أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل















المزيد.....

شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 23:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هنا سنتحدث عن شخصية محمد صلى الله عليه وسلم الجدلية (الديالكتيكية) التي أثارت اهتمام المسلم وغير المسلم,وسمع بها القاصي والداني فهي شخصية متعددة الترجيحات وذات علامات وضع عليها تلك العلامات العلماء والفقهاء والمؤرخون والمفسرون ورواة الحديث حتى أمهر الأطباء احتاروا في موته صلى الله عليه وسلم كيف مات أو ما هو المرض الذي أصيب به من خلال الأعراض التي ظهرت عليه في الساعات الأخيرة من حياته (ص).

إن شخصيته المثيرة للجدل وللاهتمام تبدأ من هذه البداية وهي إذا كان محمد(ص) شخصية عادية أو بشرا عاديا مثله مثل كل الناس فلماذا اختاره الله عن دون كلِ سائر البشر ليبلغ رسالته إلى الناس كافة؟وقالت زوجة أبي لهب بأن خديجة تطمح بأن ينصب لها الناس صنما تتعبد حوله بين آساف ونائلة أو لتكون هي ومحمد(ص) مثل آساف ونائلة, لقد كانت هذه النقطة حساسة جدا إبان دعوته وتروي كُتب السيرة بأن الغيرة كانت مثل النار تأكل أصحابها الذين كانوا يقفون من الدعوة للإسلام موقف الضد فكانوا يقولون:لماذا لم ينزل الوحي علينا نحن!هل بنا عوج أو نقص؟,وتحدث القرآن عن هذه المشكلة بقوله(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون –الزخرف) ويقصدون بالرجلين:الوليد بن المغيرة والثاني عبد الله بن مخزوم فهؤلاء كانوا على شرف عظيم في قومهما وكانوا يتطلعون إلى هذا الشرف شرف الدعوة وتبليغ الرسالة والأمانة,على اعتبار شهرتهما ومكانتهما الاجتماعية بين الناس في مكة والطائف وكانوا يقولون :إذا كان الموضوع متعلق بالجاه وبالسلطان وبالمكانة بين الناس فنحن والله أحق بها منه,هذا ظنا منهم أنهم أكثر شرفا من محمد(ص9 أو مثله ,وإذا كان الاختيار على نسبة الذكاء والمكانة الاجتماعية فهنالك من هم بمستوى محمد(ص) ذكاء وعبقرية وشرفا ونبلا وأخلاقا وهنالك من قد ادعوا في عصره أنهم مثله أو يتفوقون عليه في هذا المجال,وهنا تظهر المشكلة الأصلية وهي أن المسألة ليست على نسب الذكاء ولا على أي الفريقين أفضل مكانة بين الناس ولكنها من الله سبحانه وتعالى قد شرفه الله بها ومثلها مثل الرزق فهنالك أشخاص يرزقهم الله على قدر إيمانهم وهنالك من إيمانهم أفضل من بعض هؤلاء الذين رزقهم الله ولكنهم فقراء, إذا المسألة مسألة وكأنها مزاجية أو لحكمة شرعية لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.

فإن كان الله سبحانه وتعالى اختاره لبعض الصفات التي نعرفها في شخصيته حق المعرفة فإن تلك الصفات لم تكن بمحمد لوحده بل كانت مثلها متواجدة في كثير من الرجال العرب الذين عاصروا محمدا وأهم هؤلاء من كانوا يعرفون بقوة المعارضة له ولرسالته.

إذاً شخصية محمد(ص) أو الشخصية التي يختارها الله أو الرب لتؤدي رسالتها للناس يجب أن تكون على مستوى عالي من الذكاء ومن العبقرية ومن المكانة الاجتماعية والتي حصرتها خديجة بنت خويلد والصحابة بأمانة محمد(ص) وصدقه بين التجار وسلوكه السوي وصلته للرحم وإكسابه المعدوم,وهنا مربط الفرس وهو إذا كانت شخصية محمد(ص) شخصية عبقرية فهذا معناه أن الوحي الذي كان يقول بأنه ينزل عليه من السماء ما هو في حقيقة الأمر إلا ذكاء محمد(ص) الشخصي والعقلي جدا فالوحي هنا هو العبقرية التي كانت عند محمد وهي هبة من الله ومنٌةٌ منه على بعض خلقه.

وإذا كانت المسألة مجرد وحي من الله فليس من الواجب على محمد(ص) أن يكون عبقريا لأنه سيكون عبارة عن مُتلقي من الله سبحانه وتعالى للوحي وهذه الوظيفة ليست صعبة على أحد وما محمد في لغتنا اليوم إلا موصل مثله مثل موصل البريد وعليه يجب أن تكون شخصيته شخصية رجل عادي, ويقال بأن الله اختار محمدا(ص) لتأدية رسالته على اعتبار أنه من العرب ومن أصلابهم ومثله مثل قومه ليس غريبا عليهم ولو كان شديد الذكاء والعبقرية والثراء الفاحش والمغري لغار منه قومه ولنفروا منه نفورا شديدا ولكرهوه, ولو كان والعياذ بالله أقلهم شرفا ونسبا ومالا لنفروا أيضا منه ولكن شاء الله أن يختاره من بين قومهم كإنسان حاله متوسطة وبشر عادي ليس أقل منهم شرفا ولا أكثر منهم فخرا بل هو على شاكلتهم جميعا ويكاد أن يكون بينَ بينْ.

وهذه المرة البريد بين الله وخلق الله ينقل بواسطة رجل عادي وهذا لا يحتاج لا إلى ذكاء ولا إلى عبقرية إنه اختيار من الله ويستطيع أن ينهض بهذه الوظيفة وظيفة المسنجر أي شخص عادي,ولا يمتاز عن غيره إلا بقدرته الشخصية على إقناع الناس بصدقه وبإتباعه من البداية وحتى النهاية.

وهنالك فرضية أخرى مزعومة حول شخصية محمد(ص) الجدلية وهي أنه إذا كان محمد يتلقى الوحي من الله فكيف كانت طبيعة الاتصال مع الوحي؟ فمنهم من قال أن محمداً(ص) في هذه الحالة كان يخرج من شخصيته البشرية ويرتقي إلى الأعلى ليصل إلى مستوى الشخصيات النورانية وهذه فلسفة صوفية ابتدعها الصوفيون لكي يبرهنوا على أن الملائكة لا تتصل بالبشر العاديين,والصوفيون هنا هم المختلفون بالمنهج عن السلفيين وهم من تفرع عنهم جماعة رجال الدعوة والتبليغ فهؤلاء يعتمدون على الموهبة وعلى التعلم عن طريق قوة الإيمان في القلب وعلى الذكاء في الدعوة وليست على أساس كثرة العلم والمعرفة ويعتقدون بأن كل إنسان يتدرب على العزلة وعلى الاتصال بالله يستطيع أن يحقق مجموعة معارف إلهاما من الله سبحانه وتعالى,وهذا ما لا يرضى به السلفيون على الإطلاق إذ يرون أن العلم والمعرفة هم أساس الدعوة أو هما الصفة اللازم توفرها في شخصية الداعي إلى ألله, والمتصوفة فئة مُبتدعة من وجهة نظر السلفيين يجب لجمها أو إيقافها لهذه المهزلة لأن الدين يتعرض للتحريف إذا بقي خط سيره على هذا المسار,ومن الممكن أن يكون للصوفيين وجهة نظر أخرى وهي أن محمدا كان صوفيا وكان رجلا أميا بغض النظر عن هذه المسألة وما هو معنى الأمي أو الأمية , إذ أن محمدا(ص) اتصل بالله والله اتصل به عن طريق خلوته في غار حراء ولم يكن محمد(ص) كثير العلم أو كثير الجاه والسلطان لكي ينزل عليه الوحي ولكن كان اعتماده على اليقين,وهنا ندخل في علم الجدل على أصوله ومعناه مرة أخرى أن محمدا(ص) لم ينزل عليه الوحي بفضل علمه وإنما بفضل نقاوة معدنه الخالص وصفاء نيته وهنا السلفيون لا يتعارضون مع هذا المبدأ ولكنهم على غير استعداد لتقبل هذه الصفات في شخص آخر إلا محمد نفسه,والجماعات التي تعتمد على الإلهام الرباني لا يعتبرون الإلهام الرباني وحيا وإنما طريقة حياة يستدل بها الإنسان المُلهم على الإيمان وعلى الله إذا كانوا يحملون صفات نورانية وهنالك أيضا فرضية أخرى مقلوبة رأسا على عقب وهي: أن الوحي نفسه جبريل كان بقدرة الله ينزل إلى مستوى محمد(ص) البشري العادي فيراه ويسمع ما يقوله وبهذا يتم الاتصال بالوحي.

ويقال جدلا بأن الشخصية العبقرية لمحمد(ص) ليست بحاجة إلى إثبات هوية وهذا معناه شيء آخر وهو أن العبقرية كانت تخرج من رأسه وكل آيات القرآن والأحاديث القدسية كانت تخرج من رأسه عن طريق الاتصال النوراني بالمخلوقات النورانية أي أن هنالك لحظات تجلي عالية جدا كما تتجلى الشخصيات الثقافية في إبداعها من فن وموسيقى وشعر ومسرح ورواية وقصص فكل هؤلاء الأشخاص أو كل تلك الشخصيات ليسوا بعباقرة وإذا اختبرنا ذكاءهم فسنجده عاديا وأقل من عادي وإنما هم ملهمون ومرهفو الحس والعاطفة والوجدان في إنتاجهم للإبداع, أي أن للمبدعين لحظات تتجلى فيها أمزجتهم وتتسلطن سلطنة على الآخر في لحظة إنتاجها للعمل الإبداعي وهذا هو بالضبط ما كان يحدث مع محمد(ص) حيث كان إيمانه إلهاما من الله سبحانه وتعالى ووحيا و هذا هو إحدى الفرضيات الجدلية والله أعلم.

وهنالك مسألة أخرى أكثر تعقيدا من ذلك كله وهو أن الوحي لم يكن ينزل على الأنبياء فقط لا غير بل كان ينزل باعتراف القرآن حتى على الحشرات الصغيرة مثل النحل ({وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (سورة النحل/68).

ثم إذا كان محمد فعلا شخصية بشرية عادية مثلها مثل كل الناس وليست عبقرية في شيء فكيف استطاع إقناع كل الناس بنبوته وصدق رسالته؟ أنا هنا أضع الفرضيات وعمليات الجدل للمناقشة العلمية حول الموضوع ولست هنا بصدد ترجيح كفة شخصية من شخصياته على أخرى بل على العكس أنا هنا نفسي عبارة عن إنسان تائه أبحث عن الحقيقة,ولقد كانت وما زالت شخصيته مثيرة للجدل وللاهتمام وستبقى كذلك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة
- المغامرون والمحافظون
- الاسلام مطلوب للعدالة
- كلمة القتل96مرة ذكرت في القرآن
- الحضارة سقوطها ونهضتها
- لماذا لم يحج اليهود إلى الكعبة؟
- سيميائية اللغة
- عيد ميلادي أنا وكلماتي
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل