أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..















المزيد.....

لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 04:21
المحور: الادب والفن
    


احبك، كأني أردت البحث عن قضية في داخلي لك، واعلم أن الهروب إليك هو درب تضيئه مصابيح الشارع في طريق المطار في بغداد،
كم أحببت أن أضعك بين قطارين فقط لتري ما أراه من ذكرى لونها برتقالي، وكأن الصدأ أضاف إليها تعب الليالي
أضاف لها المطر وحر الصيف سمرة غريبة..
كم جميل أن أضع في يديك جسر، قطعته ذات تأمل صباحا مساء،
هل حقاً "حتى الظلام هناك أجمل، لأنه يحتضن العراق" ؟..
هل عدت للعاطفة، وانك مشاعر تهيج الذكريات فقط لأن صوتك يجمع كل إناث الأرض في لحظة رجولة طائشة؟..

اشتقتك أكثر من مرة،
مرات عديدة...
لكن هذه المرة تعدت الاشتهاء، شي ما في صوتك فجر داخلي، حول ذاكرتي إلى موجة برد تسمر لهذا قلبي وأنا في طريق الابتعاد عنك،
ربما لأنك امرأة وضعت علامات الاستفهام عند باب وحدتي، تبحث في داخلي عن إجابات شبه أكيدة، كي نستمر في محبة متقطعة

أعدت قراءة كل كتبي، واعدت مشاهدة مسرحياتي المفضلة دون أن اضحك هذه المرة، جردت مشاعري من العاطفة ورجعت لذكرياتي، و دون أن ادري رحت ازداد رفض..تحول تمردي من بديهي إلى أسوء
أحببتك في نبرة الكتب القديمة، واشتقتك حين لم املك سوى ضجري.. معك لا املك سوى الماضي، هل تعتقدين أن في بيتي يهطل مطراً من أوراق الخريف، كي تصفر شفاهي وأنا أقول احبك... حد العطش
كنت اكتب عن الصنوبر، اقرأ عن الزنابق والأقحوان والياسمين، وأنا في طفولتي لم أعاشر سوى شجرة الجهنمية و ورودها الناعسة ككل الأزهار تستسلم للخريف
ودون أن اعترض، كان يجب أن يشاركني الله في نفسي لأن من حقه الثمالة في الجسد،
هكذا أحببنا الأشياء في مدينتي، أن لا نحبها بخمس حواس ولكن بتركيز أكثر، بعاطفة لا داعي لها كي نرضي الآخرين، تمضي بعض السنين لنكتشف في النهاية كم كنا مخطئين..

حاولت أن أضع شيء ناقصا في كل معاشرة، شيء غير قابل حتى للتفاوض، لا يختلف عليه عضوان من جسدي، ولا اعلم كم نجحت في هذا!؟
ربما قد تجبرني متعة أن اكتب وأنت ستقرئين... إلى القول (ما ينقصني هذه المرة هو أنتي) أو أكمل، ينقصني الآن هو أن احبك أكثر
أو كما يقال دائما عندما نصل بعلاقاتنا للنهاية، أريد رؤيتك أو سماعك مرة أخيرة..
توجد الكثير من الجمل التي تجبرني حلاوة الكتابة أن أزجها لكي في سطرين أو ثلاثة، كأن أقول إننا لم نكمل حديث ما، أو موضوع ناقشناه معا أو كلمة لم اقلها لك.. الكثير من الأشياء تنقصني ونعم تستمتعين في معرفة ما هي،
لكن أسألك.. هل تستحقين حقاً اشتياقي لكِ؟

اشتقتك حين علمت أني بعدك، كم اكره أن أبقى وحيدا..
ما زلت أعشقك وأكرهك واطلب أن تعانقني الغيوم، روحك بيضاء... وما زلت حارس لباب جدي وما زال قميصي تنقصه الأزرار، كيف لي أن أدرك أن لا مكان آمن غير رائحة يبعثها شال جدتي؟ ربما عليّ أن اكتشف سر تلك الجهنمية، تلك الشجرة التي زرعها أبي أمام طفولتي وما زلت اكبر وهي تموت أكثر.. ماتت قبل أن تكتب جميع ما حكا جدي وقبل أن أدرك ما يقول.. وقتها كنت صغيرا،
واكتشف بعد حين أن لا محبة في هذا العالم غير قلب جدتي ولا حنين يضاهي حنين أبي، ذلك الرجل الذي لم افهمه في مراهقتي،
علموني أن الحب يجلب الغثيان، الحب لحظة مستمرة في حياة كل إنسان
وانه فراشة تبحث بين زهور سياجنا عن عسل كي تضعه الأيام طعم لذكريات ستغدو مثل الشهد، أوهمونا بأن الحب كبرياء وانحناء في الوقت ذاته، ولا يمكن التداخل بينه غير لحظة عطش تبحث عن الاستمرارية في العناد، كي يبقى حبيبي هو حبيبي ولا شيء يفصلني عنه سوى وهم لابد أن أضعه تحت رأسي قبل أن أنام، واحلم...

وضعوا في طريقي كبرياء الرجال،
واعترف بأن تلك الأخلاق التي اكتسبوها أبي وأمي وجدتي ومن قبلهم جدي وزملائهم وعالمهم وكل من ترك نفسه الأخير على الكرة الأرضية، لا علاقة لها بالحب، أنهم أضاعوا بعض من أشيائهم ثم تنحبوا عن خرافة أسموها الحب الخالد
ذلك الحب الذي لا يصفه إلا القليلين، نعم إنهم الشعراء والأدباء وكل من ملكوا رخصة الكتابة وقيادة كل المشاعر في ورقة
ورقة قد تكون كاذبة وقد تكون مبالغ في حبرها
وكان فيها تلك الحروف التي اخفت دماء من ماتوا قبلنا لأسباب أو دون أسباب، متناسين كل الحروب وصراع ما بين سلطة ومبدأ وفشل مؤقت،

اشتقتك منذ بداية الأخلاق والمعنى النهائي للحياة، أردت منك سماعي!..
ككل الأشياء الملموسة لها مصدر.. الأخلاق ككل الأشياء لها مصدر أو بداية، ربما قد تكون فطرة بشرية أو فكرة تنقسم بين الدينيين واللا دينيين،
فمنها الإنسانية والعدالة، ويكون مصدريها الرئيسيين أولائك رجال الدين
أو الارتقاء البشري وأهمية بناء الحضارة وهنا اللادينيين معنيين أكثر بها، حيث "وسائل المشاركة الإنسانية تبرر غض النظر عن الماضي كغاية للاستمرارية" على سبيل المثال..
أو ربما كان مصدرها... الناس الضعفاء الذين ضاعت حقوقهم عندما كانت تمشي عجلة الحياة حتى بعد سقوطهم، فطالب المؤرخون بكلمة حق، لو قيلت في ذلك الوقت لكان في تاريخنا الحزين، بعض النسيان،
بعدك علمت أن المحبة في غير محلها، ببساطة هي سلوك ساذج، والحقيقة التي لا يريد أن يصدقها الجميع "أن الأخلاق هي اللعبة الوحيدة التي كلما نتقنها أكثر كلما كانت الخسائر أكثر"، وليس السؤال الحقيقي هنا، من يملك الحق كي يطالب الناس بمثالية الأخلاق كما يفعل أشباه الأنبياء... بل من يملك الحق كي يحاسب البائسين، فمن المؤسف أن البعض يجيز لنفسه الحق أن يتدخل في ما يريدوه الآلهة، وما يفعله البائسين،
وكلانا يعلم "متى ما يفصل المجتمع الأخلاق عن العادات والتقاليد، يضمن الوصول أسرع للارتقاء الذي يريد أن يصل إليه الطموح البشري".

ارحلي بعيدا سئمتك، سئمت أن لا حديث مفيد لسواك،

في كل مرة اخلق استفزاز أخر لألم لا اعلم كم صار حجمه وكعادتي اخرق هدنة أهدرت فيها جميع ما املك من سلام تجاه نفسي، كأنني بكسرها أضع أرواقي موقعة برائحة النبيذ أمام معاهدة تشبه تلك التي تكتب مع الشيطان بحروف أيام الأسبوع القادم بعد يوم أحد
وأنتي أصبحت كلمة تقف بين شهيق وزفير تطرد كل الذين اعرفهم.. فيرحلون، كحفنة من هواء تلقى في السماء
حنيني إلى الماضي لم يعد يكفي والكتابة لم تعد تغذي وحدتي بالأمل،
ويعود يسألك اشتياقي..
أيمكننا تخطي لعنة الأيمان؟... تلك قفزة اعتبرها كإلحادي ضد دين، وصناعة أحجار للعبادة أخرى، حجر لا يرمى في الحالات العادية تلك التي تسبب بعض الكدمات للمخطئين سلفا ضد آلهتهم، وجثث تتهاوى لجحيم غير النار،
إنما غضب..
غضب أخر يركبني معك مثل أوراق الجن الخاسرة
أبقانا معلقين بتلك البوصلة التي لا تميز خطوط الطول عن خطوط العرض، لا تدلنا في ارض تعترف بجغرافية فتات المشاعر..
تلك التي تربك ملوك الحب الهزليين، وما زلنا نتناول من تلك الموائد، ألا يكفي أن يهزأ بنا الوحي لنموت أنبياء كعادة من أحبوا من قبل؟
اشتقتك وأعجبني هذا الإحساس اليوم، هل حقاً نشتاق لمثقفين يجلسون في المقاهي ورائحة الشاي تفوح من قصصهم، هل نقاشاتهم صارت ممتعة كالذكريات، بعد أن اعتبرها عالمنا الآن..مقهى يجلب الملل؟

الذين طبع على ألسنتهم العطش وجفت على شفاههم الحياة، فذكروا التاريخ باكين، خدعوهم المعصومين، ذموهم وما زالوا يتعبدون في حضرتهم
وعندما قتل الكثيرين منهم ضحك الإله منتظر عبورهم السماء، فأشعل طيبتهم بحجة أن البشر كفروا والنار بانتظارهم،
جبلت عيونهم بدخان المولدات تلك التي تصنع الكهرباء السامة، تلك التي تعطي أمراض نفسية مغلفة برفاهية النقود،
في الحقيقة من يلام؟ هل هو الدين.. صناع الدين المحترفون؟.. أم هم الذين سلموا زمام حياتهم وأطفالهم للعاطفة.. تبا لعاطفة لا نافذة تغمرنا بالمشاعر
أقول، الدين ليس أفيون الشعوب إنما العاطفة هي لعنة الأمم
واكرر أسئلتي لك، لماذا وراء كل فاشل امرأة شرقية، لأن أحلامها بكل بساطة أن تكون شريفة مثل أمها، حنينة وتطهو الطعام بشكل جيد، وما عليها سوى أن تجر خطا الرجل إلى الوراء بعيدا عن أحلامه،
وما عليه سوى أن يجد طريقة أخرى ليتحدث في مواضيع سياسية وتكون الأكثر حزنا كي تكسب بعض المودة؟..
وما زلت حزينا يا ماضي؟ في طريق العود إليك.. محبط أن نخون الذكريات، ان نتشبث بأحلام بلد آخر،
أن لا نحترم قوانين الحنين، نعلق أحقادنا في خزائن الذاكرة،
فقط نستعير البعض منها كلما حان وقت لطائفية ما
وندعي طبعا...
أن رائحة المجاري أصابت ماضينا بالغثيان..رامين كل ما نملك كما اعتدنا أن نرمي النفايات.. في الشارع
في طريق حنيني إليك..سئمت جراحنا اليومية، أن يضمدها التخلف والغباء، عاجزين تماما عن بناء مستقبل عادي نجبر الحاضر على إظهار ماض حسن، أو كأن يكون حديثنا على قياس
(كم نبدو تافهين حين نتحدث في السياسة)..على سبيل المثال ايضاَ،

أكرهك واشتاقك وأسألك.. لمَ لمْ تكوني بذلك المستوى الذي يطالبني بالأسباب لا التبريرات؟
وفي معبد القدح الأخير جئتك

الطريق بلا رصيف
بلا رجلين، أو اثر لمسافر ما
وحدها الحصى تتناوب الخطوات في ما بينها
في البحيرة نجمة تستحم
تفكر أن تودع النهر الصغير، قبل أن تنام
هدا الليل في بلد يمنع الصراح بعد الساعة الثانية عشرة
وهدأت أيضا أقداحي العشرة
قدحي العاشر كالمحراب
يرميني في طريق العودة إليك
من زنزانة النوم، يرمي برشام المحبة
ويعرينا أمام الحاضر والذكريات..
سجان يسرق يوميا
خبز من ماعون حنيني إليك
وعقرب بوصلة المحراب، دائما متجه
نحو شمال الأرض
حيث الثلج الصامت، الضوء الخافت
وحفنة شمس، لا تشرق كالمستقبل
بل كي تنضج الذكريات على زندي الربيع،

في عتمة السنة الجديدة أفتش عني، في زحمة من الخيالات ومصابيح الشوارع سكنت طريقي، مثل غصة لاحقت ذاك السراب... هو أنت
لم أشأ أن أدخرك لسنة جديدة، قد لا تفهمي معنا أن أرى كل الأيام تخوننا،
تعالي قليلا واهربي كثيرا
فقد تفضحنا ليلة أخرى، بأننا غير لائقين لبعضنا
لأن لنا طريقان لا يلتقيان، رغم تلك العاطفة والتزام شبه حقيقي... يشتاق احدنا للأخر! اشتقتك حين علمت باني شفيت تماما من حنين اسمه وطن، ما عدت اشتاق للخبز العراقي، فالخبز هنا أطيب وصحيا أكثر
فضلت أن اشتاق بشيء من الجدية، ليس شيء توارثنا اشتياقه، و دون أن ندري يلف حولنا لعنة العاطفة
أعدك الرحيل كما وعدتها بغداد، وفي تمعن من أهدا خياله لكاس أخر الليل، لأن الليل ما زال طويل، أصغي إليك واضعا اعترافاتك الأخيرة في مدونة الملاحظات الأكثر أهمية،
كان وهما جديرا بالندم.



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصة الرجولة..
- أرقي
- لو شئتِ قد يستريح جنوني
- حلم أخير قبل الشتاء
- أوراق ذكرانا
- احبك
- لقد بدوتِ كيف!؟
- طوفان انفجار...
- كفانا نغلق الأيام
- أميرة حزني، علميني..
- حنين السرير
- هوايتي معكِ
- حبيبتي لا تقرأ الشعر.. ولا تهوى الأدب
- لا شيء
- شاي اخضر...
- بغداد
- كروان
- أرواح مقبورة في جسد ....
- وقتها... سأحبك
- واخيرا


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..