أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات















المزيد.....

بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 23:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




في الحياة عموماً، وفي الأوضاع والظروف التي تعيشها البلاد خصوصاً، تناضل المرأة السورية على صعيدين أساسيين( العام والخاص) لذا تظلُّ حصّتها من المعاناة مُضاعفةً، ذلك أنها أولاً وقبل كل شيء مًنجبة الأجيال ومربيتها، وأيضاً هي القلب الكبير المتَّسع أبداً لكل الأحزان والأفراح والمهمّات المتعددة بحكم تكوينها الطبيعي، وثانياً، هي المعني الأول والأخير بهموم الحياة الأسرية والمجتمعية على مختلف الصُعُد، وفي جميع الحالات المتصلة بها( أم، زوجة، أخت، وابنة)
فعلى الصعيد الخاص، مازالت تناضل من أجل رفع كل أسباب التمييز والعنف ضدها، من خلال المحاولة الدائمة لتغيير الكثير من القوانين التي تُعزز هذا التمييز من جهة، ومن جهة أخرى من أجل تفعيل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بقضاياها، ورفع كافة التحفّظات الموضوعة على اتفاقية السيداو. إضافة إلى المحاولة الدائمة والمستميتة لتغيير الذهنية المجتمعية في رؤيتها وتعاملها مع كل ما يخص المرأة، من أجل أن تأخذ دورها الحقيقي والفعّال في الأسرة والمجتمع، وكذلك من أجل الاعتراف بشخصيتها المستقلة بعيداً عن الوصاية الاجتماعية والقانونية.
أما على الصعيد العام، فالمستويات التي تناضل المرأة من خلالها متعددة بتعدد مهامها التي يفرضها وضعها الطبيعي في الأسرة والمجتمع كشريكة أساسية للرجل، ويأتي المستوى الاقتصادي في المقدمة باعتباره عصب الحياة الإنسانية، فهي أول من يستشعر أيّ خلل اقتصادي يُصيب البلاد من خلال الارتفاع الجنوني للأسعار باعتبارها المعنية بتأمين شؤون البيت والأسرة ومتطلباتهما، لذا تراها جاهدة كي توازن ما بين المُتاح من المال، وما بين الاحتياجات التي من الممكن تلبيتها أو الاستغناء عنها.
كذلك هي المعنية بتوفير كل ما يمكّن الأسرة من تلافي العوز أو الاستدانة، سواء بتأمين مؤونة لازمة وكافية، أو محاولة الاستفادة من كل ما تقع عليه يدها ليكون رصيداً إضافياً لما تختزنه، أو توفير مبالغ مالية تساعدها في تجاوز الأزمات والعقوبات الاقتصادية التي تعرضّت وتتعرّض لها البلاد حالياً والتي لا شكَّ في أنها واقعة أولاً وأخيراً على الشعب السوري بشرائحه الفقيرة والمتوسطة.
كما أن المرأة تحمل وزر بعض الأزمات التي تطال الحياة، كأزمة المازوت والغاز وسواهما من احتياجات يُعاني المجتمع من شُحّها أو سوء توزيعها في ظروف استثنائية، فتجدها في محطات الوقود تنتظر دورها لتملأ بضعة ليترات تشيع الدفء في منزلها، أو تنتظر في طابور طويل ولساعات طويلة كي تحصل على أسطوانة غاز صارت حلماً غالي الثمن، وإلاّ فإنك تجدها تجوب الحقول بحثاً عن بعض الحطب ليكون وقوداً مزدوجاً للدفء والطهي معاً، لأنها لا تملك ثمناً باهظاً فرضه حيتان السوق وبعض مقتنصي الفرص الذين يتاجرون باحتياجات الناس بلا رادع ولا ضمير. وكم هي مؤلمة تلك المشاهد التي نراها يومياً لنسوة يقفن حتى وقت متأخر من المساء في محطّات الوقود أو مراكز توزيع الغاز في طقس بارد لا يرحم إنسانيتها وخصوصية أنوثتها، لكنها تغامر بحكم عدم وجود من يقوم بهذه المهمة، أو لأن الرجل المعني بتلبية هذه الاحتياجات محكوم إما بعمل يستهلك يومه على مدار ساعاته من أجل تأمين لقمة العيش، أو أنه يبحث عن عمل جديد بعد أن تمّ فصله من عمله في شركات القطاع الخاص الذي لا يرحم ظروف عمال فقراء يعملون لكسب قوت أسرهم، وربما يكون هذا الرجل ابناً مُعيلاً لأسرتها في ظل غياب الأب( طلاق، أو وفاة) ولنتخيّل الوضع المعاشي الصعب في ظل هذه الظروف، أسرة بلا دخل يقيها شر الجوع والفاقة، أسرة تُلقي بأحمالها على عاتق امرأة تراها تحتال على مجمل هذه الظروف كي تنجو بأسرتها بأقل قدر من الحاجة والعوز.
هنا نرى مهناً متعددة تخوض هذه المرأة غمارها حسب قدراتها وإمكاناتها، فإن لم تكن تحمل الشهادات العلمية- وحتى إن امتلكتها في كثير من الأحيان- تجدها إما عاملة تنظيف لدى الأسر الميسورة وبنايات الأحياء الفخمة، أو بائعة خضار في شوارع تلك الأحياء، وربما بائعة خبز أمام الأفران التي تعُجُّ بها المدن. ولكن أسوأ ما تلجأ إليه بعض أولئك النسوة، هو استسهال مهنة التسوّل في الطرقات ومراكز الانطلاق المتعددة، أو على إشارات المرور محتضنة طفلاً بين يديها، وتجرُّ وراءها عدداً غير قليل من بقية أطفالها لتستثير شفقة المّارة فينقدونها بضع ليرات، وربما لا تجد تلك الشفقة طريقها إلى قلوب الكثيرين، فيضيع الوقت هباءً مقابل ليرات قليلة لا تُغني ولا تُسمن، إضافة إلى تشريد هؤلاء الأطفال ومشاهدتهم بعض مظاهر الذُّل الذي تتعرض له الأم، والذي يترك أثره السلبي على تكوينهم النفسي والعاطفي.
أما على المستويين السياسي- الاجتماعي، فمعاناتها لا تقلُّ أهمية عن سابقتها في المستوى الاقتصادي، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا، حيث يتداخل السياسي والاجتماعي بالنسبة للمرأة باعتبارها أم، زوجة، أخت وحبيبة، بل ربما تكون أقسى وأشدُّ إيلاماً، لاسيما حين يستشهد أحد أفراد عائلتها أو أقربائها، أو حين يُختطف أو يُعتقل. وهنا نجدها دائمة القلق والتوتر على مصير الزوج والأخوة والأبناء، حيرى بين واجب يتطلب منها تشجيعهم والصمود أمامهم، وعاطفة تغتال كيانها فتعصف بمشاعرها وأمومتها الممزوجة أبداً بالفخر حيناً، والحزن حيناً آخر. فكم من أمّ ثكلى على مساحة سوريا في هذه المرحلة المصيرية، فُجعت بفلذة كبدها من أجل الوطن، تجدها تائهة بين تناقضات مشاعرها وأمومتها، وبين محبة الوطن وحمايته. وكم من زوجة فقدت زوجها لتجد نفسها(وربما صغيرة السن) مسؤولة عن أسرة بكافة احتياجاتها النفسية والعاطفية والمالية.
هناك مسؤوليات أخرى تنخرط المرأة في مضمارها، كالعمل السياسي الذي يُعرضها للاعتقال أو حالات أخرى تجعلها مثار انتقادات اجتماعية ترفض ممارسة المرأة لهذا النشاط في الحالات الطبيعية، فكيف سيكون الوضع في الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد...؟ هنا، نجد الكثير من النساء اللواتي لا يُعرن اهتماماً لكل تلك الانتقادات أو الرفض الاجتماعي أمام رغبتهن وإيمانهن العميق بضرورة المشاركة في الأنشطة السياسية وسواها بما يتطلب مشاركة المرأة والرجل معاً فيها من أجل النهوض بالحياة الإنسانية عموماً.
هذا بعض من معاناة المرأة في كل الظروف الطبيعية أو الاستثنائية الحالية، معاناة أثبتت وتُثبت المرأة أنها جديرة بكل المسؤوليات التي تقع على عاتقها في مجمل الظروف. وعلى الرغم من كل الرفض الاجتماعي لبعض نماذج النساء، فإن المرأة السورية تبقى على الدوام مصدر فخر واعتزاز لكل من يحيط بها، وأيضاً لمجتمعها ووطنها.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتفهمهم قليلاً... إنهم حقيقة فاعلون
- قوى اليسار... وقفة مع الذات
- نصف مليون سوري كل عام والمحاولات لا تزال هزيلة
- من أجل مجتمع معافى... عيادات حديثة لفحوص ما قبل الزواج
- الإرشاد النفسي والاجتماعي ضرورة يفرضها الواقع.
- مشروع تمكين المرأة الريفية بين الواقع والطموح
- في ظل الإصلاحات الجارية... أين استحقاق المرأة السورية
- تعديل قانون الجنسية للسوريات... هل سيخضع لمعايير مزدوجة...؟
- قانون الأسرة ضرورة يفرضها الواقع.
- إنجاز جديد للمرأة السورية يتوّج نضالها من أجل المساواة
- اجتثاث الفساد أولوية أساسية للتقدم والحرية
- الطفولة خط أحمر ..كل هذا الدم سوري ولا مجال للتمييز
- نساء سوريا يزركشن وشاح الحرية
- صرخة امرأة سورية
- أمومةٌ مقهورةٌ تحت عروش الديكتاتوريات فخورةٌ في ساحات الثورا ...
- في يوم المرأة العالمي نظرة على قضايا المرأة ما بين الخطتين ا ...
- خط أحمر... وقضايا الجندر في المناهج الحديثة
- أبوّة على قارعة النزوة وأمومة على قارعة القهر..
- عفواً وزيرة الاقتصاد دستورياً هذا حقّنا
- القتل بحجة الشرف والإجهاض كلاهما قتل ولكن!.


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - بجدارة وكفاءة... المرأة السورية تحمل وزر الظروف والأزمات