كلمة بسيطه

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 08:48
المحور: كتابات ساخرة
    

كل ما بصير معانا مشكله نقول(بسيطه) بكره بفرجها الله,وكل ما نقع في مطب بنقول بسيطه هذه شغله بسيطه بكره بفرجها الله,وكل ما بصير معانا ظرف طارئ كمان بنقول هذه بسيطه بكره بفرجها ألله,نحن على هذه الحال منذ ولدتنا أمهاتنا ففي اليوم الذي ولدت به وكان أبي في السجن قال جدي هذه بسيطه بكره بطلع أبو جهاد من الحبس وبفرجها ألله,ويوم ما احترقت في مطبخ جدتي بفعل انسكاب طاسة الطعام على بعض أجزاء من جسمي قالت أمي: بسيطه, وقال أبي :بسيطه,وكنت في سن الست سنوات من عمري ولم يكن وقتها جدي على قيد الحياة فقد توفاه الله وما زال عمري سنة ونصف السنه, ولو كان على قيد الحياة فإنه لن يستطيع تقديم أي شيء لي إلا أن يرفع رأسه للسماء وأن يحرك بيده وأن يشبك أصابع يديه ببعظهما ليقول في النهايه كلمة:(بسيطه) بكره بفرجها ألله,

واليوم في ساعة العصر دخلت على محل لبيع الخضرة فسألته عن ثمن سحارة البندوره فقال ثمنها 4 دنانير ونص,فقلت له بسيطه,فقال مازحاً:شو بتهدد بي بكلمة بسيطه,فقلت له:لا أنا بوجه التهديد للبندوره نفسها بكره بس اتصير الكيلو بعشرة قروش غير أرفسها برجلي,فقال لي:يا بو علي استغفر الله في حدى برفس نعمة ألله برجله!!فقلت له:ليش ما اتقول في نعمه بالدنيا ابترفس صاحبها برجلها!!النعمه هي اللي ابترفس فينا,والبندوره الخربانه والمخمجه صارت تتعالى علينا وطارت بالعلالي...إلخ,يا رجل خليني ساكت,قال الحكومه على شان ما يخسروش أصحاب المزارع بصدروها خارج الأردن,بسيطه,فرد عليّ وقال:مش بسيطه بسيطتين...,وكلما سألته عن سعر أي شيء كنت أقول له بسيطه وما زال على هذه الحال يقول هذه ب4 وأقول بسيطه وتلك ب3 وأقول بسيطه حتى خلت نفسي أنني ألعب معه لعبه إسمها (بسيطه).

كلمة بسيطه في مجتمعنا يستعملها الكذابون وأنا واحد من هؤلاء الكذابين الذين لا يستطيعون مواجهة الحياه فيلجئون إلى كلمة بسيطه للتهديد أحيانا وللترغيب أحيانا أخرى,وحين عاد ولدي (علي) من المدرسه كان قد جاء وعلى فمه كلمة بسيطه فكل شيء يسأل أمه عنه تجيبه أمه وهو يرد عليها بكلمة:بسيطه,فقلت له:ولك دوشتني من وين جايب كلمة بسيطه,ماذا تقصد يا فتى بكلمة بسيطه هل تهددني أم تسخر أم أنها فعلا بسيطه؟, فقد استخدم ولدي كلمة بسيطه بمعنى(بفرجيكوا) وكلمة بفرجيكوا هي أيضا للتهديد, ومن ثم قال:بسيطه والله بكره ما بروح على المدرسه,فهددته أنا بمثل ما قال فقلت له:بسيطه وأنا كمان بقول بسيطه,ومن ثم جاءت زوجتي من بعيد وبيدها الملعقه الكبيره قائلة:مش بسيطه..أنا ما بديش أقول بسيطه أنا بدي أقول إلك وللي خلفك بسيطتين مش بسيطه وحده بكره الصبح بتشوف شو بدي أعمل فيك,وكذلك (لميس) اتسخت ملابسها وهددتها أمها بكلمة بسيطه فقالت لها:بسيطه هسع بحممك وكل الأطفال الصغار يخافون من الحمام,وكانت أمي إذا غضبت مني تأخذني للحمام كفعل إنتقامي,وكذلك كل النسوة في حارتنا وبيئتنا يدخلون الأطفال في بعض الأحيان إلى الحمام انتقاما منهم,فركضت(لميس) واختبأت تحت ذراعي فقلت لها:بسيطه ولا يهمك إشي,وصراحة لم أستطع أن أفعل لها شيئا لأن التهديد بكلمة بسيطه قد أصابتها وأصابتني في رأسي.

كلمة بسيطه نستعملها من أجل طرد اليأس من حياتنا ومن أجل التخلص من المشاكل التي تحيط بنا,ونستعملها من أجل التهديد والوعيد وخصوصا إذا عجزنا عن مواجهة الخصم فنرمي الخصم بكلمة:بسيطه,ومعنى بسيطه أي:بتشوف شو راح أساوي فيك,وأحيانا يكون معنى كلمة بسيطه أنها فعلا بسيطه وحلها بسيط,فمعظم الناس يقولون:إذا المشكله حلها بالمصاري فهذه بسيطه ,إنها لغة دارجه يستخدمها الجيران والأقارب وحتى أنا شخصيا قلتها لأولادي قبل أسبوع حين طالبوني بدفع رسوم رحلة مدرسيه إلى نادي السباق الملكي فقلت لهم بسيطه بكره بفرجها ألله,وكنت أقصد بكلمة بسيطه أي:مافيش مصاري,وما زلت أقول لهم بسيطه حتى أصبحت حياتنا كلها بساطه على البساطه رغم أن واقع الحال يقول لنا بأنها معقدة,ففاتورة الكهرباء كلما أراها أقول لها:بسيطه,ومن ثم أعض عليها الأنامل من الغيض, وكلما رأيت فاتورة الإنترنت أقول لها :اصبري يا فاتوره هذه بسيطه جدا,واليوم مررت في ساعة الظهر من جانب محل لبيع الدواجن فاقتربت من القفص الموضوع به الجاج(الدجاج) وقلت له:بسيطه يا جاج بكره بس يصير معي مصاري بوديك على النار وأعذبك تعذيبا شديدا يوم لا ينفعك لا مالٌ ولا بنون,وكلما واجهنا عملا صعبا جدا نقول عنه بأنه بسيط جدا فنشعل سيجاره ونأخذ نفسا عاليا ومن ثم نخرج الدخان من المغارة الموجودة في أسفل الوجه ونحن نقول :بسيطه بكره بفرجها الله.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل