أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - إضاعة الوقت في المساجد















المزيد.....

إضاعة الوقت في المساجد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 17:59
المحور: المجتمع المدني
    


بعض الناس ماهرون جدا بالتخفي مثل الحيوانات التي تعتمد في نظامها البيئي على الصيد, فالبعض مثل تلك الحيوانات خصوصا في إضاعة الوقت دون أن يلحظهم أحد ,أين... ومتى أضاعوه...وكيف تم ذلك!!,وبعض الناس تُضيع وقتها علنا أمام كل الناس وأمام ألله وخلق الله من خلال الذهاب والإتيان طوال النهار من البيت إلى المسجد ومن المسجد إلى البيت وصدقوني بأن معظم المصلين في المساجد هم فئتين من الناس:أولهما الرجال كبار السن حيث لا يجدون مكانا يناسب صحتهم إلا المسجد وثانيا هنالك كثير من الشباب الذين يحضرون للصلاة في المسجد خمسة أوقات وهم على الأغلب من العاطلين عن العمل ولو لم يكونوا عاطلين عن العمل لَما حضروا أكثر من خمسة أوقات للصلاة طوال النهار,أي أن معظم المصلين لا شغله ولا عمله لديهم إلا تمضية الوقت في باقي ما تبقى من أعمارهم,طبعا وكلامي هذا ناتج عن رؤيتي ومشاهدة للفئة التي تدخل المجد للصلاة في المجتمع الإثني الذي أقطن به.

إن أهم شيء يميز الناس المحيطين بي من كل جانب هو إضاعة الوقت وقدرتهم العبقرية في التخفي دون أن يتركوا خلفهم دليلا واحدا على فسادهم في إضاعة الوقت كاملا في المساجد فهم يذهبون للصلاة كل يوم 5 خمسة أوقات أو أربعة أوقات لكي يضيعوا كثيرا من أوقات فراغهم والتي أغلبها يقضونها في الذهاب وفي الإتيان من المسجد,وهكذا كما يقول المثل(خِتي مِتي),والمفزع في الأمر أن العصر الحالي اختلف عن العصر الذي ظهر فيه الإسلام فأيام زمان أي أيام ظهور الإسلام كان الناس يقضون معظم أوقاتهم في فراغ كبير حتى وإن كان لديهم عمل فأغلب أعمالهم كانوا يعملونها وهم في المنزل لذلك كان لدى الإنسان أوقات فراغ كبيرة جدا ويوما طويلا جدا وخصوصا في أيام الصيف لذلك كانوا يصلون خمس أوقات ويستغفرون 100مرة ومرة,واليوم الوضع معكوس جدا أي أن الإنسان ليس لديه وقت فراغ كالماضي وبالتالي يجب تخفيض عدد الصلوات من خمسة أوقات إلى يوم واحد في الأسبوع أو إلى مرة واحدة كل يوم ,ويجب أن تنشغل الناس في تمضية أوقاتهم في شيء آخر ما عدى الصلاة لكي نستفيد جدا من أوقات الفراغ, فبدل أن يقضي المسلم 90% من وقته في المسجد يجب أن يكون هنا إنصاف وعدل بحيث يقضي المسلم 20% من وقته في المسجد والباقي في السينما والملاهي الليلية والمكتبات والمختبرات العلمية لكي يستفيد المجتمع كله وفي مؤسسات المجتمع المدنية مثل الأندية الرياضية والثقافية التي تعتني بأصحاب المواهب لأن الموهبة مصدر دخل للوطن,إن الناس اليوم يدخلون المسجد دون أن يتعلموا شيئا من المسجد ,حيث بالأحرى أن يتعلموا الجنس لكي يعرفوا كيف جاءوا إلى هذه الحياة, والفلسفة وعلم الاجتماع لكي يعرفوا كيف كانت حياة الذين سبقوهم وكيفية النظام الاجتماعي وما هيته.

ولا أعرف ما هي الفائدة التي تعود على المجتمع من كثرة الصلاة في المسجد غير ثواب الآخرة الذي يزعمون؟؟؟ دون أن يتعلم المسلمون شيئا في المسجد فهم يدخلون ويخرجون منه بلا فائدة تعود بالنفع على الناس وهذه نقطة أنا لا أفهم منها إلا شيئا واحدا وهو إضاعة الوقت والتسلية وملء الفراغ بالجمل المفيدة وغير المفيدة أي أن 99% من المصلين يذهبون للمسجد من أجل التسلية وإضاعة الوقت وأحيانا اعتقادا منهم أنهم يقومون بالتكفير عن ذنوبهم وفسادهم في البر والبحر,,إنهم بارعون في الفساد وفي التكفير عنه وفي إضاعة الوقت والتسلية بالكامل وليس جزئيا فهم يموتون في الكلام الفارغ غير المهم,فأهم شيء عندهم أن يضيعوا أوقاتهم وأن يقضوا وقتاً كثيراً في عمل أشياء غير مفيدة.


وأنا رغم معرفتي بـأن الوقت ثمين جداً ولا يقدر بثمن وغالي إلا أنني في بعض الأيام أكون مثل أولئك الناس محتاجا لإضاعة الكثير منه وليس كله بين الكُتب أو مع الناس في الطرقات والشوارع والأزقة ودائما ما يقع اختياري على المناسبات العائلية الكبيرة مثل الموت والأعراس لإضاعة الكثير من الوقت وليس الوقت كله فأنا هنا وفي هذه النقطة أستطيع أن أضيع الكثير من وقتي دون أن أشعر بالندم على ذلك,وأحيانا أشعر بأن لي رغبة بالصعود إلى القمر وبالنزول من عليه طوال النهار لكي أضيع كثيرا من الوقت هنالك بين طيات الفضاء وكأن الفضاء كتابٌ أو سجل طويناه بأيدينا ونحن نقع في إحدى صفحاته أو أسطره.

طبعا أنا لا أحب مضيعة الوقت على الفاضي والمليان ولكن أحيانا أشعر بأن مضيعة الوقت عامل مهم من عوامل تفريغ الشحنات السالبة والطاقة السالبة من جسمي ومن أفكاري وأود لو أجد يوميا أو على الأقل في الأسبوع 6 ساعات أستطيع خلالها أن أضيع كثيرا من الوقت كما أنني أشعر بأنني أريد أن أنفق الكثير من الوقت على نفسي تماماً كما ينفق صاحب النقود نقوده على رفاهيته,وطبعا أعرف بأنكم كقراء لي لا تحبون إضاعة الوقت ولكن أنا متأكد أنكم في أغلب الأحيان تحبوا أن تُضيعوا كثيرا من الوقت وأنتم تقرؤون بعضا من مقالاتي علما أن المكوث على مقالاتي ليس مضيعة للوقت ولكنه في كل الأحوال عبارة عن استثمار لأوقات الفراغ,والذي لا يوجد لديه وقت فراغ يجب عليه أن يخترع هذا الوقت ليقول بين زملائه في العمل:قضيت ليلة الأمس وقتا ممتعا وشغلت نفسي بعضا من الوقت في تنظيف حديقة المنزل أو في الجلوس بدار من دور السينما.

إن الوقت يا شباب مهم جدا ويجب أن لا نُضيعه ولكن في بعض الأحيان نكون بحاجة لإضاعة الكثير من الوقت للتخلص منه ونحن نعيش في بيئة لا يوجد فيها مكان نُضيع به الوقت إلا المساجد فلا توجد لا حدائق ولا ملاهي ولا خمارات ولا أندية ثقافية ولا منتزهات غير تلك الحديقة الصغيرة التي بنتها الحكومة لأكثر من 10000مواطن وفي داخلها مرجوحتين للأطفال تتدليان مثل المشنقة, وأنا أحيانا أكون مستمعا إليكم وأنتم تقولون لأزواجكم: تعال يا زوجي العزيز لنُضيع بعض الوقت في قراءة مقالة لجهاد العلاونه.

ربما لا تعرفون بأن هنالك أناس ينظرون إلى إضاعة الوقت كما ينظر بعض الناس إلى استثمار الوقت,وبعض الناس يخربطون بين تلك المفاهيم فمنهم من يقول عن إضاعة الوقت جملة أخرى غير تلك الجملة فمنهم من يسمي إضاعة الوقت ب(التسلية) فيقولون لبعضهم لنتسلى بشيء آخر أو لنتسلى باللعب,وبعض الناس يقولون:نريد استثمار الوقت,وبعض الناس يقولون نريد أن نقطع الوقت بالمزاح وبالتسلية وبالضحك,وبعض الناس يسمون إضاعة الوقت ب(شم الهواء) والبعض الآخر يتخذ من المسجد مكانا لإضاعة الوقت ,والبعض يخرجون من بيوتهم للجلوس في الأمكنة العامة من أجل قضاء بعض الوقت ريثما يأتي موعد صلاة المغرب أو العشاء أو الظهيرة ,أو من أجل التسلية وهو في كل الأحوال هنالك قاسم واحد مشترك بين إضاعة الوقت وبين استثمار الوقت.

وبعض الناس يسمون إضاعة الوقت ب (وقت الفراغ) فيقضون هذا الوقت في صنع أشياء غير مهمة أو في الحديث والكلام والتسلية بحكايات غير واقعية مثلهم في ذلك مثل نجوم المسرح حيث لا يسمحون للفراغ بأن يتشكل على خشبة المسرح فهذا الفراغ حتى لو كان دقيقة واحدة فإنه يعمل على قتل روح المسرحية وتجعل الناظر ينظر بملل إلى المسرح وكأن روحه تريد أن تخرج منه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة
- كلمة القتل96مرة ذكرت في القرآن
- الحضارة سقوطها ونهضتها
- لماذا لم يحج اليهود إلى الكعبة؟
- سيميائية اللغة
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا
- دموعنا


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - إضاعة الوقت في المساجد