أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن صدام1














المزيد.....

استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن صدام1


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


---لقد كانت أستاذة في الجامعة --تدرس الحقوق والقانون لكنها ،بعد شهور وجدت نفسها تتعرض للتعذيب على يد أحد طلبتها ! لم يكن طالبا اذا .كان ضابطا في قوات الامن وقد ارسلوه ليارس عمله بصفة طالب حقوق!--كنت هناك عارية --ومنهكة حد تمني الموت .كنت منسية الا من هؤلاء الوحوش .أتعرف معنى ان تقف أستاذة عارية أمام احد طلابها وان تكتشف ان هذا الطالب هو جلادها؟
لست اما ،وقد لا اكون ،بسبب التعذيب الذي تعرضت له ،لكنني اشعر ان وقوفي هناك ،بتلك الحالة،هو اقسى من وقوف الام امام ابنها--الجلاد!--الا تشعر بالخجل والرغبة في الموت وانت تستمع الى ما اقصه عليك؟--لقد كنت هناك وحيدة بين ايديهم لعدة سنوات --عندما خرجت الى الحرية وجدت الكل مشغولا عنا،--ليس هناكعالم ثالث ولا معارضة!ولا حكومة !هناك --في تلك السجون صراع ضار بين الانسان وبين الدواب المتوحشة.

انني هنا بعيدا عنهن ،لكنني اعرف ان غدا هو الثلاثاء وانهن لهذا يعشن اآن الرعب والهلع كما لم يعشهما مخلوق على الارض .فيوم الثلاثاء من كل اسبوع هو يوم تنفيذ حكم الاعدام بالنساء.
لن ينمن الليلة --اعرف هذا.وكيف تنام من تعرف انهم سيقتادونها في الصباح او يقتادون اختها ورفيقتها الى حبل المشنقة؟
لقد تخلى عنهن العالم .تخلى عن كل العراقيين .الجميع تخلى عنا! لا اريد ان ابكي الان ،لانني ساشعر انني انهزمت امام ذلك الوحش .لا ادري من المنتصر فينا .لكنني لن ابكي!
كنت ممددة على الارض --مدمية.وكان يلهث من الضرب والركل الذي وجهه لي.اقترب مني وقال:انت مثل اختي اعترفي وستكونيت عمة لمنى --منى ابنتي .سآخذك الى بيتي وستعيشين معززة مكرمة!
آنذاك شعرت برغبة حارقة في البكاء --تمنيت لو ان لي اخا يقف بوجه هذا الوحش .لكنني كنت وحيدة--
---.ان الانسان ينقرض ويولد نسل جديد من الوحوش لآدمية هناك--
لا هم لي الان سوى الحفاظ على عقلي --لا حلم لي الان سوى ان انام ليلة دون كوابيس ---اتمنى لو ان طلابي ينسون ما تعلموه مني .اذ ما فائدة دراسة الشرائع والقوانين وانا،مدرسة القانون في الجامعة ،اقف امام =محكمة الثورة= فاتلقى الحكم كما اتلقى البشارة:-عشرون سنة!
هل تتصور أنني حزنت ساعة النطق بالحكم ؟كلا،لقد فرحت وقد باركت لي كل السجينات هذا الحكم !فالكل هناك .الكل على الاطلاق ،يتوقع الاعدام وما عداه يعتبر بمستوى البراءة!التهمة الرسمية التي وجهت لي:(الاشتباه بوجودي في تنظيم سري)
لم ادرس حتى في باب مهازل القانون ،عن احكام صدرت بتهمة الاشتباه لكن هذا هو ما حصل معي!---
لا فائدة فما يحصل في العراق ليس سرا كي اكشفه .
اعرف من وضعنا في العراق ،ان العالم قد يلتفت ،ان التفت،الى الجلاد لا الى الضحية ..وانه بمضي الوقت يتملكه اعجاب غريب .وبشكل ما ،بقسوة الجلاد لا بالم الضحية ،لقد سمعت باذني مثقفا عربيا يناقش ببرود مجزرة =حلبجة= بعتبارها =حلا ما لمشكلة القوميات المتمردة=
--لقد قلت وتعذبت .وعلى الآخرين ان يقولوا الان .ما قدمته غير قليل ومن حقي ان ارتاح وان احاول نسيان الرعب ،فبدون هذا لن اكون قادرة على استعادة ثقتي بالحياة ---في هذه اللحظات اشعر بان العالم ينهار. لقد توقفت عن سماع الاخبار وقراءة الصحف ،بهذا نصحني الطبيب ،يجب ان اسافر بعيدا --قال الطبيب: يجب ان تحمي نفسك من الجنون ---فهذا اهم انجاز لك في الوقت الحاضر!
قال كونفوشيوس مختصرا حياة البشر: ولدوا---تعذبوا---ماتوا---هل اطل على حياة العراقيين في هذه السنوات ،قبل مئات القرون وخرج بهذا الوصف المريع والدقيق لحياته؟
عندما اطلق سراح السيدة ليلى بموجب قرار العفو عن السجناء قالت لهم:هجروني كما فعلتم مع اهلي !راجعوا ملف العائلة واخبروها :لا تهجير ولا سفر لك .ثم اوضحوا:ان عائلتك عراقية بالكامل ،لكنها هُجرت الى ايران تحت هذا البند=عائلة غير مرغوب بها=---لا تحاولي الهرب فالقوانين تطورت اثناء وجودك في السجن ،كل محاولة هرب صارت عقوبتها الاعدام !
بالنسبة للسياسينن الذين يطلق سراحهم حسب قرارات العفو لا توجد ضمانة لحريتهم .فهم عادة يتعرضون لالقاء القبض عليهم مجددا ثم تبدأ معهم جولات التعذيب والتحقيق ---لم اكن اريد ان اتعرض لهذا المصير .لقد شاهدت في السجن الكثير من النساء اللواتي أُعدن للمحرقة والالم .ان هذا اسوأ من الموت لمرتين!
عندما هربت في المرة الاولى لم اكن خائفة بهذا القدر .لكنني ايضا لم اكن مصممة على الهرب بهذا القدر.لم اكن في الحقيقة اريد شيئا اكثر من الهرب ومن هذه الغابة!
في صباح بعيد وقبل ان تجرب معنى السجن وبعد ساعات من السفر بالسيارة طلب منها رجال السيطرة النزول----وبدأت قصتها---
القسوة--------------
للحديث بقية



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا
- تسسسسسسسسسسسسونامي--------تعري الامة
- التيارات العلمية المتطرفة ترفض ايضا وجود الله واية قدرة روحي ...
- الالحاد الحديث-----الله عدو الانسان والحرية------2
- الالحاد الحديث------1
- مسيرة ما بعد الاعتقال--شكوك --وتساؤلات
- الكرامة الانسانية -------المنتهكة
- المدمرة نانسي عجرم تقصف البرلمان الكويتي،وتسقط وزيرا شيعيا-- ...
- اختبروا صدق السلطة---حاوروا الامن--وخففوا الحقد
- بين سيد القمني و القرضاوي
- الظلم والعدل في المفهوم الليبرالي
- الحوار المدني حان وقت التنظيم
- الديمقراطية الليبرالية
- -،وحماية عصابات الفساد لكبار المسؤولين في الدولة او ابنائهم ...


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن صدام1