أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بوجمع خرج - لأجل تصحيح المسار اليساري- الحلقة الأولى















المزيد.....

لأجل تصحيح المسار اليساري- الحلقة الأولى


بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 22:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لقد علم أبناء تربية الأحزاب الوطنية المؤمنين بالفكر والتوجه كخيار وجودي مؤسساتي اكثر من ما هو بحث عن مواقع للإستعراض الإيديولوجي منذ بداية الثمانينيات أن هذا الأخير أي الإيديولوجي سيتراجع امام الإقتصادي بحيث لوحظ تنامي البرغماتية في الوعي المجتمعي تحت قهرالحاجة التي أصبحث تؤثر بشكل قوي في سلوكات المواطنين. ولعل ما في المسألة من اشكالية هو أن هذا يقع في ظل ضعف وهشاشة المؤسسات المهيكلة للدولة خاصة وان آلياتة تدبيرها كانت تخضع لمزاجية المسؤول حينها كان الصراع قويا في ما يتعلق بإثبات الذات بين الهيئات والمنظمات والدولة وللأسف إنه الحال نفسه هو الذي لازالت تعاني منه هذه المؤسسات.
وفي هذا السياق أذكر بكلام للرئيس الفرنسي الراحل فرونسوا ميتران لما اختلف مع رفاقه وهو يتولى مسؤولية الدولة الفرنسية ومهمة استكمال الاتحاد الأوروبي جاء فيه:
" لم يعد هناك سوى هامش ضيق للإديولوجي وعلينا أن نفكر في كيفية توظيفيه"
ربما لأنه كان يعلم على أن المعلمات paramètres ستتغير بما قد يسبب عقما أو انحرافا للقوى اليسارية لذلك نهج استراتيجية تقنعه من باب اللذنة la plasticité العظوية -أكثر من التعصب النمطي أو التحول المشوه- وهو نفس الأسلوب الذي أنهى به السيد اليوسفي مشواره المؤسساتي وكذلك السيد بنزكري رحمه الله.
إن أهم ما يمكن استخلاصه من هذا هو أن اليساريين المغاربة وقعوا في تيه بين التعصب المذهبي والتحول المشوه ولم يتوفقوا في كسب رهان الانخراط في تقاسم المسؤوليات والاستفاذة من الهامش الديمقراطي والسوسيو اقتصادي على علة شروط التفعيل السليم للقيم الكونية مما سبب انحرافات لدى جميع اليساريين.
طبعا لا يقصد هنا الانحراف بما يعني الزندقة الإديولوجية ولكن يقصد به الخروج عن الخطاطة التفكيرية المنشئة للمفهوم اليساري والتقدمي بما لحق تشوها للقيم اليسارية ولعل السبب الأساس هو هواس المقاعد المجالسية والجماعاتية والحكومية الذي جعل "كل الوسائل مقبولة" يطغى وجدانيا بحيث شاهدنا في الأحزاب التي التحقت بالتناوب ظهور نماذج لاعلاقة لها تربية وتفكيرا بالفكر اليساري والتقدمي تحظى بتزكيات انتخابية أحبطت المناضلين الشرفاء كما لاحظنا تفشي العشائرية الحزبية clanisme politique إلى درجة القبلية في الحزبية جنوبا وتولي قيادة المقرات الحزبية اليسارية من طرف مفسدين ورجعيين ومتآمرين على الشأن العام وعلى قيم الدولة وأخلاقيات المواطنة. وفي هذا أذكر على سبيل المثال ما يقع في الجنوب كما هو الحال في جهة وادنون. وإذ أذكر الأشياء بأسمائها وبمسؤولية فلأن الوقت حان لإعادة تنظيف وترتيب البيت اليساري بعد أن أفاذت التجربة على أن استدامة الفعل الإدماجي والتحديثي اليساري والتقدمي ليست في البحث عن المقاعد البرلمانية والحكومية ولكنها في المواقف والتربية المؤسساتية المجتمعية دلك ان النخبوية بغير الكفائة الفكرية والممارسة الميدانية هي ذاتها التي أدت بابتعاد الإشتراكيين عن المجتمع.
فاما بالنسبة للأحزاب التي التزمت بالخط الايديولوجي في قيمته المطلقة فلقد لوحظ تعصبا أكثر منه تشبثا بالقيم اليسارية لدى نماذج تتلذذ بالمثالية في موقف رومنسي ينتظر الشروط المثالية للدخول في ساحة المعركة علما أن اليساري يفترض فيه أن يكون دوما في قلب الميدان المجتمعي لأن الفكر اليساري والسلوك النضالي نشئ في الميدان والحقل والممارسة اليومية للشأن العام منذ بدايات التنظيم البشري وإن صحيح أن عقلنته وأكاديميته تتوقف على الكم المعرفي والتراكم العلمي بما يعني مستويات الذكائات المجتمعية المشخصة في المؤسسات وليس في مقاعد البرلمان والحكومة فقط أو في المقاهي ومقرات تبكي الأطلال وفيسبوك افتراضي الحقيقة كاشف لعورة الشعوب أكثر من ما هو كاشف لمختبرات صناعة الأحداث وصناعة الأذواق وتلفيف السلوكات وغسل العقول بأوساخ لبرغماتية في سلبياتها الأكثر تفعيلا في السوق كتوجه حالي عولمي.
وعن الذين تحولوا من اليساريين فلقد لوحظ فيهم من أضاع مشيته ومن فقد توازنه ومن استغرب عن هويته الفكرية بشكل يحرج الوعي المواطن المشترك في البحث عن المناصب ولربما هم من يعتبرون بين الحمار والبغل في مفهوم الحداثة التي تحمل أسفارا حسب خطاب قيادة الحكومة الحالية في لقاء خاص على أمواج القناة الوطنية.
وعموما يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لليسار أن يعد العدة لدخول المنافسة أو حتى المعركة في حالة تلاشي قيم التعاقد الكونية والاقليمية؟
اعتقد على أن هناك ثلاث متجهات تأليفية وإنشائية أساسية بحيث الأولى تعني الفكروالخيارات, والثانية تعني المنهجية والفعالية ,وأخيرا الشكل والوظيفة.
ولعل ما أتلف التناغمية والإنسجام بين القوى اليسارية هو ذلك المتمثل في متجهة الشكل والوظيفة (سنعمق النقاش فيها لاحقا) لذلك يلاحظ التفرقة والتشنج في الجسد التقدمي بما يتناقض والمبدء الجوهري أو الدائم. فأما عن ما يتعلق بالخيارات والمنهجية فإن الاختلاف فلا يمكنه إلا أن يكون موضوع المنافسة داخل التنوع اليساري أكثر من ما هو موضوع درامي ينتهي بالتفكك وموت الابطال,,, الخ
إن التغيير لا يأتي من جهة دون أخرى ولكن وإن صحيح أن الفعل التغييري هو قرار يأتي من قمة الهرم لكنه يتوقف على القاعدة بحكم أنها هي "الأمة" وهي الشرعية التي تبرر وجود الأعلى. ولربما لأن المشكلة حاصلة على مستوى الشكل والوظيفة لذلك ضاعت معلمة التناوب التفاعلي وهو ما لم يسمح باكتمال تجربة حكومة التناوب التي اعتبرها مجهضة أكثر من ما هي فاشلة.
ومنه فإذا اليوم يتفق الوعي الكوني والعالمي على أن الالفية الثالثة هي بالضرورة حتمية السوسيو اقتصادي بعد صراع ايديولوجيات يفترض أن يكون في نفايات التجربة البشرية وإن للأسف لازال سلاحا (الصراع) لعدد من منظري القوة العالمية السائدة كالسيد ليو ستراوس والذي يعتمده ضعفاء الهوليغارشيات الوصوليين الغارقين في بريستيج مصطنع والمختمرين بالنرجسية الليبرالية المنحرفة عن مجتمعيتها كما يزعمها منظريها القائلين بالليبيرالية المجتمعية ... فإن الدعوة موجهة لجميع اليساريين لأن يفكروا في هذا السياق لخلق تكتل" رفيع الثقافي" اليساري للتأسيس إلى قوة متجددة متعددة الوظائف وقابلة للتكيف مع مختلف الوضعيات علما أن الاستراتيجيات الدولية في هذا المنحى تضع القوى المتضادة أمام بانوراما واحدة وطاولة واحدة كما هو الحال بين الصين الشعبية والولايات المتحدة من جهة والإتحاديات الروسية وألمانيا الإتحادية وفينزويلا وإيران... يتبع
بوجمع خرج – من كلميم
مؤطر



#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سعد الدين العثماني: للحسن الثاني أمانة عربية عليكم
- قيادة الحكومة المغربية بين الكوني والمحلي
- معالي الوزير:للملكة المغربية حل واحد
- إلى السيد رئيس الجمهورية التونسية البوعزيزية: إن ملك المغرب ...
- بعد 11 شتنبر - بعد الربيع العربي
- هل نطبع أبنائنا تراجيديا ببيداغوجيا الإدماج؟
- أتسألني عن مواطن (ة) ثورة العالم الإسلامي
- هو ربيع تقدمي ... لأن الثورة إنسانية الحلقة -2-
- هل كلمة معلم أم قيمة النظام المغربي أوالمجتمع هي المنحطة
- هو ربيع تقدمي ... لأن الثورة إنسانية الحلقة -1-
- إلى السيد وزير التربية الوطنية ... : كما لو أن المغاربة يقرؤ ...
- ربيع الإستعمار المتجدد: مسرحية الحقيقة الإفتراضية
- باسم الصحراء أؤكد على أنها ليست للخبثاء
- إلى السيد عصيد عبر الأمازيغية : لا تخطئ معك المجتمع
- سؤال للضمير الإنساني الدولي في شأن الصحراء والجهة المغاربية ...
- هل ثورة بلا هوية
- الحلف الأطلسي وسؤال الهوية العسكرية المغاربية.
- جوابا عن تساؤلات الملك في شأن ملف الصحراء الأممية
- أزمة الأزمة: الملك المغربي و الصحراوي محاصرين
- من الدرة محمد فلسطين إلى الناجم الكارحي الصحراء جريمة واحدة


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بوجمع خرج - لأجل تصحيح المسار اليساري- الحلقة الأولى