البدوية الصحراوية و الربيع العربي

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 14:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تعتبرالحياة البدوية اينما كانت اعظم منجزات البشر وسماها الفيلسوف وعالم الثقافات البريطاني Arnold Toynbee (جولة القوة) لانها تشترط تدجين الحيوانات و لان الحيوانات في حاجة الى النباتات و الماء يرحل الانسان من مكان الى آخر حسب فصول السنة و البدوية الصحراوية اصعب انواعها لان المحيط الصحراوي اضافة الى اعتباطية سقوط المطر يتطلب من البدوي مرونة فائقة و مهارات عالية لكي يبقى على الحياة و هذا هو سبب تسمية فصل الربيع بفصل الربيع اي فصل الاستقرار و الجلوس حول الابار.

تشير كلمة (ربع) الى الجلوس و اخيرا العيش حول مكان فيه ماء المطر و الانسان (يتربع) مثل (الجمل على الاربعة) في (ربع) اي محل اقامة (ارباع - رباع - اربع) و الربوع هي مناطق السكن باستثناء (الربع الخالي) و لكن هذه الفكرة توجد ايضا في اللغات الاوربية قارن ايضا الانجليزية quarters ولان الحلفاء و الاصدقاء يتجمعون على (ربع) فان (الربع) يشير ايضا الى (الاتباع) و لا تزال العربية العراقية تستعمل عبارات مثل (هو من ربعنا) اي من جماعتنا و (الرباعية) ايضا مزرعة.

العيش في هذا المحيط القاسي ادى بالتأكيد الى زيادة الصلابة و الخبرة و صفات اخلاقية و اجتماعية كالولاء للقبيلة تختلف بكثير عن صفات مواطني المدن التي تحولت اخيرا الى الولاء القومي و الوطني كما نعرفه اليوم رغم ان الولاء للعائلة و الاقرباء لايزال الاول في حياتنا التطبيقية. و لكن البدوية الصحرواية كانت تعني الكفاح الدائم و رغبة كبيرة في تحسين الحياة في انتظار الربيع الاول و الربيع الثاني بصبر لان الربيع العربي يعتمد على امطار اعتباطية لا ياتي بسهولة فانتظر العرب لفترة طويلة لقدوم الربيع العربي و لكن الابار بدأت بفقدان مياها مرة اخرى و على العرب الرحل الى مناطق اخرى او الصبر لحين نزول المطر من جديد.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل