أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عذاب النار














المزيد.....

عذاب النار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 08:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنها الحرب التي اشتعلت نارها في صدورنا جميعاً,إنه عذاب النار,إنني أتعذب في الدنيا, النار تحيط بي من كل الجوانب وعلى المرتفعات الجبلية وفي المنخفضات وفي الأودية وفي الشوارع, نارٌ على نار ولهبٌ على لهب,نحن نواجه تيارات من النيران وجدار من النيران ,المشاعر تحترق والعاطفة تحترق ..نحن نعيش في بركة سباحة نارية وكلنا نسبح في النار نسبحُ فيها على بطوننا وعلى ظهورنا يا لعذاب النار,النار أحرقت وجوهنا,تلفحنا بتياراتٍ عاتية وشديدة مثل الريح العاتية,النار تلتف مثل الأفعى على خصري وتعصرني عصرا ,النار لا أعبدها ولكن هي التي تعبد قلبي وتصلي به في كل لحظة,النار التي تشتعلُ في صدري لا يشعر بحرارتها غيري أنا,ألنار تأكلنا جميعنا قبل أن يأت يوم القيامة,والنار في كل مكان تستعر في الصحف وفي المجلات وفي كتب التاريخ,والأجواء السياسية ساخنة جدا إلى درجة الغليان ,والثقافة ساخنة جدا إلى درجة الاحتراق الكُلي ,ولم تكن النار التي تحرقني إلا جزء من بداية القصة وليس نهايتها,والأسواق تشتعل,الملابس تشتعل وكل شيء يشتعلُ,القلوب تشتعل,وجسمي مثل المدينة المحترقة وكل شيء في قلب المدينة وفي رأسها وفي بطنها يحترق وينبضُ باللهيب الحارق,ولا أحد يريد إطفاء النار التي تحرقني وأغلب الناس يزيدون ناري اشتعالا بدل أن يخففوا لي من أجيجها وسعيرها,والحب احترق بكامله وقلمي الذي أكتب به قد أكلته النارُ حتى أتت على آخره.

ودفاتر الشعر احترقت,والميزانية السنوية والشهرية لي قد احترقت ,وقلوبنا تشتعل وأمعاؤنا تشتعل والقصائد الأدبية تشتعل والقصيدة النثرية تشتعل وفي كل يوم أُلقي على نفسي خُطبة مشتعلة أستمع إليها وحدي تكون فيها الكلمات ملتهبة والمشاعر مستعرة والدموع محترقة,واحراه من الدموع النارية!! كأنها نبعُ ماءٍ حارة..وكل شيء قابل للاشتعال الأخضر منه واليابس والآن هو يشتعل,انظروا يا أصدقائي إلى ألسنة اللهب, والأسعار تشتعل ويقال بأنها مثل النار ولا أحد يستطيع أن يمد إليها يده فكل شيءٍ في هذا الزمان إذا مددت إليه يدك يحرقك,ونحن أصبحنا نخاف من أن نحترق فلا نمد لا أيدينا ولا ألسنتنا لكي لا نحترق ونحذر جدا من لمس أي شيء خشية أن يحرقنا,نحن مثل الأطفال نخاف من النار,والدنيا كلها تحترق مثل روما في أيام عهد (نيرون) وهو ينظر إلى مدينته وهي تشتعل ولا يمد يده أو دلو مائه ليطفأ النار التي تحرق كل شيء في طريقها حتى الحجارة الصخرية, والحياة كلها في احتراق مستمر ويقول عنها الناس بأنها مثل النار بل هي النار نفسها.


وكلنا الآن قابلون للاشتعال ونحن جاهزون للاحتراق فدماؤنا تغلي وهي مثل البنزين ومثل الكاز قابلة للاشتعال من أي شرارة أو من أول عود كبريت,والنار تأكلنا من أسفل القدمين إلى أعلى الرأس والمصابون بمرض السُكري يشكون من ارتفاع الحرارة في الأطراف السفلى من القدمين ولكن لا أحد يشكو من النار التي في داخلي ولا أحد بأطرافه السفلى والعُليا به نار كالتي في أطرافي وأنا ممددٌ على سريري مثل القتيل أو مثل الخروف المذبوح ,وهنالك أناس ليس فيهم أي مرض من أمراض السكر ولكنهم يشعرون بالنار وهي تلتهب في يديهم وفي أرجلهم كأنهم يأكلون النار في بطونهم,أما التي في داخلي فليس كمثلها شيء,والإعلانات التجارية مشتعلة جدا ونشرات الأخبار في اشتعالٍ مستمر وموديلات الملابس في ارتفاع مستمر وهي تشتعل كأنها موضوعة في برميلٍ من النفط,وكل الناس تعاني من ارتفاعٍ في درجات الحرارة على كل الأصعدة ولا نستطيع أن ندخل أي مكانٍ إلا ونشاهد الاشتعال به وهو يحترق فالأسواق تحترق والمحلات التجارية تحترق وقوارب النجاة لا تكفي كل الناس فمن الناس من ذهب ضحية الاشتعال ومن الناس من غرق في مستنقعات المدينة,وكل المدينة أصبحت وكأنها كتلة من النيران أو كأنها فعلا بابٌ مفتوح من أبواب جهنم, وأنا ممددٌ على سريري لم يبقَ من أثري إلا رمادا تذروه الرياح وها أنا أتطاير رماداً فضي اللون وجهنم التي تسمعون عنها من الممكن أن تشاهدوها الآن في وسط البلد وفي جسمي,أو في دفاتر الشعر التي ملأتها حزناً وألما ووجدا وانكسارا...أو في مذكرات كاتب يكتب قصة حياته مثل القصة التي أخطها كل يوم بيدي عن الذين أحرقوني وعن الذين أشعلوني وعن الأشياء التي جعلت مني رجلا محترقا, وإذا ما تركتم منازلكم ونزلتم للتسوق ستشعرون بحرارة السوق وبنيرانه الملتهبة وبدل أن تذهبوا للأماكن الأثرية تعالوا وانظروا في ناري لقد أصبحت مزارا يقصده السياح وهواة نقل الأخبار السريعة والعاجلة,وأعمدة الدخان تتصاعد من رؤوس الفقراء والأغنياء والكبار في السن,والكبير والصغير في البلد تخرج منه الأدخنة وألسنة اللهب,وأعمدة الدخان تتصاعد من فوهات أجهزة التلفاز,والمواد التموينية مشتعلة جدا,والقهوة نارٌ على نار والماءُ الذي نشربه مثل البنزين.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الطعام
- غوايتي
- الحديث النبوي مرفوض نحويا
- اكتشاف النجوم
- لآدم زوجة واحدة
- الاسلام والمسلمون
- باسم الله اقبل تحية حسن الصباح
- لمن تستمع فيرز في ساعات الصباح؟
- كل شيء نافع وضار
- الخالق والمخلوق
- ليلتي وحلم حياتي
- البدانة هي العدو الدائم
- عيد ميلاد بتول الأول
- نحن أغبياء جدا
- الولد الشقي
- حديث نبوي شغل اهتمامي
- رغيف الخبز
- فلسطين عربية
- اعمل خيرا شراً تلقى
- الفساد والاستبداد طريقة حكم


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عذاب النار