أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - سفينة الشعب الكادح، وسفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم















المزيد.....

سفينة الشعب الكادح، وسفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 14:03
المحور: حقوق الانسان
    


تتحكم الحروب في عصرنا الراهن بالتناقضات القابلة للانفجار و الناتجة عن أزمة الرأسمالية ، و يتم وفق نتائجها تقسيم الثروة والنفوذ بين القوى الكبرى المنتصرة ، لكنها في ذات الوقت تجلب النكبات على الطبقات والشرائح الفقيرة والمحرومة في المجتمع . وقد فتكت الحروب بالبنية التحتية في بلدان كثيرة في الجنوب العالمي بتدميرها المصانع والمعامل و الطرق و الجسور والمزارع ، كما سببت قتل عشرات الملايين من البشر وتشريدهم ، ونشر الأمراض الخبيثة فيهم. وكذلك أدت الحروب إلى تفسخ القيم الأخلاقية والثقافية ما اجبر المهاجرين وأجيال ما بعد الحروب إلى القيام بأعمال غير لائقة بالإنسان تنتهك كرامتهم لإعالة أنفسهم وأطفالهم ، و حسب قول اليوت إنهم اضطروا إلى الحياة في الأرض الخالية من الطير والربيع . نعم، انتعشت الرأسمالية الأمريكية بالاستفادة من الأوضاع الجديدة في المناطق الحربية وانتقلت إلى دورة جديدة من دورات تراكم رأس المال لاستغلاله في الخطط الجديدة للهيمنة على العالم.


فبعد 11 سبتمبر 2001 ووفق سياسة المحافظين الجدد أقدمت الولايات المتحدة على احتلال أفغانستان والعراق، ولا تزال الحروب بالنيابة على طالبان وصدام مستمرة لحد اليوم و تجلب لأهالي هذين البلدين المزيد من الفقر و الدمار و الظلم واليأس. هذه الحروب التي شنت بدعوى تثبيت أنظمة ديمقراطية في العراق وأفغانستان، جاءت في الواقع بحكومات رجعية للغاية إلى سدة الحكم .فإن حكومة كرزاي بلغت في الفساد درجة أثارت امتعاض حلفائه الغربيين وانتقاداتهم لها ، إذ أن وزراءه متورطون في تزانزيت المخدرات و السطو على أموال المعونات العالمية ، و التعامل الأمني والسياسي مع طالبان و المخابرات الباكستانية . فخلاصة القول إن هذه الحرب الديمقراطية أوصلت أفغانستان إلى مرحلة أكثر ظلاما وبؤسا في تاريخها. وإن ما جرى في أفغانستان يصح إلى حد كبير في العراق.
فحكومة العراق الحالية نموذج فاقع لحكومة فاسدة لا ديمقراطية و لا مدنية، وعميلة ، تشكلت نتيجة توافق الحركة القومية الكردية الرجعية ( الاتحاد الوطني و الديمقراطي الكردستاني) والإسلام السياسي الموالي لإيران جناح المالكي و أطياف قومية وطنية برجوازية موالية للغرب تدعي العلمانية ( جماعة العراقية ) . إن هذه الحكومة هي ثمرة حرب امبريالية بالوكالة ، تم تثبيتها بعد توافق قوى وأنظمة المنطقة و القوى الكبرى المتمثلة بشركاتها العملاقة . ومن أولى مهام هذه الحكومة الرجعية الطائفية تنفيذ سياسة الغرب الاقتصادية ، وإشباع جشع شركاته النفطية مثل اكرون موبايل ، شيل و توتال وبتروليوم .


احتجاجات شبيبة العراق وخاصة في كردستان والتي قدمت لحد اليوم 9 شهداء و عشرات الجرحى و مئات المعتقلين ، هي تعبير عن غضب الكادحين والمحرومين الذين يعانون الفقر و البؤس، والذين باتوا لا يطيقون الاستبداد وفساد الحكام و حراميتهم . إن مدينة السليمانية تشهد منذ شهرين تقريبا تجمعات جماهيرية احتجاجا على انعدام الخدمات و الماء الصالح للشرب و البطالة و انتهاك السلطات الحاكمة للحقوق الأساسية وفي مقدمتها الحريات السياسية والمدنية ، وحق التظاهر. وقد اثبت رد فعل السلطات الحاكمة مدى وحشية الحركة القومية الرجعية التي تدعي أن تجربتها في إدارة إقليم كردستان هي تجربة " مقدسة" وان على الكرد حمايتها من " الأعداء العرب والترك والفرس" ، هذه الكذبة التي لم تعد تنطلي حتى على الأطفال.

لقد تمادت السلطات الكردية في جرائمها بحق الجماهير المحكومة وجاوزت كل الحدود الأخلاقية و الاجتماعية بفتوى البارزاني بمعاقبة الداعين للمظاهرات والمحرضين عليها .

سفينة الشعب ليست سفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم



تبين للعمال والكادحين في كردستان أن مظاهرات أهالي السليمانية يوم 16 شباط 2011 في ميدان الحرية كانت بداية المواجهة العلنية بين الجماهير و الكردايتي السياسي ، و في اليوم القادم حين قامت قوات الفرع الرابع لحزب البارزاني باطلاق النار على الشباب المتظاهرين، ما أدى إلى جرح 57 شخصا و مقتل شاب يافع يبلغ من العمر 15 عاما باسم ريزوان علي ، صرح سكرتير الحزب الحاكم أنه ليس من المقرر أن نكافئ من يرمينا بالحجارة بالورود" ، ما عرّى تماما الجوهر الرجعي لهذا الحزب و كل التيار القومي البرجوازي الكردي.

إن حركة الكادحين في سبيل حقوقهم وحريتهم وكرامتهم لا بد أن تتناقض مع سياسة السلطات المافياوية التي أخذت الزمام اثر الحرب الامبريالية على العراق و المنطقة ، و العقوبات الدولية على النظام السابق .
فرغم القمع والتضليل والاندساس تتأجج شعلة احتجاجات ميدان الحرية في السليمانية و تمتد بتداعياتها وأنوارها إلى بقية الحواضر والمدن والقصبات الكردستانية ، كما يستمر الكثير من الشبيبة الغاضبة بالالتحاق بالانتفاضة . فسرعة الأحداث نزعت أوراق التوت عن عورة الحركة القومية الكردية، إذ لم تؤد تهديدات وترغيبات البارزاني إلا إلى المزيد من اشتعال الغضب الجماهيري، و نفضت الجماهير عن نفسها غبار المعارضة البرجوازية وفرزت نفسها عنها و أصبحت الحدود واضحة بين مطالب الجماهير ومطالب المعارضة البرجوازية المؤلفة جيوبها والتي تخاطب الجماهير بدعوتها إلى ضبط النفس والهدوء بمنطق حكومة بديل ، وكأن الجماهير لا يعانون منذ عقود من الفقر و الإذلال و الاستبداد .
الجماهير تصرخ بأعلى صوتها أن لا حل ّ بإعادة الانتخابات التي تدعو إليها المعارضة البرجوازية ومثقفوها ، و لن تحل حكومة التكنوقراط مشاكل الناس ، ولن تحقق أهدافهم . وإن التغيير الذي ينشده العمال والكادحون يختلف جذريا عن التغيير الذي تدعو إليه حركة التغيير لنوشيروان وأحزاب الموالاة و المعارضة المؤلفة جيوبهم.
.
من الواضح أن الاحتجاجات في كر دستان العراق وكذلك في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لم تصل مرحلة الراديكالية والجماهيرية الواسعة لافتقارها إلى قيادة عمالية هدفها قلع سلطات البرجوازية المافياوية من الجذور وإقامة سلطات المجالس العمالية و الكادحين .و لكنها رغم ذلك خطت خطوات متقدمة بمواجهتها الاستبداد و إعلان مطالبها الطبقية بالحرية والخبز و العمل..

ومن أهم منجزات الانتفاضة أنها جعلت أصباغ رؤوس ووجوه السلطات القومية تفقد بريقها أكثر فأكثر ، و لم يعد ثمة أي أمل بتحقيق الشعارات الكاذبة التي ترفعها حركة الكردايتي السياسي ومثقفوها البطرانون، بعد أن أخذ الشباب الثوري في كردستان يصرخ في وجه السلطات أن تجربتكم في الفدرالية والكردايتي لم ولن تكون مقدسة، وإن الكادحين و المحرومين في المجتمع الكردستاني لم ولا ولن يكونا يوما مع الحكام في سفينة واحدة .
.
و كذلك أثبتت الحركة الاحتجاجية أن السلطات القومية البرجوازية عاجزة تماما عن تلبية ابسط المطالب و سيّرت سلطات العائلتين إلى طريق مسدود ، بخيارين قاتلين ، إما قمع وذبح المحتجين للاستمرار في الحكم أو السقوط، وفي الحالتين ليس أمام الكردايتي السياسي إلا التهيؤ للرحيل قبل ارتكاب الخطأ الأكبر المميت أي المجازر بحق الناس الذين يدعون تمثيلهم . وإن المطالب الآنية للمحتجين، هي:
القبض على العناصر الذين أطلقوا النار على المتظاهرين و محاكمتهم لارتكابهم جرائم القتل
زيادة الحد الأدنى لأجر العامل الشهري إلى مليون دينار
و الحل الفوري لمشكلة الكهرباء وتوفيره على مدى 24 ساعة يوميا
و توفير العمل والضمان الاجتماعي و الصحي
إلغاء قانون منع المظاهرات و تعدد الزوجات
مصادرة الأموال المنهوبة ومساءلة محدثي النعمة وفق مبادئ " من أين لك؟"

وإن سقف المطالب في حالة ارتفاع مع رفض السلطات تلبيتها



‏الخميس‏، 07‏ نيسان‏، 2011



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبيبة كُردستان العراق تسأل الحكّامَ الرحيلَ
- آن لليسار التقليدي أن يموت
- تشوهات في نقد الفكر الديني
- ماذا تعني الكوتا النسائية في حكومة معادية للمرأة و حريتها وح ...
- أغنية لتلطيف الألم
- حديقة المرايا للشاعر الكبير أحمد شاملو
- وثائق ويكيليكس .. ومضى عصر الحروب النابليونية
- نوبل للسلام و العلاقات التجارية
- عبادة الفرد نقيض الاشتراكية
- جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي ا ...
- خروتشوف الستاليني الذي أدان ستالين
- في مديح الديالكتيك لبرتولد بريخت
- وقت الرمال الوديع لسهراب سبهري
- أنشودة - إبراهيم في النار - للشاعر الإيراني أحمد شاملو
- ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان
- قصيدة الشاعر الإيراني أحمد شاملو -خطبة في مراسيم دفن-
- حديث في الجنس
- الاتجار بالنساء عالميا عار العصر
- الأسطورة ضرورية للإنسان
- من الشعر الكردي : تفاحات بيروت لجمال غمبار


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - سفينة الشعب الكادح، وسفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم