أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان عن الدور السابق.














المزيد.....

مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان عن الدور السابق.


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 09:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عكست الانتخابات التشريعية السورية التي جرت مؤخراً تراجعاً ملحوظاً في نسبة تمثيل المرأة في البرلمان السوري من(18%) في الدور التشريعي السابق إلى(12,8%) في الدور الجديد.(صحيفة الوطن تاريخ 16/5/2012) وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدل على تراجع ليس دور المرأة بحد ذاته، وإنما نسبة تمثيلها ومشاركتها في الحياة السياسية، لاسيما في ظل المتغيّرات التي تشهدها البلاد رغم كل ما قامت وتقوم به المرأة على كافة المستويات، وذلك لعدة أسباب أهمها:
أولاً- تراجع التزام الدولة بما تعهدت به تجاه قضايا المرأة وتمكينها من المشاركة الفعّالة في جميع أوجه الحياة السورية، حسب ما نصت المادة(23) من الدستور الجديد والتي تقول:
توفر الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع.
وأيضاً ما تضمنته المادة(34) التي تنص على أن لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وينظم القانون ذلك.
بما في ذلك المادة/33/ والتي تؤكّد على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وأيضاً كفالة الدولة لمبدأ تكافؤ الفرص بين المواطنين، إضافة إلى الخطط الحكومية والندوات والشعارات التي تُرفع بين الحين والآخر من أجل تمكين وتبني قضايا المرأة، والعمل على زيادة وأهمية مساهمتها في مناحي التنمية، والارتقاء بالمجتمع من حيث أنها تشكل نصف المجتمع الذي لا يمكن أن يرتقي بعيداً عن مساهمتها ومشاركتها.
إن كل هذا يتناقض مع نتائج تلك الانتخابات التشريعية والتي لم يتجاوز عدد النساء الواصلات إلى البرلمان من خلالها أكثر من/32/ امرأة تمثلن كافة الاتجاهات الاجتماعية والتيارات السياسية والحزبية في المجتمع السوري، فهل يُعقل أن نصف المجتمع لا يرتقي تمثيله إلاّ لهذا العدد الضئيل.؟ كما أنه لا يعكس التزام الدولة الجدي بمبدأ الكوتا النسائية الذي يهدف إلى تعويض المرأة عن التمييز الذي تُعانيه في كافة مناحي الحياة لاسيما السياسية منها، بسبب التشريعات والقوانين التمييزية ضدها، إضافة إلى النظرة الاجتماعية التقليدية لها والتي تعكس عدم الثقة بالمرأة وقدراتها، خاصة في مجال التمثيل النيابي انطلاقاً من عدم أهليتها للولاية، باعتبارها ليست وليّة نفسها، فكيف ستكون وليّة الناخبين.؟
هذا بالرغم من أن الكوتا غالباً لم توصل نساء جديرات بحمل هموم وقضايا المرأة إلى البرلمان أو سواه، لكنها تعكس التزام الدولة بهذا الإجراء الذي فرضته القوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بقضايا المرأة وضرورة تمثيلها في تلك المواقع(اتفاقية السيداو/ المادة الرابعة).
ثانياً- موقف الذهنية المجتمعية من المرأة عموماً، ومن وجودها في مواقع اتخاذ القرار أو الولاية، إذ أن المجتمع ما زال إلى يومنا هذا غير مؤمن كفاية بقدرات المرأة، إضافة إلى عدم الثقة بما يمكن أن تقوم به في مجالات تحتاج لاتخاذ القرارات الحاسمة والجريئة أو للولاية انطلاقاً من أن التشريع الإسلامي لا يمنح المرأة هذه الولاية، فهي أصلاً بحاجة إلى ولي مهما بلغ شأنها ومكانتها العلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى سيطرة التيارات الإسلامية على المجتمع والتي تعزز مبدأ عودة المرأة إلى جدران الحرملك، والاكتفاء بأدوار تفرضها أنوثتها بحجة أن العلمانية أفقدت المرأة أنوثتها ودورها الطبيعي في الحياة( إنجاب، إرضاع، تربية، وقبل هذا زوجة تلبي رغبات الزوج) وهذا ما أدى بالكثير من النساء حتى الأكاديميات منهن إلى التخلي عن مفهوم المساواة وفكرة المساهمة في الحياة السياسية، فها هي إحدى أولئك الأكاديميات في محاضرة لها تصرخ بأعلى الصوت(نحن لا نلهث وراء الولاية والمناصب السياسية لأنها ما خلقت إلاّ للرجل، وأن مطالبة النساء بالمساواة سببها جهلهن بالدين) – من محاضرة أقيمت في المستشارية الإيرانية بدمشق-
ثالثاً- عدم جدية التزام الأحزاب السياسية الموجودة بقضايا المرأة وضرورة مساهمتها في الحياة السياسية، إلاّ بما تقتضيه ضرورة وجودها الذي تفرضه شعارات المساواة التي تطرحها، والبقاء عملياً في حيّز تلك الشعارات دون الخوض عميقاً في المساهمة في تعزيز قدرات المرأة وضرورة وجودها الحقيقي والفعّال في تلك التنظيمات، لاسيما في المراكز القيادية، وهذا ما عكسه قلّة عدد مرشحات هذه الأحزاب للانتخابات البرلمانية الأخيرة قياساً بعدد المرشحين.
رابعاً- آلية تفكير وعمل منظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا المرأة والتي لا ترقى-لاسيما في هذه المرحلة- إلى المستوى المطلوب في تأهيل كوادر نسائية قادرة على اقتحام مجالات تعزز أهمية وضرورة طرح قضايا المرأة بشكل يجعل منها حاجة اجتماعية مُلحّة، بحيث لا يمكن للمجتمع الاستغناء عنها، بمعنى آخر، محاولة تغيير الذهنية التقليدية من خلال سيادة ثقافة مجتمعية مؤمنة حقيقة بأهمية دور المرأة في مناحي الحياة كافة ومنها السياسية خاصة.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتصاب الزوجي.. أشد فتكاً بالمرأة.
- إلى متى تبقى الكوتا طريق المرأة للعمل السياسي.؟
- دور المرأة في تطوير وتنمية موارد الأسرة
- الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.
- عيد المرأة.. وتحديات الدستور
- المرأة العربية في ظل المتغيّرات الجارية
- عيد الحب... في زمن الكراهية والدم
- المخدرات... سعادة زائفة تغتال الشباب
- حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متز ...
- بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة
- من أجل مجتمع معافى... عيادات حديثة لفحوص ما قبل الزواج
- الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة يفرضها الواقع.
- مشروع تمكين المرأة الريفية بين الواقع والطموح
- في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية
- تعديل قانون الجنسية للسوريات... هل سيخضع لمعايير مزدوجة...؟
- قانون الأسرة ضرورة يفرضها الواقع.
- إنجاز جديد للمرأة السورية يتوّج نضالها من أجل المساواة


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - مؤشر خطير على وضع المرأة السورية تراجع تمثيلها في البرلمان عن الدور السابق.