أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري














المزيد.....

أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 02:05
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم الأمس كتب عني الكاتب الممتع (نيسان سمو الهوزي) مقالا كان قد لفت به انتباهي وانتباه بعض القراء إلى فكرة المصاري وإلى وجود غيري من الكتاب الطفرانين جدا...إلخ..حتى قال أحد الأصدقاء عني مداعبا وممازحا لي :(إذا صار عندك لاب توب مش تتغير علينا؟) طبعا على اعتبار أن جهاز اللاب توب وامتلاكه عند رجلٍ مثلي يُعتبر معجزة كبيرة,وأنا طبعا أقسمت بأن المصاري وحتى جهاز اللاب توب لا يغيران حياتي لأني ثابت على مبادئي ولن تتغير أبدا حتى وإن ركبت أغلى السيارات ثمنا بالعالم,وجهاد العلاونه سيبقى جهاد العلاونه لا تغيره المصاري سواء توافرت في جيبه أم تغيرت فكثرة المصاري وشحها في جيب أغلبية الناس تغير حياتهم على اعتبار أن الثراء يغير العادات والتقاليد والكتب تغير العقائد والمُناخ يُغير الطبائع...إلخ...,ويوجد عندنا مثل يقول( الرجل المسلم إذا صار معه مصاري يرتكب إحدى الجريمتين وهما إما أن يقتل رجلا وإما أن يتزوج على زوجته) ولكن أنا أختلف عن كل هؤلاء الناس بحيث أن المصاري لا تغيرني وبذلك أكون مثل كل الحيوانات التي لا تغيرها المصاري اطلاقا, فهل رأيتم مثلا جحشا غيرته المصاري؟وهل رأيتم قِطاً أليفا غيرته المصاري؟ وهل سمعتم عن حصان أو عن عنزة غيرتهما المصاري؟ طبعا لا,وأنا وكل زملائي الحيوانات لا تغيرنا المصاري ,ولكن بعض الناس يصبحون كلابا إذا غيرتهم المصاري ولكن الكلاب لا تصبح بشرا إذا امتلكت المصاري ومن المستحيل على الثور أن يكون انسانا بمجرد أن يمتلك المصاري مع العلم أن بعض الناس تصبح ثيرانا هائجة إذا شحت المصاري بيديها أو إذا كثرت وتعاظمت في جيوبهم, وكذلك الحمير فهل رأيتم حمارا تحول فجأة إلى إنسان رائع إذا امتلك المصاري؟ وهل رأيتم غنمة بيضاء قد تغير لونها إلى الأبيض الداكن بسبب كثرة المصاري؟ الحيوانات لا تجعلها المصاري بشرا ولكن غالبية البشر تجعلهم المصاري حيوانات حقيرة.

أنا طبيعتي مثل طبيعة كل الحيوانات,يعني مثلي مثل الكلب والحمار والتيس والبغل ذلك أن المصاري لا تُغير طبيعة تفكيري ففي بعض الأيام أكون على البلاطه وماشي على الجنط كما يقولون ومع ذلك المصاري ونقصها من جيبي لا تغير طبيعة تفكيري حتى وإن كنتُ غير قادرٍ على شراء سيجارة واحدة,وهل رأيتم أنتم حمارا غيرته المصاري؟طبعا لا, ومن المستحيل,وأنا مثل الحمار حيث نقص المصاري لا يغير وجهات نظري في المرأة وفي الأديان وفي قراءتي لواقع المجتمعات العربية,وأحيانا تمر عليّ بعض الأيام وأكون مُشبعا أي معي مصاري ومع ذلك المصاري لا تُغير من طبيعتي شيئا,لذلك أستطيع اليوم أن أضع علامة مشتركة جديدة بيني وبين الحيوانات وهو أنني أنا والحمير والكلاب لا تُغيرنا (المصاري)ولا الذهب ولا الدولارات رغم أن غيري من الناس يضعون عدة فوارق بينهم وبين الحيوانات منها الضحك فيقولون:نحن مميزون عن الحيوانات بالضحك أو بالعقل,أما أنا فلستُ عنصريا وحياتي وطبيعة تفكيري لا تتغير وهذا هو المُشترك الوحيد بيني وبين الحيوانات.

وحين كنتُ أعيش في العصر الجاهلي من حياتي كنت أغضب إذا شبهني خصومي بالحيوانات للإساءة إلى شخصي الكريم,وكنتُ أظن بأن (المصاري) قد تغير حياة الحيوانات,يعني إذا انتقل الكلب من منزل صديق له طفران جدا ويعيش تحت مستوى خط الفقر إلى العيش في منزل كبير على الطيراز الأمريكي أو المصري,نعم, كنت أظن بأن تلك المصاري قد تُغير حياة الكلب أو الحمار,ولكن ثبت لي بالوجه الشرعي بأن المصاري لا تُغير حياة الحمار أو الكلب,فإذا أصبح عند الكلب مليون دولار فإن الكلب سيبقى كما هو كلبا طبيعيا محتفظا بكل طبائعه وغرائزه ونزواته وكذلك الحمار إذا وضع أحدكم في جيب(خُرج) الحمار مبلغا وقدره مليون دولار فإن الحمار على ما أظن سيبقى حمارا وإلى الأبد,والكلب يبقى كلبا والتيس يبقى تيسا والخنزير يبقى خنزيرا,وإذا صار عند الكلب جهاز لاب توب فإن الكلب سيبقى كلبا وكذلك الحمار إذا وضعت على ظهره جهاز لاب توب فسيبقى حمارا ولن يتغير أبدا.

ولكن لا حظوا معي بعض الناس كيف تغيرها الحياة المادية ذلك أن بعض الناس إذا شعر بنقص كبير في جيبه من المصاري فإنه فورا يتغير هو وطبيعة تفكيره فيتهم أصدقاءه بالتخلي عنه ويتهم زوجته بخيانته أو بفشلها في إدارة المنزل وتنقلب حياته رأسا على عقب وبعض الناس يعطونك نفس النتيجة إذا أصبحوا يمتلكون المصاري بحيث تتغير عقائدهم وثوابتهم الاجتماعية التي كانوا عليها ثابتون إلا أنا والحمير والكلاب لا تغيرنا المصاري سواء كثرت معنا أو ازدادت في جيوبنا,وأنا مثل الحمار لن أتغير إذا أصبح في مقدوري امتلاك جهاز لاب توب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة
- كلمة القتل96مرة ذكرت في القرآن
- الحضارة سقوطها ونهضتها
- لماذا لم يحج اليهود إلى الكعبة؟
- سيميائية اللغة
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري