فقهاؤنا كارثة .. وليس التعامل البسيط مع الدين هو الكارثة ياعبد الله اغونان

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 14:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فقهاؤنا كارثة .. وليس التعامل البسيط مع الدين هو الكارثة ياعبد الله اغونان

لقد تفضل الاستاذ الكريم عبد الله اغونان مشكورا في تعليقه الرقم 7 على مقالي المنشور في الحوار المتمدن تحت عنوان (( الجهاد حسب توجيه الفقهاء لنشر الاسلام يناقض كلام الله )) .. وابدى ما يراه هو من زاوية نظره الكريمة وها انا اناقش بعضا مما اورد استاذنا الكريم عبد الله اغونان في تعليقه المذكور :-

لقد اوردت ياسيدي اغونان المحترم في تعليقك النص التالي :- (( التعامل البسيط مع الدين دون الرجوع الى معرفة
المتخصصين هو كارثة ))

وانا اقول لك ياسيدي الكريم .. ان كلامك هذا هو عكس المطلوب .. وهو عكس ما اراد الله .. وهو عكس المفيد .. وهو عكس الصحيح .. فقد اورد الله سبحانه في وصفه للدين الاسلامي المتركز في كلامه في القران الكريم اوصافا عديدة .. وكلها تفيد ان الله انزل هذا القران مبسطا .. ومبينا .. ومفهوما .. ومفصلا .. وعربيا ولقوم يعقلون .. فاين كلام الله هذا من الذين يدعون بالتخصص .. والتفرد .. والتحكم بديننا الاسلامي ؟.. وكذلك يدعون انه لا يمكننا معرفة ديننا الا بواسطتهم ولا تكون طريقتنا صحيحة الا بتقليدنا طرائقهم .. فمن اين جاءتهم هذه الخصوصية وهذه الصلاحيات التي ما انزل الله بها من سلطان والتي تناقض كلام الله .. واليك ياسيدي نماذج من عقلية الفقهاء الذين يقودوننا عبر قرون طويلة .. فكبير فقهائنا السني في زمانه يعلمنا ان حمل الانثى خمس سنوات .. وفقيه زمانه الشيعي يعلمنا ان تفخيذ الرضيعة شرعا حلال .. واخر يزرع في اذهاننا شرعية ارضاع الرجل الكبير من ثدي الانثى .. ونظيره ينصح ام البيت ان تزوج طباخ البيت الاجنبي من طفلتها لمدة ساعتين كي تجوز بعد ذلك خلوته بام البيت .
انني ياسيدي ارى ان الكارثة هي في الفقهاء وفي فتاويهم هذه المناقضة للاهداف النبيلة لكل دين وخاصة لكلام الله في ديننا الاسلامي .. وكذلك هي كما ترى مناقضة لمقايس العرف والشرف والتقاليد الاجتماعية الشرقية والغربية .. واكبر دليل على ذلك انك انت ياسيدي الكريم ترفضها وكذلك الاستاذ سلامة شومان والا فليعتبرها من لا يرفضها شرعية وينفذها على نفسه وعلى اهل بيته .. ولا يخفاك ياسيدي (( الا اذا تجاهلت عمدا )) ان الدين الاسلامي يتحكم به عبر هذه القرون هم هؤلاء الفقهاء وحدهم .. ونحن نستقبل منهم مئات الالوف من خطب الجمع التوجيهية كل اسبوع .. وبسبب هذه الخطب الغزيرة بالنصائح والتوجيهات والشرح والتفهيم .. تجدنا نحن المسلمين متخلفين .. ومتخلفين .. ومتخلفين ووراء البشرية اجمعين .. ولم نترك بفضل هؤلاء الفقهاء وراء وراءنا وراء .

ثم اوردت في تعليقك الكريم ياسيدي النص التالي .. (( من شروط الاسلام معرفة اللغة والقران والحديث والناسخ والمنسوخ ))

وانا اقول لك ياسيدي الكريم .. انك تفضلت وحددت بعضا من شروط الاسلام في النقاط الاربعة التالية :-
1- معرفة اللغة
2- معرفة القران
3- معرفة الحديث
4- معرفة الناسخ والمنسوخ

ياسيدي الكريم ..
اولا :- معرفة اللغة – ان معرفة اللغة واتخاذها مقياسا لكلام الله هو خطأ فاحش .. لان كلام الله قد انزل ولم تكن قواعد اللغة لها اي ذكر عند العرب .. فيقول احدهم اكلنا السمكة (( بفتح التاء او بكسرها او بضمها )) وكلها صحيحة رغم انها عكس قواعد سيبويه .. لان الغاية من اللغة هي ايصال فكرة فقط .. وانها (( اي قواعد اللغة )) قد وضعها سيبويه بعد اكثر من مائة عام من اكتمال القران ووفاة الرسول (ص) .. وعليه فاعتماد راي شخص من البشر مثل سيبويه واتخاذ رايه مقياسا لكلام الله انا ارفضه .. وقد ثبت ان هذا المقياس اربك القراء المسلمين حيث اظهر ان في القران الكريم مخالفات عديدة لهذه القواعد التي وضعها سيبويه .. فهل يعقل ان يكون الخطأ في كلام الله والصحيح في قواعد سيبويه .. انا شخصيا ارفض ذلك .

ثانيا :- معرفة القران – هذا كلام سليم وانا اؤيدك فيه بحماس وتأكيد .. ولكنني اضيف ان على المسلم العاقل اذا عرف كيف جمع القران وكتب من بشر جميعهم غير معصومين .. فعليه ان لا يرفض احتمال ان تكون تسربات بشرية وجدت طريقها نتيجة خطأ او خطيئة بشرية بين كلام الله .. لانه لو اسلم بعدم احتمال هذه التسربات رغم ان الجمع والكتابة للقران جرى عبر بشر غير معصومين فانه بهذا يكون قد اسلم امره للفقيه الذي لا يريد لاي مسلم ان يفكر ويعرف الحقيقة .. ويريد هذا الفقيه ان يعقد الدين ليبقى هو المرجع الوحيد للمسلمين .

ثالثا :- معرفة الحديث – وانا ارى انك تعلم ياسيدي ان الحديث النبوي الشريف قد جمع بعد وفاة الرسول بحوالي قرنين.. وانك تعرف ايضا ياسيدي ان الاحاديث التي يعتمدها الشيعة في كثير منها تناقض تماما الاحاديث التي تعتمدها السنة .. وانك تعرف ايضا ياسيدي ان الشيعة ليسوا اقل عددا من السنة وهم ايضا مسلمين .. وبالرغم من عدم وجود احصائية دقيقة لاعداد السنة والشيعة الا ان الطائفتين بملاحظة اي مثقف بسيط يستطيع ان يحكم انهما متكافئتين بالعدد او متقاربتين .. وعليه فاذا كان الحديث يقابله عند الفئة الاخرى حديث مناقض فيجب على العاقل ترك الحديثين والاعتماد على كلام الله فقط .. وفي النتيجة لا يجوز الاعتماد على الاحاديث الا التي تطابق كلام الله تماما وعدالته .

رابعا :- معرفة الناسخ والمنسوخ – ياسيدي الكريم انا لا اشك انك تعلم ان الايات الناسخة والايات المنسوخة هي من وضع الفقهاء وليست بامر او بموافقة او بتخويل من الله .. ولذلك فانك كما تعلم تجد ان كبار الفقهاء وعبر عشرات القرون من عمر ديننا الاسلامي هم متناقضين فيما بينهم بين مؤيد ورافض لبعض الايات الناسخة والمنسوخة .. وهذا بحد ذاته كافيا لان نعتبر علم الناسخ والمنسوخ ليس سندا اسلاميا ولا شرطا اسلاميا .

ثم ورد في تعليقك ياسيدي العبارة التالية .. (( الجهاد اصلا دفاع عن الدين والارض والعرض وليس اعتداء )) ..

وانا اقول لك ياسيدي هذا كلام سليم ولكنه يخص الجهاد الذي امر به الله سبحانه وتعالى .. اما الجهاد الذي يقوده الفقهاء المسلمون حاليا فهو يختلف عن ذلك كثيرا بل هو نقيض للجهاد الذي امرنا به سبحانه .. وجهاد اليوم الذي يقوده الفقهاء هو عكس ما اراده الله فهو هجوم على اديان الاخرين وليس دفاعا عن دين الاسلام والمسلمين .. وجهاد اليوم ياسيدي هو سفح لدماء اطفال ونساء وشيوخ الاخرين .. وجهاد اليوم بقيادة الفقهاء ياسيدي هو تجاوز واعتداء على ارض الاخرين .. وتجاوز واعتداء على عرض الاخرين .. وهو استحواذ على اموال الاخرين .. وهو مصادرة لامن وحرية الاخرين وليس دفاعا ضد المعتدين فالمعتدين الاجانب ياسيدي يجوبون بحرية في بيوتنا واراضينا وبلداننا ومتغلغلين بحكوماتنا ومسنودين من تلك الحكومات التي يساندها الفقهاء على كل ارض اسلامية .. والا كيف تفسر ياسيدي سلوك المجاهدين ؟؟.. نعم ياسيدي المجاهدين .. فهذا هو تصريحهم في كل عملية ارهابية يقومون بها .. فهم يعتبرون انفسهم في هذه العمليات الارهابية مجاهدين يجاهدون في سبيل الله .. وبديهي انهم في جهادهم الارهابي هذا يأتمرون بامر فقيههم وليس من تلقاء انفسهم .. نعم ياسيدي اكرر :-

كيف تفسر سلوك المجاهدين وهم يفجرون انفسهم ليقتلوا المسلمين وغير المسلمين اطفالا ونساءا وشيوخ ؟؟ .

وكيف تفسر سلوك المجاهدين وهم يفجرون الكنائس ويقتلون من فيها من نساء واطفال وشيوخ وقساوسة عزل ويصفون تلك الكنائس بانها كنائس مقاتلة في الوقت الذي لا يتطرق احد من الفقهاء منتقدا الحكومات المتعاونة والمتسترة على ما يقوم به الاجنبي من قتل وتدمير في فلسطين وفي كل البلدان الاسلامية ؟؟.

وكيف تفسر سلوك هؤلاء المسلمين المجاهدين وهم يفجرون الجوامع السنية ويفجرون الحسينيات الشيعية ؟؟.

وهل يمكنك ياسيدي ان تعتبر هذه الاعمال الارهابية هي اعمال شرعية وهي دفاعا عن الدين .. ودفاعا عن الارض .. ودفاعا عن العرض ؟؟.

انني ياسيدي الكريم اعتبر هذه الاعمال كلها اعتداءا وجرائم لا توجد جريمة اجرم منها .. والمجرمين فيها هم الفاعلين الذين نفذوا هذه الجرائم .. وقبلهم فان المجرمين هم الموجهين وهم المخططين لهذه الجرائم .. وبعدهم المجرمين هم كل من يؤيدهم في هذه الاعمال ويبرر لهم جرائمهم تحت اي ستار او ذريعة .

ياسيدي اغونان اتمنى ان لا تنحصر تعليقاتك الكريمة بتوجيه التهم لغيرك بعدم الفهم وعدم الاجابة ولذلك ارجوك ان تجيب انت على ما ورد من اسئلة وتساؤلات في هذا المقال .. وكذلك ارجو من الاستاذ الكريم سلامة شومان المدافع الشديد عن الفقهاء المشاركة والتفضل بالاجابة عن هذه الاسئلة والتساؤلات ان لا يضيره ذلك .

ولا يفوتني ياسيدي ان اذكر رايي بخصوص السادة فقهائنا الكرام وهو .. انني ارى ان اغلبهم لكلام الله محرفين .. واغلبهم على العدوان محرضين .. واغلبهم في ظلمات قعر الجهل الاسود قابعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نهاد كامل محمود

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل