأقارب المدير وأقارب رئيس الجمهورية, إن كلمة مواطن قليلٌ جدا ما نستعملها في حياتنا اليومية فبدل أن يقول أقربائي نحن مواطنون يقولون(نحن العلاونه) ونحن (...) وقس على ذلك في كل الأمور, إن المجتمعات الحديثة تتكون من عدة أنواع كُتلية ومن عدة جماهير وأعراق يختلفون في طباعهم عن بعضهم البعض ولا يمكن أن نجد دولة تتكون من مزيجٍ واحد أو من جنسٍ واحد فالناس اليوم مؤلفون من عدة أنواع والتعددية الفكرية ضمن إطار الوحدة هي النوع أو الموديل الدارج حاليا ويجب أن نحترم الجميع وأن نتعايش مع الجميع ضمن هذا الإطار على اعتبار أن (الدين لله والوطن للجميع) سواء أكنا مثلا داخل الأردن مكونين من أردنيين وفلسطينيين وعراقيين ومسلمين ومسيحيين فكل هذه الشرائح متنوعة ولا يمكن أن يكون الوطن لواحد أو لشريحة من تلك الشرائح وعليه يجب أن أقول عن نفسي أنا مواطن أردني,وهذا ما يجب أن يسود في معظم الدول العربية.

إن الذي يعيق هذه النقطة كلمات قديمة متعفنة, نحن نفتقر إلى كلمات حديثة تتردد على الألسنة باستمرار مثل كلمة(المساواة) فكلمة المساواة بين الذكر والأنثى وبين المسلم والمسيحي والسوري والعراقي والأردني لا تتكرر على الألسنة وهذه الكلمة من أقل الكلمات استعمالا في الدول العربية أو في المناطق الناطقة بالعربية,وحين أجلس مع الناس في معظم المناسبات العائلية لا أجدهم يستعملون كلمة(المواطن,المساواة,التعددية,الحرية,المحبة,الرأي والرأي الآخر) فهذه الكلمات في لغتنا العربية فقيرة جدا ولا يمكن أن نجدها مستعملة إلا فيما ندر ذكره.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق
- الكلمة المُخدرة
- أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - لغتنا العربية فقيرة الكلمات