أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.














المزيد.....

ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 10:33
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


قتل شقيقته لأنها تزوجت خطيفة.
وقيّد ابنته كي لا تلتقي بشاب.
في ظل مجتمعاتنا البطريركية- التقليدية، غالباً ما تبقى إرادة المرأة معدومة بالنسبة لمعظم القرارات العادية منها والمصيرية والتي تمسُّ جوهر حياتها واحتياجاتها كافة(نفسية، عاطفية، مادية،...الخ)
فلا خيار حر أمامها للتخصص إن سُمح لها بإكمال تعليمها، وإن رغبت بالعمل، فهناك دائماً فيتو من قبل الأهل على كثير من المهن التي ربما لا تتناسب وقناعتهم، والأهم من كل ذلك، أن لا حرية لها في اختيار الزوج رفضاً أم قبولاً، ولا رأي لها في تحديد المهر والذي يُعتبر من حقها شرعاً.
بالمقابل من حق الأهل تحديد مصيرها بالشكل الذي يرغبونه دون تدخلٍ منها، كأن يزوجونها لرجل كبير في السن وهي مازالت طفلة، وإن تجرأت وطلبت الطلاق، ربما لا يستقبلونها رغم كل مرارة الظروف التي قد تُعانيها. ولكن إذا ما تجرأت ورسمت مصيرها بإرادة منفردة، فالموت حكماً بانتظارها لو ذهبت لبلاد الواق الواق، واليوم أمامنا حالتان تقعان في ذلك الحيّز الهام والمأساوي من حياة المرأة.
وهو ما حصل بالفعل للفتاة(س.ح) حسبما أوردت الصحافة المحلية.
فقد أقدم أحد الشبان في قرية ربلة الواقعة على الحدود السورية – اللبنانية مساء الأحد 21/11/2010 على قتل شقيقته( س.ح) خنقاً حتى الموت بعد أن تزوجت من أحد الشبان دون علم أهلها(خطيفة)
وتُفيد المعلومات أن القاتل وهو في العقد الثاني من العمر تمكّن ليلة الحادثة من إقناع شقيقته المغدورة بالذهاب معه إلى منزله، وفور وصولهما قام بخنقها حتى الموت، ومن ثمّ توارى عن الأنظار.
وعُلم أن المغدورة كانت قد تزوجت سابقاً من رجل كهل في قرية كفربو بمحافظة حماه، ولم يستمر الزواج سوى بضعة أشهر بسبب فارق العمر بينهما، فعمر الزوج/60/ عاماً، بينما عمر الزوجة/25/ عاماً، مما دفع بالمغدورة للزواج من شاب صغير في قرية مجاورة لقريتها، وحدث ما حدث في تلك الليلة المشؤومة.
وفي الحالة الثانية وكما أوردت صحيفة تشرين بتاريخ الأربعاء 1 كانون الأول 2010 أنه تكرر في آذان الجيران في حي وادي الشاطر بطرطوس سماع أنين فتاة مصدره حظيرة حيوانات مجاورة ولما كان هذا الأنين متكرراً، واستمر لمدة طويلة اتصل الجيران بشرطة طرطوس وأخبروهم بالأمر، وفوراً انطلقت الدورية إلى المكان حيث تبين وجود فتاة في ربيعها التاسع عشر مقيدة بسلاسل حديدية من يديها ورجليها وتدعى( و.خ. أ) وفوراً تم إلقاء القبض على والدها (خ.أ) وهو من محافظة إدلب ومقيم في طرطوس، وقد ادعى هو ووالدتها أن الفتاة مصابة بمرض نفسي، وقد قيداها حرصاً عليها وخوفاً من خروجها من البيت، لكن تبين بعد عرضها على الأطباء أنها لا تعاني من أي مرض وأن الهدف من تقييدها كان منعها من الاتصال أو اللقاء بشاب معجب بها ومعجبة به. وقد تم توقيف والدها وإحالته إلى القضاء وتسليم الفتاة إلى أمها. ‏
‏ من هاتين الحادثتين يتبيّن لنا أن الذهنية السائدة تفسح المجال رحباً أمام الأهل بأن يكونوا دوماً على صواب، ودائماً يحق لهم امتشاق سيف العدالة من وجهة نظرهم في وجه بناتهم حينما يتخذن قراراً جريئاً بشأن حياتهن العاطفية أو الزوجية، لأنه ومن خلال تلك العقلية، محرّم على المرأة أن تخوض غمار هاتين الناحيتين بإرادة حرّة ومنفردة.
ففي الحالة الأولى، لا يرى الأهل مدى إجرامهم بحق ابنتهم حينما زوّجوها لرجل بعمر جدّها، وهي الفتاة التي تحلم بشاب يمكنها معه تأسيس حياة قائمة على المحبة والتوافق والانسجام، لا رجل عجوز لا يمكنها ولا بأي حال مدّ أي جسور للتواصل معه بحكم فارق العمر ونمط التفكير والعواطف، فتاة اختارت الحياة الكريمة بأن طلبت الطلاق، لكنها في ذات الوقت قد قررت أن لا تبقى رهينة مشيئة الأهل المدمّرة، فاختارت شاباً من عمرها لتبدأ حياتها معه بشكل طبيعي، وهنا اعتبر الأهل طلاقها واختيارها زوجاً مقارباً لعمرها جريمة تستحق عليها الموت أكثر من مرة، لذا قاموا بخنقها عقاباً لجرأتها وحريتها.
أما في الحالة الثانية، لم يرَ الأهل في عواطف ابنتهم إلاّ عاراً ومخالفة لقوانين القبيلة التي لا تعترف بمشاعر المرأة، بل تعتبرها جريمة يجب أن تُعاقب عليها، ولكن هذه المرّة ليس بخنجر يُسِيل دمها على مذبح الشرف، وإنما اعتبروها شاةً، قيّدوها من عنقها لتئّن وتخور جرّاء جرأتها، وهي المراهقة التي بدأت تتفتح براعم مشاعرها وعواطفها، وبدل أن يحتضنوا تلك المشاعر العفوية البريئة، ويوجهونها بدفء وأمان، اقتادوها لحظيرة الحيوانات، غير آبهين لروحها التي تموت كلّ يوم على مذبح شرف واهم لا وجود له في ضمائرهم المتحجّرة، وأبوتهم المسفوحة أمام تقاليد عفا عليها الزمن.
فمتى نتمكن من الاعتراف بإنسانية المرأة وحقها في الحياة الإنسانية التي تتيح لها حرية الاختيار..؟
وإلى متى نبقى نلوّح بشعارات فارغة عن حرية وتمكين المرأة..؟ شعارات خاوية لم تتمكن من انتزاع المرأة من جحيم القهر والموت..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية
- إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟
- تعديل المادة/308/ والتمسّك بالمادة/192/ قوّض الآمال بقانون أ ...
- القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدع ...
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية
- احذروا الشجار أمام الأبناء
- تأجير طفلات صغيرات كخادمات، وأسئلة برسم المعنيين
- أمومة المرأة وأنوثتها ليست أساساً للتمييز.
- - يا رضا الله ورضا الوالدين- دعاء تلاشى على إيقاع الثقافة وا ...
- محامية تلوذ بالصحافة بحثاً عن حلول وتستجدي الإنصاف من القضاء
- الرجل والمرأة.. أيهما أكثر إخلاصاً..؟
- إجرام المرأة أصيلاً أم مكتسباً..؟ في الرقة أم تقتل طفليها.!! ...
- تعاليم القبيسيات في المدارس ضرورات أم محظورات.!؟
- الجنسية... دموع ومعاناة وأبناء مقهورين
- مؤتمر المنامة والعودة لأسوار الحرملك والوأد


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - إيمان أحمد ونوس - ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.