أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - باسم الله اقبل تحية حسن الصباح














المزيد.....

باسم الله اقبل تحية حسن الصباح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 22:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


غنى سيد درويش للحشاشين بما يعرف بإسم(لحن الحشاشين)أو طقطوقة الحشاين,وتهكم الناس وما زالوا يرون النُكات والطُرف المضحكة عن الحشاشين ومقالبهم وأقوالهم وأفعالهم,ولكن حسن الصباح وحده جعل من الحشاشين فرقة إرهابية تقتل وتموت وتنتحر في سبيل الوصول إلى الحياة الأخرى.

كل الجماعات الدينية كانوا يبثون صورا عن حياة أخرى بعد الموت ليكسبوا بها قلوب مريديهم,والتغرير بالمتدين عنصر هام من أهم عناصر السيطرة على عقلية المغرر به ,لذلك يحب هؤلاء الموت كما نحب نحن الحياة,فمن الفراعنة إلى الحشاشين إلى كافة الفرق الدينية المتطرفة كلهم اعتمدوا على تصوير حياة أخرى بعد الموت يستبسل من أجلها المجاهدون والمتطوعون من أجل الحصول على غنيمة آخر الدهر وآخر الزمان,والمبالغة في ذلك سواء أكان إسلاميا أم غير ذلك له نتائج عكسية إذ ينشأ الإرهاب أولا وأخيرا عن طريق الطمع في الآخرة ونعيمها وبذلك يولد الإرهاب من المبالغة الشديدة في تصوير الأحداث,وحتى بدون شرب الحشيش والتعاطي بالمسكرات تستطيع الصور الذهنية أن تجعل من الشخص شاربا للحشيش دون أن يقربه أي أنهم(سكارى وما هم بسكارى), ومن نبتة(القِنب) الهندية استخرجوا الحشيش واستعملها الأطباء لمشاكل عُسر الهضم,واستعملها غيرهم للمتعة العقلية وتحسين المزاج والتحلل الأخلاقي وللهروب من المجتمع ومن الواقع المحزن والمخزي والمؤلم إلى عالمٍ آخر أكثر سعادة من الواقع التعيس.

عرفهم التاريخ أول ما عرفهم بإسم جماعة(الإسماعيلية) كفرقة دينية يتعاطون الحشيش والمخدرات وتؤثر بهم أيما تأثير لدرجة الاستعجال بالموت قبل أن يحين موعده,ومن رؤوس الجبال العالية في إيران ومن المناخ الصعب وطبيعة التضاريس الجغرافية القاسية اتخذ الحشاشون مأمنا لهم ليتواروا عن أنظار الناس كعادة جميع المنشقين والثوار ليتخذوا من المناخ القاسي درعا لهم يحميهم من غيرهم,لقد كانت الطبيعة القاسية توفر لهم مكانا آمناً,وكان الأغنياء المُسيسون أيديولوجيا يدعمون تنظيم الجماعات الإرهابية على عادة بعض الأغنياء اليوم الذين يدعمون بعض المثقفين لمجرد التشابه معهم في الآمال والطموحات والفكر,واشترى للحشاشين أحدُ الأغنياء قلعة في جبال إيران الشاهقة من أحد الملوك..إلخ, أما بالنسبة للصليبيين فلم يكونوا ليعرفوا هذه الجماعة إلا أنها جماعة خطيرة يقومون بقتل الناس وقذف الرعب في صدورهم وقلوبهم ,لقد كانت الحياة العصيبة لأولئك الحشاشين تلقي بظلالها عليهم من تعبٍ وشقاء وكانوا يطردون بالحشيش الهمَ والحزن والكمد من رؤوسهم ليتخلصوا بسرعة من أحزانهم وحرمانهم وخصوصا الحرمان الجنسي والعاطفي ليطردوا مرة أخرى الاضطرابات العاطفية الناجمة عن مشاكل الكبت الوجداني والجنسي,إنها حرب نفسية وعاطفية ما زالت حتى اليوم تشتعل ضد الأزمات النفسية الخانقة.
وفي القرن الحادي عشر الميلادي كان الأوروبيون يتهكمون على جماعة التنظيمات الإسلامية السرية في رسائلهم إلى معشوقاتهم وزوجاتهم وكانوا يعبرون عن حبهم بقولهم:(تأثيرك بي يا حبيتي هو أكثر من تأثير الشيخ الإسلامي في جماعته)وكانوا يقصدون بالجماعات الإسلامية السرية (الحشاشين) وتم تعديلها لغويا في أوروبا تحت اسم(الأسيسيين) أي:(الحشاشين) وهي تستخدم حتى اليوم بمعنى(القاتل المحترف), وامتاز الحشاشون بالطاعة العمياء وبالانتحار في سبيل رئيس الجماعة وقد ملئوا الأرض رعبا وكيفاً ومزاجا,ولو أدركوا زماننا لتم وضعهم على قائمة الإرهابيين الانتحاريين,والجنةُ هي مكافأة للقاتل على جريمته,وكان يشترط على الانتحاري أن يموت بعد أن يقتل عدوه بنفس الخنجر الذي يرتكب به جريمته.

إن المبالغة في تصوير الجنة للحشاشين كانت تُحفزهم على الاستعجال للوصول إليها,وحتى اليوم يتأثر كثيرٌ من الشباب بهذه الظاهرة حتى وإن لم يشربوا حشيشا, والحشاشين يعودون إلى رئيس تنظيمهم السري(حسن الصباح) ألذي اعتبره الإسلام متمردا على الحاكم وعلى الحياة المدنية كقائد لعصيان مدني,وهم أول جماعات إسلامية نفذوا عمليات انتحارية فدائية ضد الوزراء وكبار رجالات الدولة في ذلك الوقت,فقد كانوا يشربون الحشيش ويتخيلون بأنهم ذاهبون إلى الجنة وكانت الجنة تأت إليهم قبل أن يذهبوا إليها عن طريق شرب الحشيش والتخيلات والتهيؤ الذي يجعل الجنة تحضر أمام عيون(الحشاش) وتحت أقدامه قبل أن يذهب إليها,وعن طريق شرب الحشيش كان يحصل رئيس الجماعة على الطاعة العمياء من قبل الجماعة التي يرأسها إلى حدٍ مبالغ به لدرجة أنهم كانوا يلقون بأنفسهم من فوق مرتفعات إيران الشاهقة حباً وكرامة,وكانوا يقولون للمقتول بعد طعنة هذه الجملة(باسم الله اقبل تحية حسن الصباح),وكانوا يحيون بعضهم وهم يشربون بالحشيشة بكلمة(صباح الخير)أو مساء الخير حين يسقون بعضهم,وما زالت هذه التحية معروفة عند كل الحشاشين الذين يتناوبون على (النرجيلة)أو على سيجارة الحشيش بجملة(مساء الخير) أو(صبّح صبّح يا عم الحج),ونحت أتباع حسن الصباح على الصخور أسماء الذين قتلوا وأسماء القاتلين وبلغ عددهم 100قتيلا ويقال عشرة قتلى.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن تستمع فيرز في ساعات الصباح؟
- كل شيء نافع وضار
- الخالق والمخلوق
- ليلتي وحلم حياتي
- البدانة هي العدو الدائم
- عيد ميلاد بتول الأول
- نحن أغبياء جدا
- الولد الشقي
- حديث نبوي شغل اهتمامي
- رغيف الخبز
- فلسطين عربية
- اعمل خيرا شراً تلقى
- الفساد والاستبداد طريقة حكم
- أول 60-70-سنة من حياة الانسان
- بقرة اليهود وكثرة الجدل
- يا رضا الله ورضا الوالدين
- مقال (لمن لديه جواب)
- هذا الزمن ليس زمني
- الرزق على الله2
- المشاريع المشبوهة1


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جهاد علاونه - باسم الله اقبل تحية حسن الصباح