أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد كشكولي - الدولة بين ماركس ولينين















المزيد.....

الدولة بين ماركس ولينين


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 02:28
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


" يمكن عمل أي شيء بالحراب، عدا الجلوس عليها"
نابليون بونابرت

قال انجلز في كتابه ضد دوهرينج :" إن أول عمل تبرز فيه الدولة حقا بوصفها ممثلة للمجتمع بأسره – وهو الاستيلاء على وسائل الإنتاج باسم المجتمع – هو في الوقت نفسه آخر عمل تقوم به بوصفها دولة. ويصبح تدخل الدولة في العلاقات الاجتماعية أمرا لا لزوم له في مجال بعد آخر ويخبو بعد ذلك من تلقاء نفسه. ويحل محل حكم الناس إدارة الأمور وتوجيه عمليات الإنتاج. فالدولة لا تلغى إنها تضمحل..." وفي الواقع تعرب هذه الكلمات باختصار عن خبرة ثورة من أعظم الثورات البروليتارية، عن خبرة كومونة باريس 1871. إن حقيقة ما يتحدث إنجلز عنه هنا هو «قضاء» الثورة البروليتارية على دولة البرجوازية في حين أن ما قاله عن اضمحلال الدولة يخص بقايا الدولة البروليتارية بعد الثورة الاشتراكية، فالدولة البرجوازية عنده لا تضمحل ولكن تقضي عليها البروليتاريا خلال الثورة. أما ما يضمحل بعد هذه الثورة فهو الدولة أو شبه الدولة البروليتارية.

يعتقد كثيرون أن ماركس يرى أن الطبقة العاملة لا يمكنها استلام السلطة إلا عبر تدمير الدولة في انتفاضة عنيفة بدون أن يتصوروا أن هذه هي فكرة لينين طرحها في كتابه " الدولة والثورة" على أنها نظرية ماركس عن الدولة وهي واضحة وضوح الشمس إذ أن المجتمعات الطبقية تشكلت بعد زوال المجتمعات المشاعية الأولى التي عاشها البشر في الأصل، فبرزت حاجة اجتماعية جديدة عند الطبقة السائدة الجديدة لأداة لحماية مصالحها الطبقية للهيمنة على وسائل الانتاج و قوى الانتاج ، وكانت هذه الأداة هي مؤسسة الدولة والتي هي في الجوهر إدارة أو قيادة مسلحة للمجتمع واخضاعه . كما إن الطبقة التي تسيطر على المجتمع يكون بامكانها التحكم بالمجتمع بنفس الوسائل، بالعنف المسلح ان اقتضى الأمر ، و هي بالتالي تكون الطبقة الحاكمة.

و خلال مسير التاريخ تم التحكم بالدولة من قبل طبقات مختلفة – أرباب العبيد في القديم ، الاقطاعيون، والرأسماليون المعاصرون. الطبقة المستَغَلّة ، الطبقة العاملة ، يمكنها نيل حريتها فقط عبر سيطرتها على الدولة واستخدامها وسيلة لالغاء المجتمع الطبقي عبر اقامة ملكية جماعية مشتركة و سيطرة ديمقراطية على وسائل الانتاج. وعبر الغاء الطبقات سوف تنتفي الحاجة إلى الدولة كأداة قمع اجتماعية خاصة. فالمجتمع الاشتراكي اللا طبقي لا دولة له بل ادارة ديمقراطية تدير شؤون المجتمع .
لقد أكد ماركس طوال حياته السياسية على أن الطبقة العاملة سوف تسيطر على الدولة ( أو تفتحها- من الفتوحات ) قبل أن تحقق الاشتراكية وأن الاشتراكية سوف تكون مجتمعا بدون دولة.
صحيح أن ماركس اعتقد في البداية أن الطريق الوحيد أمام العمال للسيطرة على الدولة تمر عبر ثورة عنيفة ، حيث لم تكن هذه الفرضية في العقد الرابع من القرن التاسع عشر لا عقلانية ، حيث لم يكن ثمة وجود للاقتراع العام وكانت أساليب الثورة مثل المتاريس و حرب الشوارع واحتلال المباني الرسمية وسائل تلجأ إليها حتى السياسيون البرجوازيون. لكنه رأى فيما بعد أن الانتخابات العامة يمكن أن تكون وسيلة بديلة للعمال للاستفادة منها في نضالاتهم في سبيل السلطة. وقد قال ماركس عام 1872 في هآغ عند انعقاد مؤتمر الأممية الأولى أنه يرى امكانيات للعمال لأخذ زمام السلطة في أمريكا وبريطانيا العظمى و يحتمل في هولندا بوسائل سلمية بعد أن شكل العمال أغلبية من المواطنين الذين يحق لها التصويت . يوضح انجلز في كتاب " النضال الطبقي في فرنسا" كيف أنه وماركس رأوا أن اللجوء إلى الحرب خلف المتاريس قد أمسى سلاحا قديما للطبقة العاملة، ويضيف ليبين كيف أن الاقتراع العام بامكانه أن يكون وسيلة فعالة بديلة. وقد ترك ماركس السؤال مفتوحا عن كيفية سيطرة الطبقة العاملة على الدولة، ولم يضع أي قانون يقول إن الطبقة العاملة يمكنها التحكم بجهاز الدولة بوسائل سلمية فقط.
كانت كومونة باريس نظاما ديمقراطيا بكل ما تعنيه الكلمة، أقيم بناؤه من عناصر وطنية بعد هزيمة فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية ، إذ قام نابليون بعد الثورة الفرنسية جهاز واسع لبيروقراطية و إدارة مركزية لماكينة الدولة في فرنسان لم تُمس و احتفظ بها خلال ثورتي 1830 و1848، ولكن كومونة باريس حاولت الغاءها ما ترك انطباعا قويا على ماركس ودعاه ليجادل في أن العمال استلموا لمرة وحيدة سلطة الدولة ، وعليهم فورا تحطيم هذا النوع من جهاز الدولة البيروقراطية ، التي نكت في عديد من البلدان الأوربية الأخرى.
في رسائله الشخصية يطلق ماركس أحيانا على هذه المرحلة الزمنية حيث يستخدم العمال ماكينة الدولة لإقامة الاشتراكية عبارة " دكتاتورية البروليتاريا" والتي تعرضت لسوء فهم و وتأويلات مشوهة إذ اعتقد الناس أن ماركس يعني الدكتاتورية التقليدية التي نفهما اليوم في عصرنا هذا. لكن لم تعن ِ العبارة تلك في أيام ماركس أكثر من " إدارة" . و دافع ماركس عن الطابع الديقراطي لهذه الدولة أو الادارة هذه تحت سيطرة الطبقة العاملة.

يمكن تلخيص نظرية ماركس في هذه المجال كما يأتي:

1-على الطبقة العاملة أولا السيطرة على الدولة ، سواء بالوسائل السلمية أو العنف
2- بعد ذلك عليها جعلها دولة ديمقراطية تماما
و
3-استخدامها لإقامة ملكية مشتركة وسيطرة ديمقراطية على وسائل الانتاج
4-وبعد انجاز تلك الخطوات تنتفي الحاجة لوجود الدولة التي ستضمحل في الاشتراكية.


لقد تم تشويه نظرية ماركس بطريقتين مختلفتين. الأولى من قبل بعض الاشتراكيين الديمقراطيين الذين أولوها وكأن ماركس كان يؤيد التحول التدريجي و السلمي للاشتراكية عبر قرارات الاصلاح الاجتماعي في البرلمان.و الطريقة الأخرى كانت من قبل لينين حين عاد إلى روسيا في ابريل 1917 بعد سقوط القيصر، أخذ يدعو أن حزبه البلشفي ن سيعمل على الوصل للسلطة في مستقبل قريب، وكان على يقين أن الفلاشفة أمامهم لا بد أن يلجأوا إلى ثورة عنيفة لتحقيق هذا الهدف ما اضطره الانتقال إلى العمل السري فكتب في اوغسطوس و سبتمبر كتاب " الدولة والثورة" ، الذي يشوه فيه نظرة ماركس بمحاولته تبرير خطة البلاشفة للثورة بعبارات ماركسية.

التشويه الجدي جاء من جعله ادعاء ماركس بضرورة تحطيم جهاز الدولة البيروقراطية لنابليون لكي يحظى العمال بالسلطة بعد تأويله على أن ماركس يعني الدولة بوجه عام. واظهاره ماركس في الدولة والثورة كأنه يرى أن الدولة " كلها وعموما" سوف يتم تحطيمها من قبل الطبقة العاملة قبل أو خلال عمليات استلام السلطة.

وقد اوضح ماركس في " لويس بونابارت الثامن عشر من برومير" أن على العمال أن يحطموا جهازا معينا من أجهزة الدولة و كان يقصد في هذه الحالة المركزية القوية للدولة الفرنسية .

والسؤال المهم هنا متى يقوم العمال بالتحطيم؟ قبل استلامهم السلطة أو خلال ثورتهم أو بعد انتصارهم ؟ يُفهم من كتابات ماركس أنه يعني بعد الانتصار .


يتبع
2012-05-25



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلال الدين الرومي: أنا غلام القمر
- لاحقا سوف يأتيني موتي- قصيدة فروغ فرخزاد
- لينين الثوري الروسي وماركس الثوري الاشتراكي
- هل بهتت ذكرى لينين ؟
- محاق
- ماركس والحقوق المدنية
- صدور رواية (مشرحة بغداد) لبرهان شاوي
- انهضي يا مكرمة العقل و الطيران!
- الدفء الخفيّ
- إشكالية تعريف الأمة
- باران ميلان: أنا قحبة
- قصيدتان لتوماس ترانسترومر
- قصيدة - صلاة- لسهراب سبهري
- جريمة أوسلو وصراع البربريات
- الحريات الديمقراطية والاشتراكية2
- الحريات الديمقراطية والاشتراكية- 1
- لماذا تدعم البرجوازية الغربية ثقافة الاستهلاك عندنا؟
- جرونيمو وابن لادن - طبقات الأعداء المقتولين
- هل تتبنى البرجوازية المعاصرة حقا شعار - فصل الدين عن الدولة- ...
- سفينة الشعب الكادح، وسفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد كشكولي - الدولة بين ماركس ولينين