أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - سيميائية اللغة














المزيد.....

سيميائية اللغة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 12:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قرأت مرة عن (الثعالبي) قوله:أن الحر هو الملحد,ولكن من منا يفسر اليوم في الوطن العربي هذه الكلمة بذلك المعنى؟طبعا لا أحد لأن الكلمة ومدلولاتها تتحول من زمانٍ إلى زمان ومن بيئة إلى بيئة أخرى ,فكلمة ملحد في نظر الناس كافة اليوم معناها الكافر مع إلصاق 100 تهمة وتهمة في حق صاحبها أو من تنطبق عليه كلمة ملحد وتتم بحقه الملاحقات الأمنية ومنعه من الاستفادة من المجتمع المحلي ومؤسسات الدولة والانخراط بها, ولو طلبنا في نفس الوقت من إنسان يعيش في مجتمعٍ آخر غير المجتمع العربي الإسلامي أن يحدثنا عن كلمة(ملحد) لقال كلاما يوحي لنا معاني كثيرة عن نُبل وأخلاق هذا الملحد ومد يد المساعدة والعون للضعفاء ونبذه للعنصرية والطائفية ولشتى أشكال التعصب الديني, بينما تبقى الكلمة في مجتمعنا العربي تعطينا انطباعا مغايرا بحيث توحي لنا هذه الكلمة بخسة ودناءة من تنطبق عليه تلك الكلمة وبأنه خالد في النار وتدفن جثته يوم وفاته دون أن يصلي عليها أحد ودون السماح لها بدخول المسجد.

ولو طلبنا من شيخ جامع في الحارة التي تقطنُ فيها أنت أن يحدثنا عن كلمة(اليهود) وقلنا له:حدثنا يا شيخ جازاكم ألله خيرا وافتح علينا مما فتح الله عليك لأوحى لنا حديثه بأن هذه الكلمة معناها الغضب من الله والقرود والخنازير والكفرة وقتلة الأنبياء والرسل واغتصاب أرض الغير بالقوة وطرد سكانها الأصليين منها,ولو طلبنا من مؤرخ حصيف علماني أو غير منحاز لمذهب سياسي أو ديني أن يحدثنا عن كلمة (يهود) لأوحى لنا كلامه بأن هذه الكلمة معناها شعب مسكين يعيش بلا وطن وشعب عريق يملك تاريخا ولا يملك أرضاً وبأنه عاش على مدى الدهر مظلوما ومن حقه أن يعيش في وطنه الأم الذي أخرجته منه النزاعات الدولية القديمة على أرضه في يهودا والسامره وكان طوال عمره كرة قدم دولية تلعب فيها الإمبراطوريات,ولو طلبنا من خبير في جائزة نوبل للسلام أن يحدثنا عن كلمة (اليهود) لقال:

جائزة نوبل في 100 عام فقط ....

- في مجال الفيزياء 47 عالم... يهودي
- في مجال الكيمياء 31 عالم ...يهودي
- في مجال الطب 53 عالم... يهودي
- في مجال الاقتصاد 27 عالم...يهودي
- في مجال الآداب 13 أديب... يهودي
- في مجال السلام 9 شخصيات... يهودي
- في مجال المنظمات الدولية 5 شخصيات... يهودية

في مجال الفيزياء 1 عالم.. مسلم
- في مجال الكيمياء 1 عالم... مسلم (باكستاني)
- في مجال الآداب 2 اثنان... مسلم
- في مجال السلام 8 شخصيات... مسلم

ولو طلبنا من حشاش أن يحدثنا عن الجهاز التناسلي للمرأة وللرجل وطلبنا في نفس الوقت من طبيب أن يحدثنا عن جهاز الرجل والمرأة التناسلي فإن إيحاء المعاني من هذين المختصين يختلفان جدا,فكلام الطبيب لا يوحي بالشهوة وباللذة بل يوحي بالعلم وبالمنفعة وبالإفرازات المهبلية ونكاد أن نتقيء من بعض المشاهد البصرية والصور الخيالية المقرفة وبكلمات تدل على خصائص ذلك الجهاز العلمية ووظيفة كل خلية من خلايا الجهاز وبالحمل وبالولادة ,بينما كلام الحشاش يثير فينا الشهوة والرغبة في الجنس ونكاد أـن نفرز إفرازات الشهوة دون القدرة في السيطرة على مشاعرنا وهذا ما ندعوه بسيميائية اللغة حيث يأخذ معنى الكلمة أشكالا مختلفة من مختصٍ إلى مختصٍ آخر.

ولو قمنا بمشاهدة فيلم سكس (جنس) ورأينا فيه عضو المرأة التناسلي فإن ذكورتنا تنتصب وشهوتنا ذكورا وإناثا تنفتح على ممارسة الجنس وأيضا سوف نحاول أن نمسك أعصابنا عن أي تصرف متهور كالتحرش بالمرأة بسبب مشاهدتنا لذلك الفيلم,وفي وقتٍ آخر لو شاهدنا عملية ولادة للمرأة وهي تخرج الجنين أو وهي تتعرض للفحص الطبي في عضوها التناسلي فإن تقاطيع أرجلها وجسمها لا تثير فينا الشهوة للجنس بل تثير فينا الحمية والدعاء لها بأن تقوم بالسلامة متمنين لها الصحة والعافية,ولو شاهدنا جسم امرأة مغري على لوحة إعلانات فإن شهوتنا للجنس تتحرك بسرعة ولكن لو شاهدنا هذا الجسم بيد طبيب يشرح للجمهور عن خصائص تلك العضلات فإن رغبتنا وشهوتنا لا محل لها في هذا المقام ولا تذهب أخيلتنا بعيدا للتلذذ وللمتعة بل تنفتح نفوسنا للمعرفة العلمية.

ولو طلبنا أيضا من شيخ جامع أن يحدثنا عن الجهاز التناسلي للمرأة وللرجل فإنه فورا يبدأ كلامه بالعورة معتبرا أن جهاز الرجل التناسلي عورة وجهاز المرأة عورة أو حتى بأن المرأة كلها عورة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ومن تحت إلى فوق ومثلها مثل الكلب تقطع الصلاة وتثير الفتن وهي من أهل النار, ولو طلبنا من عالم اجتماع أن يحدثنا عن كلمة(الدم) فإن حديثه يأخذنا إلى شكل العلاقات الاجتماعية وترابطها وتباعدها بين أصحاب الجنس الواحد في العائلة الممتدة(الكبيرة) وفي العائلة النواتية(الصغيرة) ولو طلبنا من شيخ عشائر في الأردن أن يحدثنا عن كلمة الدم لأوحى لنا كلامه بأن معنى هذه الكلمة الشرف والدفاع عن العرض و( الدية..الجلوة والتشميس والعطوة والصلح العشائري و...) ولكن لو طلبنا من متخصص طبيب في علم أمراض الدم أن يحدثنا عن كلمة الدم لأوحى لنا كلامه بأنواع الدم وبالصفائح الدموية وبسرطان الدم وبنوع الدم السالب والموجب ولسئمنا حديثه ولتقيئنا.

اللغة تحافظ على العادات والتقاليد وبنفس الوقت تستطيع اللغة تغير كثير من عاداتنا وتقاليدنا إذا تركنا ترديد بعض الكلمات .

ودعونا ننتقل إلى كلمة الذهب هذا المعدن الثمين فإن المرأة حين تسمع بكلمة(ذهب) يتبادر إلى ذهنها أساور ودنانير ذهبية وحلي وجواهر وعرس وفرحة وزيطه ولمة أقارب وبيت زوجية,ولو سمع تاجر بورصة بكلمة ذهب فإنه فورا يتبادر إلى ذهنه حائط وول استريت وأسعار العملات وثمن الأونصه الواحدة وأسعار الدولار والجنيه الإسترليني.

إن للكلمات إيحاءات غريبة من شعب إلى شعب ومن مثقف إلى جاهل ومن عالم متخصص إلى رجل شارع يحكي بلا علم ولا ثقافة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا
- دموعنا
- التحول إلى الديانة اليهودية
- دعاء النبي عن العلم الذي لا ينفع
- يا ليت أنني لم أتثقف
- عندي معلومات خطيرة
- أمة كلها دجل
- هكذا أنا
- الله والعتال والبغل
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - سيميائية اللغة