أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - جثامين تعود بردا وسلاما الى قراها














المزيد.....

جثامين تعود بردا وسلاما الى قراها


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقت مبكر مع الندى، والشمس ما تزال خجلة، والسماء تميل الى الازرق الباهت بظلال من الغيوم والصمت، خشية من ان يعطي لون زرقتها لمعانا يشي ببعض الفرح، الاحبة يصطفون على جنبات الطريق ينتظرون لقاء يأتي بعد طول غياب، ينتظرون احبة يصطفون هم ايضا لكن بصناديق خشبية، اللقاء سيكون دون سلام او حتى كلام، لقاء الاحبة سيكون دون احضان او حتى قبلات، لقاء صامت وصوت من طرف واحد، لقاء بالزغاريد ليس بهجة بالحرية، بل انتصارا للانسانية.
بالعلم الفلسطيني عادت الجثامين ملفوفة، فهل تراه سيرفرف خفاقا فوق مآذن القدس وكنائس القدس.

مقاتلين كانوا، دفعوا حياتهم ثمنا للحرية وعدالة القضبة وحقهم بوطن شأنهم شأن سائر الامم، مقاتلين كانوا وشهداء قضوا سنوات موتهم في مقابر الارقام.
بمقابر الارقام كانوا يدفنون بطريقة غير انسانية، بعضهم مضى عليه هناك قرابة الاربعين عاما، مقاتلين كانوا وحان لهم ان يشعروا بالراحة وهم يدفنون بكرامة وانسانية بين ذويهم ومحبيهم.

صلاة متأخرة اقيمت عليهم، اكاليل الزهور شيعت عودتهم، بالتحية العسكرية استقبلوا، لكن الاسماء والهويات اختلطت ولم تعد واضحة، هل نحضن بطاقة الاسماء ام نحضن العظام، لسان حال الشهداء يقول ليس مهما ان تختلط عظامنا، وليس مهما ان يحمل احدنا اسم الاخر فكثيرة هي الاسماء التي حملناها بمشوار كفاحنا، لكن الاهم اننا نستقر بحضن دافئ، ونسقى بماء بارد، آذاننا تصغي الى تمتمة الشفاه بالفاتحة او الدعاء، نحيا حق عودتنا الى قرانا مثلما يحلم كل فلسطيني غادر قريته ومدينته قسرا.

بالدموع والاماني استقبل ذوي الشهداء شهداءهم، اللقاء بهم كان اشبه بلقاء الابطال، احدى الامهات تغلبت على حزنها بفرحة اللقاء حين قالت: انه صار بأمكاني ان ازور قبر ابني، رغم انه ميت فأنني احسه وقد عاد اليّ الآن، استطيع ان التف حول نعشه كلما تملكني الشوق، احدى الامهات بكت وهي تستذكر امنية زوجها ورغبته باستقبال جثمان وروح ابنهما وهو يزفه بيديه للشهادة.

بالمقابل كانت هناك اسر صدمت حين عرفت ان ابناءها المفقودين كانوا مع من عادوا من الجثامين، لكن رغم مرارتهم فأن ابناء فلسطين لا يبخلون عن فلسطين بفلذات اكبادهم.
بعيدا عن الساسة واهدافهم من مثل هذه الخطوة التي يرى الكثيرون انها تصب في خانة احياء عملية السلام التي يعودون اليها بين الحين والاخر لمزيد من الجولات التي لا تسفر الا عن لقاءات من اجل تبادل الصور التذكارية، فأننا لا نريد ان نستذكر الا زغاريد الامهات وفرحة الرجال وهي تستقبل جثامين الابطال وكأنها تستقبلهم للحرية.
نحيي فلسطين وشعبها ونقول ما النصر الا صبر ساعة.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق تاكسي ام متسول
- عواطف امرأة مغدورة
- مذكرات طالب جامعي
- صحائف افكارنا
- الوداع يليه وداع
- زواج مبكر.. طلاق مبكر
- فنجان قهوة
- دفاترنا العتيقة مرآة لنا
- حزن ازهار الربيع
- صورة من ارادة المرأة
- بطاقة دعوة
- وردة حمراء في عيد الحب
- الصحفيون على ذمة التحقيق
- ارض رطبة.. وربيع عربي
- عزيز الدويك.. وشكل النضال الفلسطيني
- خطوات على استحياء
- حظ لم يأتي بعد
- شرارة الحياة
- اما العلانية .. واما تجارة الاكفان
- المرأة والانتخابات وسكين الكوتا


المزيد.....




- غضب عارم في المكسيك بعد مقتل رئيس بلدية مناهض للجريمة
- سلحفاة بحرية تصبح نجمة محلية وتعود إلى المحيط بعد رحلة إنقاذ ...
- روايات فظيعة لناجين من اعتداء جنسي لرجال دين.. البابا لاون ي ...
- الداخلية السعودية تنشر فيديو أين خبأ مقيمان كيسا من مخدر -ال ...
- ما هي أبرز الجماعات المسلحة المعارضة لحماس في غزة؟
- أوكرانيا: قتلى وجرحى في قصف روسي بمسيرات وصواريخ استهدف منشآ ...
- خبير أمني إسرائيلي يحذر: نحن نفقد الشباب الأميركي إلى الأبد ...
- لوفيغارو: هذه أسباب غياب مأساة السودان عن الاهتمام الدولي وا ...
- 290 مفقودا في غرق قارب مهاجرين قرب الحدود بين ماليزيا وتايلن ...
- قطر الخيرية تعقد شراكات دولية خلال القمة العالمية للتنمية ال ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - جثامين تعود بردا وسلاما الى قراها