أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - يا ليت أنني لم أتثقف














المزيد.....

يا ليت أنني لم أتثقف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 19:19
المحور: سيرة ذاتية
    


كنتُ أحاول أن أُثقفَ نفسي بنفسي ولكن أنظروا ما الذي فعلته الثقافة في بلدٍ كل سكانه عُزّل من الثقافة كالذي يذهب إلى المعركة وليس بيده سلاح ...ويا ليت أنني لم أُثقف نفسي ويا ليت أنني بقيت جاهلا,لقد جلبت لي الثقافة كثيرا من الأعداء وقبل أن أصبح شخصية مثقفة كان عندي كثيراً من الأصحاب والأصدقاء واليوم بفضل الثقافة والمعرفة لا يوجد إنسان في حينا ولا يوجد أيضا إنسانٌ يعرفني إلا وكان كرهه لي بسبب الثقافة وكثرة القراءة,وكلما ازداد الإنسان في مجتمعنا ثقافة كلما أحس بالغربة وبالاغتراب أكثر وكلما ازداد الإنسان في مجتمعنا جهلا كلما ازداد مالا وأصدقاء مخلصين له زد على ذلك أنه كلما ازداد جهلا كلما ازداد سعادة.


لم أكُ أنوي أن أكون بطلا أسطوريا ..كنتُ أقرأ في الأساطير بدافع معرفة الأديان التي نشأت قبل الأديان الإبراهيمية وكنتُ أصدق كل ما أقرأه وكنتُ أعيش مع كل الأبطال كما كانوا فحملت الصخرة على ظهري كما حملها الإله (زيوس) لكي يكفر عن أخطائه ولكنني لم أكفر عن أخطائي لأنني في كل يوم أخطأ كثيرا حتى أصبحت في الآونة الأخيرة بطلا أسطوريا في الأخطاء,يا لها من روعه ويا له من ألم ويا لها من جسارة ويا له من عنفوان ويا لخطواتي ويا لصوتي ويا لحظي السيئ.


لم أكُ متوقعا ولا في أي لحظة من اللحظات أن أكون بهذه الضخامة وبهذه القامة الطويلة ولم أكُ متوقعا من أن يصل صوتي إلى كافة القارات وإلى كافة القراء ولم أكُ لأتوقع من أن يصل ظلي من نهر النيل إلى نهاية الهلال الخصيب في الخليج العربي,ولم أك أحلمُ ولا في أي يومٍ من الأيام أن أكون بهذا العنفوان كنتُ أحاول دائما أن أعيش هادئا دون أن يشعر أحدٌ بحركاتي,عشتُ حياتي وأنا أحلم فقط بنشر مقالين أو ثلاث مقالات في السنة الواحدة ولم أكُ متوقعا أو لم يكن من المتوقع لي أن أنشر بهذه الكثافة في كل يوم مقالا أو مقالين أو ثلاث مقالات حتى أصبحت قصتي عبارة عن أسطورة وعن إدراما حزينة من إتراجيديات شكسبير الحزينة
ولم أكُ أتوقع ولا في أي يومٍ من الأيام أن أكون بهذه الجسارة أو بهذه الجرأة ولكن شاءت الأيام أن تجعل مني شيئا آخر.

وكنتُ أقرأ كثيرا من القصص القصيرة والروايات ولكن أنا أصبحت رواية وقصة وحكاية يحكيها الكبار للصغار قبل أن يناموا.


أنظروا إلى ما حل بي ...انظروا ماذا حدث لي تأملوا منظري وهيئتي وشكلي وطولي,كنت أحاول أن أبحث عن الحقيقة وحين عرفتُ الحقيقة تألمتُ على مصيري ومصير الملايين من العرب المسلمين وتمنيتُ لو أنني لم أعرف شيئا وتمنيت في بعض الأوقات لو أنني متُ قبل أن أعرف الحقيقة فالموت على شخص مثلي أهون عليه ألفُ مرةٍ من معرفة الحقيقة,كنتُ أحاول أن أتعلم ولكن أنظروا ماذا حدث لي عندما تعلمت,يا ليتني لم أتعلم شيئا في حياتي, ,كنتُ أحاول أن أعمل بكل هدوء ولكن أنظروا إلى الضوضاء التي حدثت حولي وإلى الضجة الكبيرة التي أحدثتها بفعل يدي وعقلي وقلبي ولساني يا ليتني لم أحدث أي ضجة على الإطلاق,كنت أحاول أن أتكلم بصوتٍ خافت ولكن أنظروا إلى الصوت العالي الذي أصرخ به, يا ليت أنني لم أتعلم لغة الكلام ..كنتُ أحاول أن أقرأ دون أن أتألم وكنتُ وما زلتُ أقرأ وأكتب لكي أهرب من الواقع المرير الذي أعيشه ولكنني جلبت إلى نفسي مريرا آخر أشدُ من المرير الذي هربتُ منه,كنتُ أحاول أن أهرب من حبات المطر الصغيرة التي كانت تسقط فوق رأسي من سقف البيت المصنوع من القصب ورماح المكانس ولكني وجدتُ نفسي تحت المزراب ويا ليتني بقيت تحت حبات المطر الصغيرة,كنتُ أحاولُ أن أمشي بخطى ثابتة ودون أن أُحدث أي صوت لوقع أقدامي ولكن أنا اليوم الكل يسمع ويحس بخطواتي وتمنيتُ لو أنني لم أخطو ولا أي خطوةٍ على الإطلاق,كنتُ أحاول أن أعيش مسكينا من المساكين ودرويشا من الدراويش ولكن حدث لي ما لم أكُ ولا في أي يومٍ من الأيام أن أتوقع حدوثه,كنتُ أحاول أن أمشي بين الناس وأنا متخفي عنهم ولكن حدث عكس ذلك فكل الناس يعرفونني جيدا بآرائي الجسورة.

واليوم لا يوجد مُصور إلا وينشر صوري بين الناس وعلى الجدران وعلى أسوار المدارس,واليوم لا يوجد مُغني إلا ويغني عني بمواويل حزينةٍ جدا,واليوم لا يوجد ولا أي رسام إلا ويرسم لي وجهي بالطريقة التي يعرفها هو فمن الرسامين الذين رسموا صورتي وأنا غارق في الأحزان ومن الرسامين الذين رسموا لي صورة وأنا غارق في الضحك والابتسام ومن الرسامين الذين رسموا لي صورا مكتوب عليها:هذه عبرة لمن لا يعتبر وهذه موعظة لمن لا يتعظ وهذه نصيحة لمن لا يقبل النصائح.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندي معلومات خطيرة
- أمة كلها دجل
- هكذا أنا
- الله والعتال والبغل
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق
- ماذا سيتبقى مني
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين
- المرأة الطاهرة
- في الأرض التي مشى عليها المسيح
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - يا ليت أنني لم أتثقف