جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 21:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(اسلم) من الباب الرابع للفعل (سلم) و المصدر (اسلام) في الحقيقة يثير فينا الحيرة و الاعجاب لان المحيط العربي الصحراوي انجب رجال يؤمنون بالاستغناء (عكس الاسلام) و الفخر و الثأر فكيف يأتي دين يطلب العكس؟ كيف يمكن لبدوي يؤمن بالغزو و االهجوم ان يستسلم و يسلم امره لله؟ معنى هذا الفعل في الباب الثاني (سلّم) ايضا سلمي لان هذا الفعل في بابه الاول (سلم) يشير الى الكمال و الصحة و الصحيح و السالم (الجمع السالم) عكس (التكسير). لهذا الفعل معاني متعددة جميعها سلمية الطبيعة و النية يمكن عرضها على سلم او باروميتر وفق درجاتها من السلام و الاسلام و التسليم و التحية الخ.
هذه الفكرة السلمية هي اذن دخيلة فعلا على القبائل العربية التي تميل الى الغزو و الهجوم بطبيعتها. فمن اين اتت اذن فكرة الاسلام؟ ليس هناك غير تفسير واحد و هو ان القرآن ليس فقط ترجمة لبعض الافكار المسيحية وبل ان اسم الاسلام نفسه كدين يستند على قاعدة و فكرة سلمية مسيحية و لكن و بتطور الرسالة الاسلامية و بعد ان اكتشف محمد عدم جدوى هذه الفكرة في المحيط العربي ابتعد عن الاسلام ونواياه السلمية و بدأ بدعوة الى العرب الى القتال في سبيل الله و هذا ينطبق و يتناسب اكثر مع طبيعة القبائل الصحراوية و لكن يتناقض مع الفكرة السلمية الاولية.
و لكن كيف استطاع محمد ان يقنع ابناء بلده بالايمان بشيء بعيد كل البعد عن قناعة البدوي؟ و لماذا جاء باسم سلمي النية؟ هناك اولا اسباب شخصية. كان محمد يكره الاغنياء و المستغني (تبت يدا ابي لهب و تب ما اغنى عنه ماله.. - الذي جمع ماله... وغيرها) بسبب فقره الى ان استغنى بنفسه عندما زاد ماله و كوثره و من ناحية اخرى افرغت كلمة (اسلام) من محتواه السلمي عندما اصبح اسم خاص بالدين الاسلامي و تم تكراره يوميا.
و اليوم لم تفرغ كلمة (الاسلام) من محتواها الاصلي بل اكتسبت معاني جديدة سلبية و ايجابية تختلف باختلاف مستعمليها. الاسلام فكرة سلمية لايمكن القتال لاجله و قد تم خيانة هذه الفكرة و اختطف اسم الاسلام عندما ابتعد محمد و اصحابه و الذين آمنوا بالاسلام ابتعادا كليا عن الاسلام.كيف يمكن ان يسمي انسان يدعو الى القتل نفسه بمسلم؟ و لكن هذه الكلمة شوهت سمعتها و لطخت بالدماء لفترة طويلة و منذ ابتعاد محمد عن الاسلام و توجهه الى الاسغناء من الصعب اليوم تنظيفها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.