أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 1979= مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.















المزيد.....



دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 1979= مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 23:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية1979
مقتطف من العدد 11 من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة العدد الحادي عشر من " الماوية : نظرية و ممارسة ": الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.
أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغمائيا تحريفيّا على الماركسية- اللينينية - الماوية .
توفّي ماوتسى تونغ فى 9 سبتمبر 1976. و بعد شهرين ، فى نوفمبر 1976 ، عقد حزب العمل الألباني مؤتمره السابع و جاء فى تقرير اللجنة المركزية ، على لسان أنور خوجا :
" إنّ الإنتصارات التاريخية التى حققها الشعب الصيني فى ثورته و بنائه الإشتراكي العظيمين و إنشاء الصين الشعبية الجديدة و السمعة الكبيرة التى يتمتّع بها فى العالم ، مرتبطة بإسم القائد العظيم ، الرفيق ماو تسى تونغ و تعاليمه و قيادته. و يمثّل عمل هذا الماركسي-اللينيني مساهمة فى إثراء نظرية البروليتاريا و ممارستها. و الشيوعيون و الشعب الأبانيين سيحييان على الدوام ذكرى الرفيق ماو تسى تونغ الذى كان صديقا كبيرا لحزبنا و شعبنا...
لقد مضت ألبانيا و الصين قدما فى دكتاتورية البروليتاريا و فى بناء الإشتراكية اللتين خانهما التحريفيون ، ألبانيا و الصين اللتان ظلّتا وفيتين للماركسية-اللينينية، و دافعتا عنها بتصميم و أعلنتا حربا إيديولوجية ضروسا ضد تحريفية خروتشاف و أتباعه . الشيوعية لم تمت ، على العكس ما كانت تتمنّى البرجوازية، و قد إبتهج الإنتهازيون و التصفويون قبل الأوان".
وفى بيان مشترك لبعثات الأحزاب الماركسية-اللينينية لأمريكا اللاتينية ( بعثة الحزب الشيوعي (الماركسي- اللينيني ) الأرجنتيني ، و بعثة الحزب الشيوعي البوليفي ( الماركسي- اللينيني ) ، و وبعثة الحزب الشيوعي البرازيلي ، و بعثة الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) ، و بعثة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي، و بعثة الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني الإكوادوري) الحاضرة فى المؤتمر السابع لحزب العمل الأباني بتيرانا ، ألبانيا ، نوفمبر 1976، نقرأ :
" 8. وجهت البعثات الحاضرة تحيّة عالية و عبّرت عن عمق ألمها لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، و قائد لا جدال فيه للشعب الصيني ، و ماركسي – لينيني عظيم و معلّم كبير للبروليتاريا و الشعوب المضطهَدة فى العالم بأسره. فى ظلّ القيادة الحكيمة للرفيق ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ، خاضت البروليتاريا و خاض الشعب الصيني حربا ثورية و إفتكّا السلطة و شيّدا الإشتراكية فى الصين. و هكذا غدت الصين المتخلّفة و الخاضعة للإمبريالية ، بلدا إشتراكيّا معاصرا ،و حصنا حصينا للثورة العالمية.و كذلك فى ظلّ قيادة الرفيق ماو تسى تونغ ، جرت معالجة بطريقة صحيحة لمشكل الهام لكيفية مواصلة الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين. لقد رفع الرفيق ماو تسى تونغ بصلابة راية الماركسية- اللينينية و أطلق النضال ضد التحريفية المعاصرة ، مساهما هكذا بحيوية فى إعادة تشكيل الحركة الشيوعية الماركسية- اللينينية العالمية. و ستظلّ مسيرته كمقاتل ثوري و أفكاره التى طوّرت الماركسية- اللينينية حاضرة فى قلوب شعوب و شيوعييى العالم قاطبة و أذهانهم ".
--------
و عقب ذلك بسنتين ، يشنّ أنور خوجا و حزب العمل هجوما مسعورا دغمائيّا تحريفيّا على ماو تسى تونغ ، فى كتاب أعلن عن نشره أواخر ديسمبر 1978 و حمل من العناوين " الإمبريالية و الثورة " . و فيه أفرد خوجا فصلا كاملا لتشويه فكر ماو تسى تونغ معتبرا إيّاه " نظرية معادية للماركسية " و معتبرا أنّ الصين لم تعرف أبدا الإشتراكية و البناء الإشتراكي و أنّ صراع ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفية السوفياتية لم يكن نابعا من مواقف صحيحة و مبدئية ماركسية- لينينية وما إلى ذلك من تقليعات دغمائية تحريفية !!!
===
هذه إطلالة أولى على الإنقلاب الخوجي المضاد لعلم الثورة البروليتارية العالمية ، أمّا الإطلالة الثانية فنخرجها لكم كالتالى :
ورد فى خطاب أنور خوجا ، فى 7 جانفي 1964، ضمن كرّاس " عاشت الصداقة الصينية – الألبانية " :
" أبدا لن ينسى الشيوعيون الألبانيون و لن ينسى الشعب الألباني أن إخوتهم الصينيون وقفوا إلى جانبهم فى الأفراح و الأتراح. لن ينسوا المساعدة الكريمة للأخوة الصينيين الذين تقاسموا معاشهم مع شعبنا. أبدا لن ينسوا أنّ الحزب الشيوعي الصيني حافظ دائما على حزب العمل الألباني مثلما يحافظ المرء على أمّ عينه".
---------------------
و فى 30 سبتمبر 1978 ، فى بيان مشترك بين الحزب الشيوعي الكولمبي ( الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي الثوري الشيلي و الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني الإكوادوري و حزب الراية الحمراء الفينيزوالي ، هناك تحليل نقدي يبيّن تحريفية " نظرية العوالم الثلاثة " و تناقضها مع تعاليم ماو تسى تونغ و فى النقطة 15 من خاتمة البيان كتبوا:
" تعتبر أحزابنا أنّه ، إزاء إستعمال التحريفيين الصينيين لأعمال ماو تسى تونغ و سمعته للتغطية على مخطّطاتهم لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين و بناء قوّة عظمى جديدة إمبريالية- إشتراكية و مغالطة البروليتاريا و الشعوب بنظريتهم الضارة للغاية ، نظرية " العوالم الثلاثة" ؛ من الواجب الأكيد أن نصون تعاليم ماو تسى تونغ الثورية ، الماركسية- اللينينية . و تثمّن أحزابنا إلى درجة كبيرة مساهمات الرفيق ماو تسى تونغ فى الثورة العالمية."
و بعد نحو السنة من ذلك ، فى أكتوبر 1977 ، صدر بيان عن الحزب الشيوعي الإسباني (الماركسي- اللينيني) و الحزب الشيوعي البرتغالي المعاد تشكيله و الحزب الشيوعي الإيطالي الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي اليوناني الماركسي- اللينيني و الحزب الشيوعي الأماني الماركسي – اللينيني فيه نقرأ :
" فى الذكرى الأولى لوفاة الرفيق ماو تسى تونغ ، ترفع أحزابنا تحيّة له و تأكّد على أنّ وفاته تمثّل خسارة كبرى للحزب الشيوعي الصيني العظيم و لكافة الحركة الشيوعية العالمية . كان الرفيق ماو تسى تونغ ، القائد العظيم للشعب و الحزب الشيوعي الصيني كذلك قائدا عظيما للبروليتاريا العالمية.تعتبر أحزابنا أن من واجب جميع الماركسيين- اللينينيين الدفاع بصلابة عن التعاليم الثورية للرفيق ماو تسى تونغ- لا سيما منها تلك المتصلة بالصراع ضد التحريفية المعاصرة ،و بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و بالصراع ضد الإنتهازيين من كلّ لون- إزاء جميع الذين بنفاق يستعملون إسمه ليشوّهوا تعاليمه و للهجوم عليه بشكل ملتوى."
-----------
إثر وفاة ماو تسى تونغ، أنجزت الطغمة التحريفية الصينية بقيادة دنك سياو بينغ و هواو كوفينغ إنقلابا مضادا للثورة فى الصين فصعدت بذلك البرجوازية الجديدة إلى السلطة و أعيد تركيز الرأسمالية هناك و تحوّلت الصين ماو الإشتراكية إلى صين دنك الرأسمالية و تحوّل الحزب الشيوعي الصيني من حزب بروليتاري إلى حزب برجوازي .
و فى جويلية 1978 ، تنكّرت البرجوازية الجديدة الحاكمة للصين للإتفاقيات مع ألبانيا و أوقفت التعاون الإقتصادي و العسكري معها ، مثلما سبق و أن فعل التحريفيون السوفيات مع الصين الماوية.
و طار عقل أنور خوجا و طفق يخلط الحابل بالنابل و يصبّ جام غضبه على ماو تسى تونغ و يكيل الشتائم و يلصق به و ينسب إليه أفكارا و نظريّات أعدائه ( مثل " نظرية العوالم الثلاثة " لدنك سياو بينغ) و يمرّغ سمعته فى الوحل بعد أن كان يرفعه إلى السماء ، مستعملا فى ذلك جميع الأساليب الإنتهازية و التزوير و الكذب و قلب الحقائق رأسا على عقب بأشكال و طرق قد تتصوّرونها و أخرى قد لا تصوّرونها أصلا و بهجومه ذلك على أرقى ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية كان يحطّم المبادئ الماركسية- اللينينية و يدافع عن الأفكار التى أثبت تاريخ الحركة الشيوعية العالمية و الصينية أنها خاطئة ، تحريفية. فقدّم خدمة هائلة للبرجوازية العالمية إذ تسبّب فى إنقسامات داخل الحركة الماركسية-اللينينة العالمية إستغلّها الإنتهازيون فى الأحزاب و المنظّمات الماركسية- اللينينية عبر العالم ليرتدّوا و يديروا ظهرهم للثورة البروليتارية العالمية و يخونوا الشيوعية و قضية الطبقة العاملة العالمية.
======
لكن هيهات أن يلزم الشيوعيون الحقيقيون الماويون الصمت إزاء ذلك الهجوم الدغمائي التحريفي! فمنذ السبعينات ،إنبروا يقاتلون الخوجية و بالفعل ألحقوا بها أشدّ الهزائم المريرة عالميّا . و يشهد واقع اليوم بتقدّم مطّرد للماوية طليعة للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية و بتراجع ملموس للخوجية كضرب من ضروب التحريفية و إندحارها فى عديد البلدان إلاّ أنّه عربيّا ، لا زلنا فى حاجة أكيدة إلى مزيد فضح الخوجية و كافة أرهاط التحريفية المهيمنة على الحركة الشيوعية حتّى ستطيع الماوية أن تتبوّأ المقام الذى تستحقه لإيجاد الأسلحة السحرية الثلاثة ( الحزب الشيوعي الماركسي-اللينيني-الماوي و الجبهة الوطنية الديمقراطية و جيش التحرير الشعبي ) و قيادة حرب الشعب لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة تمهيدا للثورة الإشتراكية كجزء لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى تحقيق المجتمع الشيوعي الخالي من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري.
و هذا العدد من " الماوية : نظرية و ممارسة " مساهمة فى النهوض بهذه المهمّة الملحّة على الجبهة النظرية و السياسية.وقد إخترنا له من العناويون " الماوية دحضت الخوجية و منذ 1979" و كانت إضافة "ومنذ 1979" موجّهة ضد محترفي تدليس تاريخ الماوية ، ليس كلزوم ما لا يلزم و إنّما لتبيان أنّ ردّ الفعل الماوي كان سريعا و دقيقا و عميقا منذ عقود الآن ما خوّل للمنظّمات و الأحزاب الماوية أن تنظّم ندوة عالمية فى مطلع الثمانينات ثمّ ندوة ثانية فى 1984 إنتهت إلى تشكيل الحركة الأممية الثورية التى كانت من أهمّ نواتاتها الأولى الأحزاب التى إنبرت لتتصدّى للخوجية بجرأة و صراحة مطلقة الوثائق التى سنعرض عليكم سهاما تصيب كبد الحقيقة الخوجية و ترفع عاليا راية الماوية – حينها فكر ماو تسى تونغ.
و للتاريخ ، تجدرالإشارة بشكل عابر فحسب إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي الذى نشر الوثائق التى نضع بين أيديكم فى مجلته "الثورة " سنة 1979، قد سبق و أن كتب مباشرة بُعيد إعلان الوكالة التليغرافية الألبانية فى 20 ديسمبر 1978 عن صدور "الإمبريالية و الثورة " و عرضها لمضمونه، إفتتاحية العدد الأوّل من المجلّد الرابع من "الثورة " ، جانفي 1979، تحت عنوان " أنور خوجا يفضح الإنتهازية – إنتهازيته " قبل أن ينشر لاحقا سلسلة من التعليقات على "الإمبريالية و الثورة " منها إنتقينا " فى الردّ على الهجوم الدغمائي- التحريفي على فكر ماو تسى تونغ". وهذه الإفتاحية . متوفّرة على الأنترنت فى موقع الموسوعة المناهضة للتحريفية باللغة الأنجليزية :
Encyclopedia of Anti-Revisionism On- Line
---------------------------------------
و فصول مسرحية المرتدّ أنور خوجا و الخوجية بتفاصيها الدقيقة تفضحها وثائق الماويين عبر العالم فى متن هذا العمل . و لأنّ الكتابات الماوية ضد الخوجية كثيرة و عديدة كان علينا أن ننتقي أكثرها رواجا ؛ على حدّ علمنا ، و أهمّها بإعتبار الدور الذى لعبته فى الدفاع عن الماوية و دحض الخوجية، فوقع إختيارنا الذى نرجو أن يكون موفّقا على وثائق أربعة ؛ واحدة من بلد إمبريالي – الولايات المتحدة الأمريكية ، للحزب الشيوعي الثوري الأمريكي و ثلاثة من مستعمرات جديدة الأولى من تركيا – أوروبا و الثانية من الشيلي و الثالثة من سيلان [سيريلانكا]، من أمريكا اللاتينية و من آسيا على التوالي. وهي:
1- بإحترام و حماس ثوريين عميقين، نحيّي القائد الخالد للبروليتاريا الصينية، الرفيق ماو تسى تونغ، فى الذكرى الثالثة لوفاته! – الحزب الشيوعي التركي / الماركسي-اللينيني، جويلية 1979.
2- دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ؛ وثيقة تبنّاها مؤتمر إستثنائي للحزب الشيوعي بسيلان إنعقد فى جويلية1979.
(و إضافة إستثنائية: " دحض أنور خوجا" ؛ ن. ساموغاتاسان، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان - 1980.)
3- " تقييم عمل ماو تسى تونغ"؛ للحزب الشيوعي الثوري الشيلي- جويلية 1979.
4-" فى الردّ على الهجوم الدغمائي - التحريفي على فكر ماو تسى تونغ " بقلم ج. وورنار؛ ماي 1979.
================================================================
دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ
سانموغاتاسان ، الأمين العام للحزب الشيوعي بسيلان
صار من الضروري للماركسيين - اللينينيين أن يعيدوا تقييم فكر ماو تسى تونغ لأنّه فى المدّة الأخيرة أخذ يتعرّض إلى هجوم من كلّ من اليمين و اليسار. و ليس من الصعب فهم سبب مهاجمة اليمين لماو . فللقيادة التحريفية الصينية الحالية ، و على رأسها دنك سياو بينغ ، و للإمبرياليين من كلّ رهط الدوافع كلّها فى العالم لمهاجمة ماو لأنّهم يكرهون كلّ ما وقف هو من أجله. و فى الوقت الراهن ، ينغمس دنك سياو بينغ فى سيرورة نزع الماوية من الصين، و الإرتداد على جميع سياسات ماو ، و الإرتداد على الأحكام الصحيحة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. لكن الأصعب على الفهم هو سبب إختيار اليسار مجسّدا فى حزب العمل الألباني و بعض الأحزاب الأخرى المسمّاة ماركسية - لينينية ، بالضبط هذه اللحظة التاريخية، ليقدّموا الدعم لدنك بالخروج بتنديد شامل و نبذ كامل لفكر ماو تسى تونغ.
إنّ نشاطات دنك سياو بينغ الراهنة المعادية لماو تسى تونغ لا يمكن مقارنتها إلاّ بتنديد خروتشاف بستالين سنة 1956. و لا حاجة إلى كبير ذكاء لإدراك هذا التشبيه. كان ستالين ماركسيّا – لينينيّا كبيرا ، ساهم مع لينين فى تأسيس الدولة السوفياتية ؛و بعد وفاة لينين ، قاد بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي ثم الدفاع عنها بنجاح ضد الهجوم الوحشي الهتلري. و إرتدّ خروتشاف عن كلّ هذا و أعاد تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ،و تعاون مع الإمبريالية الأمريكية و شتّت صفوف الحركة الشيوعية العالمية و الوحدة التى شيدها ستالين.
و ماو تسى تونغ كذلك كان ماركسيا- لينينيّا عظيما حرّر ربع سكّان العالم من الإمبريالية و الإقطاعية ، ثمّ بعد ذلك ، بنى الإشتراكية فى الصين و بواسطة الثورة الثقافية بيّن كيف يخاض الصراع الطبقي فى ظلّ ظروف دكتاتورية البروليتاريا و منع الصين من إتباع طريق التحريفية فى الإتحاد السوفياتي.
و إرتدّ دنك سياو بينغ على هذه السيرورة برمّتها وهو منغمس الآن فى إعادة تركيز الرأسمالية. و إنّه لإستهزاء بذكائنا أن يقترح ، كما فعل الرفاق الألبانيون، أن يقارن ماو بخروتشاف و ليس بستالين و أن دنك هو بريجناف الصين.
و فى الحال يثار سؤال : لماذا ظلّ الرفاق الألبانيون صاميتن طوال كلّ هذا الوقت؟ بل لماذا إعتبروا ماو تسى تونغ ماركسيّا- لينينيّا كبيرا حتى مؤخّرا فى 1977 أثناء المؤتمر السابع لحزب العمل الألباني؟ لا يقدّمون أي سبب مقنع. و السبب الوحيد الذى يخرجون به علينا هو أنّ الحزب الصيني كان كتابا مغلقا بالنسبة لهم و أنّهم لم يكونوا على علم بما كان يحدث هناك فعلا. ولئن كان الأمر كذلك حقّا ، رغم أنّ الحزبين كانا عضوين فى الكومنفورم فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، من فتح لهم الآن هذا الكتاب المغلق؟ بالتأكيد ليس دنك سياو بينغ؟
فى المدّة الأخيرة ن قيل لبعثة حزبنا التى زارت مصانع الفولاذ و المعادن فى ألباسان بألبانيا ،و التى بنيت بمساعدة صينية، إنّ التخريب الإقتصادي الصيني قد بدأ حتى خلال حياة ماو أي قبل سبتمبر 1976. عندئذ لماذا أشار انور خوجا فى تقريره للمؤتمر السابع ، إلى ماو تسى تونغ ليس كماركسي-لينيني عظيم فحسب بل أيضا كصديق كبير للشعب الألباني؟ بالتأكيد ،كان أنور خوجا على علم بالتخريب ! و ما كان فى حاجة إلى المغالطة. لكن هل كان سيمدح ماو إن كانت التهمة ثابتة؟
حتى قبل التناول المفصّل للمسائل التى سنحلّل لاحقا، دعونا نجيب على سؤال مركزي. ما هو فكر ماو تسى تونغ؟ فكر ماو تسى تونغ هو الماركسية- اللينينية مطبّقة فى الممارسة العملية الخاصة و الملموسة فى الصين و فى عصرنا. و مثلما صاغ ذلك الرفاق الصينيون ذاتهم " تعتبر الماركسية- اللينينية أن ّ المسألة الجوهرية للثورة هي السلطة السياسية و أنّ إفتكاك السلطة بواسطة القوّة المسلّحة هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. هذه هي الحقيقة العالمية للماركسية-اللينينية. و كلّ من يتنكّر لهذا أو يتبنّاه فى الكلام لكن ينكره فى الأفعال ليس ماركسيّا- لينينيّا حقيقيّا. غير أنّ الظروف الخاّصة تختلف فى البلدان المختلفة. و ما هي الطريقة التى سيجرى بها إنجاز هذه المهمّة فى الصين ؟ على أساس الممارسة العظيمة ،عقب ثورة أكتوبر ، فى خطابه فى المؤتمر الثاني لعامة روسيا للمنظّمات الشيوعية لشعوب الشرق فى نوفمبر 1919 ، قال لينين لشيوعييى شعوب الشرق إنّه عليهم النظر لخصوصيات مناطقهم الخاصّة و إنّه بالتعويل على النظرية و الممارسة العامتين للشيوعية ، ينبغى أن يأقلموا أنفسهم مع الظروف الخاصّة التى لا توجد فى البلدان الأوروبية. و شدّد لينين على أنّ هذه " مهمّة لو يواجهها الشيوعيون فى أي مكان من العالم" و بديهيّا أنّ إفتكاك السلطة السياسية و إنتصار الثورة لن يحصلا إذا لم يتمّ صهر الحقيقة العامّة للماركسية- اللينينية و الممارسة الثورية لبلد معيّن".
و قد نهض الرفيق ماو تسى تونغ بصهر حقيقة الماركسية- اللينينية بالممارسة الثورية الملموسة فى الصين . و الإستراتيجيا و التكتيك اللذان إستعملهما لبلوغ هذا الهدف صارا الآن معروفين بفكر ماو تسى تونغ. و للأسف فإنّ بعض " الماركسيين- اللينينيين" الأوروبيين لا يرون مثلما رأي لينين ، أنّ خصوصيّات بلد مثل الصين وريث حضارة عريقة جدّا وفيه كان يعيش ربع سكّان العالم و كان مضطهَدا من كلّ من الإقطاعية و الإمبريالية الأجنبية.يرون فقط الدوغما و يتهمون ماو تسى تونغ زورا بأنّه قد إنحرف عنه. إنّهم لا يتمعنون فى المسألة و لا يدرسون خصوصيّات الوضع الثوري الملموس.
ما يبدو أنّه إسترعى إنتباه الرفاق الألبانيين لأخطاء ماو تسى تونغ هو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى يصفها أنور خوجا بأنّها ليست ثورة و لا هي كبرى و لا ثقافية و بصورة خاصة ليست بروليتارية بتاتا.إنّه يعتبرها إنقلاب قصر على نطاق الصين كافة لتصفية حفنة من الرجعيين الذين إستولوا على السلطة.
هذا وصف سخيف و طفولي لما هو ربّما أعظم الأحداث الثورية فى عصرنا. إعتبار ثورة هزّت المجتمع الصيني بأسره هزّا و شارك فيها النشاط النضالي لملايين و ملايين الصينيين إنقلاب قصر يتجاوز فهم المرء.
لنحاول فهم مغزى الثورة الثقافية.
فى 1965 ، غداة الثورة الثقافية ، كانت الصين تتحفّز للسير على طريق إعادة تركيز الرأسمالية، طريق قد سلكه بعدُ الإتحاد السوفياتي.و كان ليوتشاوتشى الذى نعت بحقّ بخروتشاف الصين ، على رأس الدولة. و كان دنك سياو بينغ السكرتير العام للحزب . و فى واقع الأمر حوصر ماو فصار أقلّيا فى اللجنة المركزية . ووجد ظروف العمل فى بيكين لا تطاق و كان عليه التوجه لشنغاي ليطلق أوّل رصاصة مضادة.
و لئن تعيّن على ماو أن ينادى الشعب من خارج قيادة الحزب ليوجه سهام النقد لقيادات الحزب و بالتالى أن يقدّم قيادته الشخصية للثورة الثقافية ، فمردّ ذلك أنّ قيادة الحزب كانت تعجّ بالتحريفيين و أتباع الطريق الرأسمالي. لم يكن لدى ماو خيار آخر إن أراد أن يصون حزبه و يمنع تغيير لون الصين.
و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى مثال لكيفية خوض الصراع الطبقي فى ظلّ ظروف دكتاتورية البروليتاريا فى الصين، لمنع تغيير لون الصين و سلوك طريق إعادة تركيز الرأسمالية ، و للحفاظ على الصين كقاعدة للثورة العالمية.
و يطرح سؤال: لماذا سُمّيت ثورة ثقافية؟ سمّيت كذلك لأنّه على الجبهة الثقافية أطلق التحريفيون و الثوريون طلقاتهم الأولى. مثل دور نادي بيتوفى فى الثورة المضادة المجرية فى 1956 ، لعبت النشاطات الثقافية دورا كبيرا فى محاولة التحريفيين فى الصين إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
إضافة إلى ذلك ، كان محور الثورة مسألة كسب عقول الناس و التأثير فيها ، و إيجاد نوع جديد من الإنسان الإشتراكي ، متخلّص من الأنانية و ولع السلطة الفردية و العظمة. لهذا سُمّيت ثقافية . و قد كانت بالتأكيد كبيرة لأنّها غير مسبوقة تاريخيّا. نكرّر أنّها كانت أحد أعظم أحداث زمننا. لم تكن بالتأكيد خدعة مثلما يدّعى أنور خوجا. و لم تقضى على الحزب الشيوعي الصيني . فقط حطّمت مراكز قياداته البرجوازية ، ذلك الجزء من القيادة الذى أضحى تحريفيّا. و بدلا عنه، ضخّت دما جديدا. و بطبيعة الحال ، وجدت فوضى . وكلّ ثورة تنتج شيئا من الفوضى. هذا حتمي . و مثلما أشار ماو ، ليست الثورة مأدبة عشاء . عادة ما يسبق التحطيم البناء. و قول إنّ الثورة قادتها عناصر غير ماركسية ببساطة قول عبثيّ. لقد قادها أحد أعظم الماركسيين- اللينينيين، ماو تسى تونغ ذاته.
وكون ماو تسى تونغ و الثوريين لم يبلغوا جميع الأهداف المرسومة بواسطة الثورة الثقافية صحيح. و مردّ ذلك أنّه ، فى منتصف طريق الثورة، مدّعين أنّ الثورة قد مضت بعيدا أكثر من اللازم يسارا، نجح بعض القادة مثل شو آن لاي فى إعادة الإعتبار لأناس أطاحت بهم الثورة الثقافية. وتأتى عدم القدرة على الحيلولة دون هذا إنعكاسا لضعف الطبقات الإجتماعية التى كان يمثّلها ماو و الثوريّون.
و يتساءل آخرون: لماذا دعا ماو الشباب لأن يتمرّد أثناء الثورة الثقافية؟ هذا السؤال أثاره حزب العمل الألباني. و يراود المرء أن يردّ: ألم يدع الحزب الألباني الشباب لبناء السكك الحديدية و تسوية جوانب الجبال. الشباب ليس طبقة فى حدّ ذاتها. إنّه ينحدر من طبقات مختلفة. لكن له ميزة مشتركة ، لا سيما فى ظلّ الإشتراكية ،ميزة أن يحمل مُثلا عليا و أن يضحّي بالنفس و أن يرغب فى تغيير المجتمع. و بالتالى ، يمكنه أن ينهض بدور طليعي – ما يعنى موقع الريادة فى المضيّ فى الصفوف الأمامية.لهذا دعا ماو الشباب للتمرّد.
لكن هذا لا يفيد أنّ شباب الطبقة العاملة لم يكن فى طليعة الثورة الثقافية. لقد شكّل شباب الطبقة العاملة والفلاحين معظم الحرس الأحمر رغم وجود قطاعات صغيرة من العمّال عارضت الثورة .
و ينبغى أن لا ننسى أنّ القوّة الريادية فى عاصفة جانفي فى شنغاي - أحد أبرز أحداث الثورة الثقافية- كانت منظمات العمال الثوريين فى شنغاي ، بقيادة شانغ تشن – تشياوو ياو وان يوان ووانغ هنغ وان. بيد أنّ هذا قطعا لا يفيد التنكّر للدور القيادي للبروليتاريا فى الثورة .
و فيما يتعلّق بماو فإنّه بالذات من خلال كتاباته النظرية و من خلال تدخلاته العملية ،قد أكّد على الدور القيادي للبروليتاريا و أشار إلى الفلاحين كقوّة أساسية. لم ينحرف أبدا. ففى مقاله الأوّل فى المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، مجيبا على سؤال :من هم أعداؤنا؟ و من هم أصدقاؤنا؟ أعلن فى " تحليل لطبقات المجتمع الصيني" أنّ " القوّة القائدة لثورتنا هي البروليتاريا الصناعية" [م1،ص24]. و فى مقاله حول حركة 4 مايو ، أعرب عن أنّه :" لا يمكن إنجاز الثورة الديمقراطية ضد الإمبريالية و الإقطاعية بدون هذه القوى الثورية الأساسية ،و بدون قيادة الطبقة العاملة. " [ م2،ص 328-329] .و قد تعمّق فى تحليل هذه المسألة فى مقاله " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني" و فيه أشار إلى كون البروليتاريا " أصبحت القوة المحرّكة الأساسية الأولى للثورة الصينية. و بدون قيادة البروليتاريا لن تتمكّن الثورة الصينية بالتأكيد من الظفر".[م 2، ص 449] و كرّر هذا الموقف عديد المرّات فى كتباته.و عمليّا أيضا ، شدّد على تنظيم العمّال و من ذلك عمّال مناجم الفحم الحجري بأنيوان.
إلاّ أنّ أنور خوجا كتب أنّ ماو قال إنّ كافة الأحزاب و القوى السياسية يجب أن تخضع للفلاحين و نظرتهم. و لدعم إدعائه يستشهد بالجملتين التاليتين من مقال ماو " تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان": و لن تنقضي إّلا فترة قصيرة حتى يهبّ فى هذه النهضة مئات ملايين من الفلاحين فى مقاطعات الصين الوسطى و الجنوبية و الشمالية بسرعة خارقة و قوة جارفة كالعاصفة العاتية، لا تستطيع أية قوة أخرى ،مهما تكن عظيمة ، أن تقف فى وجهها. " و " أمّا الأحزاب الثورية و الرفاق الثوريون فإنهم سيجدون أنفسهم جميعا أمام إختبار الفلاحين الذين سيقرّرون قبولهم أم رفضهم "[م1، ص 30].
ليس هذا من خوجا سوى تزييف بغيض. لقد كتب ماو هذا المقال ليس بقصد دفع الدور الهيمني للفلاحين فى الثورة الصينية ،و إنّما بقصد دفع قيادة الحزب الشيوعي الصيني حينها إلى الإنتباه لحركة الفلاحين الناهضة بعدُ فى الريف. و تجدر الإشارة إلى أنّ قيادة الحزب الشيوعي الصيني آنذاك لم تكن مهتمّة إلاّ بالتحالف مع البرجوازية الوطنية و إستهانت بمهمّة إنشاء تحالف بين العمّال و الفلاحين. و عن صواب أراد ماو تغيير هذه السياسة الخاطئة غير أنّه لم يحاجج أبدا من أجل الدور الهيمني للفلاحين فى الثورة. على الدوام نوصف الفلاحين الذين كانوا يشكّلون فى الصين 80 إلى 90 بالمائة من السكّان ، كقوّة أساسية فى الثورة و صرّح أنّه " دون الفلاحين الفقراء لم توجد ثورة ".
و يواصل أنور خوجا ليذكر أطروحة " القرى الثورية" و أنّ " الريف يجب أن يحاصر المدينة" كدليل على أنّ ماو قد رفع الفلاحين إلى موقع قيادي. لكن ما الذى قصده ماو ؟ حسب فهمنا ،كان ماو يشير إلى أنّ فى البلدان شبه المستعمرة حينها ، قوى العدوّ أشدّ بأسا من القوى الأولى الأدنى الشعبية و أنّ قوى العدوّ مرتكزة فى المدن مثل مراكز قيادة الحكومة و الجيش و الشرطة و الإذاعة و السكك الحديدة و البريد إلخ موجودة جميعها فى المدن.
فى هكذا وضع ، كانت لقوى العدوّ ، فى البداية، الأفضلية نسبة لقوى الشعب الضعيفة فى البداية. و فى مثل هذا الوضع ، إقترح ماو أنّه سيكون من الجنون أن ننطح برؤوسنا الجدار الصخري لقوّة العدوّ الأعتى. و بدلا من ذلك ، إقترح أن يتمّ الإبتعاد قدر الإمكان عن مراكز قوّة العدوّ . و فى بلدان مثل الصين أين كانت غالبية الناس يعيشون خارج المدن ،كان هذا سيعنى الذهاب إلى صفوف الشعب و تنظيمه و بناء قواعد ثورية حيث يمكن بناء جيش شعبي و تدريبه. و هذا سيحوّل شيئا غير مناسب إلى شيء مناسب و سيضطرّ العدوّ إلى إرسال قواته بحثا عن القوى الشعبية. و فى هكذا حال ، ينبغى جلب العدوّ عميقا صلب الشعب و تحطيمه بإستعمال تكتيك ضرب عشرة لواحد. و سيتعلّم الجيش الشعبي و ينمو فى القتال الفعلي مع العدوّ إلى أن يتمكّ التوصّل إلى تغيير نوعي عندما ستصبح القوى الشعبية أقوى من قوى العدوّ . و هذه النظرية معروفة بنظرية حرب الأنصار الطويلة الأمد. و لمّا تغدو القوى الشعبية أقوى من قوى العدوّ سيكون حينها ممكنا محاصرة المدن و فى النهاية تحريرها. كانت هذه إستراتيجيا و تكتيك عسكريين لا معين صاغهما ما وفى خضمّ قيادة الثورة الصينية. و قطعا لا ينكر الدور القيادي للبروليتاريا أو يولى هكذا دور لفلاحين . فالدور القيادي للبروليتاريا يتحقّق عبر الإيديولوجيا البروليتارية للماركسية- اللينينية كما يتمّ التعبير عنها عبر الحزب الشيوعي. و لا يعنى أنّه يجب على البروليتاريا أن تكون أكثر عديّا أو أن كافة النشاطات يجب أن تتبع أو تتمّ فى المدن. و الأمر هكذا لأنّه فى بلد متخلّف و كبير مثل الصين ، البروليتاريا ضعيفة عدديّا ، بينما يُوفّر الريف الممتدّ مجالا واسعا لمناورات القوى الشعبية. و كذلك لا تعنى هذه التكتيكات عدم النشاط أو تقليل النشاط فى المدن . فى ظروف اللاقانونية التى سادت ما قبل الثورة ، قال ماو إنّ مناطق العدوّ التى يتحكّم بها الكيومنتانغ يجب أن تكون سياسة الشيوعيين فيها الإختيار الجيد للكوادر التى تعمل سرّيا لزمن طويل من أجل مراكمة القوّة و ترصّد الفرصة .
و فضلا عن ذلك ، عندما نتناول بالبحث ممارسة الثورة الصينية ، نجد أنّ العدد الأكبر من القوى التى شكّلت الجيش الأحمر للعمّال و الفلاحين الذى قاده ماو إلى جبال تشين كانغ فى 1927 كانت متكوّنة من عمّال مناجم الفحم الحجري من آيوان الذين عمل ضمنهم ما وفى وقت سابق.
و مع ذلك ، لم يقدّم ماو هذا التكتيك كحلّ عالمي صالح لكلّ البلدان. ففى 25 سبتمبر 1956 ، فى حديث مع ممثّلي بعض الأحزاب الشيوعية لأمريكا اللاتينية ، قال إنّ التجربة الصينية بهذا المضمار يمكن أن لا تكون صالحة للتطبيق فى العديد من بلدانهم و لو أنّها يمكن أن تستخدم كمرجع. و نصحهم بألاّ ينقلوا التجربة الصينية نقلا ميكانيكيّا.
و ينقد أنور خوجا الرفيق ماو تسى تونغ أيضا مدّعيا أنذ مفاهيمه غير ماركسية بصدد مرحلتي الثورة الديمقراطية و الثورة الإشتراكية. ليس هناك أعمى من الذى يملك عينين و لا ينظر بهما. فقد شرح الرفيق ماوتسى تونغ نظرته فى العديد من كتاباته. و أهمّ هذه الكتابات مقاله " حول الديمقراطية الجديدة" . وفيه أكّد أنّ الثورة الصينية مواصلة لثورة أكتوبر " و جزء من الثورة البروليتارية الإشتراكية العالمية " وفى " الثورة الصينية و الحزب الشيوعي الصيني " كتب "إنّ الحركة الثورية الصينية التى يقودها الحزب الشيوعي الصيني هي فى مجموعها حركة ثورية كاملة تشتمل على مرحلتين: الثورة الديمقراطية و الثورة الإشتراكية، و هما عمليّتان ثوريّتان مختلفتان من حيث طبيعتهما، و لا يمكن إنجاز العملية الثانية إلاّ بعد إتمام الأولى .فالثورة الديمقراطية هي التمهيد اللازم للثورة الإشتراكية، و الثورة الإشتراكية هي النتيجة الحتمية للثورة الديمقراطية". [ "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ"، صفحة 26].
و هكذا من الواضح تماما أنّه لم تكن لدى ماو أي مفاهيم خاطئة عن وجود سور صيني بين الثورتين الديمقراطية و الإشتراكية . لقد شدّد على هذا عندما قال :" إنّه لصحيح و متفق مع النظرية الماركسية حول تطوّر الثورة أن نقول عن المرحلتين الثوريتين: إنّ أولاهما توفر الشروط اللازمة للثانية ،و إنه لا بدّ أن تكونا متتابعتين دون السماح بأن تتخللهما مرحلة دكتاتورية البرجوازية. أمّا الإدعاء بأن الثورة الديمقراطية ليست لها مهمّتها المحددة و لا مرحلتها الخاصة ،و أنّه من الممكن ،فى الوقت الذى تتحقّق فيه مهمّة الثورة الديمقراطية ، تحقيق مهمّة أخرى لا يمكن القيام بها إلاّ فى فترة أخرى مثل مهمّة الثورة الإشتراكية ، فذلك يترجم فكرة " تحقيق الثورتين بضربة واحدة" ،وهي لفكرة طوباوية يرفضها الثوريون الحقيقيون."[ م2، ص 502].
و إذن صدح الرفيق ماو بوضوح بأنّ الثورة الديمقراطية هي الإعداد الضروري للثورة الإشتراكية و الثورة الإشتراكية هي التتمة الحتمية للثورة الديمقراطية . و هذا يعنى بالطبع أنّه خلال المرحلتين المتباينتين من الثورة سيكون للطبقة العاملة حلفاء مختلفون. و بوجه خاص، قال الرفيق ماو إنّه أثناء المرحلة الديمقراطية من الثورة ، سيكون من الممكن الوحدة مع البرجوازية الوطنية ذات الطابع المزدوج و كذلك الصراع معها. فمن جهة لها تناقضات مع الإمبريالية الأجنبية و مع الرأسمالية البيروقراطية المحلّية. و من جهة ثانية ، لها تناقضات مع الطبقة العاملة و الفلاحين. و بالنتيجة لها طابع مزدوج فى الثورة الديمقراطية الشعبية الصينية.و قد أشار ماو إلى أنّه :" و ينتج عن هذا الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية أنّه يمكنها أن تسهم ، فى فترات معينة و إلى حدّ معيّن ، فى الثورة المناوئة للإمبريالية و حكومات البيروقراطيين و أمراء الحرب،و أن تصبح قوّة ثورية. و لكن يكمن هناك خطر فى أنّها قد تجرى ، فى فترات أخرى، وراء البرجوازية الكبيرة الكومبرادورية و تلعب دور المساعد فى مناهضة الثورة."[ م 2، ص 443].
و هذه النظرة بشأن التحالف بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية قد سبق و أكّد عليه كلّ من لينين و ستالين. فى " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات "، قال لينين: "ينبغ للأممية الشيوعية أن تقدم على تحالف مؤقت مع الديمقراطية البرجوازية فى المستعمرات و البلدان المتأخّرة ن على أن لا تمتزج بها و على أن تصون بصورة قاطعة إستقلال الحركة البروليتارية حتى بشكلها البدائي." [ لينين ؛ "حركة شعوب الشرق الوطنية التحرّرية" ، مجموعة من المقالات و الخطب، ص 288 ، دار التقدّم ،موسكو].
و فى "الثورة الصينية و مهام الأممية الشيوعية " ، إستخلص ستالين انه يمكن التحالف مع البرجوازية الوطنية.
و كان ماو واعيا للحاجة إلى اليقظة و للحاجة إلى كلّ من الوحدة و الصراع مع البرجوازية الوطنية. و قال : يملك الشعب جهاز دولة قويّ و لا يخشى تمرّد البرجوازية الوطنية". و هذا نوعا ما مشابه للموقف الذى صرّح به ليني عندما قدّم السياسة الإقتصادية الجديدة حيث قال :" لا خطر فى هذا على دولة البروليتاريا طالما أنّها تبقى ممسكة بصلابة بالسلطة السياسية بين أيديها ، طالما أنّها تبقى النقل و الصناعات الكبرى بصلابة بين أيديها."
و ينفى أنور خوجا أنّ مثل هذا الوضع وُجد فى الصين عقب الثورة الديمقراطية لكن ، بمنأى عن القيام بتصريح جذري فإنّه لم يرفق هذا التصريح بأيّة وقائع تعلّله. بيد أنّه جدّ معروف أنّه حتى فى السنوات الأولى من الصين الشعبية كانت البنوك الكبرى و المؤسسات الصناعية و التجارية الكبرى مملوكة للدولة و أنّ مثل هذه المؤسسات كالبنوك ، و سكك الحديد و الخطوط الجوّية كانت تسيّرها الدولة.و إضافة إلى ذلك ، أهمّ سلاح للآلة الدولة ،جيش التحرير الشعبي، كان حصريّا تحت قيادة الحزب الشيوعي.
و لم يكن ماو كذلك غافلا عن ضرورة الصراع الطبقي حتى بعد الثورة. ففى 1957، قال :
" بالرغم من أنّ التحويل الإشتراكي فى بلادنا ، فيما يتعلّق بالملكية، قد أنجز من حيث الأساس، و أنّ الصراع الطبقي الجماهيري العنيف الشبيه بالعاصفة و الواسع النطاق فى المراحل الثورية قد إنتهى الآن من حيث الأساس، إلاّ أنّه ما تزال هناك بقايا من طبقتي ملاك الأراضي و الكمبرادوريين اللتين أطيح بهما ، و ما تزال البرجوازية موجودة ،و البرجوازية الصغيرة فى بداية إعادة تكوين نفسها. إذن فالصراع الطبقي لم ينته بعدُ" [ حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير-شباط 1957، الصفحة 18-19 من "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ"]
و قبل ذلك فى 1952، قال :" بعد الإطاحة بطبقة الإقطاعيين و طبقة الرأسماليين-البيروقراطيين ، صار التناقض بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية التناقض الرئيسي فى الصين، و بالتالى من الآن فصاعدا لا ينبغى أن نصفها بالطبقة الوسطى".
دامت مرحلة الثورة الديمقراطية فى الصين حوالي سبع سنوات. و مع 1956 ، جرى تحويل المؤسسات الصناعية والتجارية إلى مؤسسات مشتركة الملكية بين الدولة و الخواص و تمّ التحويل التعاوني للفلاحة و الصناعات التقليدية . و غدت قطاعات من البرجوازية ضمن الإداريين للمؤسسات المشتركة الملكية بين الدولة و الخواص. و كانت هذه القطاعات بصدد التحويل من مستغلّين إلى شعب كادح يعيش من عمله الخاص إلاّ أنّهم ظلّوا بعدُ يتمتّعون بربح محدّد من فوائد رأسمالهم فى الشركات المشتركة.أي ، لم يقطعوا بعدُ مع جذور الإستغلال. و بوضوح لم يقع حلّ التناقض الطبقي حلاّ كاملا و لم يكن ليحلّ لسنوات تالية أخرى. و فقط خلال الثورة الثقافية ، فرض الحرس الأحمر إيقاف دفع الفوائد للبرجوازية الوطنية. كانت هذه طريقة الصين الخاصّة فى محاصرة البرجوازية الوطنية و تحديدها و تحويلها.
و على كلّ حزب فى البلدان المختلفة أن يطبّق طرقا مختلفة فى تجاوز التناقضات التى تظهر على الدوام مع تقدّم المجتمع أكثر فأكثر على الطريق الإشتراكي. و ستتباين الطرق التى تستعملها الأحزاب من بلد إلى آخر. و درجة المقاومة التى واجهها البلاشفة فى روسيا عند الإطاحة بالطبقات الإقطاعية و الرأسمالية كانت كبيرة جدّا. و كان عليهم إتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على هكذا مقاومة. و لهم الحقّ فى القيام بذلك. و فى الصين أيضا نوقع القضاء على المعادين للثورة . بيد أنّه فى الصين ، دعا ماو إلى إستعمال طريقتين مختلفتين فى ظلّ الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية، طريقة دكتاتورية و أخرى ديمقراطية ، لمعالجة التناقضين المختلفين فى الطابع- التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات صلب الشعب. و فى مقاله " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " المكتوب سنة 1949 و المنشور فى مجلّة الكومنترن ، شرح ماو أنّ : " من جهة ، ديمقراطية للشعب ، و من جهة أخرى، دكتاتورية على الرجعيين، و يكوّن هذان الوجهان بترابطهما الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية ".[ م4، ص 528].
هذه الطريقة فى إستعمال الإقناع و ليس الإكراه لمعالجة التناقضات صلب الشعب يمكن أن تبدو غير ماركسية لبعض الناس . لكن مبدأ جوهري فى الماركسية هو أنّه عندما ينشط الشيوعيون فى صفوف الجماهير ، عليهم أن يستعملوا الطريقة الديمقراطية للإقناع و التربية و ألاّ يلجأوا أبدا إلى الآمرية و القوّة. كانت هذه الطريقة ناجحة بوجه خاص فى تطبيقها فى الصين كما يُثبت ذلك واقع أنّه ، خلال الحرب الكورية ، لمّا بلغ الأمريكيون ضفاف نهر يالو ، لم يجدوا و لا خائن صيني واحد. و هذا يتضارب مع الوضع فى المجرّ زمن الثورة المضادة فى 1956.
ويعتبر أنور خوجا خاطئة أيضا نظرية التناقضات مثلما عرضها ماو الذى يؤكّد أنّ قانون التناقض ، أي قانون وحدة الأضداد، هو القانون الأكثر جوهرية فى المادية الجدلية و أنّ جميع القوانين الأخرى تنبع منه. سيحتاج الردّ على كلّ هذا النقد مجالا أكبر و زمنا أطول ممّا لدينا.
لذلك سنقتصر على التأكيد على ما نعتقد أنّها المبادئ الجوهرية لقانون التناقض فى الأشياء مثلما عبّر عنها ماو. التناقض شامل ، و التناقضات تعبّر عن ذاتها بشكل خاص و من ضمن كافة التناقضات هناك دائما تناقض رئيسي و كذلك طرف رئيسي للتناقض الذى ينهض بدور قيادي فى معالجة التناقض ؛ و لكلّ مظاهر التناقض وحدة و كذلك صراع و فى ظلّ بعض الظروف يمكن أن تتبادل المواقع ( الوحدة مؤقتة و نسبية بينما الصراع مطلق) ؛ و فى الأخير ،ضمن التناقضات هناك تناقضات عدائية و تناقضات غير عدائية و يجب معالجتها معالجة صحيحة دون السماح للتناقضات غير العدائية بأن تتحوّل إلى تناقضات عدائية .
و نفس الإخفاق الجوهري فى فهم نظرية التناقض فى الأشياء هو الذى يجعل أنور خوجا ينقد وجهة نظر ماو حول نظرية صراع الخطّين. ووفق خوجا ، يمكن أن يكون للحزب خطّ واحد و بالتالى من غير الماركسي أن نفكّر فى وجود الخطّين داخل الحزب. لكن ما يحيل عليه ماو هو شمولية التناقض ، أي ، أنّ التناقضات توجد فى كلّ شيء ؛ حتى فى الفكر ،و فى الأحزاب و داخل الأشخاص. من الصحيح أنّ فى وقت معيّن ، يمكن للشخص و يجب عليه أن يتحدّث بصوت واحد فقط. بيد أنّ صياغة ذلك الصوت عادة ما تكون نتيجة الصراع المرير بين وجهتي النظر المتناقضة.إنّه الصراع بين الأضداد ، حتى فى الفكر ، هو الذى يدفع الأشياء إلى التقدّم. بهذا المعنى ، وُجد على الدوام خطّان داخل الحزب و حتى الشخص. و على أساس التناقض بين الخطّين، بين الصحيح و الخاطئ ، يحصل التطوّر و التقدّم. و التنكّر لهذا تنكّر للجدلية الماركسية.
و يمكن قول الشيء ذاته ؛ هناك إخفاق فى فهم المبدأ الجدلي لوحدة الأضداد بين الطرفين المتناقضين لتناقض و أن ، فى بعض الظروف، يمكن للضدّين أن يتبادلا المواقع. فى ظلّ الرأسمالية ، الطبقة العاملة و البرجوازية طرفي ذات التناقض. و هما متضادان و هذا التضاد مطلق . لكن هناك أيضا مظهر وحدة بين الإثنتين ، أي ، لا يمكن أن توجد الواحدة دون الأخرى.و فى ظلّ ظروف معيّنة ، أي نتيجة ثورة يمكن للطبقة العاملة و البرجوازية أن يتبادلا المواقع.و هكذا بمستطاع الطبقة العاملة أن تتحوّل من طبقة مسيطَر عليها إلى طبقة حاكمة، بينما تتحوّل البرجوازية من طبقة حاكمة إلى طبقة مسيطًر عليها.
و فضلا عن ذلك، ينقد أنور خوجا الطريقة التى إستعملها ماو تسى تونغ فى التعاطي مع المعادين للثورة و القوى المتناقضة صلب الشعب.و فى حين يقرّ بأنّه ليس للبروليتاريا خيار سوى القضاء على البرجوازية فى روسيا التى كانت طبقة معادية للثورة ن فإنّ ماو أشار إلى أنّه هناك وضع مختلف نوعا ما فى الصين. و مع 1956، معظم المعادين للثورة جرى كنسهم. و من ثمّة، بينما لم يكفّ عن الدعوة للمعاملة الصارمة للمعادين للثورة و الأعداء الآخرين للشعب ، فإنّه دعا إلى طريقة مختلفة للإقناع و إعادة التشكيل الديمقراطي من خلال العمل بالنسبة للأعداء الآخرين. قال إنّه لا ينبغى قتل عدد كبير جدّا من الناس و إنّه ينبغى أو توجد حدود حتى فى عدد الناس الذين يجرى إيقافهم. و إنّه مهما كانت الأخطاء المكتشفة يجب إصلاحها. لقد إتُّبعت هذه السياسة بسبب العدد الكبير من البرجوازيين الصغار فى الصين و إستجابة لضرورة كسب كافة فئات الطبقات غير الكادحة من الشعب ( غير الإقطاعيين و البرجوازية الكبيرة) إلى جانب الطبقة العاملة. و أيضا ،نظرية " لتتفتّح مائة زهرة، ولتتنافس مائة مدرسة فكرية" صيغت لأجل تشجيع الصراع بين المدارس الفكرية المتنافسة ضمن الشعب ، لكن فى ظلّ مراقبة الحزب الشيوعي . لقد دافع ماو عن أنّه سيكون من الخطإ محو الأفكار الخاطئة فى صفوف الشعب بقرارات إدارية . و عوض ذلك ، دافع عن أنّ مثل هذه الأفكار الخاطئة يجب أن يسمح لها بالتعبير عن نفسها و أنّ تواجه التنافس و الصراع. لم يكن لديه شكّ فى أنّ الأفكار الصحيحة ستنتصر لأنّ الإشتراكية كانت فى موقع أفضلي فى الصراع الإيديولوجي. أساس سلطة الدولة بحوزة الشعب الكادح بقيادة البروليتاريا. و كان الحزب قويّا و يتمتّع بسمعة كبيرة. لذلك الطريقة الوحيدة للصراع الإيديولوجي ينبغى أن تكون بذل الجهد و الإقناع و ليس مجرّد الإكراه.
و مثّلت حملة " لتتفتّح مائة زهرة " هذه صراعا إيديولوجيّا ضد " الأعشاب السامة" و من أجل تفوّق الماركسية فى المجال الثقافي. و قد إستغلّ اليمينيون الفرصة للمطالبة بالديمقراطية من النمط الغربي. ونشبت حتى أحداث منكرة، على غرار ضرب البعض. و مثلما قال ماو :" فقط حينما يسمح للأعشاب السامة بالخروج من الأرض يمكن إجتثاثها". و شنّ هجوما مضادا شرسا ضد اليمينيين البرجوازيين الذين قفزوا و فضحوا أنفسهم و إضطرّوا إلى التراجع. و جرى عقاب من نعتوا باليمينيين وهم مجموعة من الخمس مجموعات المعتبرة مجموعات سوداء فى المجتمع الصيني.
و لم يقع الإرتداد على هذا القرار إلاّ إثر عودة دنك سياو بينغ إلى السلطة. و ينسحب الأمر عينه فى علاقة بسياسة ماو للسماح لكلّ الطبقات التى شاركت فى الثورة الديمقراطية بأن تتقاسم الحكم بعد الثورة. فقد كان ذلك مظهرا خاصا جاء نتيجة لكون قطاع من البرجوازية المدينية و البرجوازية الوطنية تحالفا مع العمّال فى الثورة ضد الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية. هذا واقع تاريخي. غير أنّ هذه السياسة كرّست على أساس قيادة الحزب الشيوعي و قبول الأحزاب الأخرى للإنتقال إلى الإشتراكية. إلاّ أنّ هذا " التعايش و المراقبة المتبادلة الطويلة الأمد " بين الحزب الشيوعي و الأحزاب الديمقراطية لا يروق لأنور خوجا.
إنّه ينسى أنّه حتى بعد ثورة أكتوبر فى روسيا ،وجد حزبان فى الحكومة- البلاشفة و الثوريون الإشتراكيون اليساريون. و لم يُكسر التحالف مع هؤلاء إلاّ بعدما تمرّدوا ضد البلاشفة . و حتى فى ألبانيا ، إلى اليوم ثمة الجبهة الديمقراطية.
و من المهمّ بهذا المضمار أن نلاحظ انّ فكرة إعادة تشكيل و إعادة تربية الطبقات الأخرى تعود إلى لينين : فقد كتب فى " مرض " اليسارية" الطفولي فى الشيوعية" :
" لقد بقيت الطبقات وهي ستبقى فى كل مكان طوال سنوات بعد ظفر البروليتاريا بالسلطة...إنّ القضاء على الطبقات لا يعنى فقط طرد الملاكين العقاريين و الرأسماليين ، فهذا ما قمنا به نحن بسهولة نسبيّا ، إنّه يعنى كذلك القضاء على منتجي البضائع الصغار،و هؤلاء لا يمكن طردهم ،و لا يمكن قمعهم ، إنّما يلزم أن نتعايش معهم ، فمن الممكن ( و الواجب) إصلاحهم و تربيتهم على نمط جديد،و ذلك فقط بواسطة عمل تنظيمي مديد يحقّق ببطئ و إحتراس.".[ لينين، "المختارات فى 10 مجلدات ، المجلّد 9، صفحة460، دار التقدّم ،موسكو]
و ليست سياسة ماو هذه تعبيرا عن الليبرالية بتاتا. و يلمح أنور خوجا إلى نقد ستالين و الكومنترن لقيادة الحزب الشيوعي الصيني و ماو تسى تونغ. و على ما يبدو يُوحي هذا النقد بأنّ ماو فشل فى تطبيق مبادئ الماركسية- اللينينية بشكل صريح بشأن دور البروليتاريا القيادي فى الثورة و بشأن الأممية البروليتارية و إستراتيجيا و تكتيك النضال الثوري إلخ. و قد سبق و أن تطرّقنا لبعض هذه النقاط .
صحيح أنّه وُجدت خلافات بين الكومنترن و الحزب الشيوعي الصيني. لكن يجب أن نقرّ بأنّ فى غالبية القضايا ، تأكّد أنّ ماو كان على حقّ و أنذ ستالين ،و هذا يضاف إلى مصداقيته، كان من الأوائل فى الإعتراف بذلك. و بالطبع لم توجد خلافات بين الجانبين حول طبيعة الثورة التى إعتبرها الإثنان ديمقراطية برجوازية ، و حول الدور المفتاح للفلاحين و الورة الزراعية ،و حول أنّ الكفاح المسلّح هو الحلّ الوحيد للثورة فى الصين . و من جهته إعتبر ماو الإتحاد السوفياتي وطنا للبروليتاريا العالمية و أدرك جيّدا الأهمّية التاريخية لثورة أكتوبر و إنعكاساتها العالمية.و مع ذلك وُجدت خلافات بصدد إستراتيجيا و تكتيك الثورة الصينية.
بين 1927 و 1935 ، من خلال على التوالي خطّي لي لي سان ووانغ مينغ ، كان تأثير الكومنترن واضحا فى مسائل مثل الإفتكاك المتزامن للسلطة فى المدن، و ضرورة اللجوء إلى حرب المواقع عوض حرب الأنصار، ورفض بناء القواعد الثورية فى الريف. و بالفعل ، كان لا بدّ من إطلاق المسيرة الكبرى كوسيلة لتفادي حملة التطويق الخامسة لتشان كاي تشاك. و اليوم ، أخذ الرفاق الألبانيون ( فى نقاش مع بعثة لحزبنا زارت ألبانيا فى أفريل 1979) يستهجنون المسيرة الكبرى و يؤكّدون أنّه كان من الأفضل لو أنّ الجيش الأحمر أقام معركة حيث كان و تجنّب مثل تلك الخسائر الفادحة و بصعوبة يحتاج المرء إلى إضافة أنّه لو تمّ تبنّى هكذا سياسة ما كانت لتوجد ثورة و لا حزب و لا ماو.
و كذلك يستهين الألبانيون بندوة تسونيى التى إنتخبت ماو على رأس الحزب فى 1935 على أنّها ندوة غير ممثّلة . و يتساءل المرء هل أنّهم كانوا يتوقعون أن يعقد مؤتمر تام الشروط و قانونيّا و ممثّلا فى أتون أحد أكبر الحروب الأهلية ضراوة فى العالم؟!
و فى نهاية الحرب العالمية الثانية ، كذلك ، كانت لستالين خلافات مع الشيوعيين الصينيين. فقد شكّ فى قدرتهم على كسب الحرب الأهلية الشاملة ضد تشان كاي تشاك ( الذى كان مسنودا من قبل الإمبريالية الأمريكية ؛ و حافظ على علاقات مع تشان كاي تشاك حتى خلال الحرب الأهلية) لكن ستالين كان لطيفا بما فيه الكفاية ليقول إنّه كان مسرورا لثبوت خطئه.
و بالرغم من هذه الأخطاء ، لا شكّ فى أنّ ماو إعتبر ستالين ماركسيا- لينينيّا عظيما و أنّه كان جوهريّا صحيحا. و فضلا عن ذلك، لم يوبّخ ماو الكومنترن و ممثّليه فى الصين بسبب أخطاء الحزب الشيوعي الصيني . بل وبّخ أولئك الشيوعيين الصينيين الذين حاولوا أن يتبعوا عن عمى الطريق السوفياتي دون إعارة الإنتباه اللازم لخصوصيّات الوضع الوطني فى الصين .
و فى حركة غاية فى الغلظة ، يقترح أنور خوجا أنّ موقف الشيوعيين الصينيين ضد التحريفية السوفياتية لم تكن تمليه مواقف ماركسية - لينينية صحيحة و مبدئية. و ليس هذا غليظا فقط بل هو كذلك خاطئ تماما. فماو تسى تونغ لم يكن قد أدرك تحريفية خروتشاف منذ 1956 فحسب ،و لكن أيضا فى ظلّ قيادته ، أطلق الحزب الشيوعي الصيني الجدال الكبير مع نشر " عاشت اللينينية " 1960. و هذا الجدال الذى كانت قوامه سبع رسائل بعثت إلى الحزب الشيوعي السوفياتي و لبعض الأحزاب التحريفية الأخرى غرب أوروبا، كان لامعا بوضوح فكره و عمق حججه.وقد مثّل مدرسة لجيل كامل من الماركسيين – اللينينيين عبر العالم بأسره تربّى على المبادئ و أساليب العمل الثوريين. و التنكّر لهذا اليوم تنكّر للوقائع التاريخية.
و يريدنا الألبانيون فى الوقت الحاضر أن نعتقد بأنّ ماو كان على الدوام مواليا للأمريكان ، أو أنّه بإستمرار كان يغيّر مواقفه. فقد قالوا لبعثتنا هذه السنة إنّه خلال الحرب العالمية الثانية ، وُجد فى أمريكا لوبي تشان كاي تشاك و لوبي ماو. صحيح أنّه وجدت خلافات فى الرأي ضمن الطبقة الحاكمة الأمريكية بشأن من يجب دعمه فى القتال ضد الفاشية اليابانية. تشان أم ماو؟ وُجد أمريكيون شرفاء أرادوا تقديم الدعم للشيوعيين الصينيين لأنّهم كانوا يمثّلون القوى الوحيدة التى كانت تقاتل حقّا اليابانيين،و ليس الكومنتانغ فى ظلّ تشان. و هذا لا يعنى أنّ ماو كان مواليا لأمريكا. موقفه من الإمبريالية الأمريكية لم يكن تشوبه شائبة و كان صريحا. فخلال الحرب العالمية الثانية ، حينما صارت الفاشية اليابانية العدوّ الأساسي للصين، إستغلّ التناقضات بين الفاشية اليابانية و الإمبريالية الأمريكية. ووقف من أجل تحالف مع هذه الأخيرة إلاّ أنّه عقب نهاية الحرب ضد الفاشية بالضبط و تحوّل الإمبريالية الأمريكية عوض الفاشية اليابانية إلى العدو الأساسي للصين بمساعدتها لتشان كاي تشاك فى حربه الأهلية ضد الشيوعيين ، نعت ماو الإمبريالية بالعدوّ الأساسي الذى يجب إلحاق الهزيمة به قبل أن تتمكّن الصين من التحرّر. وقد ألحق به الهزيمة !
و فى السنوات التالية، لا أحد يمكن أن يشكّ فى حسن نيّة ماو المعادية للإمبريالية عندما أرسل المتطوّعين الصينيين إلى كوريا للتصدّي للغزو الأمريكي لذلك البلد، و عندما قدّم دعما لا يوصف لشعوب الهند الصينية المقاتلة للإمبريالية الأمريكية و بالفعل ، لكافة الشعوب المقاتلة من أجل إستقلالها. و موقفه الشهير سنة 1970 ، المنادي بوحدة جميع القوى المناهضة للإمبريالية الأمريكية و كلابها السائبة ، مازال صداه يتردّد فى آذاننا.
لكن ، فى ذلك الوقت، دخل عنصر جديد فى الوضع العالمي. بإحتلاله الوحشي لتشيكوزلوفاكيا سنة 1968 ، أشارت التحريفية السوفياتية إلى تطوّرها إلى قوّة إمبريالية إشتراكية. وُلدت إمبريالية جديدة و سجّل ماو التغيّر فى ميزان القوى . و تاليا، وضع الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية جنبا إلى جنب مع الإمبريالية الأمريكية على أنّهما توأم أعداء الإنسانية. و كان هذا هو الموقف الذى تمسّك به إلى الآخر حينما ، لآخر مرّة ترأس المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني الذى إلتأم من 24 إلى 28 أوت سنة 1973.
ويتضمّن التقرير المتبنّى فى هذا المؤتمر هذه الصيغة الممتازة :" و بالتالى ، على الجبهة العالمية ، على حزبنا أن يدافع عن الأممية البروليتارية ،و يدافع عن سياسات الحزب الصريحة، و يعزّز وحدتنا مع البروليتاريا و الشعوب و الأمم المضطهَدَة للعالم كافة و مع كافة البلدان المتعرّضة للعدوان و تنظيم الإنقلابات و التدخّل و التحكّم أو التهجّم الإمبرياليين،و أن يشكّل أوسع جبهة ممكنة ضد الإمبريالية و الإستعمار و الإستعمار الجديد و بصورة خاصّة، ضد هيمنة القوتين الأعظم، الولايات المتحدة و الإتحاد السوفياتي. ينبغى أن نتّحد مع جميع الأحزاب و المنظّمات الماركسية - اللينينية الحقيقية عبر العالم ، و أن نخوض النضال ضد التحريفية المعاصرة إلى النهاية ".
و من المفيد أن نلاحظ أنّ لا وجود هنا لذرّة لنظرية العوالم الثلاثة فى هذا التقرير. و كذلك إنّه لإفتراء بديهي من قبل الألبانيين أن يصرّحوا الآن بأنّ ماو ، فى أية مرحلة ، قد إعتبر الإمبريالية السوفياتية العدوّ الأساسي ، و بالتالى ، نادى إلى التفاهم أو التحالف مع الإمبريالية الأمريكية. هذه فظاعة أفرزها فكر دنك سياو بينغ و لا علاقة لها بماو.
و عليه، إنّنا ننبذ بشدّة أطروحة أنّ نظرية العوالم الثلاثة المعادية للماركسية- اللينينية كانت من إنتاج فكر ماو تسى تونغ. لا وجود لأدلّة مهما كانت تدعم مثل هذه الإمكانية. والرفيق ماو تسى تونغ قائد عبّر عن وجهة نظره حول كلّ المواضيع الممكن تخيلها و التى كانت ضمن مجال رؤيته. و كون المدافعين عن نظرية العوالم الثلاثة ليس بوسعهم إستخراج و لا مقولة واحدة لماو تدعم هذه النظرية العبثية ، دليل كافى على أنّه لم يدعو أبدا لوحدة العالم الثاني و العالم الثالث ضد العالم الأوّل ، أو أنكى حتى ، يدعو إلى وحدة العالم الثاني و العالم الثالث مع جزء من العالم الأوّل ضد الجزء الآخر.
إنّ الطريقة المفضّلة التى يستعملها أنور خوجا ، على طول كتابه و عرضه، هي أن يلصق بماو تسى تونغ وجهات نظر ليست له ثمّ يعمل على تحطيمها. هذه أكثر طرق النقاش غشّا.
و مع ذلك ، علينا أن نعترف بأنّ أخطاء إقترفت حتى خلال حياة ماو. وهي أخطاء فى تطبيق فكر ماو تسى تونغ. و يبدو أنّ بعضها إقترف عندما لم يكن بوسع ماو أن يحول دون إقترافها. و فى حالات أخرى ، يبدو أنّ ماو ذاته قد ساهم فى الأخطاء. و نحيل بوجه خاص على الفترة الموالية لسبتمبر 1971 ، لمّا جرى إرتكاب أخطاء جدّية فى مجال السياسة الخارجية و فى مجال العلاقات مع الأحزاب الماركسية – اللينينية الأجنبية.
كانت هذه هي الفترة التى تحوّل فيها لين بياو إلى خائن،و حاول أن يغتال ماو و مات فى حادث جوّي عند محاولته الهروب إلى الإتحاد السوفياتي . كانت تلك تجربة عصيبة بالنسبة للصين قاطبة. و قد إستغلّت العديد من العناصر التى أطاحت بها الثورة الثقافة هذه الفرصة للحصول على إعادة الإعتبار. و بثقله وقف شو آن لاي الذى ما كان أبدا مناصرا حقيقيّا لماو وراء هذه الحركة. و من أبرز الذين وقعت إعادة الإعتبار لهم هو دنك سياو بينغ. أحد الذين كان شو آن لاي يحميهم. و تحت تأثيرهم إرتكبت عديد الأخطاء فى السياسة الخارجية مع أنّه فى الشؤون الداخلية ، توصّل القادة الأربعة المقترنة أسماؤهم بماو من السهر على جعل السياسة الصحيحة تسود. و علينا أن نلمح إلى حدث مرتبط ببلادنا. ففى 1972، قدّمت الحكومة الصينية مساعدة عسكرية لحكومة سيرى لانكا [سيلان] و حتى بعثت بضبّاط ليدرّبوا الجيش. و كان عملا غير قابل الدفاع عنه و عبّرنا عن ذلك للحزب الشيوعي الصيني فى رسالة ، سنة 1973. و كذلك غير قابل للدفاع عنه هو موقفه من الشيلي و إيران إلخ. لكن ثمّة أيضا أعمال شارك فيها ماو شخصيّا و لا يمكن الدفاع عنها. و من ذلك إستقبال القائد الفاشي الألماني ستروس و نكسون ( لا سيما فى المناسبة الثانية و الحال أنّه لم يعد رئيسا للدولة و و أنّ سمعته مرّغت فى الوحل بفعل فضيحة الواترغايت) و الدكتاتوريين الفاشيين مثل ماركوس.
و قد تميّزت أيضا هذه الفترة بالإرتداد على السياسة تجاه الأحزاب الماركسية – اللينينية الأجنبية. و أثناء فترة الثورة الثقافية و الفترة الموالية لها تماما و حتى فى الفترة السابقة لها ، لا شكّ فى أنّ الحزب الشيوعي الصيني قدّم دعما نشيطا للأحزاب الماركسية – اللينينية الأجنبية. و لو أنّه ، فى فترات، لا يمكن أن نوافق على سياسته فى الإعتراف بأكثر من حزب واحد فى كلّ بلد- و هكذا يساهم فى عدم الوحدة.
و لعلّ سبب هذا التغيّر كان تغيّرا فى قادة القسم العالمي للحزب الشيوعي الصيني. ففى 1972 توفّي الرفيق كانغ تشان وهو ماوي قديم موثوق به كان على رأس القسم العالمي للحزب الشيوعي الصيني. و جاء مكانه كانغ بياو ، أحد رجال شو آن لاي و كان من معارضي ماو. و فى ظلّ قيادته، إبتدأ توخّي سياسة لامبالاة و عدم دعم إزاء الأحزاب الماركسية - اللينينية الأجنبية.
و رغم ذلك، فإنّنا لا نعتقد أنّ هذه الأخطاء و بعض الأخطاء الأخرى، تفقد أهمّ ركائز فكر ماو تسى تونغ صلوحيتها. نعتبر ستالين ماركسيّا – لينينيّا عظيما رغم بعض الإنحرافات فى الممارسة. و نعتبر أنّ فكر ماو تسى تونغ هو ماركسية-لينينية عصرنا و أنّ كلذ من يهاجم فكر ماو تسى تونغ هو فى الواقع يهاجم الماركسية – اللينينية . و لا يسرّنا أن نختلف مع الحزب الألباني الذى كنّا نحترم كثيرا دفاعه عن نقاوة الماركسية فى الماضي ، و الذى منه تعلّمنا الكثير.
حين تخلّى دنك سياو بينغ و القيادة الحالية للصين عن راية فكر ماو تسى تونغ ، كانت للحزب الألباني و لأنور خوجا فرصة توحيد أحزاب العالم التى نهضت لتندّد بنظرية العوالم الثلاثة البغيضة هذه و لترث راية ماو . إلاّ أنّه عوض القيام بذلك ، قاما بالعكس وأراحا كلّ من التحريفيين السوفيات و الصينيين و لكافة الإمبرياليين و الرجعيين فى العالم.
لنتذكّر أنّه منذ زمن لينين و ستالين ، لم تلق إيديولوجيا مثل هذا القبول على النطاق العالمي و لم تعبّئ الثوريين عبر العالم مثلما فعل فكر ماو تسى تونغ.
يرغب الرجعيون و التحريفيون حدّ الموت رؤيته يتحطّم تحطيما ما يجعلهم يهرولون لإعانة صين دنك سياو بينغ لخشيتهم من أن تعود إلى الصين الماوية.
فى مثل هذا الوضع الصعب، ينبغى على كافة الثوريين أن يختاروا. و نحن نختار الوقوف مع ماركس ، إنجلز ، لينين، ستالين و ماو ./.
[ وثيقة تبنّاها مؤتمر إستثنائي للحزب الشيوعي بسيلان إنعقد فى جويلية 1979].
)www.bannedthought.net ( وثيقة متوفّرة على الأنترنت على موقع
----------------------------------------------------------------------------------------------- ----------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية تحرير المرأة قضية البروليتاريا بإمتياز فليقم الشيوعيون ...
- أنور خوجا يقلب الحقائق التاريخية رأسا على عقب ويقود هجوما دغ ...
- لا أصولية دينية و لا شوفيتية قومية ؛ وحدها الشيوعية قادرة عل ...
- الثورة البروليتارية فى أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة ...
- الديمقراطية فى المجتمع الإشتراكي : -دور الديمقراطية و موقعها ...
- المؤتمر الأوّل للحزب الشيوعي الماوي ( تركيا وشمال كردستان) – ...
- الماوية تحيى و تناضل ، تكسب و تواصل الكسب.- (الحزب الشيوعي ا ...
- لن ننسى الرفيق إبراهيم كايباكايا. ( مقتطف من - الماوية : نظر ...
- - النموذج - التركي و تناقضاته.
- الباب الثالث من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الرابع من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الأوّل من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- الباب الثاني من دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أ ...
- دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا (مشروع مقت ...
- بصدد إستراتيجيا الثورة - بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايا ...
- قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد (Enemy at th ...
- الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالين ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى ...
- إعادة تصوّر الثورة و الشيوعية : ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آ ...
- الشيوعية كعلم- RCP,SA


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - دفاعا عن فكر ماو تسى تونغ- الحزب الشيوعي بسيلان – جويلية 1979= مقتطف من العدد 11 من - الماوية : نظرية و ممارسة -: الماوية تدحض الخوجية ومنذ 1979.