أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - أعقاب شهر حزين














المزيد.....

أعقاب شهر حزين


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 02:53
المحور: الادب والفن
    


وحبيبتي مسكنة الروح

تتراكض الي الافكار في اخر المقعد من الباص،
تبعد نفسك بعد كل هذه السنوات عن وطن، ورغم هذا العناد تجد انك ما زلت ذلك الطفل، عائدا من المدرسة وتبحث في المنزل عن وجه أمك
فحين نكبر لا نفتقد الكثير من الناس، قدر ما نفقد الكثير من ذاتنا، كأن تبحث بين أسنانك عن بقايا حلوى اشتروها لك في الأمس، وتبحث في يديك عن بعض الأوساخ التي لا تريد غسلها ، كأنك تحافظ عن بقايا لعبة ما.. او مرحا مع صديق ما، فتعتقد انك اصبحت ناضجا بعد هذا،
لا تستطيع نكران انك نشأت في مجتمع ما زالت تلاحقه اشباح البداوة حتى في طريقة تحضره، وما زالت الجاهلية وسر المعلقات تعشش في مكتباته لتبقى حاجز كبير يفصلك عن التمدن،
ولو خيرت الجدران وكل الأشياء البيضاء، كأن تكون ورقة من دفتر او بقعة ضوء، لو امتلكوا حق الاختيار، لأعلنوا قرفهم من كل كلمة بائسة جاءت من ثقافة الخيمة والبعير،
انها ثقافة تجبرك ممارسة الحب في الظلام، خفية عن عيون الناس، متناسية تماما صرير الأسرة والتأوهات، ومخيلات المراهقين،
لا تعترف بالنهار لحاف لها يخفي عريها، لكن تسمح ان يمارس المحتلون اغتصاب احدى مدنها لا تخجل منها، بل تفتخر ان يذاع خبر اغتصابها على القنواة الفضائية،
يالها من ثقافة لا تفصل بين دعارة وطن ودعارة بيت، وبعدها ما لك الا ان تفتقد وطن ليس ذلك الذي يطمع به محتل، او يبيعه عملاء النفط الخام والسوق السوداء، بل ذلك الوطن الذي يسلبه منك مجتمع يحاسبك حتى على أحلامك، يحاسبك حتى على ذكرياتك،

وانا الذي ظننت اني سأنتشل حبيبتي، سرقوها مني ايضا
آه!
كان في صدري صرير من جنون الخافق
وطفل كان يخشى ان لا سبيل لبيته غير الفراق
انها ليلات، تحذف ساعاتها حين يجتاح الحنين
العاشق
يعدهم يوم بعد يوم، ثم اسبوع بعد أخر دون علم الناضجين
هل يعلمون الناضجين حبيبتي.. احبك مثل العراق؟


اعترف، ان كنت ادعي دور الكاتب الذي يلهمه جمالها فقط، وطالما الهمني، وان ما يجمعني معها انها تملك الجمال يصنع الخيال ورقصة بين فترة واخرى، حيث تتعدى روحي الأفق وتنشطر ذاكرتي لأكثر من فضاء،
لكن الآن بعد ايقنت اني حقا فقدتها، شعرت بتلك الغصة التي لا تطرق باب القلب الا بطرقة حب،
كنت اسمعها على لسان جميع النساء بعدها و معها، اني احبها هي فقط
في كل لحظة حب ارى وجهها يدخل عيني قبل اي ضوء
ودون ان ادري رحت اتفقد اشيائها في خزانة كنا قد وضعنا فيها معا، كل شيء قابل للحب، ووجدت هناك قمرا يخصنا، ومائدة لا تسع لغيرنا وشمعتان على قياس لهفتنا،

يا حبيبتي الشعر يولد في وجوه الجميلات وتحفظه العانسات
والحب في عيناك حنين، وعنوسة لا تجامعها ذكريات
اما احبك او اضيع...
مخالب حمراء تجتث لحمي
احتاج الم اكثر
يرسو على ضفاف الجسد جنوني
كأني احل قطع من الرموز البابلية
ومن السراب فتحت بوابة للأبجدية
يا جسد يولد منه الليل ويولد السهر
مجازفة ان اشتهيك دون التمرد والوقوف
تحرر الغائب عن الوعي، في اللا محال
اصبحت حرا انتقي ما اشتهي منك الحروف
عشر دقائق!
اشتهيك من بعيد
اتسكع على السرير، ثم يهبط في حلمي الخيال
تسمرني عنبتان
تتوقف اصابعي عن الولوج
في شفتيك قبلة تختبئ خلفها قبلة
استلقي حبيبتي
دعي القلب يلقي اغماضتهة
هذه المرة الاولى التي ارى فيها ان بضائع الجنس، اثقل من باخرة الجسد،
اغرق!؟..
ما الضير في ذلك، ما دامت ارسو على شفتيها (مينائي الأخير).. ما يضحكني انها تطلب مني ترك الخمرة
جسمها خمري!.. انها امرأة تريد ان تحتكر جسدي لماركة جسمها، وتعقد صفقة حب مع جميع اعضائي لمدة قرن
ادمنتها..
حبها اوبرالي المشاعر، الصراخ والنفير والرقص،
ماذا تفعل في السماء يا إله اذا لم تكن خالقها،
جسمها خرافة الحوريات في البحر وبدأت تصديق الخرافات،
أؤمن بإنوثتها
فينوس حرريني من طلسم قبلة،
ارسو على شفتيها، عاشق غريق
هل ان مقدار الحياة قبلة؟
اسحبيني من عرين سطوتها
ان العاشقات كإناث الأسود
كيف سأمتطي صحوتي واستجمع قواي؟

وانا عائد الى منزلي، نسيت تماما ما عليّ قوله لها، لبست وجهي الحزين عندما غلقت الباب خلفي... قبل ان تغلق الباب سرقت منها اخر قبلة ممكنة
انها امرأة ازلية، احبها فقط كل يوم،
مثلا افتتح الصباح بفنجان قهوة فأدعي انها قطعة سكر.. احب الحياة معها، واكتشف دون ان تدري... تحبني
تحبني وانا المجنون بخصرها، لم اكتشف بعد سر شفتيها وتلك النشوة
أحببتك كما أحب الشباب الفتيات،
نعم صرخت..
نعم أهديتك ذكرياتي، وضعت جميع ما املك من مشاعر، أفرغت جيوبي من شهواتي للنساء كي أتذوق حرارة المشاعر في قبلك
وأعشقك يتيم التجارب

كان ذات نورس في السماء يحمل غصنا، فأخبرني صديقي انه مثلك يبني بيته، وللأن صديقي لا يدري انه لم يعد للعش ساكنة جديدة، لقد اكلت البداوة اصابعها وكسرت جنحيها فما عادت تطير اليّ.

لست مخطئة، لكن شعوبنا تمنحنا اجنحة لنحلق في سماء رومانسيتها الوهمية ، مع شمعة نوقدها ونخفي ضوئها كي لا يرانا الأخرين، وسوناتا القمر تجمعنا على مائدة من سراب،
وحين نتخطى حدود الخيال، يسلبون منا حتى ذاكرة السعادة، فنخجل من ذلك الحب الغير مشروع، وقتها حبيبتي
ما عليّ سوى ان احتفظ باخر قبلة منك وحضن ظننت اني لن احيا بعده،
واعود اجر خاطرتي الى رحلة اخرى في اللاوعي.



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة...
- اليوم
- فينوس
- اختبر شخصيتك في الضحك
- عطر..
- من أيقظ الحلم؟
- جارة الليل
- أشياء قد تصبح قصة لاحقا..
- تكملة
- حديث الدمى..
- من اين ادخل التاريخ معك
- ينقصهم واحد..
- لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..
- لصة الرجولة..
- أرقي
- لو شئتِ قد يستريح جنوني
- حلم أخير قبل الشتاء
- أوراق ذكرانا
- احبك
- لقد بدوتِ كيف!؟


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - أعقاب شهر حزين