اكتشاف النجوم

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    

اكتشاف الفنانين والمثقفين والنجوم الرياضيين والموهوبين مثله مثل اكتشاف المعادن الثمينة مثل الذهب والماس الطبيعي,ويتسابق الناس عليهم ويتنازعون فيما بينهم كما يتنازعون على آبار النفط حديثا والماء قديماً,أو بشكل عام مثل اكتشاف الفلزات النادرة الوجود والعناصر المتواجدة في الطبيعة,وتدرُ التجارة بالنجوم كثيرا من الأموال فما زال شكسبير إلى اليوم يدرُ كثيرا من الجينيهات والباوندات على المملكة المتحدة, ويجلب المثقف والمبدع في الدول الأجنبية دخلا اقتصاديا على الدولة التي يعيش فيها مثله مثل برميل النفط الذي يباع ويشترى في الأسواق العالمية عن طريق الخطوط البحرية والجوية والبرية,والمثقف مثله مثل الزراعة له أهمية كأهمية صناعة رغيف الخبز فزراعة المثقفين بعد عملية اكتشافهم وغسلهم في كل يوم وتلميعهم مثلهم مثل زراعة القمح والشعير والحبوب التي تتحول في مصانع تحويل الحبوب إلى لحوم طازجة غنية بالفيتامينات.

وكما يقتتل الناس على المعادن الثمينة والمكتشفات الغالية الثمن تقتتل الأحزاب السياسية والمؤسسات الثقافية على المثقفين وعلى النجوم وهذا نادر الوجود في الوطن العربي فأغلبية الموهوبين في الوطن العربي تتقاتل عليهم ضباط المخابرات في تهميشهم وإذلالهم والحط من قدراتهم وتشريدهم ليعيشوا حياة مشردة كلها مشاكل لكي يحدوا من حركتهم كما يحدث معي في الأردن,وهنالك من المثقفين من يُكشف عن نفسه مباشرة للجماهير دون أي تدخل من أحدٍ وهنالك من هم بحاجةٍ لمن يكتشفهم ويقدمهم للناس, وكما يحاول بعض العلماء تسجيل أسمائهم على المكتشفات وتسجيل براءات اكتشافاهم باسمهم يحاول أناسٌ آخرون تسجيل أسمائهم على من يكتشفونهم من نجوم ومواهب فنية, ويحاول بعض مكتشفي الفنانين والمثقفين تسجيل أسمائهم على جباه من قاموا باكتشافهم من مبدعين وفنانين كسبق صحفي لم يسبقهم إليه أحد,فيقال مثلا بأن الفنان الفلاني أول من اكتشفه الفنان الفلاني, كما سطّر (صلاح جاهين)اسمه على جبهة الفنان(هاني شاكر)كسبق صحفي وكأول رجل اكتشفه وقدمه لعالم الفن والنجومية,والأعداء والحساد يساهمون إلى حدٍ كبير برفع مستوى المثقفين كنتيجة عكسية لأعمالهم حيث تتحول الإساءة إليهم إلى لفت الأنظار إليهم من قِبل الجماهير,فهنالك بعضاً من المثقفين الذين ترتفع أسهمهم ونجوميتهم كلما ازداد الحُساد من حولهم,وأول من اكتشف الفنانه(لبلبه)هو كاتب السيناريست المشهور(أبو السعود الإبياري) وأطلق عليها لقب لبلبة لأنها كانت سريعة البديهة والإرتجال أمام الكاميره, ولا أحد ينكر ذلك, وأغلب المثقفين والنجوم لم يستطيعوا أن يكتشفوا أنفسهم لوحدهم فهنالك من كان يعتقد أنه كاتب مقالة سياسية مثل نجيب محفوظ الذي اكتشفه المفكر الكبير(سلامه موسى)حين كان يتردد عليه في مطبعته بالقاهرة وكان نجيب محفوظ في وقتها يعتقد أنه كاتب مقالة إلى أن ألقى سلامه موسى بكل أوراقه في سلة المهملات وقال له(أنت كاتب رواية ولست كاتب مقالة اذهب واكتب رواية وسأنشرها لك),ومنذ ذلك الوقت اكتشف الناس والعالم كله نجيب محفوظ إلى أن اكتشفته في سنين عمره الأخيرة جائزة نوبل, وكذلك الفنان محمد الموجي كان يعتقد أنه مُطرب غير أنه اكتشف نفسه بأنه ملحن عظيم وقدير.

وأهم شيء في عملية الاكتشاف هو أن الفنان بحاجة في كل يوم إلى من يكتشف به شيئا جديدا فدائما المثقف يوجد به أشياء جديدة ومكتشفات مختبئة ومواهب متعددة ومواهب أخرى مدفونة مثل (ماريا منيب)التي صعدت المسرح لتقدم دورا اتراجيديا غير أن الجمهور مات من شدة الضحك عليها بدل أن يبكي اعتقادا من الجمهور أنها تسخر ومنذ ذلك اليوم عرفها الناس كنجمة استعراض كوميدي وليس اتراجيدي محزن ,ودائما ما نفاجأ ببعض الموهوبين هنا وهناك لدرجة أننا نقول للمثقف في وقتها(أين كان كل ذلك مختبئا؟إيش كل هالمواهب) وهنا المثقف مثله مثل عارضة الأزياء التي ترتدي في كل لحظة ثوبا جديدا لتظهر به على خشبة المسرح والمثقف مثله مثل (كليو بترا)التي كانت تظهر كل يوم بملابس وتسريحات شعر جديدة مع حفاظها على معدنها الأصلي ,وهكذا هو المبدع حيث في كل يوم نكتشف به فناً جديداً.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل