أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورات














المزيد.....

أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورات


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 11:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



يأتي عيد الأم هذا العام في وقت تشتد فيه التحوّلات على الساحة العالمية عامة، والعربية خاصةً... إنه زمن الثورات التي طالت بلداناً عدة، وحملت في منعطفاتها آمالاً عظيمةً لشعوبٍ أنهكها القهر والفقر، فآثرت كسر طوق القمع والصمت أمام طغيان ديكتاتورياتٍ لم يُطفئ لظى أطماعها استبدادٌ فظيعٌ واستئثارٌ بالثروات والحكم عقوداً طويلة.
ففي كل بيت هناك أمٌ تتلظى ألماً وقهراً تارةً، وتارةً ترقص فرحاً وافتخاراً بشبابٍ آثروا التمرّد على واقعٍ أقصاهم عن الفعل الحقيقي، والحضور المطلوب، باعتبارهم عنصر التغيير الفعّال في كل المجتمعات البشرية، وهذا ما أرعب الحكّام، وجعلهم يُعدون العدة إما لتغيير نظرتهم للشباب وطريقة التعامل معهم- وهذه حالة نادرة جداً- أو لممارسة قمعٍ لا محدود يطيح بخيرة شباب الوطن، وبالتالي يزرع في قلب الأمهات حسرةً وأنيناً لا ينتهي على أبناء بعمر الزهور آثروا أن يكونوا شعلة التغيير، وبذات الوقت يجعل من الأمومة حالة فخر واعتزاز بفلذات أكبادٍ سيظلون منارةً تُنير دروب الحرية دوماً.
هذه الأم المعطاءة أبداً، وتلك السنديانة الباسقة دوماً، هي من ترفد المجتمع بأجيالٍ تعمل على رقيّه وتقدمه، عبر أبناءٍ يحملون بين ضلوعهم هموم الوطن إضافةً إلى همومهم التي تركتهم تلك الأنظمة نهباً لها من بطالةٍ وفقرٍ وإقصاء.
هذا الإقصاء الذي مزّق كل قدرةٍ لهم على الاستمرار بالحياة بهامشيةٍ لا معنى لها، فانطلقوا يبحثون عن وسائل تؤمن بقدراتهم، وتدفعهم إلى حياة كريمة تليق بعنفوانهم وإمكاناتهم العلمية والفكرية. فلم يجدوا أمامهم سوى الانتفاض في وجه كل هذا القهر غير هيّابين من أية أداةٍ يمكن أن تستخدمها هذه الأنظمة ضدّ ثورة بركان الغضب المتأجج في نفوسهم.
ونحن أمام هذه المتغيّرات على ساحتنا العربية، نجد أن الأم تتنازعها مشاعرُ متناقضةٌ، تتمايل ما بين الحسرة والألم، وما بين الفخر والاعتزاز.
فالأم التي فقدت ابنها في هذه الثورات لا يمكن للفرح أن يتخلل وجدانها وروحها.. فكيف لها أن تسعد وهي تودّع فلذة قلبها..؟
فهي قبل الثورة كانت تئن ألماً كل يوم وهي ترى أبناءها، لاسيما من حمل منهم شهادةً أكاديمية، وهم مهملون على قارعة الفراغ والبطالة، لا وزن لهم ولا اعتبار في أجندة حكومات عملت على تهميشهم كي لا يزعزعوا عروشاً طال حضورها على مدى أجيال، وكي لا ينازعوا تلك الحكومات على مكانة في الحكم أو سواه.
فكم من أمٍ أَمِلَتْ بعد طول انتظار أن يشبَّ ابنها عن الطوق ليأخذ دوره في الحياة والمسؤوليات، لكنه للأسف بقي عالة على أسرةٍ بالكاد هيأت له ظروف التعليم، وبالكاد تؤمن اليوم قوت يومها.
وكم من أمٍ ذابت قهراً على ابنٍ طاله الاكتئاب، أو طاوله التشرد وممارسة عاداتٍ لم تكن بالحسبان..؟
كم من أمٍ عانت من غياب أبناءٍ لها خلف قضبان القمع وكمِّ الأفواه...؟
وما إن هبّت نسائم الثورات، حتى كانت تقف وراء الأبناء تدعمهم، تحفّزهم على المضي إلى قدرهم ومستقبلهم، آملةً أن يُعيد لهم الزمن مكانتهم تحت الشمس، وفي أحضان وطنٍ لا يسمو إلاّ بهم، ولا يُشرّع أبوابه للمستقبل إلاّ بإرادتهم وعنفوانهم وعقولهم.
لكن، كل الثورات تحتاج إلى وقودٍ يؤججها، والشباب هم هذا الوقود الذي يحترق لينير الدروب للآخرين، يستشهد ليكون دعامة النصر الأكيد لرفاقه الأحرار، ومصدر العزّة والفخار لأمٍ أنجبته من رحم الحرية، فكان شعلتها المضيئة.
فهل لهذه الأم إلاّ أن تفخر به شهيداً، أو منتصراً على ظالميه يسترد منهم حقه في الحياة والمستقبل...
لكن يبقى فخر الشهادة مزنّراً بأنين روحٍ لا تهدأ... ودموع عيونٍ لا تنام، حزناً على روحٍ غابت في لهيب الثورات...؟
فتحية حبٍ وتقديرٍ لكل أمهات الكون بيوم عيدهن...
وإلى جميع أمهات الشهداء تحية عرفانٍ بأمومةٍ معطاءةٍ بناءة.. ووردة وفاءٍ نقدمها لهن، علّها تمسح دموع الشوق في مآقيهن.
وكل عام وأمهات سورية الحبيبة بألف خيرٍ وحبٍ وعطاءٍ لا ينتهي.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة العالمي نظرة على قضايا المرأة ما بين الخطتين ا ...
- خط أحمر... وقضايا الجندر في المناهج الحديثة
- أبوّة على قارعة النزوة وأمومة على قارعة القهر..
- عفواً وزيرة الاقتصاد دستورياً هذا حقّنا
- القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.
- الأجور.. ما بين اقتصاد السوق والوضع المعاشي والاجتماعي
- /DNA/ محدداً للنسب... والبنت قاطعة للميراث
- ليكن المرسوم رقم/1/ دافعاً قوياً للمضي في نضالنا من أجل المز ...
- تعميم وزير العدل هل نعتبره مقدمة لتغييرات قانونية إيجابية.؟
- ما زالت حياة المرأة قرباناً لحرية الاختيار.
- هل سيشهد المجتمع المدني مكانة لائقة بعد الهبّات الحكومية
- إلى متى ستبقى الطفولة في سورية مغتصبة...؟
- تعديل المادة/308/ والتمسّك بالمادة/192/ قوّض الآمال بقانون أ ...
- القوانين الاجتماعية والتشريعية- القضائية تُصنّع المجرمين بدع ...
- عام مضى على اغتيال القضاء السوري لزهرة العزو
- مسألة المواطنة... كرامة قبل كل شيء
- جائزة ابن رشد جديرة بالحوار المتمدن
- هل نحن مواطنون حقاً...!!؟؟ أجل... لكن مع وقف التنفيذ.!!!
- التبرعات هل تحلُّ مشكلات الفقراء..؟
- ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة منظمة في سورية


المزيد.....




- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...
- تبلغ 73 عاما.. من هي المرأة التي خططت لاغتيال نتنياهو بقذيفة ...
- بعد 8 سنوات من الدوام الليلي.. كيف تغلّبت ممرضة على اضطراب ا ...
- ظروف مأساوية للنساء الحوامل في غزة وسط الحرب والحصار
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل “هنـــــــــــ ...
- مؤشر جديد للفقر في العراق يسلّط الضوء على النساء: انخفاض طفي ...
- اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية
- في العراق.. تسريب صور المحامية والناشطة زينب جواد يثير غضبًا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورات