أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أنتِ بنتٌ ! (قصّة للأطفال)














المزيد.....

أنتِ بنتٌ ! (قصّة للأطفال)


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


عاد التوأمان طالبا الصّف السادس: مريم وسامي من المدرسة يحملان شهادتيهما فرحيْنِ، وسامي يغنّي ويقول : غدًا ...غدًا ..غدًا
وكانت نتائج سامي متوسطة في حين كانت نتائج مريم كالعادة ممتازة.
امسك الأب شهادة مريم وفتحها ثمّ طبع على جبينها قبلة ودسّ في يدها ورقة نقدية من فئة الخمسين شاقلا.
وكم كانت دهشة مريم كبيرة حين جاء دور سامي فرأت عناقًا حارًّا ومئة شاقل "تزور" يده.
وتساءلت مريم في نفسها: " لماذا؟"..أين العدالة؟أين المساواة؟...وكتمت الأمر في سرّها بحزن.
وعاد سامي يغنّي : غدًا ..غدًا..غدًا..
والوالدان يعرفان ما هو القصد من هذه الاغنية ، فقد وعدا ولديهما بالسَّفَر غدًا الى المدينة القريبة لشراء ملابس العيد.
وجاء الغد مُحمّلا بالأماني ، فقد اشتاق الطفلان الى ملابسَ أخرى مختلفة عن الزّيّ المدرسيّ ، لقد اشتاقا الى موديلات اخرى من الملابس والألوان والأشكال ، فسامي أضحى شابًّا صغيرًا ومريم صبيّة.
استقلّت العائلة السّيّارة ، وفي الطريق راح الأب يسأل ولده : ماذا يريد أبو جميل أن يشتريَ ؟ ويضحك قائلا : الحساب مفتوح ...اشترِ ما تريد واختر ما ترغب .
ومريم ترى وتسمع ، فكلّ الحديث يدور في السّيّارة عن سامي " أبو جميل"، حتى الأمّ راحت تشدّ على يد وحيدها وهي تقول: " حماكَ الله يا ولدي ...حماك الله يا " أبو جميل"وتروح ترمقه بنظرة حيّية .
وعاد التساؤل يرنُّ في رأس مريم : وأنا ؟ لماذا؟
وصلوا المدينة وترجّلوا من السيّارة وساروا نحو دكان كبير للملابس ، وبدأ سامي يعلن بصوت عالٍ : أريد الماركات العالميّة ، أريد بنطلون جينز أصلي لا بل اثنين...أريد ثلاثة قمصان: الأوّل أسود والثاني بنيّ والثالث ليلكيّ ...أريد.....
ويضحك الوالدان . وتقول الأمّ : لكَ ما تريد يا حبيبي ..الحساب مفتوح....كم سامي عندنا ؟!!!
وتقف مريم من بعيد تراقب وتسمع وتسأل نفسها : لماذا؟
اشترى سامي ما حلا له وطاب...اشترى " كومة كبيرة" وقضى الوقت الطويل في التبديل والاختيار، ولمّا انتهى أخيرًا ، تفرّغ الوالدان لمريم ، فقال الاب : ألآن جاء دوركِ ....هيّا ..اختاري فستانًا واحدًا ..هيّا الوقت يدهمنا!
ويضيف الأب قائلا : ساعديها يا أمّ سامي ، اختاري لها .
وتحتجّ مريم بهدوء: لا...أنا التي تختار ...أريده فستانًا جميلا ، اسود اللون مطرّزًا بالورود.
وتصرخ الام في وجهها : اصمتي يا بنت ....اخرسي...فستان أسود ؟! ما هذا الذّوق ؟ لا...لا...أحمر فقط أحمر أسمعتِ؟!
- أنا أحبّ اللون الأسود
- وأنا قلت الأحمر ...منذ متى كان للبنت ان تختار؟
وهنا يتدخّل الأب بحزم : أحمر فقط..اسمعي قول أمّك يا بنت...ها اسبقككم انا وسامي الى السّيّارة فلا تتأخرا..عشر دقائق..بل خمس دقائق..
وتعود العائلة الى البلدة والفستان الأحمر يقبع في حضن مريم ..وتسحّ دمعة على خدّها وتسمع في أعماقها صوتًا يقول :
بنت..بنت..بنت!!!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى زهير دعيم من رياض الحبيّب- اسكندينافيا
- حلم الاميرة..اصدار جديد للاديب زهير دعيم
- جمعة نعم...الأحد لا !
- موقفٌ رجوليّ - قصّة للأطفال
- مشاعري مختلطة
- نيْسانُ والمصلوب
- شادن وباقة الورد - قصّة للأطفال
- عزاؤنا ...أنّك مع يسوع
- أنتِ وحدكِ حبيبتي
- قرّب منّو ( ترنيمة)
- الأعالي كما العمق
- خَبَر
- الطّفلة الذكيّة - قصّة للأطفال
- الرّبيع العربيّ الباهت
- الشّبل الجبان - قصّة للأطفال
- دمك دوائي- ترنيمة
- خليل وكيس الحلوى....قصّة للأطفال
- موّاويل
- طفل السّما طلّ
- فيروز ... أغرودة الشّرق


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - أنتِ بنتٌ ! (قصّة للأطفال)