أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان [ سيريلانكا ] 1980. (مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.)















المزيد.....



دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان [ سيريلانكا ] 1980. (مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.)


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 02:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان [ سيريلانكا ] 1980.
(مقتطف من العدد 11 من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.)
-------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة العدد الحادي عشر من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغمائيا تحريفيّا على الماركسية- اللينينية - الماوية .
توفّي ماوتسى تونغ فى 9 سبتمبر 1976. و بعد شهرين ، فى نوفمبر 1976 ، عقد حزب العمل الألباني مؤتمره السابع و جاء فى تقرير اللجنة المركزية ، على لسان أنور خوجا :
" إنّ الإنتصارات التاريخية التى حققها الشعب الصيني فى ثورته و بنائه الإشتراكي العظيمين و إنشاء الصين الشعبية الجديدة و السمعة الكبيرة التى يتمتّع بها فى العالم ، مرتبطة بإسم القائد العظيم ، الرفيق ماو تسى تونغ و تعاليمه و قيادته. و يمثّل عمل هذا الماركسي-اللينيني مساهمة فى إثراء نظرية البروليتاريا و ممارستها. و الشيوعيون و الشعب الأبانيين سيحييان على الدوام ذكرى الرفيق ماو تسى تونغ الذى كان صديقا كبيرا لحزبنا و شعبنا...
لقد مضت ألبانيا و الصين قدما فى دكتاتورية البروليتاريا و فى بناء الإشتراكية اللتين خانهما التحريفيون ، ألبانيا و الصين اللتان ظلّتا وفيتين للماركسية-اللينينية، و دافعتا عنها بتصميم و أعلنتا حربا إيديولوجية ضروسا ضد تحريفية خروتشاف و أتباعه . الشيوعية لم تمت ، على العكس ما كانت تتمنّى البرجوازية، و قد إبتهج الإنتهازيون و التصفويون قبل الأوان".
وفى بيان مشترك لبعثات الأحزاب الماركسية-اللينينية لأمريكا اللاتينية ( بعثة الحزب الشيوعي (الماركسي- اللينيني ) الأرجنتيني ، و بعثة الحزب الشيوعي البوليفي ( الماركسي- اللينيني ) ، و وبعثة الحزب الشيوعي البرازيلي ، و بعثة الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) ، و بعثة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي، و بعثة الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني الإكوادوري) الحاضرة فى المؤتمر السابع لحزب العمل الأباني بتيرانا ، ألبانيا ، نوفمبر 1976، نقرأ :
" 8. وجهت البعثات الحاضرة تحيّة عالية و عبّرت عن عمق ألمها لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و قائد لا جدال فيه للشعب الصيني ، و ماركسي – لينيني عظيم و معلّم كبير للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة فى العالم بأسره. فى ظلّ القيادة الحكيمة للرفيق ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ، خاضت البروليتاريا و خاض الشعب الصيني حربا ثورية و إفتكّا السلطة و شيّدا الإشتراكية فى الصين. و هكذا غدت الصين المتخلّفة و الخاضعة للإمبريالية ، بلدا إشتراكيّا معاصرا ،و حصنا حصينا للثورة العالمية.و كذلك فى ظلّ قيادة الرفيق ماو تسى تونغ ، جرت معالجة بطريقة صحيحة لمشكل الهام لكيفية مواصلة الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين. لقد رفع الرفيق ماو تسى تونغ بصلابة راية الماركسية- اللينينية و أطلق النضال ضد التحريفية المعاصرة ، مساهما هكذا بحيوية فى إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الماركسية- اللينينية العالمية. و ستظلّ مسيرته كمقاتل ثوري و أفكاره التى طوّرت الماركسية- اللينينية حاضرة فى قلوب شعوب و شيوعييى العالم قاطبة و أذهانهم ".
--------
و عقب ذلك بسنتين ، يشنّ أنور خوجا و حزب العمل هجوما مسعورا دغمائيّا تحريفيّا على ماو تسى تونغ ، فى كتاب أعلن عن نشره أواخر ديسمبر 1978 و حمل من العناوين " الإمبريالية و الثورة " . و فيه أفرد خوجا فصلا كاملا لتشويه فكر ماو تسى تونغ معتبرا إيّاه " نظرية معادية للماركسية " و معتبرا أنّ الصين لم تعرف أبدا الإشتراكية و البناء الإشتراكي و أنّ صراع ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية السوفياتية لم يكن نابعا من مواقف صحيحة و مبدئية ماركسية- لينينية وما إلى ذلك من تقليعات دغمائية تحريفية !!!
===
هذه إطلالة أولى على الإنقلاب الخوجي المضاد لعلم الثورة البروليتارية العالمية ، أمّا الإطلالة الثانية فنخرجها لكم كالتالى :
ورد فى خطاب أنور خوجا ، فى 7 جانفي 1964، ضمن كرّاس " عاشت الصداقة الصينية – الألبانية " :
" أبدا لن ينسى الشيوعيون الألبانيون و لن ينسى الشعب الألباني أن إخوتهم الصينيون وقفوا إلى جانبهم فى الأفراح و الأتراح. لن ينسوا المساعدة الكريمة للأخوة الصينيين الذين تقاسموا معاشهم مع شعبنا. أبدا لن ينسوا أنّ الحزب الشيوعي الصيني حافظ دائما على حزب العمل الألباني مثلما يحافظ المرء على أمّ عينه".
---------------------
و فى 30 سبتمبر 1978 ، فى بيان مشترك بين الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني الإكوادوري و حزب الراية الحمراء الفينيزوالي ، هناك تحليل نقدي يبيّن تحريفية " نظرية العوالم الثلاثة " و تناقضها مع تعاليم ماو تسى تونغ و فى النقطة 15 من خاتمة البيان كتبوا:
" تعتبر أحزابنا أنّه ، إزاء إستعمال التحريفيين الصينيين لأعمال ماو تسى تونغ و سمعته للتغطية على مخطّطاتهم لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين و بناء قوّة عظمى جديدة إمبريالية- إشتراكية و مغالطة البروليتاريا و الشعوب بنظريتهم الضارة للغاية ، نظرية " العوالم الثلاثة" ؛ من الواجب الأكيد أن نصون تعاليم ماو تسى تونغ الثورية ، الماركسية- اللينينية . و تثمّن أحزابنا إلى درجة كبيرة مساهمات الرفيق ماو تسى تونغ فى الثورة العالمية."
و بعد نحو السنة من ذلك ، فى أكتوبر 1977 ، صدر بيان عن الحزب الشيوعي الإسباني (الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي البرتغالي المعاد تشكيله و الحزب الشيوعي الإيطالي الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي اليوناني الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي الأماني الماركسي – اللينيني فيه نقرأ :
" فى الذكرى الأولى لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، ترفع أحزابنا تحيّة له و تأكّد على أنّ وفاته تمثّل خسارة كبرى للحزب الشيوعي الصيني العظيم و لكافة الحركة الشيوعية العالمية . كان الرفيق ماو تسى تونغ ، القائد العظيم للشعب و الحزب الشيوعي الصيني كذلك قائدا عظيما للبروليتاريا العالمية.تعتبر أحزابنا أن من واجب جميع الماركسيين- اللينينيين الدفاع بصلابة عن التعاليم الثورية للرفيق ماو تسى تونغ- لا سيما منها تلك المتصلة بالصراع ضد التحريفية المعاصرة ،و بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و بالصراع ضد الإنتهازيين من كلّ لون- إزاء جميع الذين بنفاق يستعملون إسمه ليشوّهوا تعاليمه و للهجوم عليه بشكل ملتوى."
-----------
إثر وفاة ماو تسى تونغ، أنجزت الطغمة التحريفية الصينية بقيادة دنك سياو بينغ و هواو كوفينغ إنقلابا مضادا للثورة فى الصين فصعدت بذلك البرجوازية الجديدة إلى السلطة و أعيد تركيز الرأسمالية هناك و تحوّلت الصين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية و تحوّل الحزب الشيوعي الصيني من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي .
و فى جويلية 1978 ، تنكّرت البرجوازية الجديدة الحاكمة للصين للإتفاقيات مع ألبانيا و أوقفت التعاون الإقتصادي و العسكري معها ، مثلما سبق و أن فعل التحريفيون السوفيات مع الصين الماوية.
و طار عقل أنور خوجا و طفق يخلط الحابل بالنابل و يصبّ جام غضبه على ماو تسى تونغ و يكيل الشتائم و يلصق به و ينسب إليه أفكارا و نظريّات أعدائه ( مثل " نظرية العوالم الثلاثة " لدنك سياو بينغ) و يمرّغ سمعته فى الوحل بعد أن كان يرفعه إلى السماء ، مستعملا فى ذلك جميع الأساليب الإنتهازية و التزوير و الكذب و قلب الحقائق رأسا على عقب بأشكال و طرق قد تتصوّرونها و أخرى قد لا تصوّرونها أصلا و بهجومه ذلك على أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية كان يحطّم المبادئ الماركسية- اللينينية و يدافع عن الأفكار التى أثبت تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الصينية أنها خاطئة ، تحريفية. فقدّم خدمة هائلة للبرجوازية العالمية إذ تسبّب فى إنقسامات داخل الحركة الماركسية-اللينينة العالمية إستغلّها الإنتهازيون فى الأحزاب و المنظّمات الماركسية- اللينينية عبر العالم ليرتدّوا و يديروا ظهرهم للثورة البروليتارية العالمية و يخونوا الشيوعية و قضية الطبقة العاملة العالمية.
======
لكن هيهات أن يلزم الشيوعيون الحقيقيون الماويون الصمت إزاء ذلك الهجوم الدغمائي التحريفي! فمنذ السبعينات ،إنبروا يقاتلون الخوجية و بالفعل ألحقوا بها أشدّ الهزائم المريرة عالميّا . و يشهد واقع اليوم بتقدّم مطّرد للماوية طليعة للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و بتراجع ملموس للخوجية كضرب من ضروب التحريفية و إندحارها فى عديد البلدان إلاّ أنّه عربيّا ، لا زلنا فى حاجة أكيدة إلى مزيد فضح الخوجية و كافة أرهاط التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية حتّى ستطيع الماوية أن تتبوّأ المقام الذى تستحقه لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني-الماوي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي ) و قيادة حرب الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة تمهيدا للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى تحقيق المجتمع الشيوعي الخالي من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري.
و هذا العدد من " الماوية : نظرية و ممارسة " مساهمة فى النهوض بهذه المهمّة الملحّة على الجبهة النظرية و السياسية.وقد إخترنا له من العناويون " الماوية دحضت الخوجية و منذ 1979" و كانت إضافة "ومنذ 1979" موجّهة ضد محترفي تدليس تاريخ الماوية ، ليس كلزوم ما لا يلزم و إنّما لتبيان أنّ ردّ الفعل الماوي كان سريعا و دقيقا و عميقا منذ عقود الآن ما خوّل للمنظّمات و الأحزاب الماوية أن تنظّم ندوة عالمية فى مطلع الثمانينات ثمّ ندوة ثانية فى 1984 إنتهت إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية التى كانت من أهمّ نواتاتها الأولى الأحزاب التى إنبرت لتتصدّى للخوجية بجرأة و صراحة مطلقة الوثائق التى سنعرض عليكم سهاما تصيب كبد الحقيقة الخوجية و ترفع عاليا راية الماوية – حينها فكر ماو تسى تونغ.
و للتاريخ ، تجدرالإشارة بشكل عابر فحسب إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي الذى نشر الوثائق التى نضع بين أيديكم فى مجلته "الثورة " سنة 1979، قد سبق و أن كتب مباشرة بُعيد إعلان الوكالة التليغرافية الألبانية فى 20 ديسمبر 1978 عن صدور "الإمبريالية و الثورة " و عرضها لمضمونه، إفتتاحية العدد الأوّل من المجلّد الرابع من "الثورة " ، جانفي 1979، تحت عنوان " أنور خوجا يفضح الإنتهازية – إنتهازيته " قبل أن ينشر لاحقا سلسلة من التعليقات على "الإمبريالية و الثورة " منها إنتقينا " فى الردّ على الهجوم الدغمائي- التحريفي على فكر ماو تسى تونغ". وهذه الإفتاحية . متوفّرة على الأنترنت فى موقع الموسوعة المناهضة للتحريفية باللغة الأنجليزية :
Encyclopedia of Anti-Revisionism On- Line
---------------------------------------
و فصول مسرحية المرتدّ أنور خوجا و الخوجية بتفاصيها الدقيقة تفضحها وثائق الماويين عبر العالم فى متن هذا العمل . و لأنّ الكتابات الماوية ضد الخوجية كثيرة و عديدة كان علينا أن ننتقي أكثرها رواجا ؛ على حدّ علمنا ، و أهمّها بإعتبار الدور الذى لعبته فى الدفاع عن الماوية و دحض الخوجية، فوقع إختيارنا الذى نرجو أن يكون موفّقا على وثائق أربعة ؛ واحدة من بلد إمبريالي – الولايات المتحدة الأمريكية ، للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي و ثلاثة من مستعمرات جديدة الأولى من تركيا – أوروبا و الثانية من الشيلي و الثالثة من سيلان [سيريلانكا]، من أمريكا اللاتينية و من آسيا على التوالي. وهي:
1- بإحترام و حماس ثوريين عميقين، نحيّي القائد الخالد للبروليتاريا الصينية، الرفيق ماو تسى تونغ، فى الذكرى الثالثة لوفاته! – الحزب الشيوعي التركي / الماركسي-اللينيني، جويلية 1979.
2- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ؛ وثيقة تبنّاها مؤتمر إستثنائي للحزب الشيوعي بسيلان إنعقد فى جويلية1979.
(و إضافة إستثنائية: " دحض أنور خوجا" ؛ ن. ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان - 1980.)
3- " تقييم عمل ماو تسى تونغ"؛ للحزب الشيوعي الثوري الشيلي- جويلية 1979.
4-" فى الردّ على الهجوم الدغمائي - التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " بقلم ج. وورنار؛ ماي 1979.
===============================================================

دحض أنور خوجا
بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان [ سيريلانكا ] 1980.
منذ بداياتها الأولى ، كانت الماركسية أممية شكلا و مضمونا. لهذا ختم ماركس و إنجلز " بيان الحزب الشيوعي " الشهير فى 1848 بالنداء المدوّى : " يا عمّال العالم إتحدوا ! " وواصلا المشوار ليعطيا شكلا تنظيميّا لهذا الفهم بتشكيل جمعية الشغيلة العالمية التى باتت معروفة بالأممية الأولى. وبفضل هذه المنظّمة نشرت بذور الماركسية فى صفوف العمّال المتقدّمين بأوروبا و شمال امريكا.
و عندما سلّطت يد القمع على اوروبا ، عقب هزيمة كمونة باريس سنة 1871، و أضحى من غير الممكن تسيير الأممية من أوروبا، إنتقل مركز القيادة إلى أمريكا الشمالية حيث مات ميتة طبيعية. و إثر وفاة ماركس، تشكّلت الأممية الثانية فى ظلّ قيادة إنجلز. فكانت هذه فترة ظهور الأحزاب الإشتراكية و العمّالية الجماهيرية فى أوروبا و العديد منها لا يزال قائما إلى اليوم.
و لم يعش إنجلز ليشهد فسادها و تحوّلها إلى الإنتهازية مع بداية الحرب العالمية الأولى. فخاض لينين صراعا جبّارا ضد القادة التحريفيين للأممية الثانية، كاوتسكي و برنشتاين اللذان صارا يلبسان لبوس ماركس و إنجلز و يقودان أقوى حزب إشتراكي ديمقراطي، الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني...
و أكمل نجاح ثورة أكتوبر فى روسيا سنة 1917 و نهاية الحرب العالمية الأولى فضح إنتهازية الأممية الثانية. و بجهد جهيد جمّع لينين ما كان جيّدا فى الأممية القديمة و فى 1919 ، فى موسكو، تشكّلت الأممية الثالثة التى رغم عديد الهنات والأخطاء ، قد نهضت بدور هام فى تركيز أحزاب شيوعية جماهيرية فى غالبية أصقاع العالم. و قد أدّت بعض التسويات المفروضة عليها لأسباب شتّى – بالأساس الحاجة إلى تسهيل دخول الأحزاب الشيوعية المحلّية فى التحالفات القومية المناهضة للفاشية و التى كانت تضمّ حتى قوى غير بروليتارية – إلى حلّها سنة 1943.
و يظلّ مدى صحّة هذا القرار و صوابه مصدر جدال.و لعلّ ما هو أعسر على الفهم هو فشل إعادة بناء وحدة الحركة الشيوعية العالمية فى شكل تنظيمي مع نهاية الحرب العالمية الثانية. و من الصحيح أن ّالكومنفورم نهض بدور مركز لفترة وجيزة إلاّ أنّه لم يكن أداة أممية و كان دوره محدودا.
بوفاة ستالين و إستيلاء التحريفيين الخروتشافيين على السلطة فى الحزب و الدولة السوفياتيين، تلقت وحدة الحركة الشيوعية العالمية التى أقيمت فى ظلّ ستالين ضربة قاتلة. و إضافة إلى ذلك، كان الإنشقاق بين الماركسية – اللينينية و التحريفية المعاصرة قد شقّ تماما كلاّ من الوحدة التنظيمية و الإيديولوجية للحركة الشيوعية العالمية. و نشأت احزاب ماركسية- لينينية جديدة نبذت التحريفية الخروتشافية فى كلّ مكان. ووجهت نظرها إلى قيادة الحزب الشيوعي الصيني العظيم بقيادة ماو تسى تونغ الذى ظلّ صامدا فى الدفاع عن الماركسية-اللينينية و شنّ معاركا جدالية فى خضمّ دفاعه.
و لعلّ وقتها كانت الفرصة سانحة أكثر لإعادة الحياة للأممية الشيوعية. لكنّه لم يتمّ إغتنام الفرصة. يبدو أنّ قادة الحزب الشيوعي الصيني قد إعتبروا أنّ الوقت لم يحن بعدُ لهكذا مغامرة ، و إكتفوا بالمبادلات الثنائية بين الأحزاب. و ممارستهم اللاحقة فى الإعتراف بأكثر من حزب واحد فى بلد على أنّه ماركسي- لينيني لم يساعد على توحيد القوى الماركسية - اللينينية على النطاق الوطني. بالعكس تبيّن أنّه باث للتفرقة. و من جهته ، إعترف حزب العمل الألباني بحزب واحد فقط فى كلّ بلد على أنّه ماركسي- لينيني غير أنّه لم تكن لديه مقاييس أو مبادئ للتمييز بوضوح.
و الفرصة الوحيدة كانت أن تلتقى الأحزاب و الجماعات الماركسية - اللينينية فى المؤتمرات الوطنية لحزبي الصين وألبانيا. وفيما يتصل بالصين، وضع حدّ لهذه الفرصة كذلك مع المؤتمر التاسع عندما تخلّى الحزب الشيوعي الصيني عن إستدعاء مندوبين من الأحزاب الإخوة إلى مؤتمره. و ايضا تخلّى عن إرسال ممثلين له إلى مؤتمرات الأحزاب الإخوة الأخرى. و لم تقدّم أية تبريرات رسمية لهذه الممارسات.
لعله تمّ الشعور بأكثر عمق بغياب إطار أممي للماركسيين –اللينينيين ، مباشرة عقب وفاة ماو، حينما إنزلقت قيادة الحزب الشيوعي الصيني إلى مستنقع التحريفية المعاصرة و تقدّمت بالنظرية التحريفية تماما " نظرية العوالم الثلاثة " كسلاح إستراتيجي للحركة الشيوعية العالمية.
دون شكّ، عدد كبير من الأحزاب و المجموعات الماركسية- اللينينية ، و فى مقدّمة الجميع حزب العمل الألباني – إنبرت لفضح النظرية التحريفية للعوالم الثلاثة. غير أنّه عوض توحيد هذه القوى بصلابة و مواجهة جبهوية رائعة لكلّ من التحريفية السوفياتية و الصينية، زاد حزب العمل الألباني فى تفرقة هذه القوى بتمريغه حتى أكثر فى الوحل راية فكر ماو تسى تونغ التى مرّغها بعدُ فى الوحل التحريفيون الصينيّون. كانت لحزب العمل الألباني فرصة لرفع راية فكر ماو تسى تونغ من الوحل الذى مرّغها فيه التحريفيون الصينيون و لتوحيد كافة الماركسيين-اللينينيين و الثوريين الحقيقيين حولها. و عوض ذلك إختار العكس. مستعملا سلطة الدولة ، أفسد عددا من القوى الثورية الصريحة محوّلا إيّاها إلى الموقع الخاطئ لمعارضة فكر ماو تسى تونغ و قائدا إيّاها إلى الخندق السياسي الذى يتخبطون فيه.
لماذا قام حزب العمل الألباني بذلك ؟ على الأرجح سيبقى هذا سرّا غامضا. لكن حجم خيانته يمكن إدراكه فقط إذا أدرك المرء حجم إمكانية التقدّم بالحركة الماركسية - اللينينية التى توفّرت فى 1977 و لم يقع إستغلالها بفعل التصدّع الذى أحدثه الحزب الألباني.
لكن، من الواجب ان ندحض نظريات حزب العمل الخاطئة ذلك أنّه اليوم بات الدفاع عن فكر ماو تسى تونغ المهمّة المركزية لجميع الماركسيين- اللينينيين فالدفاع عن فكر ماو تسى تونغ ليس أقلّ من الدفاع عن الماركسية- اللينينية ذاتها إذ أنّ فكر ماو تسى تونغ تطوير أعمق للماركسية- اللينينية و كلّ من ينكر فكر ماو تسى تونغ ينكر الماركسية - اللينينية و هنا تكمن أهمّية الجدال الدائر حول هذا الفكر.
ما يزعج المرء فى الجدال مع حزب العمل الألباني هو إعتماده التزوير. كاتبا فى نهاية مقدّمته ل " ملاحظات حول الصين" ، فى ماي 1979، يقول خوجا إنّ المؤتمر السابع لحزب العمل الألباني : " قام بتحليل شامل للموقف المعادي للماركسية و الأعمال المعادية للثورة لدى القيادة التحريفية الصينية ، دون إستبعاد مسؤولية ماو عن الوضع القائم". ببساطة هذا غير صحيح.
إنّ كاتب هذا المقال كان حاضرا فى المؤتمر السابع سنة 1976 و لم يسمع أبدا كلمة واحدة ضد ماو تسى تونغ. بالعكس ، فى تقريره للمؤتمر السابع ، أشار أنور خوجا إلى ماو تسى تونغ ليس كماركسي – لينيني عظيم فحسب ، بل أيضا كصديق عظيم للشعب الألباني. هذا موثّق فى التقرير. لا يمكن القبول بالكذب فى أي جدال.
يحاول أنور خوجا أن يعود بجذور تحريفية القيادة الصينية الحالية إلى ماو. يبدو أنّه يجهل كون دنك سياو بينغ قد تنكّر لجميع القرارات الصحيحة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى وهو يبحث عن محو مرحلة قيادة ماو للحزب الصيني بأكملها كما لو أنّها كابوس. و حتى إعادة الإعتبار لليوتشاوتشى الذى فضحه ماو كرمز لأتباع الطريق الرأسمالي و كان أنور خوجا يشاطره الرأي فى ذلك ( فى كتابه" ملاحظات حول الصين") لم تجعله يستفيق ليواجه الوقائع. و لعلّ فقط القدح المتوقّع فى ماو بشكل علني وسافر فى المؤتمر القادم للحزب الشيوعي الصيني وحده بإمكانه أن يفضح الإنحطاط السياسي لأنور خوجا. بالتأكيد، يجب أن يكون واضحا حتى لأبسط مثقّف أنّ تحريفية دنك سياو بينغ ليس منبعها ماو و إلاّ لما كان دنك معارضا بغلّ لماو و لكلّ ما دافع عنه ماو.
يتّهم أنور خوجا ماو بأنّه مثالي و ميتافيزيقي . لكن فى الواقع أنور خوجا هو من تنطبق عليه هذه التهمة. ولنضرب مثالا على ذلك طريقة مقاربته الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى يمكن أن تعدّ أعظم الأحداث الثورية التى جدّت أبدا. بإعتباره هذا الحدث العظيم على أنّه ليس بعظيم و لا هو بروليتاري و لا ثقافي و لا ثورة ، يبرز أنور خوجا ليس فقط جهله التام لما تعينيه الثورة ، و إنّما أيضا موقفه الميكانيكي و الميتافيزيقي.
من الزاوية التى يتطرّق منها لهذا الحدث العظيم ، يرى أنّه على الحزب الشيوعي الصيني بقانونه الأساسي و لجنته المركزية المنتخبة هو الذى يجب ان يقرّر و يقود كلّ شيء. لا يمكن ان توجد إضطرابات و ما يسمّيه " فوضى". هكذا بالضبط كان ليوتشاوتشى أيضا يتطرّق للمسألة. كان يعتقد أنّه جالس فى وضع مريح لأنّه كان يعلم أنّه كان يتحكّم بالأغلبية فى صفوف اللجنة المركزية. و قد إرتأى كذلك حتى أنّ ماو. كشيوعي جيّد ، عليه أن يثير خلافاته صلب اللجنة المركزية أين كان ليوتشاوتشى واثقا من الإنتصار. بالكاد فكّر فى أنّ ماو سيتجاوز اللجنة المركزية و ينادى الجماهير خارجها رافعا شعاره الشهير : " أطلقوا النار على القيادات العامة " . من سبق و أن سمع عن شيوعي يدعو الجماهير للإطاحة بقيادة الحزب او الجزء الذى بات تحريفيا.
لكن هذا بالضبط ما قام به ماو. لم تمنعه القواعد الميكانيكية أو التفكير الميتافيزيقي. لقد فكّر على نحو جدلي و عمل على المحافظة على دكتاتورية البروليتاريا. فإتباع القواعد كان سيؤدّى بالتأكيد إلى كارثة. و علاوة على ذلك ، كانت لماو ثقة كبرى فى الجماهير. لقد كان يعلم أنّها يمكن أن تقترف أخطاءا . لقد كان يعلم أنّها يمكن أن تقترف أخطاءا إلاّ أنّه كان كذلك يعلم جوهريّا أنّها ستتصرّف على نحو صحيح، فى ظلّ قيادة مناسبة و ثورية. لهذا لم يكن يخشى "نشوب" الإضطراب.
بيد أنّ أنور خوجا غير قادر على فهم هذا. و بالتالى ، يصف هذه الثورة الكبرى التى شارك فيها فعلا الملايين، كإنقلاب قصر على النطاق الصيني. فى الواقع لا يعدو هذا أن يكون وصفا طفوليّا.
إذا كان على ماو أن يخرج عن قيادة الحزب و ينادي الشعب و من ثمّة يقدّم قيادة شخصيّة للثورة الثقافية ، فيعزى ذلك إلى كون قيادة الحزب خرّبها التحريفيون و أتباع الطريق الرأسمالي. لم تكن لدى ماو خيارات أخرى إذ أراد أن يصون الحزب و يحول دون تغيير لون الصين.
إنّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى مثال لكيفية خوض الصراع الطبقي فى ظلّ ظروف دكتاتورية البروليتاريا فى الصين، لمنع الصين من تغيير لونها و المضيّ على طريق إعادة تركيز الرأسمالية نو صيانة الصين كقاعدة للثورة العالمية.
سُمّيت ثورة ثقافية لأنّ على الجبهة الثقافية تمّ إطلاق النيران الأولى من قبل كلّ من التحريفيين و الثوريين. مثل مثل دور نادى بيتوفى فى المجرّ أثناء الثورة المضادة لسنة 1956، إضطلعت النشاطات الثقافية بدور كبير فى محاولة التحريفيين فى الصين العودة بعقارب الساعة إلى الوراء. و زيادة على ذلك ، كانت الثورة برمّتها تتمحور جول كسب أذهان الناس و التأثير عليها، و حول خلق نوع جديد من الإنسان الإشتراكي ، مجرّد من الأنانية و الولع بالسلطة و العظمة الشخصيين.
لم تكن الثورة الثقافية خدعة كما يدعى خوجا. و كذلك لم تقض على الحزب الشيوعي الصيني. فقد حطّمت مراكز قياداته البرجوازية نذلك الجزء من القيادة الذى أصبح تحريفيّا. وبدلا منه ضخّت دما جديدا فى الحزب . و بالطبع وُجدت فوضى. وكلّ ثورة تنتج قدرا ما من الفوضى. هذا حتمي. لذا قال ماو إنّ الثورة ليست وليمة عشاء. إنّها محاولة طبقة أن تقلب الأخرى.عادة ما يسبق التهديم البناء. وصحيح أنّ ماو و الثوريين لم يبلغوا كافة أهدافهم التى رانوا تحقيقها بواسطة الثورة الثقافية. و مردّ ذلك أنّ فى منتصف طريق الثورة ، بتعلّة أنّ الثورة مضت بعيدا أكثر من اللازم ن نجح بعض القادة ،مثل شو آن لاي فى إعادة الإعتبار لأناس أطاحت بهم الثورة الثقافية. و عدم القدرة على منع هذا ترجم ضعف الطبقات الإجتماعية التى يمثّلها ماو و الثوريون.
يعترض أنور خوجا على دور الشباب فى الثورة الثقافية. لماذا الشباب؟ لماذا ليست البروليتاريا؟ يتساءل متناسيا أن الحزب الألباني ذاته ، نادى الشباب لبناء سكك الحديد و لتهيأة سفوح الجبال. ليس الشباب بحدّ ذاتهم طبقة. إنهم ينحدرون من طبقات مختلفة ، و لكن لديهم ميزة كونهم مثاليّون، يضحّون بالنفس و يطمحون لتغيير المجتمع. وبالتالى ، يمكن أن ينهضوا بدور طليعي ما يعنى دور القيادة فى السير فى الصفوف الأمامية.
لكن هذا لا يعنى أنّ شباب الطبقة العاملة لم يكن فى الصفوف الأولى للثورة الثقافية. لقد مثّل الشباب من الطبقة العاملة و الفلاحين جلّ الحرس الأحمر حتى و إن وُجدت قطاعات صغيرة من العمّال الذين كانوا ضد الثورة.و دعونا لا ننسى أنّ القوّة المحرّكة لعاصفة جانفي بشنغاي- احد أبرز الأحداث و المنعرجات خلال الثورة الثقافية – كانت من تنظيمات العمّال الثوريين فى شنغاي، بقيادة تشانغ تشن -شياو و رفاقه.
و من أهمّ التهم الجدّية الموجّهة من أنور خوجا لماو تسى تونغ هي انّ الأخير قد نبذ المفهوم الماركسي للدور القيادي للبروليتاريا فى الثورة و بدلا من ذلك ، نسب الدور القيادي للفلاحين. هذا فى آن معا غير صحيح و تهمة لا يمكن إثباتها و يمكن الردّ عليها بسهولة. عبر كتاباته النظرية ، قد شدّد ماو على الدوام على الدور القيادي للبروليتاريا و إعتبر الفلاحين القوّة الأساسية . و لم ينحرف أبدا عن هذا الموقف.
فى المقال الأوّل من المجلّد الأوّل من مؤلّفاته المختارة ، ردّا على أسئلة : من هم أعداؤها؟ و من هم أصدقاؤها؟ ، أكّد ماو فى " تحليل لطبقات المجتمع الصيني: " القوّة القائدة لثورتنا هي البروليتاريا الصناعية" [ م1، ص 24] و فى مقاله " حركة 4 مايو" أكّد :" لا يمكن إنجاز الثورة الديمقراطية ضد الإمبريالية و الإقطاعية بدون هذه القوى الثورية الأساسية ،و بدون قيادة الطبقة العاملة" [ م2، ص 328-329] وحلّ المسألة بأكثر تفاصيل فى كتابه : " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني" فأشار إلى أن :"بدون قيادة البروليتاريا، لن تتمكّن الثورة الصينية بالتأكيد على الظفر"[ م2، ص449]. و كرّر هذا الموقف عديد المرّات فى ما خطّه قلمه. و عمليّا أيضا ، أعطى الأولوية لتنظيم العمّال مثلا، عمال مناجم الفحم فى آنيوان.
لكن خوجا يعمد إلى الخداع الخسيس فيستشهد بجملتين من مقال ماو الشهير " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان" فى محاولة منه ليتبيّن أن ماو قال إنّ كافة الأحزاب و القوى السياسية يجب ان تخضع للفلاحين ووجهات نظرهم. هذا ما قاله ما وفى ذلك التقرير:" تهبّ فى هذه النهضة مئات ملايين من الفلاحين فى مقاطعات الصين الوسطى و الجنوبية و الشمالية بسرعة خارقة و قوة جارفة كالعاصفة العاتية ، لا تستطيع أية قوّة أخرى ، مهما تكن عظيمة ، أن تقف فى وجهها. " و " الأحزاب الثورية و الرفاق الثوريون فإنهم سيجدون أنفسهم جميعا أمام إختيار الفلاّحين الذين سيقرّرون قبولهم أو رفضهم".[م1،ص 30]
لقد وضع ماو هذا البحث ليس بغاية دفع الدور الهيمني للفلاحين فى الثورة الصينية بل لدفع قيادة الحزب الشيوعي الصيني وقتها لتقدّم القيادة للحركة الفلاحية الناهضة بعدُ فى الريف. و تجدر الملاحظة أنّ قيادة الحزب الشيوعي الصيني آنذاك لم تكن تهتمّ إلاّ لأمر التحالف مع البرجوازية الوطنية و تنكر مهمّة تشكيل تحالف بين العمّال و الفلاّحين . وهو محقّ ، أراد ماو تغيير هذه السياسة. و أراد تقييما سليما و دقيقا لدور الفلاحين الذين كانوا يشكّلون 80 إلى 90 بالمائة من السكّان، كقوّة أساسية فى الثورة الصينية. و صرّح :" دون الفلاحين الفقراء لن توجد ثورة " . ولم يحاجج أبدا من أجل الدور الهيمني للفلاحين فى الثورة.
و يسترسل أنور خوجا ليذكر الأطروحة حول " القرى الثورية " و أطروحة " محاصرة المدن إنطلاقا من الريف" كدليل على أن ماو رفع الفلاحين إلى مصاف الدور القيادي.لكن ماذا كان ماو يقصد؟ على حدّ فهمنا ، أشار ماو إلى أنّ فى أشباه المستعمرات حينذاك، كانت قوى العدوّ أقوى نسبة للقوى الشعبية الأقلّ قوّة فى البداية و كانت متمركزة فى المدن- مثلا، ،مراكز قيادة الحكومة و الجيش و الشرطة و الراديو و السكك الحديدية و البريد إلخ كانت جميعها فى المدن.
فى مثل هذا الوضع ، كانت قوى العدوّ فى البداية أقوى من القوى الشعبية الضعيفة حينها. و فى هذا الإطار ، إقترح ماو أنّه سيكون ضربا من الحماقة أن نحطّم رؤوسنا على الجدار الحجري للقوّة الأعتى للأعداء. و عوض ذلك ، إقترح أن يتمّ الإبتعاد قدر الإمكان عن مراكز سلطة العدوّ. و فى بلدان كالصين حيث غالبية الناس كانوا يعيشون فى الريف ، كان هذا يعنى التوجّه إلى صفوف الشعب و تنظيمه و بناء قواعد ثورية ضمنها يمكن بناء جيش شعبي و تدريبه. و سيُحوّل هذا الوضع غير المواتي إلى ميزة و يضطرّ العدوّ لإرسال قواته بحثا عن القوى الشعبية. و فى مثل هذا الحال ينبغى إستدراج العدوّ إلى العمق الشعبي و تحطيمه بإستعمال تكتيك ضرب عشرة لواحد. و سيتعلّم الجيش الشعبي و ينمو فى المعارك العملية مع العدوّ إلى أن يتمّ التوصّل إلى تغيير نوعي عندما تصبح القوى الشعبية أقوى من قوات العدوّ. هذه هي النظرية المعروفة بحرب الشعب الطويلة الأمد. و عندما تصبح القوى الشعبية أقوى من العدوّ سيكون حينها من الممكن محاصرة المدن و فى النهاية تحريرها.
هذه هي الإستراتيجيا و التكتيك العسكريين اللامعين اللذان صاغهما ماو فى خضمّ قيادة الثورة الصينية . وهي لا تنكر بتاتا الدور القيادي للبروليتاريا أو تعطى هذا الدور للفلاحين. و يتجسّد الدور القيادي للبروليتاريا عبر الإيديولوجيا البروليتارية الماركسية-اللينينية و التعبير عنها من خلال الحزب الشيوعي . غنّها لا تعنى أنّ البروليتاريا ينبغى أن تكون عدديّا أكبر أو أن جميع النشاطات ينبغى أن تنبع أو تحدث فى المدن. و المر على هذا النحو فى بلد متخلّف و واسع مثل الصين، لأنّ البروليتاريا ضعيفة عدديّا ، بينما يوفّر الريف الشاسع مجالا كبيرا للقوى الشعبية حتى تناور. و أبدا لا تعنى هذه التكتيكات عدم القيام بالعمل أو القيام بعمل أقلّ فى المدن. فى ظروف اللاقانونية التى سادت فى الصين ما قبل الثورة، قال ماو إنّ فى المناطق التى يحتلّها العدوّ يجب أن تكون سياستهم أن يعمل سرّيا و لمدّة طويلة كوادر منتقاة لمراكمة القوى و تربّص الفرصة.
و إضافة إلى ذلك ، عندما ننظر إلى ممارسة الثورة الصينية ، نجد أنّ العدد الكبير من القوى التى شكّلت اوّل وحدات الجيش الأحمر للعمّال و الفلاحين الذين قادهم ماو إلى جبال تشنغ كانغ سنة 1927 ، كانت متكوّنة من عمّال مناجم الفحم من آنيوان الذين عمل ضمنهم ماو قبلئذ.و مع ذلك ، لم يقدّم ماو هذا التكتيك لحلّ عالمي لكافة البلدان. وفى 25 سبتمبر 1956 ، فى حديث مع ممثّلين لبعض الأحزاب الشيوعية الأمريكية اللاتينية قال إنّ التجربة الصينية بهذا الصدد يمكن أن لا نطبق على العديد من بلدانها و لو أنّها يمكن أن تستخدم كإطار مرجعي. و ألحّ على نصحها بأن تستنسخ التجربة ميكانيكيّا.
و نقد أنور خوجا للرفيق ماو تسى تونغ على ما يدّعى أنّه مفاهيما غير ماركسية حول مرحلتي الثورة الديمقراطية و الثورة الإشتراكية. ليس هناك من أعمى من الذى له عيناي و لا يرى. لقد شرح الرفيق ماو تسى تونغ وجهة نظره فى العديد من كتاباته ، أهمّها كتابه " حول الديمقراطية الجديدة " حيث أشار إلى أنّ الثورة الصينية إمتداد لثورة أكتوبر و جزء من الثورة البروليتارية الإشتراكية العالمية.والثورة الصينية يجب أن تمرّ بمرحلتين . أوّلا الثورة الديمقراطية الجديدة ثمّ الثورة الإشتراكية. وهما سيرورتان ثوريتان مختلفتان و هما فى نفس الوقت مختلفتان و مترابطتان. لا يمكن إنجاز السيرورة الثانية أو الثورة الإشتراكية إلاّ بعد إتمام السيرورة الأولى أو الثورة ذات الطابع الديمقراطي البرجوازي. و الثورة الديمقراطية هي الإعداد الضروري للثورة الإشتراكية و الثورة الإشتراكية تتمّة حتمية للثورة الديمقراطية ".
و هكذا من الواضح تمام الوضوح أنّه لم تكن لدي ماو مفاهيما خاطئة بشأن وجود سور صيني بين الثورات الديمقراطية و الإشتراكية. و قد شدّد على هذا حينما قال :" إنّه لصحيح و متفق مع النظرية الماركسية حول تطوّر الثورة أن نقول عن المرحلتين الثوريتين: إنّ أولاهما توفّر الشروط اللازمة للثانية ،و إنه لا بدّ أن تكونا متتابعتين دون السماح بأن تتخلّلهما مرحلة دكتاتورية البرجوازية. أمّا الإدعاء بأنّ الثورة الديمقراطية ليست لها مهمّتها المحدّدة و لا مرحلتها الخاصة،و أنّه من الممكن ،فى الوقت الذى تتحقّق فيه مهمّة الثورة الديمقراطية ، تحقيق مهمة أخرى لا يمكن القيام بها إلاّ فى فترة أخرى مثل مهمّة الثورة الإشتراكية ، فذلك يترجم فكرة " تحقيق الثورتين بضربة واحدة " ، وهي فكرة طوباوية يرفضها الثوريون الحقيقيون". و من هنا أكّد ماو تسى تونغ بوضوح على أنّ الثورة الديمقراطية هي الإعداد الضروري للثورة الإشتراكية و أنّ الثورة الإشتراكية هي التتمّة الحتمية للثورة الديمقراطية. و بطبيعة الحال يعنى هذا أنّه خلال المرحلتين المختلفتين من الثورة ، ستكون للطبقة العاملة حلفاء مختلفون. قال الرفيق ماو تسى تونغ إنّه خلال المرحلة الديمقراطية للثورة ، سيكون من الممكن كلّ من الوحدة و الصراع مع البرجوازية الوطنية ذات الطابع المزدوج. من جهة لها تناقضات مع الإمبريالية الغربية و الرأسمالية البيروقراطية المحلّية. و من جهة أخرى ، لها تناقضات مع الطبقة العاملة و الفلاحين. و بالتالى ، لها طبيعة مزدوجة فى الثورة الديمقراطية للشعب الصيني.
أعلن ماو :" و ينتج عن هذا الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية أنّه يمكنها أن تسهم، فى فترات معينة و إلى حدّ معيّن، فى الثورة المناوئة للإمبريالية و حكومات البيروقراطيين و أمراء الحرب،و أن تصبح قوة ثورية. و لكن يكمن هناك خطر فى أنها قد تجرى ، فى فترات أخرى، وراء البرجوازية الكبيرة الكومبرادورية و تلعب دور المساعد فى مناهضة الثورة."[ م2، ص 243]
هذه النظرة للتحالف المؤقت بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية قد سبق و أن شدّد عليها كلّ من لينين و ستالين. فى " مسودة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات" قال لينين:" ينبغى للأممية الشيوعية أن تقدم على تحالف مؤقت مع الديمقراطية البرجوازية فى المستعمرات و البلدان المتأخّرة، على أن لا تمتزج بها و على أن تصون بصورة قاطعة إستقلال الحركة البروليتارية حتى بشكلها البدائي" و فى مقاله " الثورة الصينية و مهام الأممية الشيوعية "، إستنتج ستالين أنّه من المسموح بالتحالف مع البرجوازية الوطنية.
كان ماو واعيا للحاجة إلى اليقظة و الحاجة إلى كلّ من الوحدة و الصراع مع البرجوازية الوطنية. قال :" يملك الشعب جهاز دولة قويّ بين يديه و لا يخشى تمرّد البرجوازية الوطنية " و هذا مشابه نوعا ما للأحاسيس التى عبّر عنها لينين لمّا قدّم للسياسة الإقتصادية الجديدة . قال : " لا خطر على دولة البروليتاريا طالما تمسك البروليتاريا بصلابة بالسلطة السياسية بيديها ،طالما تمسك بصلابة بيديها النقل و الصناعات الكبرى".
ينكر أنور خوجا أنّ مثل هذا الوضع وُجد فى الصين بعد الثورة الديمقراطية ، لكن بعيدا عن إصدار موقف حاسم، فإنّه لا يقدّم أيّة وقائع ليبرّر مثل هذا الموقف؟ لكنّه من المعلوم جيّدا أنّه حتى فى السنوات الأولى من الصين الشعبية كانت البنوك الكبرى و المؤسسات الصناعية و التجارية الكبرى مملوكة للدولة و أن مؤسسات كالبنوك و السكك الحديدية و الخطوط الجوّية كانت تسيّرها الدولة. و فضلا عن ذلك ، فإنّ أهمّ سلاح لدى جهاز الدولة ، جيش التحرير الشعبي، كان حصريّا تحت قيادة الحزب الشيوعي.
و أيضا لم يكن ماو كما يدعى خوجا لا مباليا بضرورة الصراع الطبقي حتى بعد الثورة. ففى 1957 ، قال : "بالرغم من أنّ التحويل الإشتراكي فى بلادنا ،فيما يتعلّق بالملكية ، قد أنجز من حيث الأساس ، و انّ الصراع الطبقي الجماهيري العنيف الشبيه بالعاصفة و الواسع النطاق فى المراحل الثورية قد إنتهى الآن من حيث الأساس ، إلاّ أنه ما تزال هناك بقايا من طبقتي ملاك الأراضي و الكومبرادوريين اللتين أطيح بهما ، و ما تزال البرجوازية موجودة ، و البرجوازية الصغيرة فى بداية إعادة تكوين نفسها."[ مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ، ص 18].
و قبل ذلك ، سنة 1952، كان قد قال : " مع الإطاحة بطبقة الملاكين العقاّريين و الطبقة الرأسمالية البيروقراطية، صار التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية التناقض الرئيسي فى الصين وبالتالى من هنا فصاعدا لا يجب وصف البرجوازية الوطنية بالطبقة الوسطى."
إمتدّت المرحلة الديمقراطية للثورة الصينية لحوالي سبع سنوات. و مع 1956، جرى تحويل المؤسسات الصناعية و التجارية المملوكة للخواص إلى مؤسسات مشتركة بين الدولة و الخواص و جرى تحويل الفلاحة و الصناعات التقليدية إلى تعاونيّات. و صار قسما من البرجوازية جزءا من الإداريين فى المؤسسات المشتركة بين الدولة و الخواص و كان تحويلهم جاريا من مستغِلّين إلى عمال يعيشون من عملهم الخاص. لكن ظلّت لديهم نسبة محدّدة من أرباح رأسمالهم فى المؤسسات المشتركة. يعنى أنّهم لم يقطعوا جذورهم بعدُ مع الإستغلال.
بوضوح ، لم يُحلّ تماما التناقض الطبقي و لم يكن ليحلّ فى غضون بضعة سنوات تالية. فقط خلال الثورة الثقافية ، فرض الحرس الأحمر إيقاف دفع فوائد للبرجوازية الوطنية . كانت هذه الطريقة الصينية الخاصة لتقييد و تقليص البرجوازية الوطنية و تغييرها.
على كلّ حزب فى مختلف البلدان أن يطبّق طرقا مختلفة فى معالجة التناقضات التى تظهر دائما مع تعمّق تقدّم المجتمع على الطريق الإشتراكي. و الطرق التى يستعملها كلّ حزب ستختلف عن طرق بلد بلد. و درجة المقاومة التى واجهها البلاشفة فى روسيا عند الإطاحة بالملاك العقاريين و الرأسماليين كانت كبيرة جدّا. و كان عليهم إتخاذ إجراءات شديدة للقضاء على هذه المقاومة. و لهم الحقّ تماما فى القيام بذلك ز و فى الصين أيضا ، جرى القضاء على المعادين للثورة. لكن فى الصين ، نادى ماو بإستعمال طريقتين مختلفتين فى ظلّ الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية ، طريقة دكتاتورية و أخرى ديمقراطية ،لمعالجة النوعين من التناقضات المختلفة فى طبيعتها – التناقضات بيننا و بين العدوّ نو التناقضات صلب الشعب. و فى مقاله: " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية" المكتوب سنة 1949 و المنشور أيضا فى جريدة الكومنترن، شرح ماو أنّ :" من جهة ، ديمقراطية للشعب ، و من جهة أخرى ، دكتاتورية على الرجعيين،و يكوّن هذان الوجهان بترابطهما الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية ."[ م4، ص 528]
هذه الطريقة من إستعمال الإقناع و ليس الإجبار لمعالجة التناقضات صلب الشعب يمكن أن تبدو لبعض الناس غير ماركسية. لكنّه من المبادئ الجوهرية فى الماركسية أنّه عندما يعمل الشيوعيون فى صفوف الجماهير ينبغى أن يستخدموا الطريقة الديمقراطية للإقناع و التربية و لا يلجأوا أبدا إلى الأوامر و القوّة. و قد نجح بوجه خاص تطبيق هذه الطريقة فى الصين كما يشهد على ذلك كونه خلال الحرب الكورية ، مرّ بسرعة الأمريكيون قرب ضفاف نهر اليالو ،و لم يجدوا صينيّا خائنا واحدا. و هذا يتعارض مع الوضع فى المجرّ زمن الثورة المضادة فى 1956.
و يعتبر أنور خوجا أيضا مخطأة نظرية التناقضات كما عرضها ماو و التى وفقها يؤكّد على أنّ قانون التناقض أي قانون وحدة الأضداد ، هو القانون الأكثر جوهرية فى المادية الجدلية و أنّ كافة القواينين الأخرى تنبع منه. و الردّ على جميع هذا النقد سيستحقّ منّا مجالا أكبر و أكثر وقتا ممّا هو متاح لنا.
سنقتصر على إعادة التأكيد على ما نعتقد أنّه المبادئ الأساسية لقانون التناقض فى الأشياء ،مثلما شرحه ماو. التناقض شامل[عام] ؛ تعبّر التناقضات عن ذاتها بأشكال خاصة؛ و من كافة التناقضات هناك دائما تناقض رئيسي و كذلك مظهر رئيسي للتناقض يلعب الدور القيادي فى معالجة التناقض ؛ و لكافة مظاهر التناقض وحدة مثلما لها صراع،و فى ظلّ ظروف معيّنة ، يمكن أن تتبادل المواقع( الوحدة مؤقّتة و نسبية بينما الصراع مطلق) ؛ و أخيرا ضمن التناقضات هناك تناقضات عدائية و غير عدائية و يجب معالجتها بصورة صحيحة لعدم السماح للتناقضات غير العدائية بالتحوّل إلى تناقضات عدائية.
إنّه ذات الإخفاق الجوهري فى فهم نظرية التناقض فى الأشياء هو الذى جعل انور خوجا ينقد وجهة نظر ماو حول نظرية صراع الخطّين. حسب رأي خوجا ، يجب أن يكون للحزب خطّ واحد و بالتالى من غير الماركسي أن نفكّر بوجود خطّين داخل الحزب. لكن ما كان ماو يشير إليه هو شمولية التناقض أي أنّ التناقضات توجد فى كلّ شيئ ، حتى فى الفكر، فى الأحزاب و حتى فى الأشخاص. و من الصحيح أنّه فى لحظة زمنية معيّنة ، يمكن للشخص أو يجب عليه أن يتحدّث بصوت واحد فقط. لكن صيغة الصوت الواحد هي دائما نتيجة صراع مرير بين نظرتين. و صراع الضدين هذا ، حتى فى الفكر ، هو الذى يدفع الأشياء إلى الأمام. و بهذا المعنى ، و وُجد دائما خطّان صلب الحزب و حتى صلب الشخص. و على أسا التناقض بين الخطّين ، بين ما هو صحيح و ما هو خاطئ، يحدث التقدّم. و التنكّر لهذا هو تنكّر لجدلية الماركسية.
و كذلك ،هناك إخفاق فى فهم المبدأ الجدلي لوحدة الأضداد بين المظهرين المتعارضين للتناقض و أنّه ، فى ظلّ ظروف معيّنة، يمكن للضدّين أن يتبادلا المواقع. فى ظلّ الرأسمالية تمثّل الطبقة العاملة و البرجوازية مظهري التناقض ذاته. إنّهما متضادتين و هذا التضاد مطلق. لكن ثمّة أيضا مظهر وحدة بين الإثنين أي لا يمكن للواحد ان يوجد دون وجود الآخر. و فى ظلّ ظروف معيّنة أي ، نتيجة لثورة ، يمكن للطبقة العاملة و البرجوازية أن يتبادلا المواقع، أي يمكن للطبقة العاملة أن تتحوّل من طبقة محكومة إلى طبقة حاكمة ؛ بينما تتحوّل البرجوازية من طبقة حاكمة إلى طبقة محكومة.
و ينقد أنور خوجا أيضا الطريقة التى يستعملها ماو للتعاطي مع المعادين للثورة و القوى المتناقضة ضمن الشعب. و فى حين يعترف ماو بأنّه لم يكن بوسع البروليتاريا إلاّ أن تقضي على البرجوازية فى روسيا التى كانت معادية للثورة ،فقد أشار إلى أ،ّ الوضع فى الصين متباين قليلا. مع 1956، غالبية المعادين للثورة جرى سحقهم . و بالتالى ، بينما لم يكفّ عن الدعوة للتعامل بشدّة مع المعادين للثورة و أعداء آخرون للشعب ، فإنّه نادى إلى طريقة مغايرة من الإقناع الديمقراطي و إعادة التشكيل عبر العمل لأعداء آخرين. و قال أيضا إنّه ينبغى أن لا يقتل أناس أكثر من اللازم و إنّه ينبغى أن توجد حدود حتى فى عدد الناس الموقوفين و إنّه مهما كانت الأخطاء المقترفة يجب إصلاحها.
لقد تمّ الدفاع عن هذه السياسة نظرا للعد الكبير لعناصر البرجوازية الصغيرة فى الصين و لضرورة كسب كافة فئات الشعب غير المنتمية للطبقة العاملة ( و ليس الملاكون الإقطاعيون و البرجوازية الكبيرة ) إلى جانب الطبقة العاملة.
و أيضا أقيمت حملة " لتتفتح مائة زهرة و لتتنافس مائة مدرسة " بهدف تشجيع الصراع بين المدارس الفكرية المتصارعة ضمن الشعب، لكن تحت مراقبة الحزب الشيوعي. و دافع ماو عن انّه سيكون من الخطإ قمع الأفكار الخاطئة فى صفوف الشعب بإجراءات إدارية. بالعكس دافع عن أنّه يجب السماح للأفكار الخاطئة بالخروج إلى النور و بمواجهة التنافس و الصراع. لم يكن يشكّ فى أنّ الأفكار الصحيحة ستنتصر لأنّ الإشتراكية كانت فى موقع أفضلية فى الصراع الإيديولوجي. و كانت السلطة الأساسية للدولة بأيدى الطبقة العاملة بقيادة البروليتاريا. و كان الحزب الشيوعي قويّا و سمعته جيّدة وكبيرة. و بالتالى الطريقة الوحيدة للصراع الإيديولوجي يجب أن تكون الإجتهاد فى التفكير ليس الإكراه الفجّ.
كانت هذه الحملة " لتتفتّح مائة زهرة " صراعا إيديولوجيا ضد " الأعشاب السامة " من أجل أفضلية الماركسية فى المجال الثقافي. و إستغلّ اليمينيون الفرصة للدعوة لديمقراطية من النمط الغربي. و جدّت حتى أحداث سيّئة، مثل الإعتداء على الناس . و مثلما قال ماو :" لا يمكن إقتلاع الأعشاب السامة إلاّ بعدما تخرج من الأرض" و شنّ هجوما مضادا شرسا ضد اليمينيين البرجوازيين الذين ظهروا و فضحوا أنفسهم فأُجبروا على التراجع. و جرى عقاب البعض منهم و نعتوا باليمينيين كأحد المجموعات الخمس التى إعتبرت مجموعة سوداء فى المجتمع الصيني. و قد وقع الإنقلاب على هذا القرار بعد عودة دنك سياو بينغ إلى السلطة . و الشيء ذاته صحيح فيما يتعلّق بسياسة ماو السامحة لكافة الطبقات التى ساهمت فى الثورة الديمقراطية بأن تساهم فى الحكومة إثر الثورة. كان هذا مظهرا مميّزا حصل فى الصين نتيجة إلتحاق قطاع من البرجوازية المدينية و البرجوازية الوطنية بالعمّال فى الثورة ضد الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية.هذه وقائع تاريخية. لكن مثل هذه السياسة مورست على أساس قيادة الحزب الشيوعي و قبول الأحزاب الأخرى بالإنتقال إلى الإشتراكية. إلاّ أنّ هذا التعايش السلمي الطويل المد و المراقبة المتبادلة بين الحزب الشيوعي و الأحزاب الديمقراطية لم يعجب أنور خوجا.
إنّه ينسى أنّه إثر ثورة أكتوير فى روسيا ، وُجد حزبان فى الحكومة – البلاشفة و الإشتراكيين الثوريين اليساريين. و لم يكسر التحالف مع الأخيرين إلاّ بعدما تمرّدوا ضد البلاشفة . و حتى فى ألبانيا ، إلى اليوم ، هناك الجبهة الديمقراطية.
و من المفيد فى إرتباط بهذا أن نشير إلى أنّ هذه الفكرة عن إعادة تشكيل و إعادة تربية الطبقات الأخرى تعود تاريخيّا إلى لينين . لقد قال فى " مرض " اليسارية " الطفولي فى الشيوعية" :" لقد بقيت الطبقات وهي ستبقى فى كلّ مكان طوال سنوات بعد ظفر البروليتاريا بالسلطة...إنّ القضاء على الطبقات لا يعنى فقط طرد الملاكين العقاريين و الرأسماليين ، فهذا ما قمنا به نحن بسهولة نسبيّا ، إنّه يعنى كذلك القضاء على منتجى البضائع الصغار ، و هؤلاء لا يمكن طردهم ،و لا يمكن قمعهم، إنّما يلزم أن نتعايش معهم." [ مجلد 9 ، المختارات فى 10 مجلّدات، صفحة 460] و هكذا ليست سياسة ماو بأي حال تعبيرا عن ليبراليته.
ويحيلنا أنور خوجا على نقد ستالين و الكومنترن لقيادة الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ. و حسب رأيه ، يعبّر هذا النقد عن فشل ماو فى تكريس مبادئ الماركسية - اللينينية حول الدور القيادي للبروليتاريا فى الثورة تكريسا متسقا .و الأممية البروليتارية و إستراتيجيا و تكتيك النضال الثوري إلخ. لقد سبق و أن تطرّقنا لبعض هذه النقاط.
صحيح أنّه وجدت خلافات بين الكومنترن و الحزب الشيوعي الصيني. لكن يجب ان نقرّ أنّه تقريبا فى جميع المسائل تأكّد أنّ ماو كان على صواب و ستالين ، و هذا يعدّ فى صالحه، قد كان الأوّل فى الإعتراف بذلك. و بالطبع لم توجد خلافات بين الجانبين بشأن طبيعة الثورة التى إعتبرها الإثنان ديمقراطية برجوازية،و بشأن الدور المفتاح للفلاحين و الثورة الزراعية و كون النضال المسلّح كان الحلّ الوحيد للثورة فى الصين. و من جهته ، إعتبر ماو الإتحاد السوفياتي كوطن للبروليتاريا العالمية و فهم بشكل صحيح الأهمّية التاريخية لثورة أكتوبر و تأثيرها العالمي. لكن ثارت خلافات بصدد مسألة إستراتيجيا و تكتيك الثورة الصينية.
بين 1927 و 1935 ، عبر خطّي كلّ من لي لي سان ووانغ مينغ ، كان تاثير الكومنترن قويّا على مثل هذه القضايا كإفتكاك السلطة بالتوازى فى المدن و ضرورة اللجوء إلى حرب المواقع عوض حرب الأنصار و رفض بناء القواعد الثورية فى الريف. و بالفعل أُطلقت المسيرة الكبرى كطريقة للهروب من حملة التطويق الخامسة لتشان كاي تشاك. و اليوم شرع الرفاق الألبانيون ( فى نقاش مع بعثة لحزبنا زارت ألبانيا فى أفريل 1979) فى التقليل من شأن المسيرة الكبرى و أكّدوا أنّه كان من الأفضل لو أنّ الجيش الأحمر قد خاض المعركة حيث كان و تجنّب هذه الخسائر الهائلة.و بالكاد يحتاج المرء لأن يضيف أنّه لو جرى إتباع مثل هذه السياسة لما وجدت ثورة و لا حزب و لا ماو. و يستخفّ الألبانيون أيضا بندوة تسونيى التى إنتخبت ماو للسلطة فى 1935 على أنّها غير ممثّلة. و يتساءل المرء إذا ما كانوا يتوقّعون عقد مؤتمر يكتسى صبغة قانونية و يكون ممثّلا تماما فى خضم أحد أكثر الحروب الأهلية شراسة فى العالم.

فى نهاية الحرب العالمية الثانية ، كذلك ، كانت لستالين خلافات مع الشيوعيين الصينيين. وقد شكّ فى قدرتهم على كسب حرب أهلية شاملة ضد تشان كاي تشاك ( الذى كان مسنودا من قبل الإمبرياليون الأمريكان) و حافظ على علاقات مع تشان كاي تشاك حتى أثناء الحرب الأهلية. بيد انّ ستالين كان لطيفا بما فيه الكفاية ليقول إنّه كان فرحا لثبوت خطئه.
و رغم هذه الأخطاء ن لا شكّ فى أنّ ماو إعتبر ستالين ماركسي-لينينيا عظيما و أنّه جوهريّا كان على صواب. و فضلا عن ذلك ، لم يلم ماو الكومنترن و ممثّليه فى الصين على أخطاء الحزب الشيوعي الصيني. فقد وجه اللوم للشيوعيين الصينيين الذين حاولوا أن يتبعوا عن عمى النموذج السوفياتي دون أخذ خصوصيات الوضع الوطني الصيني بعين الإعتبار.
والأنكى من كلّ هذا ، يوحى لنا أنور خوجا بأنّ موقف الشيوعيين الصينيين ضد التحريفية السوفياتية لم يكن تمليه مواقف صحيحة ، مبدئية ماركسية- لينينية. و هذا ليس مجرّد لؤم فحسب بل كذلك غير صحيح تماما. لم يفهم ماو بصورة صحيحة تحريفية خروتشاف منذ 1956 فحسب ، بل فى ظلّ قيادته أطلق الحزب الصيني جدالا عظيما مع نشر " عاشت اللينينية " فى 1960. و هذا الجدال المتشكّل من عديد الرسائل الموجهة للحزب الشيوعي للإتحاد السوفياتي و لبعض الأحزاب التحريفية الأخرى لغرب أوروبا، و اللامعة بوضوح فكرها و عمق محاججتها.وقد درّب هذا الجدال العظيم جيلا كاملا من الماركسيين- اللينينيين عبر العالم على المبادئ و أساليب العمل الثورية. و التنكّر لهذا اليوم هو تحليق بعيدا عن الوقائع.
و يريدنا الآن الألبانيون أن نعتقد بأنّ ماو كان على الدوام مواليا للأمريكان،أو بأنّه غيّر بإستمرار مواقفه. لقد قالوا لبعثتنا إنّه خلال الحرب العالمية الثانية ، وجد فى أمريكا لوبي تشان كاي تشاك و لوبي ماو . و صحيح أنّه وجدت خلافات فى الرأي ضمن الطبقة الحاكمة الأمريكية حول من يجب مساندته فى القتال المشترك ضد الفاشية اليابانية: تشان كاي تشاك ؟ أو ماو؟ وجد أمريكيون شرفاء أرادوا تقديم الدعم للشيوعيين الصينيين لأنهم كانوا القوى الوحيدة التى كانت تقاتل حقّا اليابان،و ليس الكيومنتانغ فى ظلّ تشانكاي تشاك. و هذا لا يعنى أنّ ماو موالى للأمريكان.
كان موقفه إزاء الإمبريالية الأمريكية جلي و صريح. أثناء الحرب العالمية الثانية ، حين غدت الفاشية اليابانية العدوّ الرئيسي للصين ، إستغلّ الحزب الشيوعي الصيني التناقضات بين الفاشية اليابانية و الإمبريالية الأمريكية و دافع عن تحالف مع الأخيرة. لكن بمجرّد نهاية الحرب ضد الفاشية و تعويض الولايات المتحدة للفاشية اليابانية كعدوّ أساسي للصين بمساندتها لتشان كاي تشاك فى حربه الأهلية ضد الشيوعيين، وصف الإمبريالية الأمريكية بالعدوّ الرئيسي الذى يجب إلحاق الهزيمة به قبل أن تتحرّر الصين ز و قد ألحقوا به الهزيمة !
وفى السنوات التالية ، لا أحد بمستطاعه أن يشكّ فى صدق مواقف ماو المناهضة للإمبريالية عندما أرسل المتطوّعين الصينيين إلى كوريا للتصدّى للغزو الأمريكي لتلك البلاد و عندما قدّم مساعدة لا توصف لشعوب الهند الصينية المناضلة ضد الإمبريالية الأمريكية و بالفعل ، لكافة الشعوب المناضلة من أجل إستقلالها. وبيانه الشهير لسنة 1970 المنادى بوحدة كافة القوى المناهضة للإمبريالية الأمريكية و كلابها العملاء، لا زال صداه يتردّد فى آذاننا.
لكن ، فى تلك الفترة ، دخل عنصر جديد الوضع العالمي . بإحتلالها العنيف لتشيكوزلوفاكيا فى 1968، أشّرت التحريفية السوفياتية إلى تطوّرها إلى قوّة إمبريالية إشتراكية. نشأت إمبريالية جديدة و سجّل ماو التغيير فى موازين القوى. و مذّاك فصاعدا صار يعتبر الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية إلى جانب الإمبريالية الأمريكية توأما من أعداء الإنسانية. و هذا هو الموقف الذى تشبث به إلى النهاية ، إلى ترأسه آخر مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني فى حياته ، المؤتمر العاشر ، فى 24-28 أوت 1973.
و قد تضمّن التقرير الذى تبنّاه المؤتمر هذه الصيغة الممتازة : "على الجبهة العالمية ، يجب على حزبنا أن يرفع راية الأممية البروليتارية ، و يدافع عن السياسات الصريحة لحزبنا و أن يعزّز وحدتنا مع البروليتاريا و الشعوب. و على الأمم المضطهَدة فى العالم بأسره إلى جانب كافة البلدان ضحية عدوان الإمبريالية و إنقلاباتها و تدخلها و هيمنتها أو تهديدها أن تشكّل أوسع جبهة متحدة ضد الإمبريالية و الإستعمار و الإستعمار الجديد، و خاصّة ، ضد هيمنة القوتين الأعظم ،الولايات المتحدة و الإتحاد السوفياتي. ينبغى أن نتحد مع كافة الأحزاب و التنظيمات الماركسية- اللينينية الحقيقية عبر العالم، وأن نخوض النضال إلى النهاية ضد التحريفية المعاصرة."
و من المفيد أن نلمح إلى أنّه لا توجد و لا إشارة إلى نظرية العوالم الثلاثة فى هذا التقرير. و إنّه لمحض تشويه من قبل الألبانيين أن يقولوا الآن إنّ ماو فى مرحلة ما إعتبر الإمبريالية الإشتراكية عدوّا أساسيا و من ثمة ، نادى إلى تفاهم أو تحالف مع الإمبريالية الأمريكية. هذه من الفظائع التى جاد بها ذهن دنك و لا علاقة لها بماو.
و هكذا ندحض بحماس الأطروحة القائلة بأنّ نظرية العوالم الثلاثة المناهضة للماركسية- اللينينية كانت من إنتاج فكر ماو تسى تونغ. ما من دليل مهما كان يثبت مثل هذه الإمكانية. الرفيق ماو قائد عبّر عن وجهة نظره بصدد تقريبا جميع المواضيع الممكن تصوّرها و التى صادفته. و واقع أنّ دعاة نظرية العوالم الثلاثة ليس بوسعهم أن يعثروا على إستشهاد واحد لدى ماو يدعّم هذه النظرية العبثيّة يكفى كحجّة على أنّه لم يدع أبدا لوحدة العالم الثاني مع العالم الثالث ضد العالم الأوّل، و أنكى حتّى ، يدعو لوحدة العالم الثاني و الثالث إلى جانب جزء من العالم الأوّل ضد الجزء الآخر.
إنّ الأسلوب المفضّل الذى يعمد إليه أنور خوجا ، على مدى كامل كتابه، هو أن ينسب لماو وجهات نظر ليست له ثمّ يشرع فى تحطيمها . هذه أكثر طرق الجدال خسّة.
لسوء الحظّ أنّه علينا أن نخصّص الكثير من الوقت و المساحات لدحض أنور خوجا . إلاّ أنّ هذا ، فلى حدّ ذاته، تدريب على الماركسية - اللينينية شأنه فى ذلك شأن الجدال بين الماركسية- اللينينية و التحريفية المعاصرة الذى أضحى مدرسة لكلّ الماركسيين- اللينينيين، لذا يمثّل اليوم الدفاع عن فكر ماو تسى تونغ تدريبا على الماركسية - اللينينية.
يجب على الحركة الشيوعية العالمية أن تتحد و ستتّحد من جديد و تتجه صوب الإنتصار. بيد أنّه ينبغى أن تكون الوحدة وحدة مبدئيّة – وحدة بين الثوريين المعتمدين على الماركسية- اللينينية - فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ،الآن].
===============================================================



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد ماو تسى تونغ - الحزب الشيوعي التركي/ الماركسي اللينيني ...
- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 197 ...
- قضية تحرير المرأة قضية البروليتاريا بإمتياز فليقم الشيوعيون ...
- أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغ ...
- لا أصولية دينية و لا شوفيتية قومية ؛ وحدها الشيوعية قادرة عل ...
- الثورة البروليتارية فى أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة ...
- الديمقراطية فى المجتمع الإشتراكي : -دور الديمقراطية و موقعها ...
- المؤتمر الأوّل للحزب الشيوعي الماوي ( تركيا وشمال كردستان) – ...
- الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب.- (الحزب الشيوعي ا ...
- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا. ( مقتطف من - الماوية : نظر ...
- - النموذج - التركي و تناقضاته.
- الباب الثالث من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الرابع من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الأوّل من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الثاني من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا (مشروع مقت ...
- بصدد إستراتيجيا الثورة - بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايا ...
- قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد (Enemy at th ...
- الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالين ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى ...


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - دحض أنور خوجا بقلم ن.ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان [ سيريلانكا ] 1980. (مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.)