الخشخاش والحلف الأطلسي وبوتين: أي استراتيجيات لأي عالم

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 16:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

مرة قرأنا أن السيد فلاديمير بوتن يتلقى أكثر من مليار دولار سنويا للسماح بمرور الهيروين الأفغاني من أرضه... كيف وفي حملته الإنتخابية يضع ملف التخذير من بين الأولويات؟
هل تعلمون من هو الراشي؟ المرجو أن لا تصدقوني إذا قلت لكم أنه الحلف الأطلسي ولكن اسمحوا لي أن أذكر بأنه في "لن تسطيع معي صبرا " من الحكم ما قد يجعلنا نتقبل أفعالا تبدوا لنا غير مقبولة منطقا وشرعا.
في عهد السيد ميدفيديف تمت اتفاقية جد عادية بين الروس والحلف الأطلسي في بوخاريست بمناسبة انعقاد قمته سنة 2008 ممفادها السماح للحلف بنقل السلع الغير الأسلحة عبر السكك الحديدية الروسية لكن الغير العادي هو أنها تحمل الخشخاش. !!!!!!!!
هذه الحقيقة التي كان قد سبق لعدد من المسؤولين الروس أن اشاروا إليها علما أن بلدهم يعرف غزوا خشخاشيا كما هو الحال في أوربا ...هي اليوم حقيقة تستحضر في الولاية الجديدة لبوتن على لسان أحد كبار الدبلوماسيين الروس السيد أليكسندر غروشكو وهو المرتقب لتولي منصب الممثل الدائم بالحلف بحيث قال على " أن شحنات الإتفاقية ستخضع إلى تفتيش"
إن هذا يعود بنا إلى 2007 حينها تم نشر دراسات وإحصائيات صنفت الدولة الأفغانية باقتصادية المخذرات nacro-état بحيث أنها أنتجت أكثر من 8000 طن بما يقدر بأكثر من 50% من منتوجها الخام.
طبعا لايمكن الحديث عن هذه الأمور دون استحضار الأنتيليجونسيا الأمريكية سي-أي-إي ولكن هذا شيئ من الطابوهات لا سياسيا ولا انتخابيا ولا إعلاميا علما أنه كانت توظفه كقوة استراتيجية منذ سرية وجودها بأفغانستان حينها كانت تحارب الإتحاد السوفياتي بل هناك من نشر على أنها كانت هي المحفز الإقتصادي لانتشاره بكثرة في الحدود الأفغانو باكيستانية وطبعا إن هذا يذكرنا ب"قلب الدين حكماتيار" و"أبو الرسول سيف" من أكبر التجار الخشخاشيين يما جعلهما يؤسسا إلى قوة مسلحة في توليهما المهام الاساس بين السلفيين ليلتحقوا بعد ذلك بالقاعدة.
ليس هذا من باب التاريخ ولكن فقط لتوضيح الموقف الروسي في عودة بوتين إلى زمام السلطة علما أنه جعل هذا من فقرات برنامجه الإنتخابي.
وكإشارة إن المختبرات التي تهيئ الخشخاش بمواد كيماوية معينة يفترض أنها ممنوعة توجد بالمجال الذي يشرف عليه الحلف الأطلسي بنسبة تتجاوز 90% وهو ما جعل روسيا تحمله المسؤولية علما أن روسيا كانت هي المستهدفة حسب تصريح رسمي لبوتن وفي المذكرة هناك مدير الخدمات الإستخبارية " أليكسندر دو مارانش" الذي كان وراء تشجيع الإستخبارات الأمريكية على دعم المجاهدين لزراعة الخشخاش لتسميم الجنود الشباب من الجيش الأحمر السوفياتي.
لكن لا يمكن لهذا أن يكون الدافع الحقيقي لجعل بوتين يرفع من القضية إلى مستوى دبلوماسي وعسكري عالي جدا كالسيد ألكسندر غروشكو اي أن هناك ما هو أهم في الواقع الحالي حيث الخريطة العسكرية تعمر يالأدرع الواقية الأمريكية.
فهل في الأمر رسالة واضحة للمنظمة التي يتولاها السيد والي أحمد كرزاي شقيق الرئيس الافغاني الذي يتراس أقوى فريق يشتغل على الخشخاش بدعم من الإستخبارات الأمريكية بحيث النصيب الأوروبي منها يوجه عبر طائرات إلى كوسوفو ؟ أم أن ثمة تهديد صريح للحلف الأطلسي والولايات المتحدة في شأن الرقعة الإستراتيجية الجيواقتصادية الشرق أوسطية في ما نلاحظه من التتوسع في نشر الأذرع والأسلحة؟
وعلى ذكر كوسوفو هناك كتابات عدة تقول بأن الذي تولى السلع التخذيرية هو السيد "هاشيم" الذي صار وزيرا اولا لكوسوفو بدعم من السيدان السفير فرانك وايزنر ريشارد وهولبروك الذي اشتغل ممثلا خاصا للسيد أوباما بأفغانستان
وبالمناسبة لو تسئلنا عن ما الدوافع الحقيقية التي أدت بالبونتاكون لأن يستمر في أفغانستان عسكريا
طبعا رسميا الكل يقر بأن الأمر يتعلق بالقاعدة كونها المهدد للامن الدولي ولكن هناك أسباب أخرى لا يصرح بها وهي المتمثلة في المراقبة والتحكم في أكبر مزود عالمي للأفيون والهيروين و,,, لاستعماله كسلاح على المستوى الجيوسياسي كما أنه اساسي للسيولة للمافية المالية المؤثرة في "الوال ستريت",,, يتبع

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات