أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.















المزيد.....



رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 00:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة
بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.
===========================================
من كتاب: المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية

فهرس الكتاب
1- تقديم.
2- الثورة التى نحتاج و القيادة التى لدينا.
3- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة .
4- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية.
5- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء.
6- ملاحق :
أ- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.
ب- ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان؟
ت- حول القادة و القيادة.
ث- لمزيد فهم خطّ الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية : من أهمّ المواقع على النات.
رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة
بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.
فيما يلى نصّ كتبه شخص إنخرط بنشاط فى الحركة الشيوعية منذ أواخر الستينات و تابع و درس عن كثب تجربة هذه الحركة عالميا و تاريخيا.
الرفاق الأعزّاء ،
أكتب هذه الرسالة آملا أن تساهم بطريقة ما فى النقاش الدّائر حاليا بشأن دور رئيس الحزب بوب آفاكيان و أهمّيته بالنسبة للنضال فى سبيل عالم شيوعي.
لقد تبيّن أن مسألة تقييم المرء للدور الذى نهض به بوب أفاكيان فى الحركة الثورية فى الولايات المتحدة و عالميا طوال تقريبا 40 سنة ، مسألة نظرة المرء للثورة الشيوعية ذاتها بمعنى هل أننا معها أم ضدّها. و ليس هذا مطلقا و لا أقترح أنّه فى أي وقت معيّن كلّ من لا وضوح لديه حول دور بوب آفاكيان كان/وهو بالتالي عن وعي ضد الثورة الشيوعيةفمثل هذه النظرة الميكانيكية ستكون فىآن خاطئة و ضارّة. المعرفة و الفهم شيئان متحركان ،يتطوران ( كما تطوّر و يتطوّر دور بوب آفاكيان ). لذا هي مسألة "فى أخر التحليل" و فى نفس الوقت ، و مثلما دلّلت على ذلك التجربة بصورة متكرّرة ، أنّ الأمر صحيح موضوعيا و هذه الحقيقة عاجلا أم آجلا ستتأكّد لدى الفهم الذاتي أيضا.
سمعت عن بوب أفاكيان أوّل ما سمعت عندما كنت أدرس فى الولايات المتحدة فى أواخر الستينات و معنيّ بالسياسة الثورية.قُدّم لى من مصدرين إثنين: الأول كان "صفحات حمراء 1و 2" اللذان مثّلا الوثائق الأساسية للإتحاد الثوري ، المنظمة التى ستؤسس الحزب الشيوعي الثوري،الولايات المتحدة الأمريكية . كان البعض فى الكلّية التى كنت أدرس بها على صلة بالإتحاد الثوري و كانوا يوزّعون "صفحات حمراء" كمساهمات هامة فى فهم كيفية إنجاز ثورة الطبقة العاملة فى الولايات المتحدة الأمريكية. حتى حينها كان يتمّ الحديث عن آفاكيان كأحد أهمّ قادة الإتحاد الثوري و كتّاب "صفحات حمراء".
شرعت فى قراءة "صفحات حمراء" فأعجبنى المنهج المنظّم و الجدّي لتقديم التحاليل التى تضمنتها . و ليس هذا حقا مثل فهم هذا التحليل بطريقة أعمق ، لكن كما أشرت أعلاه : المعرفة تتطوّرو ما كانت تلك سوى البداية.
و مسلكي الثاني إلى أفاكيان جاء فى شكل شريطين وثائقيين أنجزتهما مجموعة تدعى نيوز ريل ( فلم إخباري) كانت توزّع فى ذلك الوقت. أحد الفلمين معنون "غرّة ماي(النمور السود) " و كان موضوعهمسيرة غرّة ماي فى سان فرانسيسكو نظّمها حزب النمور السود فى 1969( على ما أعتقد). و الفلم الآخر حمل عنوان "إضراب نفط ريتشموند" و أحداثه تدور حول إضراب العمّال بمحطّة تصفية النفط بريتشموند ( كاليفورنيا) و كيف أنّ الثوريين إتحدوا مع هؤلاء العماّل و ساندوهم.
و قد ظهر بوب آفاكيان فى كلتا الشريطين و كان لظهوره خاصّة فى مظاهرة النمور السود كبير الإنطباع عليّ.
كما يدرك العديد من الناس ، حينها كان النمور السود مكوّنا هاما للمرحلة الأكثر تقدّما للحركة الثورية فى الولايات المتحدة الأمريكية. موقفهم الثوري الذى لا مساومة فيه تجاه الإمبريالية الأمريكية و إزاء القمع الخبيث و المجرم كان عنصرا جوهريا فى المشهد السياسي فى تلك الأيام. لقد سمعت أن أفاكيان و الإتحاد الثوري كانا يعملان عن قرب مع النمور . لكن السماع عن هذا شيئ و بالفعل كانت رؤية ذلك فى فلم شيئا مغايرا. كان آفاكيان هنلك على مسرح الأحداث وهو يحمل كتابا أحمر فى يده وهو يقول "دعوني أقول شيئا واحدا للناس البيض ضمن الحضور ... " ثمّ إستمرّ ليؤكّد بقوّة كبيرة جدّا على أنه بينما إتخذ النمور السود موقفا صلبا بأن الناس البيض ليسوا العدوّ ، لا ينبغى أن يُفهم من هذا أن البيض أعفيوا من مسؤولية المساهمة النشيطة فى القتال ضد إضطهاد السود وضد النظام الإمبريالي ككلّ. يمكننى تذكّر أّنى قلتع فى قرارة نفسي" نجاح باهر ، هذا الأخ يمكن أن يمضي بعيدا حقا."
كونه كان يفيض حماسا و كذلك كونه نوعا ما يؤثر فى سامعه ، كلّ هذا كان كافيا لإقناعي بأن بوب أفاكيان سيغدو زعيما مهمّا فى أي ثورة تقع فى الولايات المتحدة الأمريكية . عند التفكير بما حدث فى السابق ، كان ذلك بداهة تخمينا و ليس تقييما قائما على أرضية علمية. تخمين عن حسن نيّة لكنّه على الرغم من ذلك تخمين. ما كان بإمكان أي كا حينئذ توقّع كيف سيصبح ذلك حقيقة ، و ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة وحدها.
مع تطوّر الأمور بداية و ظهور منعرجات تلك المرحلة ، غضطلع آفاكيان بالفعل بدور قيادي فى رسم طريق المضيّ قُدما و فى "السير ضد التيار" لمواجهة و إلحاق الهزيمة بالخطوط و التيارات الخاطئة التى كانت ستسير بالأمور فى الولايا المتحدة عبر طريق خاطئ أو آخر. إنّه يصف هذه الصراعات على نحو حيوي و قويّ للغاية فى مذكّراته "من إيك إلى ماو و ما بعد، رحلتي من السائد الأمريكي إلى شيوعي ثوري".
فى تلك الأيام ، كان لأشياء مثل القومية و المغامراتية إلخ كبير التأثير على الناس ذوى الوعي الثوري بما أن عديد المسائل الأساسية لم تعالج (1). و غالبا ما هاجم الذين كانوا يروّجون لهذه الأنواع من الخطوط الخاطئة آفاكيان شخصيا عوض التركيز على المسائل المبدئية الراهنة التى كانت على بساط البحث. لذا ما ينبثق راهنا منبعض المرلكز القيادية ليس جديدا بالمرّة. تعلّم النظر من خلال هذه الأنواع من الهجمات اللامبدئية و التركيز على المسائل الرئيسية للخطّ السياسي كان تدريبا مهمّا بالنسبة للصراعات اللاحقة. و الخطّ الذى قاد بوب أفاكيان صياغته و نشره و المنهج الذى إتبعه فى القيام بذلك و كونه لم يتردّد إزاء هذه الهجمات لعبوا دورا حاسما فى هذا التدريب.
حتى فى سنوات التشكّل الفكري تلك و بإعتبار كافة الإنحرافات و النهايات المسدودة التى كان يجب الإبحار عبرها بنجاح للتقدّم على طريق صحيح فى الأساس ، ما الذى كان سيرشح لو أن بوب أفاكيان لمينهض بالدور النى نهض به؟ هل يعقل ، فى المقام الأوّل، أن يكون الحزب الشيوعي الثورين الولايات المتحدة الأمريكية تشكّل؟ و إن تشكّل ، ما طراز الحزب الذى كان سيكونه؟ دون الدور الذى نهض به بوب أفاكيان ما الذى كان سيعزّز ، إن تعزّز شيئ، داخل الولايات المتحدة نتيجة للنهوض الثوري العظيم الذى إكتسح العالم فى الستينات و بداية السبعينات؟(2).
عندما حدث الإنقلاب فى الصين ، شهدت الأمور قفزة ... واحدة من " الحاجيات الكبرى" التى تحدّث عنها الحزب الشيوعي الثوري فى وثائقه الأخيرة صارت أعظم. حينذاك بالذات ، لم يكن مدى إنطباق الأمر على هذا الواقع مسألة واضحة ، و لو كان صحيحا موضوعيا. و مثلما يعيد روايتها فى "من إيك إلى ماو و بعد..." كتب آفاكيان " التحريفيون هم التحريفيون و لا يجب دعمهم و الثوريون هم الثوريون و يجب دعمهم". فى هذا النصّ فضح الخطّ التحريفي الذى إستولى على السلطة عقب وفاة ماو،و دافع أفاكيان عن خطّ ماو و الأربعة (3). لقد مثّل ذلك القاعدة التى وحّدت الناس لإلحاق الهزيمة بالكتلة المنشفية الموالية لدنك سياو بينغ ، فى إجتماع اللجنة المركزية الذى عُقد للبتّ فى قضية موقف الحزب الشيوعي الثوري من التطورات فى الصين. (4). و على حدّ علمي ، لم يوجد حزب أو منظمة ماويين فى العالم إستطاعا إنتاج هكذا وثيقة ، لسوء الحظّ.
لمّا تقرؤون عن هذا فى "من إيك إلى ماو و بعد..." تلمسون حقّا عمق مسكه بكون مسألة صحّة تقييم الإنقلاب كانت ، كما تحدّث عنها ، " مسألة حيوية" حولها لم يكن من الممكن " المساومة". إنجاز تقييم صحيح و كسب الصراع فى إجتماع اللجنة المركزية حول هذه القضية كان حاسما ليس فى إلقاء الحزب الشيوعي الثوري على الطريق الثوري، بل كذلك فى تمهيد كامل مسار التطوّر اللاحق. و سرعان ما غدت القوى الماوية التى قامت بتقييم خاطئ لهذه القضية تحريفية. تقريبا كلّ الذين إعتقدوا أنّه بإمكانهم عدم الخوض فى المسألة أو شعروا بأنتّها معقّدة جدّا أو صعبة جدّا للفهم، إستمكروا – إن ظلوا موجودين و لم يصحّحوا هذا الخطإ- يعانون من التفكير اللاأدري و البراغماتي الذى سمح بمثل هذا الموقف. و حتى عديد الذين إتخذوا موقفا صائبا فى الأساس بصدد الإنقلاب ، و لم يقيموا هذا التقييم علة نوع التحليل العميق الذى أنجزه آفاكيان ، وجدوا صعوبات كبرى ليس فى إدراك إختراقات ماو فى فهم الطابع المتناقض للإشتراكية كمجتمع إنتقالي ثوري ،فحسب لكن أيضا فى إنتهاج مقاربة علمية لعلم الثورة عموما.
ماذا كان سيحدث او أنّ آفاكيان لم يستوعب هذه المسألة كما إستوعبها ، بما فى ذلك فهم و توجه أن هذا كان مسألة حياة أو موت دون إمكانية تراجع؟
فى تلك الفترة ، كتب آفاكيانت أيضا " مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة ". و بالنسبة للذين لم يطّلعوا عليه ، نقول إنه عمل رئيسي يلخّص المساهمات النوعية لماو فى علم الثورة. و رغم أنّ الأمور تقدّمت أكثر نوعا ما منذ ذلك الحين ، إذا نظرتم لهذا العمل سترون أن آفاكيان لا يكتفى بفقط نقاش ما قاله ماو حول المسائل الجوهرية التى يعالجها الكتاب. حين يتعلّق الأمر ببوب آفاكيان و المسائل المبدئية السياسية الهامّة ، لا وجود أبدا لأية سطحية ، أو كما صاغ ذلك فى "من إيك إلى ماو و ما بعد..." " حينما أتناول موضوعا ما ، أحبّ تناوله بعمق..." ( ص 248) ( و هذا شيئ أحبط و أغضب فى آن معارضيه على مرّ كلّ هذه السنوات).(5).
كلّ فصل من فصول "مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة" يبدأ بأولا تلخيص آفاكيان لأفكار ماركس و إنجلز و لينين و ستالين حول هذه القضايا و بعد ذلك يشرح كيف تقدّم ماو نوعيا بالفهم الشيوعي بشأن الموضوع المعيّن. و فى الفصل الأخير ،كعادته، يتناول أفاكيان ماو جدليا و يشرح فى نقاش أوّلي بعض نقاط ضعفه أيضا. بكلمات أخرى ، إ،ه يتطرق لكل هذا بطريقة شاملة و عميقة . من الواضح أنّه لم يتعمّق فقط فى ماو ، بل فى الماركسية-اللينينية ككلّ. و كما برز ، كان هذا الجهد الأكثر تقدّما من نوعه فى أـي مكان و قد وفّر القاعدة الانظرية لكلّ من الدفاع عن مساهمات ماو و التجربة الثورية فى الصين و كذلك نقطة إنطلاق لمزيد تعميق فهم هذه المساهمات ( لكل من المظهرين الإيجابي و السلبي).(6).
لم لم يقدر عهلى القيام بكلّ هذا / ما الذى كان سيوجد فى عالم اليومتجاه التطويرات النوعية لماو للعلم الثوري و تجاه التجربة الإشتراكية فى الصين ككلّ؟
و تذكّروا ،حينها لم توجد فقط التحريفية القادمة من الصين، بل وجدت الدغما-تحريفية القادمة من ألبانيا التى كانت تدّعى أن ماو لم يكن أبدا شيوعيا و أن الصين لم تكن أبدا إشتراكية. مهما بدا ذلك مضحكا اليوم ، حينذاك ، كان هذا الخطّ يمارس ضغطا كبيرا فى صفوف القوى الماوية سابقا عالميا. دون قيادة آفاكيان ، ما الذى كان سيحصل للحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة ،من ناحية البقاء على الطريق الثوري؟ و تذكروا أن لا حزب آخر فى بلد غمبريالي كان قادرا على البقاء قيد الحياة كحزب ثوري فى أعقاب الإنقلاب فى الصين: و لا حزبا واحدا. و قد وجد العديد منها ، بما فيها بضعة كانت ـوسع صفوفا و أكثر تأثيرا من الحزب الشيوعي الثوري حينئذ.(7)
فى إرتباط بهذا الصراع ، كما وثّق الحزب الشيوعي الثوري، هناك إيضا إعهادة إكتشاف، عن أمكن القول، لمؤلَّف لينين " ما العمل؟" و لو أن "إعادة الإكتشاف" هذه كانت لا تزال فى بداياتها مختلطة بتأثير الإقتصادوية وو الآن جرى تلخيص أنه طوال العقدين الأخيرين ظهرت مشاكل جديدة بهذا المضمار. ما الذى كان سيحدث لو أن " إعادة الإكتشاف " فى بداياتها لم تتمّ فى ذلك الوقت؟ هل كان سيمكن التوصّل أبدا إلى الفهم الراهن ل " ما العمل؟ المغني"؟
بعد هذه المرحلة ، واصل آفاكيان الدفع على الأمام – حتى نعبّر عن ذلك بصورة معتدلة. أذكر حين ظهر لأول مرّة " كسب الاعالم؟ واجب البروليتاريا العالمية و هدفها" . فى "نقاش مع الرفاق حول الإبستيمولوجيا " يشير إلى ذلككبداية ل "قطيعة إبستيمولوجية"(8). أشاطره ذلك تماما. بالنسبة للبعض ، التحليل /التلخيص الذى قام به فى تلك الوثيقة – كلّ من المقاربة المنهجية و الإستنتاجات السياسية-كانت مثل مزلاج البرق، وكان آخرون أقلّ حماسا ( على أقلّ تقدير). و أولئك الأقلّ حماسا " رلأوا أن هذه الوثيقة نوعا من البداع بما أنّها نقدت بدرجة كبيرة التفكير المهيمن و المترسّخ طويلا فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية بصدد المسائل التى يعالجها. مجدّدا ، كان آفاكيان يذهب ضد تيار كبير حقّا مطبّقا – و مطوّرا أكثر- مبدأ " التوجه إلى الحقيقة" مهما كان المكان الذى إليه تقود و الشخص الذى قد تسيئ إليه.
مثّل " كسب العالم؟" حجر الزاوية الأولى لما سيصبح لاحقا تحليلا و نقدا شاملا لطريقة " الحقيقة السياسية" وهي داء قد أصاب تاريخيا حركتنا. الطريقة التى بها يتمسّك آفاكيان بصلابة بالمبادئ الصحيحة الأساسية و التقدّم الحقيقي، لكن فى نفس الوقت يقطع مع المألوف و يقوم بتقييم نقدي/نقدي ذاتي واقعي لتاريخ حركتنا و ممارستها إلى ذلك الوقت، أمر رائع حقّا. أعرف أن هذا قد فتح لى نافذة نظرة جديدة تماما لتاريخ صراعنا و كذلك لكيف أننا نحتاج إلى مقاربة الأشياء عموما إذا ما أردنا المضي إلى حيث نتطلّع.
من ضمن كافة الرؤى العميقة التى صاغها آفاكيان فى "كسب العالم؟" – وهي كثيرة- فإن التحليل للثورة البروليتارية بإعتبارها سيرورة عالمية مندمجة فيها المجال العالمي رئيسي بوجه عام، برأيى، قفزة تاريخية –عالمية فى فهمنا لهذا الموضوع. يضع كمل مسألة الأممية البروليتارية و جدلية الدفاع/ التقدّم و المقاربة الصحيحة للعوامل التقييمية المأثّرة على الثورة عالميا- و على بلدان معيّنة- فى ضوء أكثر علمية مختلف و نوعي تماما. أوافق تقدير الحزب الشيوعي الثوري أنّ هذا الفهم له دلالة جوهرية بالنسبة للإستراتيجيا و التكتيك الشيوعيين عبر العالم و فى كلّ بلاد.
ووفّرت هذه الرؤية قاعدة لإسنتنتاج آفاكيان بأنّ الإشتراكية فى بلد معيّن يجب فى المقام الأوّل أن تبنى كقاعدة إرتكاز للثورة العالمية. هذا النموذج قطيعة جوهرية بشأن هذه المسألة، قطيعة تفتح دروبا جديدة كبرى من الحرّية لتقدّم كفاحنا فى بلدان معينة و عبر العالم. لسوء الحظّ ، فإن عددا كبيرا لم يكونوا – لأسباب متنوعة- قادرين أو راغبين فى إستيعاب هذا الفهم. و أعتقد أنّه لا مبالغة فى قول إنّه إذا لم تتبنى حركتنا مقارنة آفاكيان لهذه المسألة و تطبقها ،سيكون من غير الممكن
بلوغ الشيوعية.
إن لم يواصل آفاكيان التقدّم و القيام بهذه الإختراقات ما الذى كان سيحصل لحركتنا عالميّا؟ هل كان تأسيس الحركة الأممية الثورية و صياغة بيانها ( بمحتواه) سيكون ممكنا دون كلّ هذا؟ و ما هو الإتجاه الذى كان سيتبعه الحزب الشيوعي الثوري لو لم يتطوّر هذا الفهم؟
كما تكشّف " كسب العالم؟" كان فقط نقطة إنطلاق لما كان طوال 25 سنة من إستمرار فى تحليل و قفزات و تقدّم فى تقييم و تلخيص تجربة المشروع الشيوعي: الإقتصاد السياسي للإمبريالية و مسألة الديمقراطية ، و إنهيار التحريفية و مسألة المبادئ والأخلاق الشيوعية إلخ، و دور المثقفين و الفنّ و " التهيّب و التعجّب " على نطاق واسع، و الإبستيمولوجيا و الفلسفة عموما، و الإستراتيجيا الثورية فى البلدان الإمبريالية و دور الطليعة ، تناقض قياد/ مقادين ( لبّ صلب/مرونة) و كلّ التطورات المتعدّدة الوجوه الأخرى فى فهم طبيعة الإشتراكية الثورية حقا و كيفية البقاء على الطريق المؤدّى للشيوعية، و هلمجرا...بإختصار كلّ المكونات التى برزت كتلخيص/ تأليف جديد لبوب آفاكيان.
هذا ليس المجال ( و لست الشخص) لمحاولة التوغّل فى كلّ هذا . و لكن أودّ فقط أن أعلّق سريعا على مظهر واحد هو مسألة كيف سننجز " الأفضل فى المرّة القادمة ".أولا ، كون آفاكيان تناولف تقييم تجربة الموجة الألى من الثورة الشيوعية بهذا التوجّه فى حدّ ذاته عامل إيجابي هام للغاية. كان لزاما بصورة مطلقة بالنسبة لنا أن نكون قد خضنا معر كةشديدة للدفاع عن الإختراقات الثورية الحقيقية و المكاسب العظيمة التى حققها إلى الآن اللنضال الشيوعي – وهي كثيرة. و من الناحية الأخرى، صار واضحا جدّا أيضا على مرّ السنين أن فقط الدفاع عن "أفضل ما تحقّق" غير كاف: غير كاف للإجابة بعمق و شمولية على النقد و الأعداء ضد حركتنا و حتى أكثر أهمّية غير كاف للتمكّن من إنجاز"الأفضل فى المرّة القادمة".
و مثلما تركّز فى الصياغة "لبّ صلب و كثير من المرونة" ، قطع آفاكيان أرضا جديدة فى فهمنا لكيفيةالإستعمال الصحيح لتناقضات المجتمع الإشتراكي كمحرّك لدفعه إلى الأمام، برأيى ، ما قام به بهذا الخصوص يشبه فى العديد من الأوجه ما قام به فى "كسب العالم؟" لكن ربّما بأهمّية أكبر مدى و أعمق إنعكاسات: إنه قفزة نموذجية أخرى. و هذه المرّة فى فهمنا و مقاربتنا الشاملين للمسألة الحيوية ،مسألة دكتاتورية البروليتاريا كإنتقال ثوري نحو الشيوعية.(9) و بينما يؤيد التقدّم العظيم الذى تحقّق فى الإتحاد السوفياتي و ، على مستوى أرقى نوعيا، فى الصين لمّا كان هذان البلدان إشتراكيان،و يبنى على المساهمات النظرية للذين قادوها قبل ، أخضع لآفاكيان هذه التجربة لتقييم علمي شامل و أصيل. و من ذلك التقييمات النقدية الرئيسية لتلك التجربة ( من صديق و خصم على حدّ سواء).
خلال تعميق إستيعابنا للطبيعة و أهمية و دور الحقيقة فى النضال من أجل الشيوعية ، طوّر مفهوم أنّ إطلاق العنان مرارا و تكرارا لكلّ المجتمع فى محاولة لإكتشاف الحقيقة و مسكها و على ذلك الأساس تغيير الواقع ( المجتمع و الطبيعة عموما ، بما فى ذلك طريقة تفكير الناس) على مستوى أعمق بشكل مستمرّ- سوية مع تقدّم الثورة العالمية ككلّ – عنصر مركزى للإبقاء على المجتمع الإشتراكي على الطريق الثوري.و بتعميق فهمنا لمعنى "يشمل و لا يعوّض" و إنجاز قطيعة مؤثرة مع " الحقيقة السياسية" و البراغماتية و التجريبيةى و الإختزالية و الذرائعية إلخ ، قد شخّص بطريقة جديدة كلّيا القاعدة المادية و ضرورة و دور الخميرة و المعارضة فى المجتمع الإشتراكي. و قد قاد هذا أيضا إلى إعادة تشكيل فهمنا للتناقض بين الفرد و الدولة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.(10). بإختصار ، فى أعقاب الهزيمة التى أشرت لنهاية الموجة الأولى من الثورة الشيوعية ،و الإضطراب الذى نجم عن ذلك حول الإمكانية النظرية و العملية لتجاوز المجتمع الطبقي، دشّن نظرة جديدة نوعيا للإشتراكية الثورية كنقطة عبور نحو المستقبل الشيوعي : مجتمع فعّال مثلما هو تحرّري.
و نظرا لمدى إلحاحية الحاجة لهذا التقدّم ، إنه حقا من العسير جدا أن نأخذ مأخذ الجدّ الذين يدعون أنه "غير ضروري" أو أهمّيتهم بسيطة فى "أحسن الأحوال" أو " لا شيئ جديد". علاوة على ذلك ، متمركز كما هو فى الولايات المتحدة الأمريكية- القلب الإستراتيجي الحالي للنظام الإمبريالي العالمي- الحزب الشيوعي الثوري متموقع تموقعا جيدا ليقوم بإختراقات كبرى تقدّم الدعم الهائل للنضال العالمي للبروليتاريا الأممية فى سبيل تحرير نفسها و كافة الإنسانية. و نظرا لنوع القيادة التى إضطلع بها آفاكيان فى حزبه لثلاثة عقود تقريبا ، الشيئ الذى تأكّد مرّة أخرى بكلّ محتويات البيان العام
الجديد الذى أصدره مؤخرا الحزب الشيوعي الثوري ( الشيوعية : بداية مرحلة جديدة)بما فى ذلك ما يقال هناك حول الدور الذى نهض به آفاكيان فى الدعوة إلى "ثورلاة ثقافية داخل الحزب الشيوعي الثوري" تنجز " فى خضمّ مسيرة كبرى" : نظرا لكلّ هذا ، فى منتهى الصعوبة فهم كيف أن أي شخص منخرط عن وعي فى النضال من أجل الشيوعية سيستوةعب كيف أنّ القيادة المستمرّة لرئيس الحزب آفاكيان تنمّى بلا حدود فرص ثورة شيوعية فى الولايات المتحدة طوال حياتنا و بالتالى كيف أن الدور الذى يلعبه هو أيضا بمعنى عامل إيجابي للغاية بالنسبة للثورة العالمية ككلّ.
يثير بعض الناس مسألة ببساطة من هو بوب آفاكيان ليدّعي أنّه أنتج هكذا مساهمة فى علمنا و فهمنا الشيوعيين. و بعد ذلك يصرّحون ،مع ذلك " ماذا قدّم؟".فى المقام الأوّل ، تخفق هذه النظرة فى معالجة المسألة – المسألة ليست مسألة " دعاوى و دعاوى مضادة" . تفحّصوا و قيّموا التلخيص/ التأليف الجديد. هناك يكمن بيت القصيدو الإجابة على هذا "السؤال". إضافة إلى ذلك، تاركين جانبا كون بوب آفاكيان لم يكن وحده فى القيام بهذا التقييم لمساهماته، و دون تكرار كلّ ما قد قيل هنا بمعنى " ما قدّمه بوب آفاكيان، فإن هناك مشاكل منهجية جوهرية مع خطّ تفكير " ما الذى قدّمه".
لقد جرى نقاش مطوّل فى مجالات أخرى لمثال ماركس و النظرة التى إعتمدها للوصول إلى الفهم العلمي لسير المجتمع الإنسانيو الطبيعة ككلّ.(11). لكن بإقتضابتعتمد إختراقات ماركس فى هذا المضمار على كلّ من مساهمته النشيطة – و دوره القيادي- فى الحركة الشيوعية فى زمنه، و تقييمات إمتدّت لسنوات لمعلومات تشمل العالم قاطبة و تاريخ المجتمع الإنساني، بالإضافة إلى إلتزامه نقد تشكيلة واسة من المفكّرين و المحلّلين الآخرين. من خلال تطويره ثمّ تطبيقه للمنهج المادي الجدلي على سيرورة المعلومات الميدانية التى كانت تحت تصرفه- و بتطبيق معرفته الشاملة بالطبيعة و المجتمع الإنساني سوية مع موهبته الهائلة فى التفكير الخلاّق- غعستطاع ماركس ( يد بيد مع إنجلز) أن يكشف و يلخّص القوانين الأساسية للطبيعة و المجتمع : الماركسية. و يتضمّن هذا فهما علميا للسير الداخلي لنمط الإنتاج الرأسمالي و كذلك للحاجة إلى و لإمكانية بلوغ الشيوعية. و يبقى عمله اليوم حجر زاوية الشيوعية العلمية.
كما أشار إلى ذلك آخرون أيضا ، ما قام به بوب آفاكيان طوال ال30 سنة و أكثر مماثل إلى حدّ كبير . أوّلا ، كرئيس للحزب الشيوعي الثوري ،واصل تزويد حزبه بالقيادة الشاملة فى تنفيذ العمل الثوريو النضال داخل الولايات المتحدة و كذلك فى لعب دور قيادي فى حركتنا عالميا. و فى نفس الوقت ، و كما تحدّثنا عن ذلك أعلاه ، لقد تعمّق فى التجربة التاريخية لحركتنا ،و فى الإطار النظري الذى قاد تجربته ،و نقد و تقييمات الإشتراكية المتأتّية من كافة النواحي ، و النقاشات و الخطابات الفلسفية و الأخلاقية و السياسية لزمننا الحاضر، و التطوّرات و التحدّيات التى ظهرت على إمتداد العقود الثلاثة الفارطة. ينطوى الإنتاج المتراكم لأعماله طوال هذه الفترة على فهم جديد لعلم الثورة " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ،بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية". ( آفاكيان "القيام بالثورة و تحرير الإنسانية" ). هذه هي السيرورة و الديناميكية التى عبرها ولدت جملة كاملة من مؤلفات بوب آفاكيان.
مثلما لم يكن ماركس ليستطيع كتابة رأس المال بالتوجه إلى العمل فى مصنع ، يكون خاطئ على حدّ سواء الإصرار على أن آفاكيان ليس بوسعه تقديم تلخيص/تأليف جديد لأنه لم يشارك شخصيا فى كلّ الصراعات الكبرى لحركتنا على مدى الأربعين سنة الماضية. شيئ كهذا غير ممكن و إقتراح أنه شرط القيام بقفزة إلى "مرحلة المعرفة العقلانية" ( كما شرحها ماو فى " فى الممارسة العملية") هو غبتعاد جوهري عن منهج ماركس. و فى التحليل النهائي، بما أنه لا يمكن أبدا توفّر هذا الشرط فسيعنى أنه ليس ممكنا إحداث مزيد التقدّم الشاملالنوعي فى تطوير علمنا.
و بعض الذين يعتمدون على حجة"ماذا قدّم؟" هذه إمّا يشدّدون على أو يدلّلون على أنه من أجل تحقيق التقدّم النظري الذى أنجزه آفاكيان ، على المرء أن يكون قد قاد أوّلا إفتكاكا ناجحا للسلطة ،أو على الأقلّ حربا ثورية كبرى. لكن هذه الحجّة ليست مرّىة أخرى سوى تعبير آخر عن البراغماتية و التجريبية ( مرفوقة فى بعض الحالات بجرعة كبيرة من القومية.) لو أنه تمّ تطبيق هذه المعايير نفسها على ماركس و إنجلز ، ألن نكون مجبورين على إستنتاج أنهما ما كانا أكثر من ثرثارين؟ نعم ، خرجا للشوارع فى شبابهما و كذلك فعل بوب آفاكيان. و على أي حال ،مثل كافة قادة الشيوعيين الآخرين ، فإن القيادة السياسية التى قدّماها ومساهماتهما النظرية، كانت بشكل كبير مستندة على المعرفة غير المباشرة و ليس على التجربة الشخصية المباشرة. لم يقودا أيّة حروب ثورية و لم يعيشا أبدا فى ظلّ مجتمع إشتراكي. و لم يكونا حتى حاضرين شخصيا عندما حدثت كمونة باريس ، إفتكاك سلطة ثوري أوّل ووحيد طوال حياتهما. و بالرغم من غياب مشاركتهما المباشرة فى ذلك الحدث فإنهما لم يتوقفا عن التفكير فى أنه بإمكانهما تلخيصها و إستخلاص دروس نظرية و سياسية حيوية من هذا الحدث القصير زمنيا و مع ذلك المزلزل للأرض.
و ربّما بدرجة أـهمّ ، لئن وقع إتباع المقاربات الخاطئة التى وصفنا هنا فإن سنحصل على نتيجتين خطيرتين –و مترابطتين. أولا أن المهمّة المطروحة موضوعيا مهمّة التقييم النقدي للموجة الأولى من الثورة الشيوعية و تمييز من ضمن الكمّ الهائل من تجربة التقدّم النظري و العملي ما يجب الدفاع عنه و البناء على أساسه، و كذلك الأخطاء و النواقص و أسبابها ، حتى يكون من الممكن القيام ب "الأفضل فى المرّة القادمة" ، هذه المهمّة لم تكن لتنجز . ثانيا، دون إنجاز هذه المهمّة إلى حدّ ما و نظرا لكلّ من ضعف "الموجة الأولى" و كلّ التغيّرات التى حدثت فى العالم منذ أن إفتكّت البروليتاريا سلطة الدولة آخر مرّة ، ثورة أخرى بقيادة شيوعية ما كان يمكن أبدا أن تحدث أو ، إن حدثت لن تقود، على الأرجح إلى فهم ضرورة –و إمكانية – البقاء على الطريق الثوري لفترة زمنية هامّة.
لعلّ لنظرة "من هو؟" و "ما الذى قدّمه؟" بعض الصلاحية على كوكب "اللاأدرية و البراغماتية و التجريبية" لكن هنا على الأرض، المنهج الذى طبّقه آفاكيان فى مواجهة و تحويل الضرورة التى واجهتها حركتنا من ناحية تحليل و فهم تجربة أوّل موجة من الثورة الشيوعية و التطورات مذّاك تنسجم بالضبط مع المنهج و النظرة العلميين الأساسيين اللذين طوّرهما أولا ماركس و إنجلز و طبقاهما. وهو يقوم بذلك ،وضع آفاكيان مستوى عالى جدّا بالحفاظ على نظرة مبدئية للغاية حيال كافة البحوث و النقاشات و الصراعات- بما فى ذلك إحترام كبير لمساهمات و آراء الآخرين. و النتائج ببساطة أكثر من ممتازة... إنها حقّا بالغة الأهمّية و منارات.
أمّا بالنسبة لإدعاءات "عبادة الفرد" التى رفعت ، فإن هناك نقطتان ينبغى إثارتهما. قبل كلّ شيئ ، تتعلّق المسألة بالحاجة للقيادة و دورها و ليس ب"عبادة" . الحاجة للقيادة ليست شيئا يُفرض على الواقع من قبل الشيوعيين، بالأحرى تظهر جوهريا من التناقضات الكامنة و ظروف المجتمع الطبقي و السيرورة التى عبرها تتطوّر المعرفة العقلية.
هناك سؤالان أساسيان يجب التطرّق إليهما:
1- هل يمثّل تلخيص/ تأليف بوب آفاكيان الجديد إختراقا فى غلمنا كما يقدّم ،نعم أم لا؟ و حتى إن أجبتم ب"لا" ، يظلّ من اللازم الخوض فى أعماله و شرح لماذا "لآ"... ليس بوسعكم ببساطة أن تصدروا هذا الرأي تأسيسا على حجج صغيرة لامادية أو حتى ضيقة. ( إذا إتخذتم موقفا جدّيا و صارما و لا زلتم غير مقتنعين ، حينها على الأقلّ ، حججكم ستساعد شخصا آخر على الفهم) . و
2- إذا أجبتم ب "نعم" ألا تواجهون ضرورة المساعدة على جعل كلّ من التلخيص/ التأليف الجديد و مؤلفه معروفا على أوسع نطاقممكن عبر المجتمع...إذا كان بوب آفاكيان يضطلع فعلا بالدور الذى عنه تحدّثنا ، بالتالى أليس من الضرورة الملحّة أن يتنبه لهذا الناس فى كلّ مكان و لكافة الأبعاد التى يعنيها بالنسبة لصراعنا و أعمالهم إلخ؟
لا أحد يتحدّث عن القبول الخانع للتلخيص/ التأليف الجديد، بل بالأحرى عن نقاش نقدي و صراع مبدئي و فهم واعي...فهذا لا علاقة له ب"العبادة" أو الخرافة من أي نوع و لا بالترويج لضرب من القائد الشامل المعرفة و المعصوم من الخطإ فوق كلّ نقد. فى الحقيقة ، ما تتمّ الدعوة إليه هنا هو بالضبط نقيض مثل هذه الأفكار.
فى مقدّمته ل ستّ قطع سهلة" ، وصف الفيزيائي ريشارد فاينمان المبدأ العلمي بالجملة التالية: " محكّ كلّ المعرفة هو التجربة " و كتب "التجربة هي المعيار الوحيد للحقيقة العلمية ". لكنه يتساءل "ماهو مصدر المعرفة ؟ من أين تأتي القوانين التى سنعرّضها للتجربة؟ " (12)و أجاب "التجربة يمكن أن توفّر لنا "تلميحات"بشأن قوانين الطبيعة الكامنة لكن بلوغ " التعميمات العظيمة" –التعميم النظري للقوانين الكامنة ذاتها – هناك حاجة أيضا إلى الخيال".
و فى حين أن فاينمان ليس ماديا جدليا(13) ، -و هكذا يضع حدودا لماديته- و لا يرى عمله فى إطار أو مرتبط بالنضال فى سبيل الشيوعية ، فإنه مع ذلك يسجّل هنا نقطة هامّة للغاية ، نقطة صحيحة كذلك بالنسبة لتطوير النظرية الشيوعية. لحدوث قفزة ، على أي نوع من النظرية العلمية الصحيحة بما فى ذلك النظرية الشيوعية أن يشتمل على صورة ( نحت مفاهيم) لم توجد بعدُ ( أو ،فى العلم، تأكّدت عبر التجربة) أي ينبغى أن " تتقدّم الممارسة ".
و يتطلّب التقدّم النظري النوعي فى النظرية الشيوعية ليس فقط المعلومات الميدانية المتحصّل عليها عبر النضال الثوري و أوسع نطاق من الأشكال الأخرى من الممارسة، كلن أيضا إلى نظرة مادية جدلية و تطبيق خيال و رؤية للسصيرورة و تلخيص تلك المعلومات . و قد بيّن بوب ىفاكيان مرارا و تكرارا مسكا عميقا بالمنهج المادي الجدلي و "بخيال شيوعي" من طراز إستثنائي و بحث إستراتيجي – ممزوج مع صرامة علمية وروح ثورية رومنسية و حبّ للشعب. إنه نوع نادر للعالم الرديكالي الذى، إلى الآن على الأقلّ يبظهر مرّة أو مرّتين فى جيل- هذا إذا ما ظهر.
علاوة على ذلك ،هذه الصفات الإيجابية و الدقرات لا تسقط من السماء فى شكل منمهي. إنّ تطوّر آفاكيان السياسي شأنه شأن كلّ شخص آخر ، نتيجة للضرورة و الصدفة. هناك الكثيرمن الصدف هنا. بالعودة إلى 1969 لم يوجد مطلقا ضمان مهما كان أن بوب آفاكيان سيابع الطريق الذى إتبعه و يتقدّم فيه إلى الحدّ الذى تقدّم. كان هناك أكثر من بضعة أشخاص لهم خلفيات و صفات مشابهة جدّا و باشروا ذات الطريق العام فى ذات الوقت تقريبا و تاهوا أو نزلوا على حافة الطريق فى منعرج منم المنعرجات المتعدّدة طوال المسار. لذا مساهمات بوب آفاكيان ليست نتيجة بعض العبقرية الفطرية أو سير الأحداث المقدّر و الحتمي أو "إبداع فردي" إنها نتاج سيرورة معقدة محدّدة تاريخيا كان من الممكن- فى إرتباط بعدد كبير من العوامل- أن تفرز تماما نتائج مناسبة أقلّ.(14)
فى الختام ، و إذا سمحتم لى هنا أن أعيد صياغة :" دعونى أقول شيئا للشيوعيين الثوريين ضمن الجمهور..."
بوجه خاص ،النقطة الأخيرة أعلاه يجب أن تستخدم للتشديد فقط على مدى فرادة و أهمّية رفيقنا بوب آفاكيان بالنسبة لقضيتنا و نضالنا المشتركين. فى منتهى الأهمية إستيعاب هذا و فهمه.
حينما مات ماو فى 1976 كان الحدث كما لو أن الحركة الشيوعية بأكملها مسكت أنفاسها و ظلّت تتأمّل ما سيجدّ: ليس فحسب داخل الصين ذاتها لكن أيضا فى علاقة بما سنقوم به دون القائد العظيم على رأس صفوفنا. فى ذلك الوقت، ألقى بوب آفاكيان خطابا فى إجتماع إحياء لذكرى ماو فيه قال:
" لذا عندما يثيرون مسألة من سيكونون ورثة ماو تسى تونغ فإن الطبقة العاملة جاهزة بإجابتها : نحن سنكون ورثة ماو تسى تونغ، بملاييننا و مئات ملاييننا و سنواصل القضية التى من أجلها قاتل و التى من أجلها قادنا و التى إليها كرّس كامل حياته ، إلى البلوغ النهائي للهدف العظيم ، هدف القضاء على الإستغلال و الإضطهاد و الشيوعية" (15).
كان هذا توجها مهمّا جدّا للإرساء و موقفا وجب إتخاذه فى ذلك الوضع. و لأن الجماهير ، فى آخر التحليل ،هي صانعة التاريخ- و لإعادة صياغة لبوب آفاكيان ، و على هذه الجماهير فى النهاية أن تحرّر نفسها- من الصحيح أيضا قول إن الجماهير بملايينها ستكون وريثة ماو تسى تونغ. بيد أنه بعد قول ذلك ، و بالعودة إليه الآن ، أعتقد أنه علينا أن نقرّ بانّ موقفه نوعا ما أحادي الجانب.
الجماهير تصنع التاريخ لكن إذا أريد للتاريخ أن يقود إلى عالم شيوعي فإنها تحتاج إلى قيادة : قيادة شيوعية أصيلة، بما فى ذلك الوجوه النادرة و البارزة مثل ماو تسى تونغ. لبذا فإن المسألة حينها كانت كذلك : ما هو القائد أو القادة الذى سيتقدّم أو الذين سيتقدّمون لتلبية تلك "الحاجة العظيمة"؟ هنا ثمّة جدليةمهمّة. دون أناس قادرين على القيام بمساهمات إستثنائية على مستوى ماو تسى تونغ ، من غير الممكن لأي شخص آخر تقديم أقصى مساهماته و للإنسانية ككلّ أن تبلغ يوما فيه يزول تقسيم العمل المؤسساتي و الدائم بين قادة و مقودين. (16)
فى ضوء كلّ ما قيل هنا ، ينبغى أن يكون واضحا أنّ من رأيى أنه لا جدال أن بوب آفاكيان ، غير كافة إلتواءات و منعرجات اللعقود الثلاث الماضية،و رفع التحدّىو تقدّم للنهوض بالدور و تلبية الحاجة الموضوعيين. و لم يظلّ فى السباق فقط بل ألّف "جملة أعمال" تتضمّن تلخيصا جديدا لفهنا لعلم الشيوعية: مستوى جديد من الحرّية منه ننطلق فى التغيير على نحو ثوري للضرورة التى نواجه حاليا. و هذا عامل إيجابي عظيم لمواصلة التقدّم بالكفاح الملحمي فى سبيل عالم شيوعي.
هكذا ، لهذا السبب و غيره من الأسباب المحلّلة أعلاه يجب علينا و دون تحفّظ أن نعتزّ بالرفيق آفاكيان و ندافع عنه و نحتفى به : و بفخر و جرأة نعرّف جماهير الشعب فى كلّ مكا بدوره و مساهماته و بهذا نساعد على جعل تلخيصه/ تأليفه الجديد قوّة مادية لتغيير العالم . بوسعنا و من واجبنا أن نعلن أن رئيس الحزب بوب آفاكيان فى الحقيقة مثال بارز لما يعنيه أن نكون منابر خطابة و فى خدمة الشعب ، محرري إنسانية فعليين.
مع أحرّ و أصدق تحياتي الشيوعية.
-------------------------------------------
1/ و هذا لا يعنى أن مثل هذه النزعات الخاطئة غير موجودة أو ليس لها تأثير اليوم، لكن فى ذلك الوقت وُجد قدر كبير من نقص الوضوح حول ما إذا كان يجب أن تقيم هذه المسائل على قاعدة ماركسية-لينينية أم بنظرة أخرى؟
2/ أنا لا أستطيع هنا أن أعالج المظهر الذى أثير فى مختلف الوثائق المنشورة من قبل آفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري و التى فيها يتمّ التصريح بأنّ تأسيس الحزب ، فى جوانب معينة ، ونظرا لتأثير الإقتصادوية ، يُعدّ تقدّما كبيرا كما أنّه "نقطته المنخفضة".و كان من الأفضل بكثير ، بداهة، أن تكون لنا "نقطة منخفضة" إنطلاقا منها بإمكاننا أن نبني ، من أن لا تكون لنا مثل هذه النقطة.
3/ يشير هذا إلى رفاق ماو، الأربعة قادة الأقرب إليه أثناء الثورة الثقافية وزمن وفاته. مثّل إيقافهم قلب الإنقلاب المضاد للثورة الذى نظّمه دنك سياو بينغ و التحريفيون الآخرون فى الصين.
4/ أهمّ وثائق هذا الصراع نشرها الحزب الشيوعي الثوري فى كتاب " الثورة و الثورة المضادة : الإنقلاب التحريفي فى الصين و الصراع صلب الحزب الشيوعي الثوري".
5/ فى "الثورة و الثورة المضادة " حيث نشرت أهمّ وثائق قيادة الحزب الشيوعي الثوري إلى جانب وثائق "مركز قيادة جرفيس-برغمان" ( المناشفة) ، هناك نصّ " الصين تتقدّم على الطريق الإشتراكي" (هكذا). و فيه يعتبر المناشفة "إنقلابا" إجتماع اللجنة المركزية أين إستطاع آفاكيان أن يكسب الأغلبية لمساندة موقفه حول الصين. و يذهبون إلى حدود الإعتراض على كون نصّه وزّع إلى القيادات العليا- و هم ضمنهم- قبل الإجتماع ،كما لو أن التصرّف بصورة مفتوحة و صريحة أمر سلبي.و يمضون فى مناقشة أسباب عدم قيامهم "بوضع حواجز طريق حقيقية فى طريق الحزب". و فى محاولة شرح هذا "الإخفاق" و لماذا فى نهاية النقاش فى إجتماع اللجنة المركزية صوّتوا عمليا لصالح الموقف الذى قدّمه آفاكيان، و بعد ذلك قرّروا "التمرّد" ، إحدى الأسباب التى ساقوها هي "...خوفنا من مواجهة رئيس الحزب فى معركة وجها لوجه..." هل أنّ ما أسموه "خوف" يعزى لكون آفاكيان كان يقضى ليليه فى مشاهدة ألإلام بروسلي ،لذا بإستطاعته سحب أدوات قتال و إستعمالها ضدّهم؟ أم هل أن " المناشفة" "يخافون" نتيجة إتخاذ آفاكيان مواقفا تقوم على تحليل صلب وهو مستعدّ و قادر على تقديمها بطريقة مقنعة و الدفاع عنها بعناد، بينما من جهتهم ، كان المناشفة يذرون الرماد لا غير؟ ( أنظروا "الثورة و الثورة المضادة ... – ص 143-144).
6/ و كذلك حينذاك، وجدت برامج رئيسية نظّمت فى نيويورك و سان فرانسسكو فيها شرح آفاكيان السير الصحيح للأحداث التى قادت إلى إنقلاب فى الصين و جعلته إنقلابا ناجحا. و قد نشر فى كرّاسبعنوان "خسارة الصين و الإرث الثوري لماو تسى تونغ".
7/ و يمكننى أن أضيف هنا و فقط لتأكيد النقطة ، أنه منذ ذلك الوقت لم يتشكّل حزب وحيد له غنعكاسات كبرى فى بلد غمبريالي. يمكن أن يقدّم البعض أفكارا حول سبب ذلك، و ما يعنيه أن توجد فى بلد غمبريالي الأقوى عالميا راهنا ،طليعة شيوعية حقيقية و علاقتها بالدور الذى نهض به آفاكيان.
8/ " بوب آفاكيان فى نقاش مع الرفاق حول الإبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "مذكور فى "ملاحظات حول الفنّ والثقافة، العلم و الفلسفة "، صفحة 44 .
9/ المسألة هنا ليست محاولة "مقارنة " هذه الأشياء بعضها ببعض ،هذه مسألة تطوير المعرفة و الفهم: الأوّل أرسى فى الحقيقة قاعدة للثاني و ساعد على الوصول إليه.
10/ كما يشرح بدقة أكبر فى "القيام بالثورة و تحرير الإنسانية" فإن هذا يتضمّن " فسح مزيد من المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، بالمعنى الواسع ، و السماح بسيرورة أكثر تنوّعا و أغنى ، سيرورة الإكتشاف و التجربة فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية عموما، و مجال متزليد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و صيانة الحقوق الفردية بما فى ذلك مساحة لتفاعل الأفراد فى "المجتمع المدني" بإستقلالية عن الدولة ، كلّ هذا فى إطار تعاون و جماعي و فى نفس الوقت بما أن سلطة الدولة مموسوكة و متطوّرة كسلطة دولة ثورية فى خدمة مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن و عالميا،و الدولة هي العنصر القائد و المركزي فى الإقتصاد و فى التوجه العام للمجتمع، بينما الدولة ذاتها تعرف تغيّرا مستمرّا إلى شيئ مختلف راديكاليا عن الدولة السابقة، كجزء حيوي من التطوّر نحو تالقضاء الممكن على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي."
11/ لتنظروا على سبيل المثال إلى : "الإلتصاق ب"الواقع الرأسمالي الفظيع" أم رسم طريق للمستقبل الشيوعي ؟ ردّ على رسائل مايك آلي التسع" ،بقلم مجموعة كتابة من الحزب الشيوعي الثوري.
12/ "ستّ قطع سهلة : مبادئ أساسية فى الفيزياء " شرحها الأستاذ الأبرز، ريتشارد فايمان وهو فيزيائي أمريكي شهير فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى وفاته فى 1988. فى 1965 حاز على جائزة نوبل فى الفيزياء لعمله حول الديناميكا الكهربائية الكمّية. و "ستّ قطع سهلة" مجوعة محاضرات فى الفيزياء قُدّمت فى الأصل فى 1963 . و المقتطف بكمله يقرأ فيه ما يلى :" مبدأ العلم، مفهومه هو تقريبا التالي: محكّ كلّ المعرفة هو التجربة .التجربة هي المعيار الوحيد للحقيقة العلمية . لكنه ماهو مصدر المعرفة ؟ من أين تأتي القوانين التى سنعرّضها للتجربة ؟ التجربة يمكن أن توفّر لنا "تلميحات"بشأن قوانين الطبيعة الكامنة لكن بلوغ " التعميمات العظيمة" –التعميم النظري للقوانين الكامنة ذاتها – هناك حاجة أيضا إلى الخيال". - إفتراض الأنماط الرائعة و البسيطة لكن الغريبة جدّا وراءها كلّ شيئ و ثمّ التجريب للتحقّق ثانية من أنّنا قدّمنا الفرضية الصحيحة"( ص 2 ، التشديد كلّه فى النصّ الأصلي)
13/ فايمان ، على حدّ علمي ، لم يعتبر نفسه ماديا جدليا . لكن بلوغ تلك الومضات حول ميكانيكا الكم كما بلغ ، بديهيا فرضت عليه أن يتخذ عموما نظرة مادية للواقع. و مثلا ، يقوم كذلك بالتعليق التالي : " إذا تعرّضت كافة معرفتنا العلمية ،بسبب كطارثة ما ، للتحطّم و إنتقلت جولة واحدة إلى ألجيال اللاحقة ، ما هي الجملة الوحيدة التى ستتضمّن أوفر المعلومات فى اٌقلّ عدد من الكلمات ؟ أعتقد أنّها الفرضية الذرّية ...بأنّ كافة الأشياء متكوّنة من الذرّات- الجزيئات التى تدور فى حركة دائمة ، جاذبة بعضها البعض حين تفصل بينها مسافة صغيرة ، لكنّها تتباعد عند محاولة دمجها ببعض".
( المصدر السابق ،ص 4 ، التشديدي فى النصّ الأصلي).
14/ فى " من إيك إلى ماو و ما بعد ..." يقدّم آفاكيان وصفا غنيّا للتفاعل العام للضرورة و الصدفة العاملين هنا: حياته العائلية فى طفولته و مرضه الذى كان يمكن أن يقتله، تأثراته الأولى الشخصية و الإجتماعية و الثقافية وولوج الحياة السياسية فى بركلى فى بداية الستينات، و تجربة التجذّر مع لقاء هوى نيوتن و ألد ردج كليفر، و تأثير ليبال برغمان فى دفعه نحو الماركسية-اللينينية و الشيوعية، وتأسيس الإتحاد الثوري و الحزب الشيوعي الثوري إلخ: قصّة حياته الساحرة ،و زمن و تأثير تفاعله مع الناس و الأحداث – و العكس بالعكس.
15/ مقتبس من "الثورة و الثورة المضادة" ، ص 13.
16/ و لهذه الجدلية جانبها الآخر أيضا: بقدر ما نساهم أكثر فى النضال العام، بقدر ما ترتفع أكثر قاعدة مستوى مساهمات قادتنا البارزين أيضا.



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تصوّر الثورة و الشيوعية : ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آ ...
- الشيوعية كعلم- RCP,SA
- حول القادة و القيادة RCP,SA
- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأم ...
- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاءRCP ,SA
- الثورة التى نحتاج ...و القيادة التى لدينا – رسالة و نداء من ...
- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الو ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 9 -المعرفة الأساسية لخطّ الحزب ال ...
- غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة_ ليني وولف
- الإمبريالية و السيدا / الأيدز فى أفريقيا( مقتطف من كتاب - عا ...
- بيع النساء : تجارة البشر العالمية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر ...
- من تجارب دكتاتورية البروليتاريا بصدد تحرير المرأة (التجربة ا ...
- هدف الماركسية هو الشيوعية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر، أفضل ض ...
- الرأسمالية ، البيئة و حماية البيئة فى ظل الإشتراكية ( مقتطف ...
- حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: ...
- شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان ...
- حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا ...
- الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما ...
- حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس ...
- الحركة الشيوعية العالمية و دروسها التاريخية( مقتطف من كتاب- ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.