أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يوماً، ستعودُ المدينةُ إلى وردِها














المزيد.....

يوماً، ستعودُ المدينةُ إلى وردِها


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 20:00
المحور: الادب والفن
    


يوماً، ستقومُ الأميرةُ من تعويذتِها، ستجِدُ المغازلَ كلَّها دونَ إبَرٍ، سيكونُ نهاراً من خارجِ أوقاتِنا، أزرقَ رُبَّمَا، مدجَّجاً كجيشِ أطفالٍ بالبراءةِ، بعينين من عِنَبٍ حُلوٍ، ساعاتُهُ غزالاتٌ مُحَنَّاةٌ بالمِسْكِ الإلهي، يداهُ تغرفانِ الأساطيرَ، ودمعتُهُ موسيقى سائلةْ، سيطلبُ المدينةَ للرَّقصِ، ستمدُّ يدها وتستحي من يباسِ خصرِها، يؤلِمُها الرَّقصُ المتفائلُ للنَّهارِ المتفائلِ، والألمُ يخافُ الرَّقصَ، وتواصلُ المدينةُ الرَّقصَ "نكايةً بالوجعِ" فيزولُ.

يوماً، ستفتحُ هذه المدينةُ حِجْرَها، لتستقبلَ زرعَها حين ينهمكُ في النضوجِ، تكرِّسُ بحرَها لسفن العشاقِ، وميناءها للآتين إلى القلبِ من بعيدٍ ليس بعيداً، ويوماً، سيلعبُ الْحَسُّونُ راقصاً على جدائلها، آمناً على ريشِهِ من الريحِ، لا قفصَ ولا صيادْ.

يوماً، سننامُ على الدفء الناشئ من حُلمِنا، مُنْشِدين، ومُنْشَدِّين إلى غدٍ ينظر من الآتي إلى الحاضر منتظراً دورهُ، ويوماً، هو إبنُ اليومِ، ستعودُ الأشياءُ إلى مداراتِها، سيخرجُ اللَّحنُ من دمِ القلبِ إلى الوتر، مُسْتَنْزِفَاً الوَلَهَ إلى نهايته، وترقص حَبّاتُ الهواءِ في فضاءٍ مُشْبَعٍ بالصهيلِ وبالحنينْ، سيُفْرِجُ الصوتُ عن فَجْرِهِ مُتَّحِدَاً بالزَّمَنِ في ألوانٍ شاخصةٍ نحو الجمال.

ويوماً، سيأتي من يُبدِّلُ اسمَ الحبِّ في ورقِ اللُّغةِ، ويعطيهِ لوناً ثامناً، وعِطراً دونَ شبيهٍ، يحشو بِهِ الغيمةَ فتحبُلُ بكلامٍ بحوافٍ من بُرتُقالٍ وغَزَلْ، ستُمطِرُ أمَّهاتٍ حنوناتٍ خارِجَ منطِقِ اللحمِ والدَّمِ المجرَّدِ، ونغفو نحنُ كأولادٍ تعِبوا من اللَّعبِ في الغابةِ القريبةِ، سيكونُ من حقِّنا أن نأخذَ الغابةَ إلى بيوتِنا في المساءِ، وأن نضعَ النَّهرَ في الخِزانةِ جوارَ بقيَّةِ الألعابِ، وسيُقرِضُ جارٌ جارَهُ الفقيرَ أميرَتَيْ حكايةٍ شرطَ أن يعيدَهما في الصباحِ تلبسانِ حكايةً أخرى.

ويوماً، ستعودُ المدينةُ إلى وَرْدِها
وينمو النعناعُ في أكفِّ الزارعينَ
ستقولُ أُمّي: هذا ما أخبرتُكَ به
ولم تُصدِّقْ.

الثامن عشر من نيسان 2012



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قالَهُ ابنُ عمروٍ* لحِصانِهِ جوارَ النَّهرِ
- وبي حزنٌ قديمْ
- وَرَأَيْتُهَا
- مقام سيدي يوسف البتّيري قصة قصيرة
- ما لا يعرفه أطفال غزة
- توقفوا عن إلصاق تهمة البطولة بهذه المدينة
- يوقظُني حلمُكِ من نومي
- إعتذار شخصي لهناء شلبي
- كانت المرأة سيدة العالم، لذا وجبت إزاحتها
- من ذا يمكنه أن يعدَّ الحنين؟
- خضر عدنان، رجل مقابل دولة
- ما زلتُ على عتبةِ البيتِ
- رؤيا مجدليّة أو خيالاتها آخر الفجرِ قبل الصليب
- كان ياما كان، بلد جوات دكان
- [ريتّا] وزجاجةُ الفَرَحْ قصة للأطفال
- قال لي
- قطعةُ حلوى في آخرِ الحكايةِ
- خائفة من الحرب
- رَغَد في الغابة المجنونة قصة للأطفال
- تحتَ نافذةٍ مُغلقةْ


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - يوماً، ستعودُ المدينةُ إلى وردِها