جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 18:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الموت هو المستقبل رغم ذلك لا نفكر به بقدر تفكيرنا بمستقلبنا الوظيفي و التقاعدي او غيرها من المسائل الدنيوية الوقتية لان الانسان بطبيعته وقتي زوالي لا يستطيع ان يتصور الفناء الدائمي. يمسنا الموت جميعا ببكاء ساكت صامت او بنحيب ثاقب صارخ عندما نواجه موت احبائنا و اصدقائنا او جيراننا بل حتى الذين نكرههم. يواجهنا الموت بطرق مختلفة باحزاننا الشخصية او بموت الاخرين او بوعينا الشخصي به و اخيرا بموتنا الفعلي. لكل منا مجابهته الخاصة به. يبكي المولود و يضحك الاخرون عند الولادة و تنتهي حياته ببكاء الاخرين و لربما بضحكته.
تختلف الخسارة من موت شخص الى آخر و اكثرنا نتفق بان الحياة قبل موت قريب منا تختلف عن الحياة بعده و لكنها ايضا تختلف بوعينا الشخصي بموتنا نحن اما بسبب كبرنا او مرضنا او الاخطار التي حولنا. مسألة الوجود مسألة وقتية لان الحياة ليست الا فترة و لكننا ننسى الموت و نتجنب التفكير به و كيف لا و في الموت اعمق المشاعر و المصير؟ و لربما لهذا السبب يدفعنا الموت الى احضان الاديان و الغيبيات. كيف لا و نحن نتمنى الالتقاء بالاحباب و نرفض ان نقبل رحيلهم دون رجعة؟
هل للموت قصته و تأريخه؟ كيف تنطفئ شمعة حياة فجأة و تختفي الى الابد؟ قصة الموت هي قصة تأملاتنا و تفكيرنا بانفسنا. من نحن؟ من اين اتينا و الى اين نذهب؟ هل هناك حياة بعد الموت و كيف نتهيأ لها؟ هذه هي الاسئلة التى سألهاهامليت في مسرحية شكسبير بعد موت والده لاننا لا نعرف ما معنى الحياة و لكن التأريخ لا يفهم الا من بثه الاجتماعي و الثقافي فاذن قصة الموت هي قصة مجتمع و ثقافة اكبرها هي قصة جلجامش و ادم و حواء و المسيح.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟