أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حجرٌ في المتاهة














المزيد.....

حجرٌ في المتاهة


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 10:35
المحور: الادب والفن
    



اُتركوا لي ما تَيسّرَ مِن نبيذِ المنافي
شيئاً مِن سكونِ المسافةِ
وبعضاً مما ملكتم
من عقيقِ الكلامِ
فأنا شيّدتُ فوقَ الرّصيفِ حجارتي
أَوْلَمتُ وقلتُ :
هذا هو موطنُ غربتي
ثم دعوتُ إلى وليمتي العابرينَ في الليل
هأنذا حجرٌ في المَسيل
فليُقبلْ الضائعون
هأنذا ذاكرةٌ تَسيل
لمَن أرادَ أنْ يَنْهَلَ مِنْ سِيّرِ البلدانِ
وما اندثرَ مِن السلالاتِ وبطونِ القبائل
لمَنْ يطْرِقُ على بابِ ليلِهِ
طارقٌٌ يرومُ التزوّدَ
بالغابرِ مِن الأيامِ
حجرٌ للعبادةِ أنا
وثنٌ أنا
إنْ أرادني مُريد
***
إلى جواري
مرّتْ غاباتُ الأُرزِ
نساءُ صيدون
وبِحَارٌ خَلَقَها الخيالُ
رأيتُ حارسَ الغابةِ الوحشَ محمولاً
على مِحَفّةٍ مِن ريشِ النّعامِ
يُلوّحُ بعشبتِهِ الغريبةِ
يا خمبابا
ألم يَنْتَزعْها مِن يدِكَ الملكُ السومريُّ بعد مقتلِكَ ؟
مِن على المِحَفّةِ يقهقهُ الوحشُ ساخراً
***
إلى جواري
مرّتْ خيولُ الرشيدِ
كان في نزهةِ صيدٍ
وفوقَ ظهورِ الدّوابِ نُضّدتْ آثامُ الخلافةِ
والديباجُ الرّشيقُ يقصُّ الحكايا
وكانت أبهةُ المُلكِ تسفُّ في العيونِ
اُتركوا لي مِن شرابِ الليلِ
ما يُكَثِّفُ الأحداثَ
فسبارتاكوس ظلَّ زمناً يحلمُ بالثورةِ
وحين مرّتْ فاتناتُ برلين وهنَّ مِن أجناسٍ شتّى
صمتَ التأريخُ
والثورةُ لم تنطقْ بعد
فمَن يأخذُ سكرتي
ريحاً لطاحونةِ هواءٍ غدرتْ بها الفصولُ ؟
اُتركوا لي بعضاً مِن طعامِ الليلِ
وما يقتاتُ عليه العابرُ في التيهِ
فأنا وسط هبوبِ الرّيحِ
ترفعُني العاصفاتُ تارةً
وتارةً تحطّني
وحين تسكنُ الرّيحُ
عليكم سأتلو شيئاً مِن سِفرٍ مشبوهٍ
***
سأبكي الليلةَ على أبوابِ برلين
حين يخلدُ البرلينيون إلى نومِهم
سأبكي طويلاً
سأجوبُ المدى الصقيعيَّ بصدرٍ عارٍ
أنا حمّالُ الجليدِ
حين اشتعلتْ نيراني تفرّقَ مِن حوليَ العبادُ
في مشاربَ شتّى
أنا مروّض الحيتان
حين هاجتْ بوجهيَ البحارُ انفضّتْ أعراسُ الخلجان
أنا ابنُ اللذّةِ التي تفرّقت على الأبدان
مَن يُعيدُني إلى هيئتي الأولى ؟
اُتركوا لي ما يقتاتُ عليه الجائعُ في الليلِ
ونصفَ زجاجةِ نبيذٍ
فأنا مسحورٌ حتى اللحظةِ
ومازلتُ حجراً على قارعةِ الطريقِ
يتوسلُني المُقبلُ مِن بعيدٍ
ويشيحُ بوجههِ عنّي الراحلُ عندَ طلوعِ الشمسِ
مازلتُ شجراً مِن ثيابِهِ تجرّدَ وظلَّ عارياً
تمرُّ عليه الفصولُ وهو بعورتِهِ مُستأنسٌ
اُتركوا لي حديثاً لسمرِ الليلةِ
أو كلاماً لم يُقل بعد
يُحفرُ على أديمي
حجرٌ أنا في الطريقِ
فزوّدوني بما حملتْ أفكارُ المُسافرِِ
حجرٌ ملقىً في هيماء
عندهُ لا يتوقّفُ العابرون
ولا نحوه التفتَ الدليل
اُتركوا لي بعضاً مِن حكايا الطريقِ
وشيئاً مِن أسرارِ المتاهةِ
اُتركوا لي أسمالَكُم وغادروا المكانَ
فأنا حجرٌ على ضفّةِ المُشتهى
لا الماء راحَ يحملُها
ولا مسّتْ وجهَهُ الريحُ
أنا شيءٌ في قساوةِ المسافةِ
وأنا حمّالُ الجليدِ
حين انطفأتْ كلُّ نيراني
تجمّعَ مِن حوليَ المُتفرقون



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكلِّ الانكساراتِ ارتحلي
- موحشات الشارتيه
- حديثٌ لعليٍّ
- غريب ما بين عدن و برلين
- لا تخذليني كالربيع
- ستائر مؤرَقة
- قمرٌ لليلِ المدينة
- مأساة الجاهلي
- قصائد مُهْمَلة
- لقد رَحَلَ البنّاءُ .. أيُّها البرديُّ فارحلْ
- بلادي التي ما أحببتها
- بوح المسافر للسفر
- على مشارف الستين
- لم نرَ المأتى
- ليل الشبيبي
- أربع قصائد
- اللوثة .. كتابة نص
- حَيْرَة الآلهة
- ميلونا
- الإيقاع والصورة الشعرية المُشوّهة


المزيد.....




- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حجرٌ في المتاهة