أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - من اين ادخل التاريخ معك














المزيد.....

من اين ادخل التاريخ معك


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


لتكوني أمنيتي الوحيدة والتي من أجلها سأزرع الأمل،
مثل من يزرع نخلة في الثلج،
الثلج مثل الأوراق دائما يبحث عن ألوان، ويقتله الصمت مثل ما يقتلني الملل في هذه البلاد التي لا تتعدى طموحاتي فيها غير أن اعمل وامتلك شقة جميلة وسيارة، عداها فانا أزج نفسي في كتابة أشياء لا اعلم من سيقرئها... تراك ستقرئين يوماً هذا الكتاب؟
أنتي لا تحبين قراءة الكتب العربية، وأنا اعلم كل العلم بأن ما يكتب باللغة العربية صار معرض للشك دائما عندي، ونسبة الصح والخطأ صرت أقيسها بمدى مللي من القراءة،
سئمت فهم الحياة على الطريقة البدوية.. سئمت تلك المشاعر الجبارة للأشياء الاعتيادية والمبالغ فيها،
فكم يلزمني من اللا تفكير كي اقتنع مرة أخرى بأن ما أحببته فيك، هو ما تملكه كل امرأة شرقية، فيها حنين وأنوثة اقتنتهما جيدا من باقي النساء بالوراثة ليس إلا،
وكم مرة علي أن اعتقد بأنك امرأة شرقية فقط تحمل أنوثتها وراثة من مجتمع تقدم فيه النساء وجبات الحب بالإشباع، فقط لأن الرجل الشرقي لا يرضى بالاعتيادية من أول نظرة؟..

اخترت لكِ اسما من أخطائي في التعبير، و وجدت سحراً ثانياً في قواعد اللغة كسحر النجوم، أن تنتظم في عشوائية كي تمتعنا مشاهدتها كل ليلة، نار الشهوة لا يطفئها معك إلا الرماد، فكوني حين يغتال اسمي،
كوني حين لا يملك رأسي وسادة، حين تسال دماء الأنبياء على شهوات النساء، وحين تسقط بعض الشظايا في مخيلتي كأشواك الجليد،
ولا اعرف ما هو اسمك الجديد في الشتاء،
وعدت الصحراء أن لا يعود الثلج، أن لا تمطر مرة أخرى على سطح القمر.. وحين هجرت المخيلة.. ذكرتك!
ما بين ذكريات ومستقبل كان حديثنا، فأي حاضر هذا الذي ينسيني من أنتي؟ أصوات كثيرة اشتعلت في مخيلتي أعمدة من دخان الجنون،
واعتقد أن المخيلة مدخل للجنون، وأيضا هي حصانة من ثرثرة الكثير من الناس،

أنت مخيلة الصباح..
اسمحي لي أن أقدم جسدي قرباناُ لهذا اللقاء؟
ربما لأن فيك التصوف رحلة مع السماء، ولأن فيكِ شيء من حرارة التشوق للبحر، حيث يمكن للجميع أن يفقدوا عقولهم لتلاطم الأمواج
نعم إنني اغرق..
فهل هذا مخيف؟
هل تعلمين بأن الجميع اتهموني في حبكِ؟
وان هذه هي أوجاع هي التي تمس الذاكرة دون غيرها!؟

لذا، سأبدأ القول بأني احبك...
وبان الحب هو أخر من تبقى عندي، عداه فانا لا املك سوى ذكريات قد لا أحب استرجاعها إلا معكِ
أحببت صوتك، ويربكني أن أشبهه بآلة موسيقية، لكنني الآن استطيع أن أقول، بأن صوتك يحمل من الأنوثة ما يكفي رجولتي، وأسألك أي مرآة تملكين كي يتبرج صوتك كل يوم بنبرة أجمل من سابقاتها؟
رغم عذوبة صوتك اشتقتك مستمعة..
واتكئ... كأن صوتك حائط
صوتك وجه السماء، كوني النجوم
يا امرأة شهقت تاريخي في لحظة حب
جامعتك فيها مع ذكرياتي.

لقد بدأ السكر يستسيغ خسائري، كأن مقدار حياتي هو كأس خمر، سأكمله وبعدها لا احتاج أن أعيش يوم آخر،
أنتي اضطرابي يوم السبت، هذا اليوم الذي كلما أحببت عزلتي فيه كلما اكتشفت إنني أكرهه أكثر..

فحين أريد اختبار اتزان الألم في منطقة ما من جسدي، استعين ببعض الكؤوس من الخمر، ربما تسعة أو عشرة كؤوس، هذه الكؤوس افتتح بها ملحمة الجسد والروح الثانية، مغامرة طائشة في اللاوعي،
واعتقد أنني أحاول نسيانك فقط ليس أكثر
معك النسيان ليس اضطهاد الذات كي نختبر قوانا العقلية في اجتناب الألم
هو ليس تلك اللحظة السحرية التي تحول دخان الماضي إلى سراب، كي يسهل علينا تكذيبه
انه النسيان الذي يشبه تماما الحب، يجردنا من التجارب، وأحيانا يتخذ عنا القرارات
عشر كؤوس، وأخر تلامسه يداي... كأننا نستنشق حديث من الماضي محتفلين باكتشاف موهبة التفاصيل الدقيقة،
ما أثارني وقتها أننا لا نجيد دور العاشقين معاً، وعندما يحاصرنا الصدى والسراب،
وحين تقبض على ذراعينا الحقيقة، نهرب؟، كأن "كل شيء يبدأ بسراب، ينتهي رغما عنا بنكران"..
خلف بوابة النسيان مكتوب، .."هنا لا توجد المفاتيح السحرية، ما زالت هذه الأبواب لا تقفل بالكامل لهذا نضع الذكريات على عاتقنا ونمشي، فقط ضع باقة ورد عند مدخل الباب وعند الرحيل نحتاج إلى كذبة فقط"
فقط أن لا يزورني وجهك كعادته،
فقط أن لا أضع على نافذة بيتي فراشة فأنا لا املك الزهور ودخان سجائري يطرد رائحة الربيع
افترقنا و وجهك كالربيع يغسل السماء
كدموع الصباح فوق أشجار المدينة، ويهطل من بعيد..

يعود ليقول كأسي..
إذا لم يصبك غرور الإلهة من حبي لكِ، فأنني لا استحق أن أكون نبياً لأجل هذا العشق، لا استحق أن يتبعني المجانين في رقصة قد لا أتقنها عندما يعزف الحنين اليكِ لحناً،
فكم مرة عليّ أن اشتاقك لأقتل مخموراً؟..
أحبك قدر امتناعي عن اللا حب، قدر ذكرك لأسمي احبك،
قدر عنادي أعشقك واصمت قليلا كي لا يأخذ الكلام قدره بالموت حين تعلمين كم احبك،
لأننا لم نحب نهايات الكلام، لأننا لم نحب انتباه الأصوات في الموسيقى وفي الصور، لم نحب أن توضح المعاني بالكامل لأنها تقيد المخيلة، تقيد ما نريد أن نرى،
أحبك لأني لا اعلم لماذا احبك،
أحيانا أرى الليل في بغداد أجمل، وأحيانا أرى لون الظهيرة ودرجات الحرارة المرتفعة محطة اشتياقي القادمة لك، وأتساءل ترى أين كنتِ وقتها،

فكيف أتخلص من حب يجري بي إلى الوراء؟.. و يثور إن تباطأ حلمي، رأيتك حورية البحر تسكن في صحراء من ظمأ، رأيتك جسور لا تحتاج للأنهار، وشعباً يغسل وجهه الصباحي بدماء الأمس فصار حزين،
رأيتك سفوح بابل تسيل عليها الأصداء منذ القبلة الأولى، ومنذ تعبت ترانيم الكنائس.. نام الإله.
فكيف يمكن أن تضعي على خدي قبلة للوداع، ووجهي ما زال يرفض رحيلك؟



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينقصهم واحد..
- لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..
- لصة الرجولة..
- أرقي
- لو شئتِ قد يستريح جنوني
- حلم أخير قبل الشتاء
- أوراق ذكرانا
- احبك
- لقد بدوتِ كيف!؟
- طوفان انفجار...
- كفانا نغلق الأيام
- أميرة حزني، علميني..
- حنين السرير
- هوايتي معكِ
- حبيبتي لا تقرأ الشعر.. ولا تهوى الأدب
- لا شيء
- شاي اخضر...
- بغداد
- كروان
- أرواح مقبورة في جسد ....


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - من اين ادخل التاريخ معك