أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - جرونيمو وابن لادن - طبقات الأعداء المقتولين















المزيد.....

جرونيمو وابن لادن - طبقات الأعداء المقتولين


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 17:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن جرونيمو شريكا لعائلة بوش في مجال النفط و المخدرات ، ولم يكن له أولاد يدرسون و يعملون في أرقى الجامعات الأمريكية ـ مثلما كان ابن لادن وأمراء القاعدة وطالبان.
أثار مقتل اسامة بن لادن جدلا كبيرا ونقاشات ستستمر إلى أمد بعيد عن اشكاليات الارهاب وجذوره و مستقبل القاعدة و انتصار أمريكا أو هزيمتها في حروبها المختلفة ، و الموقف الأوروبي والعربي من الارهاب ، و انتهاك سيادة باكستان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و الخ . لكن هنا تظل مسألتان مهمتان أراهما لم ينالا حقهما من البحث والتمحيص ، اولاهما ، لماذا اطلق على العملية اسم جرونيمو؟ و الثانية لماذا عاش أسامة بن لادن مع عائلته في منزل ضخم وفخم على بعد 60 كيلومترا من اسلام اباد العاصمة الأفغانية ، أي في ايبت آباد المدينة التي يعيش فيها قادة الجيش الباكستاني ومخابراتها ، كما كان مركز المخابرات الباكستانية يقع بالقرب من منزل أسامة بن لادن؟؟؟؟؟


حقا ، لماذا اطلق باراك اوباما و مستشاروه اسم جرونيمو على عميلة تصفية ابن لادن؟ أجل ، لماذا جرونيمو؟ و مالذي ساق مخططي العملية الى اختيار هذا الاسم؟ ما الهدف من ذلك؟. فقد نقلت بعض الصحف و موسوعة ويكيبيديا أن عددا من الهنود الحمر الأمريكيين قد احتجوا على اختيار هذا الاسم؟ وأخذوا يتساءلون لماذا لم تطلق عليها اسماء اشخاص مثل مانديلا وبن غوريون !!؟؟ وكذلك أخذوا يتساءلون من ارتكب أبشع الجرائم وأكثرها فظاعة ، جرونيمو أم الجنرال لي؟
ونحن نسأل بدورنا هذا السؤال الكبير، كيف يسمح رئيس يتحدر من جماعة منكوبة و مضطهدة أن يطلق اسم مناضل ينتمي إلى اناس مضطهدين على عملية تصفية ارهابي؟ . إن جرونيمو هو رمز مقاومة الهنود الحمر للاضطهاد و التطهير العنصري الذي تعرضوا له من قبل المستعمرين البيض ، بينما يجسد اسامة بن لادن بربرية بدائية في مواجهة العالم المتمدن بكل مظاهره ، سواء التقدمية أو الرجعية ، المسالمة أو العدوانية . و كيف يسمح لرئيس اسمر البشرة ( لون بشرته يدل على ما عانوه ويعانونه من تمييز واضطهاد عنصريين ) بهذه الاهانة لمناضل هندي احمر ؟
يقول لينين : " أن تكون شوفينيا أمر سيء كثيرا، لكن الأسوأ أن تنتمي إلى ملّة مضطهدة وتمارس عنصرية الأمة السائدة"، وهذا ينطبق على ستالين الجورجي الأصل ، وآخرين من شخصيات وقادة سياسيين في الشرق الأوسط. وإن اوباما هو أحد أفراد النخبة من ذوي البشرة السمراء ، الذين يشعرون بالفخر والمباهاة بالتشبه بذوي البشرة البيضاء وتقليدهم . وقد كرس هذا الجيل الأسمر كل مسعاهم في سبيل قبولهم بدون شرط وقيد ضمن النخبة البيضاء في المجتمع الأمريكي والغربي.
اوباما رئيس اسمر البشرة لكن أدمغة أعضاء حكومته صاحبة القرارات تتشكل كليا من ذوي البشرة البيضاء من خريجي هارفارد ، و شيكاغو بويز و امثالها. ويمكن اعتبار جورج بوش ، إذا كان للون البشرة اعتبار، اكثر من اوباما سمرة حين جعل كولن باور وزيرا للخارجية اربعة اعوام وكاندوليزا رايس السمراء كذلك ، و العضو الفعال في مركز الخطط الستراتيجية و الشؤون الدولية.
وقد كشف اختيار اسم جرونيمو لعملية تصفية اسامة بن لادن مدى خنوع اوباما للعنصرية البيضاء وقبولها ، وهذا اسوا جانب من جوانب العملية و أكثرها خزيا ، و لكن هذا لا يمكن قبوله مبررا لقبول هذا الاسم ليطلق على عملية اغتيال اسامة بن لادن . والسؤال لا يزال باقيا لماذا جرومنيمو؟؟؟ لماذ لم يتم اختيار اسم اشخاص انهزموا أمام القوة الجبارة لأمريكا، مثل نوريغا وصدام ، لماذ جرونيمو؟؟؟ و لا يجوز أن يكون الدليل هو التشابه الظاهري و البسيط بين حرب العصابات التي شنها جرونيمو في جبال و هضاب أمريكا مع اقامة ابن لادن في جبال طورا بورا الوعرة.
وقد كان مخططو العملية على علم مسبق ان ابن لادن لا يعيش في طورا بورا ، بل في منزله الفخم قرب اسلام اباد ، و تحت أنظار المخابرات الباكستانية صديقة الولايات المتحدة وشريكتها في مهزلة الحرب على الارهاب . كما ان نهاية الرجلين أيضا لا تتشابه ، إذ استسلم جرونيمو الى الجيش الأمريكي و قضى سنواته الأخيرة في حياة هادئة في المنفى مزارعا ، ومات اثر سقوطه من ظهر حصان ، و لكن ابن لادن تمت تصفيته في عملية استخبارية رامبوبة ، خلافا لكل القوانين المرعية لحقوق الانسان ، و أسرى الحروب ، ومحاكمة المطلوبين للعدالة ، و لم يكن الهدف منها استسلامه او القبض عليه ، بل تصفيته و مسح آثاره .

إن الأهمية الرمزية لهذا الاسم تكمن في التلويح به كاشارة إلى قوة فائقة وعظمى تفتقر اليها اليوم الامبراطورية الأمريكية المنحدرة.
اسم جرونيمو كآخر وأبرز رمز لمقامة السكان الأصليين من الهنود الحمر ، يتداعى مع صعود قوة الامبراطورية الأمريكية ، أثناء صعودها و اكتساب عظمتها . انه اسم تم تخليده، وعرفه العالم أجمع ، بفضل هوليود و بقية شركات صناعة السينما و كتب التاريخ والموسوعات.
وكذلك يبتغى من اسمه توجيه رسالة إلى العالم بأن أية مقاومة للامبراطورية الأمريكية لن يكون مصيرها خيرا من مصير جرونيمو و ابن لادن ، أي القتل والتصفية أمام أنظار العالم.
لقد هزمت الامبراطورية في تاريخها كثيرا من الدول والقوى ، لكن يكن أية هزيمة مثل
استسلام جرونيمو، بعد انقطاع كل السبل عليه ، أمام الجيش الأمريكي بهذه الدرجة من الاذلال والاحتقار . فالامبراطورية البريطانية التي اقرت بهزيمتها الشنيعة امام أمريكا الفتية ، اصبحت اليوم حليفها الرئيس في كل الميادين وفي مقدمتها الحرب على الارهاب، وقد ركعت اليابان بعد قصف هيروشيما وناكازاغي بالأسحة الذرية ، امام امريكا و لكنها اليوم تمول أمريكا بالسيولة التي تحتاجها و غيرها من التعاون والعمل المشترك ، ويصح هذا على المانيا وروسيا .
صدام أعدم لكن العراق غدا مستنقعا تورطت فيه أمريكا . كما إن نوريغا الذي ربته وكالة المخابرات الأمريكية سي اي اي اصبح مغضوبا عليه و نكاد لا نسمع شيئا عنه و عن جمهورية الموز التي كان يحكمها.

لكن جرونيمو اسم يرمز الى عظمة أمريكا كما يرى أصحاب القرار ورأس المال في الولايات المتحدة التي باتت اليوم بحاجة الى رمز يرطب ألمها بعد أن جرحت كبرياؤها اثر عملية 11 سبتمبر الارهابية . اذ لم يستوعب مقتل ابن لادن لوحده وبدون جلجلة و ربطه بالتاريخ ( المقتل لوحده) هذه الرمز المطلوب .فأمريكا التي تحب الرموز بحاجة إلى اسم مناسب لهذه العملية و اسم جرونيمو رمز المقاومة المهزوم بذلة كان الأنسب لها.
تصفية ابن لادن في منزله الفخم تتضمن مغزى آخر وهو أن بين حتى الارهابيين توجد ثمة حدود وطبقات و تمييز بين الفقير والثري ، والقريب والبعيد . وقد كان كثر من الناس يتصورون أن ابن لادن كان منذ 11 سبتمبر 2001 موجودا في كهوف طورا بورا و القرى الوعرة على الحدود الباكستانيبة والافغانية حيث تمتلي ء بارهابيي القاعدة وطالبان ، ولا يمكن تصور مكان انسب وأفضل لهم من هذه المناطق. فالشيخ ابن لادن عاش في قصر فخم ، ما يدل على انه حتى هنا تصح قوانين العلاقات الرأسمالية في الفوارق الطبقية مثلما تسري على بقية العالم المعاصر.
‏2011‏/05‏/17



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتبنى البرجوازية المعاصرة حقا شعار - فصل الدين عن الدولة- ...
- سفينة الشعب الكادح، وسفينة الحكام و المؤلفة جيوبهم
- شبيبة كُردستان العراق تسأل الحكّامَ الرحيلَ
- آن لليسار التقليدي أن يموت
- تشوهات في نقد الفكر الديني
- ماذا تعني الكوتا النسائية في حكومة معادية للمرأة و حريتها وح ...
- أغنية لتلطيف الألم
- حديقة المرايا للشاعر الكبير أحمد شاملو
- وثائق ويكيليكس .. ومضى عصر الحروب النابليونية
- نوبل للسلام و العلاقات التجارية
- عبادة الفرد نقيض الاشتراكية
- جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي ا ...
- خروتشوف الستاليني الذي أدان ستالين
- في مديح الديالكتيك لبرتولد بريخت
- وقت الرمال الوديع لسهراب سبهري
- أنشودة - إبراهيم في النار - للشاعر الإيراني أحمد شاملو
- ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان
- قصيدة الشاعر الإيراني أحمد شاملو -خطبة في مراسيم دفن-
- حديث في الجنس
- الاتجار بالنساء عالميا عار العصر


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - جرونيمو وابن لادن - طبقات الأعداء المقتولين