أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.














المزيد.....

الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 15:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



قالوا في الأم:
الأُمُومَة أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء- ماري هوبكنز-
لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّـتْ الأُمَّهَـاتُ- جميل الزهاوي-
لَنْ أُسَميكِ امرأةً، سأُسَميكِ كُلَّ شَيءْ- محمود درويش-
الأم هي الإيثار والعطاء والحب الحقيقي الذي يمنح بلا مقابل، ويعطي بلا حدود، هي واهبة الحياة وصانعة الأجيال، مهما قيل فيها لا يفيها حقّها، لأن عظمة ما تقدمه لا تضاهيها عظمة وإجلال. فهي التي تُنجب وتربي دون منّة، بل تعتبر أمومتها أنصع رمز لنجاحها في دنيا البقاء والوجود. فمجرد أن تُصبح المرأة أمّاً، تغدو الحياة رحلة عمل دؤوب ومتواصل على مدار الساعة، عمل متعدد الاتجاهات عضلي- نفسي- فكري، لأن التربية جهد قائم على كل تلك المسارات مجتمعة. فكيف سيكون الوضع لدى الأم العاملة خارج البيت..؟
إن الأم العاملة لا حدود لحركتها الدؤوبة، لأن ما هو مطلوب منها أكبر بكثير مما هو لدى الأم المتفرّغة للبيت، حيث أن عملها خارج المنزل لا يعفيها من المهام الملقاة على كاهلها داخله، لاسيما في ظل ذهنية بعض الأزواج الذين يرون في مساعدة الزوجة بأعمال البيت والتربية أمرً ينتقص من رجولتهم، حيث لا تتعدى نسبة الأزواج ممن يساعدون في البيت(7%) فقط. وهنالك أيضاً سبب آخر لعدم مساعدة الزوج- حتى لو كان متفهماً لأمر مشاركتها المسؤوليات- وهو غيابه في عملٍ آخر من أجل تلبية متطلبات الأسرة التي باتت عبئاً ثقيلاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، والغلاء الفاحش. يضاف إلى ذلك أمرٌ آخرٌ غايةٌ في الأهمية، وهو أن أجواء عمل المرأة خارج البيت على الغالب غير مريحة لأسباب متعددة، لاسيما في القطاع الخاص، حيث ساعات العمل الطويلة، وطبيعة العمل المضنية لها، وكذلك ما تتعرض له من أساليب التعامل معها من قبل ربّ العمل أو سواه باعتبارها أنثى يمكن استغلالها من أجل نزوات دنيئة.
ولهذا نجد أن الأم العاملة تتنازعها قيمتان أساسيتان:
الأولى: موقفها من أسرتها, والأسلوب الأفضل الذي ستتبعه كأم وزوجة وربة منزل.
الثانية: موقفها من عملها, والطريق الأسلم للقيام بالعمل المسند إليها.
فقد دلت الدراسات أنها تعاني من القلق والإحساس بالذنب تجاه أطفالها, وهذا ما يدفعها للتعويض عن غيابها بأن تميل للين أحياناً حتى تكون أماً صالحة, ولكن بذات الوقت فإن الأسر التي تعمل فيها الأم, غالباً ما تكون أكثر انتظاماً وحسماً في أمور الحياة والتربية, وتشجع الأطفال على الاستقلال في أمورهم البيتية الخاصة. إلاَ أنه لوحظ في بعض الأسر أن عمل المرأة يؤثر سلباً على علاقتها بزوجها, وطبعاً هذا ناجم عن الفهم الخاطئ من الزوج لعمل ونفسية المرأة, وعدم مساعدتها, فلو ولج هذا الزوج قليلاً إلى أعماق المرأة لعرف كم هي حنون, معطاءة, محبة, ومؤثرة لغيرها على ذاتها, وخاصة زوجها وأطفالها.
وهنا لا يمكن التنكّر لقضية هامة بالنسبة للأم العاملة كونها أماً وزوجة وربة بيت, وبالتالي مسؤولة بالكامل عن أسرتها وعملها. لذا فإن التوفيق بين هذه المهام يخلق عندها أوضاعاً جديدة تجعل منها إنسانة تُعاني من تغيرات متعددة على الصعيد الاجتماعي أكثر مما يعاني الرجل.
أما على صعيد البناء النفسي الداخلي للمرأة العاملة, يقول د. سليم نعامة في كتابه(سيكولوجية المرأة العاملة): " لقد خلقت حالة العمل وضعاً جديداً للمرأة العاملة, فلم تعد أمام نضال من أجل الحق في الحب والزواج, إنما أمام احتجاج على الأسر النفسي. فقد تولّدت أمامها مجموعة من الاحتياجات والاهتمامات التي جعلت منها كائناً متفرداً, حيث حلَّ الانضباط محل الانفعالية, وتقدير الحرية والاستقلال بدل الخضوع واللاشخصية, وتوكيد الذات بدل الجهود الساذجة للتشبع بمآثر الحبيب. وبعد أن كان أعظم همَ للمرأة هو فقدان ذاتها وتخليها عن أناها الخاصة المُضحى بها من أجل الرجل, فلم يعد الحب هو المضمون الوحيد لحياة المرأة, بل تعداه إلى المضمون الاجتماعي والعلم والعمل المبدع الذي هو الهدف الأسمى بالنسبة لها, والأقدس من سائر أفراح القلب. وبعد أن كانت تُنكر ذاتها من أجل إسعاد الرجل, فضَلت أن يكون هذا النكران من أجل المجتمع, وكسر الحواجز التي تقوم بينها وبين عملها, وبين تخلفها الذي يحجز كبرياءها وطموحها."
فإن شعرت المرأة/الأم بالتوازن النفسي، وعدم تعرضها لبعض الضغوط، ستدرك تماماً أن عملها خارج المنزل يكسبها الكثير من الميزات على الصعيدين المادي والمعنوي.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المرأة.. وتحديات الدستور
- المرأة العربية في ظل المتغيّرات الجارية
- عيد الحب... في زمن الكراهية والدم
- المخدرات... سعادة زائفة تغتال الشباب
- حقاً هي خطوات نوعية خطيرة.!!!! فصل النساء في سورية ظاهرة متز ...
- بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة
- من أجل مجتمع معافى... عيادات حديثة لفحوص ما قبل الزواج
- الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة يفرضها الواقع.
- مشروع تمكين المرأة الريفية بين الواقع والطموح
- في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية
- تعديل قانون الجنسية للسوريات... هل سيخضع لمعايير مزدوجة...؟
- قانون الأسرة ضرورة يفرضها الواقع.
- إنجاز جديد للمرأة السورية يتوّج نضالها من أجل المساواة
- اجتثاث الفساد أولوية أساسية للتقدم والحرية
- الطفولة خط أحمر ..كل هذا الدم سوري ولا مجال للتمييز
- نساء سوريا يزركشن وشاح الحرية
- صرخة امرأة سورية


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - الأم العاملة.. رحلة عمل دؤوب وعطاء لا ينتهي.