أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الما يحب العراق ما عنده غيرة !














المزيد.....

الما يحب العراق ما عنده غيرة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حين وصلت مركز الاقتراع يوم السبت ، المصادف 28/1/2005 ، أنا وأسرتي ، وبعد أن قطعنا الطريق الطويلة الذي أخذت منا أكثر من ثلاث ساعات ، وجدت حشدا ضخما من المقترعين العراقيين ، القادمين من مدينة يتبوري السويدية التي يجري فيها ذاك الاقتراع ، أو من القادمين من مدن سويدية بعيدة عنها مثل مدينتي ، أو من دولة النروج المجاورة للسويد ، والقريبة من مركز المذكور 0
كان العراقيون المحتشدون بطريقة مخجلة ، يتدافعون رجالا ، ونساء ، واطفالا في طابور قل نظيره في سوء التنظيم ، وقلة الهدوء التي عرفتها الناس هنا في السويد ، وفي كثرة التذمر ، خاصة بين النساء ، وبين الاسر التي جلبت اطفالا رضعا معها مضطرة ، وذلك بسبب سوء تنظيم الناس في ذلك الحشد الذي ركب بعضه على بعض في مهزلة تنظيم انتخابية ما عرفها التاريخ ، وبسبب من شدة البرد ، وتساقط الثلوج على رؤوس الواقفين كذلك 0
لقد يصيب بعض الاطفال بالاختناق ، والخوف من شدة التدافع ، فما كان من ذويهم الا الخروج بهم من هذا الزحام الجهنمي الذي ما عرفوه في حياتهم ، وهم الذين تعلموا على النظام ، والوقوف بهدوء وسكينة هنا في السويد 0 كان ولدي الصغير ، والذي اخرجته من ذاك الحشد المخجل بشق الانفس ، يردد بين الفينة والفينة ، وباللغة السويدية : هذا شيء غريب (konstig ) .
ومما زاد الطين بلة هو صياح البعض من الشباب المراهقين بهذا الشعار أو ذاك، كي يفتزوا مشاعر العراقيين الاخرين الذين اضطروا للرد عليهم بشعار واحد حصيف على ما يبدو وهو : الما يحب العراق ما عنده غيرة !
في هذا الوقت بالذات وصلت انا ، فوجدت حناجر العراقيين تهتف للعراق ، وتذم كل من لا يحبه ، هذا في وقت راح الموظفون العراقيون ، العاملون داخل مركز الاقتراع ، يطلون من شرفات بناية المركز الانتخابي تلك ، وهم يرتشفون أقداح الشاي ، والقهوة ، وينفثون دخان سجايرهم في الفضاء المثلج ، وفي صورة لا تخلو من المباهات في الوظيفة المؤقتة التي حصلوا عليها من منظمة الهجرة العالمية ، وبالواسطة ، وليس بالكفاءة ، حتى أنني رأيت أحد هؤلاء الموظفين يباهي زميلا له ، واقفا معنا ، بهويته الوظيفية ، المتدلية على صدره ، ومن على احدى الشرفات تلك 0
حين عيل صبر العراقيين ممن صار في بطن تلك البناية ثار بعضهم في وجوه الموظفين ، قائلين لهم : أين ذهبت التسعون مليون دولار التي أخذتها المفوضية العليا للانتخابات من جهد وعرق شعبنا ؟ هل تمّ أخذها من أجل هذه المهزلة ؟ لماذا لم تقيموا أنتم طابورا خاصا بالعوائل رحمة بالاطفال ؟
قال لي أحد موظفي الواسطة هؤلاء : نحن فضلنا ان يكون النساء ، والرجال في طابور واحد تجنبا للضغوط التي قد يمارسها الرجال على نسائهم في انتخاب هذه القائمة ، اوتلك ! قلت له لو كنتم قد عزلتم النساء ، والاطفال في طابور واحد لضمنتم عدم ممارسة ضغوط الازواج على الزوجات ، هذا إن كانت هناك ضغوط مثلما تعتقدون ، ولأزلتم التعب عن الاطفال الصغار، والرضع 0 عاد فسألني هل كان الجو باردا خارج البناية ؟ قلت له ليس باردا وحسب ، وانما مثلجا كذلك !
بعد أن أستحدث طابور جديد للاسر بفضل اقتراح الناس على موظفي الواسطة ، زالت الزحمة ، وذهب التدافع بدقائق معدودات ، وبعد أن امضينا ساعتين في الحشد الاول دون أن نتقدم مترا واحدا باتجاه نقطة التفتيش 0 لقد قامت الجماهير العراقية المحتشدة بتنظيم نفسها ، تعاونها في ذلك الشرطة السويدية ، أما الموظفون العراقيون في داخل البناية ظلوا للحظة التي دخلت فيها انا تلك البناية لا يعرفون إن كان الجو باردا خارجها أم لا ! فعلام تقع مسؤولية ذلك ؟ سؤال نقدمة للمفوضية العليا للانتخابات ، والى منظمة الهجرة العالمية صاحبة المسؤولية المباشرة عن ذلك ! والما يحب العراق ما عنده غيرة !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسقط صداما ؟
- ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !
- نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
- الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
- الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
- ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي
- نظرية المال عند صدام !
- الحاكم والناس والدين في العراق !
- الطائفية مرض الماضي يعيش في الحاضر !
- ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي
- قيض من فيض التخريب الايراني في العراق !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق
- الحزب الشيوعي العراقي : العمل الجماهيري والانتخابات !
- إبن فضلان سفير العراق المقيم في أوربا
- ظرف الشعراء ( 30 ) : أبو الهندي
- ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي
- بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !
- كلهم على طريق ?لاوي !
- دالت دولة الارهاب !


المزيد.....




- لماذا أصبحت العلامات التجارية الفاخرة أغلى من أي وقت مضى؟
- مضيق هرمز.. هل يهدد التوتر الإقليمي إمدادات الطاقة العالمية؟ ...
- سفير إيران بفرنسا لفرانس24: -الضربات الأمريكية استهداف للكرا ...
- إسرائيل تكشف سبب قصفها طرق الوصول إلى منشأة فوردو الإيرانية ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط في عصر الصراع المفتوح.. ...
- كيف تعيد إيران وإسرائيل النظر في استراتيجيتهما بعد الضربات ا ...
- مسؤول أردني: سقوط طائرة مسيرة في عمان ووقوع أضرار مادية
- القواعد الأمريكية في الخليج: ماذا نعرف عنها؟
- دعم ألماني مطلق.. ما موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب الإسرائي ...
- السباق نحو التسلح: ما مدى تأثير التوترات في الشرق الأوسط على ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الما يحب العراق ما عنده غيرة !