أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - في الأرض التي مشى عليها المسيح














المزيد.....

في الأرض التي مشى عليها المسيح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 08:40
المحور: حقوق الانسان
    


هل تعلموا بأن منزلي يقع في نفس الأرض التي مشى عليها المسيح؟,وهل تعلموا أنني اشعر بروحه وأحس به كما أحس بقطعة سُكّرٍ في فمي؟وبأن الهواء الذي أتنفسه هو نفس الهواء الذي كان يتنفس منه المسيح؟وهل تعلموا أن خصوماتي مع الناس هي نفس الخصومات التي كانت سارية المفعول مع الناس الذين عاصرهم المسيح؟ فأعداء المسيح في الماضي هم أعدائي وأحباب المسيح في الماضي هم أحبابي,وهل تعلموا أنني لم أفكر يوما بمغادرة الأرض التي وطأ عليها المسيح بأقدامه؟وهل تعلموا أن لي عند ربي مقاماً عليّ فلا يرفض لي دعاء ولا يرد لي حاجة,وكلما وجهتُ وجهي للغرب أراه بعيني كما أرى قرص الشمس المدور؟.

ومشيتُ وما زلتُ أخطو منذ كنتُ صبيا إلى هذه الساعة في الأرض التي مشى عليها المسيح,وانشغلتْ عاطفتي في العواطف التي شغلت قلب المسيح,وما زلتُ أمشي على هذه الأرض الطاهرة التي باركها المسيح بأقدامه,وبكيتُ على الناس الذين بكى عليهم المسيح وحملت الآلام التي حملها المسيح وما زال بطني ينتفخ في كل يوم أكثر فأكثر من كثرة الدماء التي تنزفُ في داخلي,وكنتُ وما زلتُ مثل معلمي الأول لم أرفع في وجه أحدٍ من الناس سيفا أو سكيناً أو رمحاً أو بندقية حتى أولئك الذين أكلوا خبزي وشربوا مائي ومصوا دمي إلى اليوم ما زلت أطلب لهم العفو والغفران رغم أنهم يرفعون في وجهي شتى أنواع الأسلحة,وما زلتُ أعاني من المغارة التي تخرجُ منها الأفاعي كل صباحٍ وكلَ مساءٍ,ولم أقتل لا إنسا ولا جنا ولم تدس قدمايَ على نملة أو على صرصور فكيف بالله عليكم أن أدوس على مشاعر الناس وعواطفهم,ونزفتُ في الأرض التي نزف عليها المسيح وجُرحتُ في الأرض التي جُرح فيها المسيح وصلبت في الأرض التي صُلب فيها المسيح وصليتُ على التراب الذي صلى عليه المسيح,وسحتُ غربا وشرقا في هذه الأرض التي سرح فيها المسيح, ونزفت دماً من جروحي وعرقا من جبيني وما زلتُ حتى هذه اللحظة أقاوم بلساني وبعقلي شتى أنواع الجهل والتخلف وأصلي من أجل المعذبين في الأرض وأنا أولُ المعذبين وأنا أكثر الصابرين,وصبرتُ وما زلتُ صابرا كالأخشاب تحت المناشير,ولم أطمع بغير قوت يومي ولم أحلم بأن يكون لي قصرا أو عرشا في الأرض التي مصيرها إلى الخراب والدمار فعرشي في السماء,وحظي السيئ في الأرض وحظي الطيب في السماء,وبيتي الأبدي في السماء وبيتي الذي ستهدمه الزلازل في الأرض,وخبزي الدائم في السماء والعطر الذي يجعل رائحتي طيبة للأبد هو في السماء فما زالوا حتى اليوم يعصرونه من أجلي,وأنا أعلم أن في الأرض شقائي وفي الأرض مماتي وحياتي وسعادتي في السماء وما زلت حتى هذه الساعة أطلبُ من الرب فقط أن يمنحني خبزي اليومي ولم أزل حتى اللحظة أجهرُ بالحب الذي في داخلي وحين طلعت عليّ الشمس كنتُ أرتعدُ خوفاً وكنتُ أرتجفُ من شدة البرد القارص فأحسستُ بدفء الشمس التي كانت تعطي المسيح مزيدا من الدفء والحنان وكان وجهي مثل وجه المسيح حزينا على حزن الناس وأشعرُ بهم كما أشعرُ بنفسي وكانت دموعي مثل دموع المسيح وحتى اليوم تشهد الأشجار والأزهار والينابيع على جراح حبيبي الغالية على قلبي,ولم أضحك في حياتي إلا في مواسم الفرح حين يفرح الناس بأعيادهم أكون أنا قد جمعتُ كل جراحي لأبكي على أمور تضحكُ منها الناس وأبكي في المواسم التي يفرح فيها الناس,ولم أنظر للقذى بعين أخي والخشبة في عيني ولم أطلب كغيري كل شيء لأخسر كل شيء فكل ما أطلبه هو الستر وكل أمنياتي للناس بالشفاء العاجل,

فيا ربُ هبني من لدنك صبرا وافتح بيني وبين الذين ظلموني بالحق ولا تجعلني في الأرض جبارا شقيا وزدني من الأحزان ما تستطع وهب لي من لدنك وليا يعرفُ قدري وأعرف قدره واحسبني مع المظاليم ولا تجعلني في عداد الأموات وأنا على قيد الحياة ,ويا رب اجعل رأسي منحنيا إلى الأمام حبا في المعرفة ولا تجعلني منتقما من أعدائي ولا تجعلني مرتشيا أو زانيا أو سباقا إلى الشرور.

ونمتُ وما زلت في كل يوم أنام في الأرض التي نام عليها المسيح فهذه الأرض التي أبكي عليها وأمشي عليها هي نفس الأرض التي مشى وبكى عليها المسيح وعلى أهلها,وهذا القمر الذي يعلو فوق رأسي هو نفسه القمر الذي كان يعلو فوق رأس المسيح وهذه الدواب التي أراها أمامي هي نفس الدواب التي كان المسيح يمر بجانبها, وفي كل صباح وفي كل الأوقات أغسل وجهي وأغسل جسمي كله بنفس الماء الذي كان يغسل وجه المسيح.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟
- الدور الذي لعبته جدتي
- المرأة تجمع بين عدة وظائف
- جدتي رحمها الله
- الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟
- 50تقسيم24
- مائدة الكتابة
- الحيوانات في السينما
- عذاب النار
- رائحة الطعام


المزيد.....




- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - في الأرض التي مشى عليها المسيح