جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 20:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القرآن الكريم كله كاملا لا توجد به أي وحده عضوية أو أي وحدة موضوعية,فتارة يتحدث في احد السور عن موسى ثم ينقطع الحديث ليتحدث عن موسى في سورة أخرى وكذلك تحريم الخمر وكثيرا من الأمور الشرعية,فهنالك تفكك ظاهر للعيان في كثير من السور حتى أن السور التي حملت أسماءها لا يمكن أن تبقى متراصة تتحدث عن نفس العنوان أي أن آيات القرآن الكريم أو سور القرآن الكريم مخالفة آياتها لأسم الموضوع الذي تحمله,فمثلا سورة الإسراء تتحدث عن العبد الذي أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهنا القرآن لم يقل بأنه يتحدث عن محمد(ص) بل ويتبادر إلى الذهن بأن موسى هو الذي أُسري به ,فأول السورة هكذا("سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير,ثم ينقطع هذا الكلام ليتحدث عن موسى ثم يقول: وآتينا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً. ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.)إلخ...ولولا أننا تعلمنا من أحاديث السنة والشيعة بأن محمدا أسري به لظننا جميعنا بأن الذي أسري به هو موسى,فلماذا لم يذكر الله هنا محمدا بالأسم كما ذكره في آياتٍ أخر,إذ من الممكن أن يقول لنا مفسر حديث بأن الذي أسري به من مكة إلى القدس هو موسى وليس محمداً,وهذا كله يقع على عاتق الوحدة العضوية في القرآن الكريم والوحدة الموضوعية,ففي هاتين المسألتين القرآن يخلو منهما تماما,وإذا أردنا أن نُطبق قواعد النثر الفني على القرآن فإن القرآن الكريم بصراحةٍ لا يمكن أن يأخذ عشرة على عشرة,بل يأخذ ما دون ذلك وأنا لا أسمي هذه الظاهرة عيبا أو نقصانا في القرآن ولكن على الأقل أنا أقول بأنه لا توجد في القرآن وحدة عضوية أو موضوعية وأسماء السور وعناوينها لا تتناسب مع متن النص.وفي أكثر من 50 سورة في القرآن الكريم وردت قصة موسى عليه السلام من أصل 114 سورة في القرآن,ومعظمها متكررة الأحداث والمشاهد والصور الفنية متكررة جدا وبشكل لافت للنظر,وهذا يدل على بتر في القرآن ربما حصل أثناء جمع الخليفة عثمان رضي ألله عنه للقرآن الكريم حين وحد المصاحف وجعلها مصحفا واحدا والله أعلم.
وكذلك التشريعات مثل الصيام حيث ورد ذكره في سورة البقرة 6 مرات من آية183-187-ومن ثم يعاد ذكره في الآية رقم 196,وفي سورة النساء,والمائدة,مريم,المجادلة,الأحزاب.
وكذلك وردت قصة آدم عليه السلام في القرآن الكريم في عدة سور وهن: البقرة,الأعراف,الإسراء,الكهف,طه,فلماذا لم تذكر القصة مرة واحدة!!!!!!!!!,لكي نقول أن في القرآن وحدة عضوية ووحدة موضوعية,وهل أن بلاغة القرآن الكريم وفصاحته ليست بحاجة إلى وحدة عضوية ووحدة موضوعية؟ فنحن على صعيد كتابة المقالات إذا كتبتُ مقالا وخرجت به عن الموضوع الأصلي ولو بكلمة واحدة على الفور قرائي يقيمون الدنيا ويقعدونها هم وحسادي والعوازل الذين معهم من شياطين الإنس والجن, مطالبين إيايّ بضرورة الالتزام بالموضوع المحدد الذي كنتُ قد طرحته مثلا من البداية,وربما هنالك بتر حدث أثناء جمع المصاحف فجاءت قصة آدم عليه السلام أيضا مكررة تكرارا طويلا وبنفس الموضوع في كافة الصور المذكورة,وذكرت أيضا قصة مريم عليها السلام في ست سور من سور القرآن الكريم وهن:مريم,التحريم,آل عمران,المؤمنون,المائدة,النساء,ونجد في أغلب السور هنالك قطع في الآيات ومن ثم يعاد ذكر قصة مريم عليها السلام,وهذا يأخذنا إلى موضوع الوحدة العضوية والموضوعية في القرآن الكريم حيث يبدو الأسلوب القصصي مُتقطع,وبإمكان القارئ أن يرجع إلى تلك السور ليكتشف هذه الظاهرة العجيبة حيث لا يوجد ترابط بين أسم السورة واسم الموضوع الذي تتحدث عنه,وأحيانا بل وغالبا يُذكر الموضوع نفسه في أكثر من سورة وعلى سبيل الحصر ورد ذكر مريم عليها السلام 32 مرة في القرآن الكريم في سورٍ مختلفة,وبالمثال على ذلك:
- قال تعالى:{ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }(آل عمران:47.
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً{16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً{17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً{18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً{19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً{20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً{21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً{22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً{23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26} ( سورة :مريم )
وأيضا في قصة إبراهيم أنها ذكرت في أكثر من سورة وهن:البقرة,النساء,آل عمران, ,إبراهيم,الأنعام,التوبة,هود,يوسف,الحجر,مريم,الأنبياء,الحج,الشعراء,العنكبوت,الأحزاب,الزخرف,النجم,الشورى,الحديد,النجم,الممتحنه .
ونلاحظ تكرار القصة في سورة البقرة بهذا الشكل: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة : 124]
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة : 125]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [البقرة : 126
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة : 127
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة : 130.
ونلاحظ هنا القطع في آيتين من نفس السورة وهن 128-129,والشواهد كثيرة وحصرها يأخذ وقتا ويكفيني منكم الفضل أن الفكرة قد وصلت.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟