أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية















المزيد.....

في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 09:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتطلب تطور الفرد والمجتمع تطوراً موازياً للقوانين والنظم الخاصة بالممارسات الحياتية من أجل الارتقاء بجميع مكونات المجتمع إلى حالة يشعرون فيها بارتقاء إنسانيتهم وكرامتهم وتحررهم من قيود تعرقل مسيرة هذا الارتقاء.
وعلى اعتبار أن المرأة( وهي أحد أهم مكونات المجتمع الأساسية) قد تطورت مسيرتها وأساليب حياتها بفعل انخراطها في مجالات العلم والعمل المختلفة، فأصبحت إنسانة من طراز مختلف عما عهدناه سابقاً، لاسيما أنها وصلت مراحل علمية ووظيفية عليا، وهذا يتطلب من المجتمع والحكومة النظر إليها وإلى مكانتها برؤية مختلفة قانونياً واجتماعياً بحكم أنها من تنجب وتربي الأجيال، ليتم انتقال المجتمع برمته إلى حالة مغايرة لما هو سائد اليوم، كما يتطلب التركيز على قضاياها كافة، من أجل منحها كامل حقوقها باعتبار هذه الحقوق جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنة التي نصّ عليها الدستور، وكذلك باعتبارها جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان كما نصّت الاتفاقية الدولية.
غير أن ما لمسناه على مدى الحراك الاجتماعي الدائر حالياً على الساحة السورية، وعبر الشعارات المرفوعة في الشارع، أو تلك التي تُعلن عنها المعارضة في برامجها السياسية، أو ما يُطرح عبر ملتقيات الحوار الرسمية وغير الرسمية، أو حتى في برامج الأحزاب السياسية اليسارية التي تعتبر نفسها من أنصار المساواة ونيل المرأة حقوقها، كل هذا يشي بأن المرأة هي من المكونات المنسية في المجتمع رغم أنها من أكبر دافعي الضرائب بشكل عام، وخاصة في مثل هذه الظروف كأم وزوجة وأخت وابنة، وهذا ما يشهد عليه الواقع السوري من ارتفاع أعداد الثكالى والأرامل واليتامى، ولا يمكننا تجاهل الانعكاسات النفسية والاجتماعية والمادية السيئة التي تحيط بأسر أولئك النسوة المفجوعات.
وعلى المستوى الرسمي كنّا نعوّل في هذه المرحلة على الاتحاد العام النسائي، وعلى النساء في مجلس الشعب، وكذلك الهيئة السورية لشؤون الأسرة بتبني قضايا المرأة العالقة في الكثير من القوانين والتشريعات، ووضعها كأولوية ضمن جملة الإصلاحات المطلوبة في هذه اللحظة الحسّاسة من تاريخ بلدنا، ولكن يبدو أن لا حياة لمن تنادي، لأن مجمل الإصلاحات والتعديلات التي طرأت على القوانين السورية في هذه الآونة لم تطل المرأة إلاّ عبر قرار رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 11/7/2011 والذي شكّل بموجبه لجنة برئاسة معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية وعضوية ممثلين عن وزارتي الخارجية والمغتربين والعدل من أجل تعديل المادة /3/ من قانون الجنسية الصادر بالمرسوم التشريعي رقم/ 267/ لعام /1969/ بما يساهم في منح الجنسية العربية السورية لأبناء المرأة السورية المتزوجة ممن يحمل الجنسية غير السورية.
على أن ترفع اللجنة نتائج عملها إلى رئيس مجلس الوزراء خلال مدة أسبوع من تاريخه. وقد أثار هذا القرار ارتياحاً وفرحاً كبيرين بين أوساط النساء المعنيات عامة، والحركة النسوية السورية بكل أطيافها.
ولكن، ها قد مرّ أكثر من ثلاثة أشهر ولم نعد نسمع شيئاً عن هذه اللجنة وما توصلت إليه بصدد منح المرأة السورية جنسيتها لأبنائها. بالمقابل، لا يمكننا إغفال تعديل بعض مواد القوانين ذات الصلة بحياة المرأة السورية، كالمادة/584/ من قانون العقوبات التي تمنح قاتل المرأة البراءة فيما يخص جرائم الشرف، والمعدّلة بموجب المرسوم رقم/37/ للعام/2009/ حيث تمّ رفع مدة الحبس لسنتين، ثم عُدّلت هذه المادة بموجب المرسوم التشريعي رقم/1/ للعام/2011/ لتُصبح خمس سنوات مع بقاء الاستفادة من العذر المخفف، هذا العذر الذي تسعى الحركة النسوية السورية للتخلص منه، باعتباره يُبقي على مبررات قتل المرأة تحت ذرائع وحجج واهية تحت مظلة القانون، والمطالبة بأن تُعتبر هذه الجريمة جريمة قتل عادية يُعاقب عليها بموجب قانون العقوبات العام دون تمييز.
صحيح أن هذه التعديلات قد حسّنت من إمكانية النظر لقضايا المرأة بعض الشيء، لكنها ما زالت دون المستوى المطلوب وفق ما طرحنا، وما نريده اليوم جملة قضايا دأبت نساء سورية على المطالبة بها دون جدوى وهي:
أولاً- تعزيز مطالب معظم النساء السوريات والحركات النسوية في سورية من أجل رفع التحفظات السورية على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة- السيداو- خصوصاً أننا تلقينا وعوداً سابقة بإمكانية رفع تلك التحفظات التي أفرغت الاتفاقية من محتواها ومضمونها الأساسي في تعزيز مساواة وتمكين المرأة في كل المجتمعات الإنسانية.
ثانياً- وقبل كل هذا، الإصرار على تعديل جميع القوانين التي تعزز التمييز والعنف ضدّ المرأة السورية إن كان في قانون العقوبات أو سواه من قوانين صاغتها العقلية الذكورية في مجتمع لا يرى في المرأة كائناً مساوياً للرجل مهما بلغت من مراتب اجتماعية أو حكومية أو علمية.
ثالثاً- منح المرأة جنسيتها لأبنائها أسوة بالرجل....لاسيما وان الحكومة سمحت للأجانب بالتملّك في الأراضي السورية، فكيف يحق لأجنبي أن يتملّك، ولا يحق لابن المرأة السورية أن يحمل جنسيتها بكل ما يترتب عليها من حقوق وواجبات..؟
رابعاً- تجديد المطالبة بقانون أسرة عصري يواكب التطورات التي تشهدها الأسرة السورية بمكوناتها الأساسية( المرأة والرجل) بدل قانون أحوال شخصية تراثي صيغ أيام العثمانيين، لم يعد يتلاءم مع ما وصلت إليه المرأة السورية أو الأسرة السورية.
خامساً- سنّ قوانين تُشدد على منع زواج الطفلات، وذلك من خلال الالتزام الجاد والحقيقي بإلزامية التعليم، والقضاء على ظاهرة التسرّب المدرسي لاسيما في صفوف الإناث.
سادساً- تعزيز الاهتمام بالصحة الإنجابية، وتعزيز مسألة تنظيم النسل للحد من ارتفاع معدلات النمو السكانية التي باتت مشكلة حقيقية تُهدد الاقتصاد الوطني من جهة، ومن جهة أخرى ترهق كاهل المرأة بأعباء تعرقل إمكانية تطورها، وتخلق مشاكل اجتماعية ضاغطة تؤثّر على تطور الأسرة والمجتمع.
سابعاً- الاهتمام الجدي والفعّال بتنمية المرأة الريفية، ورفع سوية وعيها بحقوقها التي تسحقها الأعراف والقيم الاجتماعية التقليدية كحرمانها من الإرث وإكمال تعليمها، واعتبارها يداً عاملة غير مأجورة.
ثامناً- تعزيز حضور المرأة السياسي من خلال مشاركتها الحقيقية والفعّالة في الانتخابات على كافة المستويات من خلال الابتعاد عن التمثيل النسبي- الكوتا- والذي يعتمد أسلوب الديكور والاتكيت السياسي غير الفعّال.
هذه هي بعض مطالبنا كنساء سوريات معنيات برفعة وتقدم مجتمعنا، من خلال تعزيز مكانة المرأة السورية وضمان حقوقها كاملة بشكل يضمن لها وللمجتمع تطوراً حقيقياً يضعنا في مصاف البلاد الراقية.
فهل لصوت النساء السوريات أن يصل أسماع المعنيين في سوريا الحبيبة...؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل قانون الجنسية للسوريات... هل سيخضع لمعايير مزدوجة...؟
- قانون الأسرة ضرورة يفرضها الواقع.
- إنجاز جديد للمرأة السورية يتوّج نضالها من أجل المساواة
- اجتثاث الفساد أولوية أساسية للتقدم والحرية
- الطفولة خط أحمر ..كل هذا الدم سوري ولا مجال للتمييز
- نساء سوريا يزركشن وشاح الحرية
- صرخة امرأة سورية
- أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورا ...
- في يوم المرأة العالمي نظرة على قضايا المرأة ما بين الخطتين ا ...
- خط أحمر... وقضايا الجندر في المناهج الحديثة
- أبوّة على قارعة النزوة وأمومة على قارعة القهر..
- عفواً وزيرة الاقتصاد دستورياً هذا حقّنا
- القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.
- الأجور.. ما بين اقتصاد السوق والوضع المعاشي والاجتماعي
- /DNA/ محدداً للنسب... والبنت قاطعة للميراث
- ليكن المرسوم رقم/1/ دافعاً قوياً للمضي في نضالنا من أجل المز ...
- تعميم وزير العدل هل نعتبره مقدمة لتغييرات قانونية إيجابية.؟
- ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.
- هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية
- إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟


المزيد.....




- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...
- بعد الكشف عن -عصابة لاغتصاب الأطفال-.. تحركات في لبنان بخصوص ...
- تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر 2024..تعرف على ...
- العاطفة تغلبت على العقل.. مورينيو يكشف سبب رفضه تدريب البرتغ ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- لبنان يطلب مساعدة قطر في إخراج مواطنات وعائلاتهن عبر معبر رف ...
- لولو بتتدلع بزياة.. تردد قناة وناسة wanash tv الجديد 2024 بج ...
- الكشف عن وجه امرأة نياندرتال عاشت قبل 75 ألف عام
- بقيادة دار الفتوى اللبنانية.. حملة تحريض ضد الكوميديان شادن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية