حيصبيص الأطلسي والأمريكي في سوريا- الحلقة 1

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 19:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

إن الحلف الأطلسي وكل الحلفاء هم اليوم في إحراج بينهم وبين أنفسهم ّلك أن أيمن الظواهري نسب إلى قاعدته العمليات التي عرفتها دمشق ذلك أن الأطلسيين كانوا ينسبونها لمخابرات النظام السوري وهو ما يستدعي لطرح السؤال التالي:
هل يرغب الغرب في تموقع جديد حتى لا أقول تجاوز الإشكالية التي لم يكن يحيطها كليا من حيث المتغيرات الإستراتيجية والتكتيكية في ما تسير عليه روسيا من جهة والمناعة الإقتصادية الصينية من جهة أخرى بما أفقد التوازن بين الابناك الكبرى الدولي والنقدي والأوروبي...؟
بل غن السؤال القوي الذي يستدعي التفكير هو وهل لروسيا رغبة لأن تلعب دور المؤمن للخروج من الوضع السوري بارتياح أمني حتى لا أقول نفسي ذلك أن الأمني هو الهاجس الذي لأجله ربما كانت المقاربة الأطلسية في سوريا والمحيط لعزل إيران بخلق اللا توازن في المحيط؟
وللإشارة غن هذه الخطاطة الغستراتيجية التي يفترض أن تكون متوسطة المدى عكسا للتسريع الذي عرفته ربما بضغط الإنتخابات بالغرب هي تجسيد لجزء من النظرية الستراوسية Léo Strauss التي يعتمدها البونتاكون وطبعا البيت البيض والكونغريس وكل الحلفاء ذلك أن الحركية المحيطة كلما تسارعت فإنها في ماديتها تنطوي على فراغ فقط يبقى المشكلة بالنسبة للقيادات العسكرية والامنية للحلفاء أنها لم تنتبه على ان الأثر المحدود للإلكترون الذي آمنت به عن "أنشتاين" لم يكن يجب تبنيه في فيزياء الكم التي هي المرجع الأساس في النظرية الستراوسية. وفي هذا إن دافيد بوهم اختلف مع إنشتاين.
وبلغة أوضح لقد استفاذت القوى الشرقية وحلفائها بما فيهم الأمريكو لاتينيين من مرحلة الرئيس السابق الأمريكي "والكر بوش" أكثر من ما اعتقده الغرب وفي هذا أذكر على أن الرئيس الروسي السيد بوتين كان قد سجل على " بوش" الكذب في شأن "روبوزوربروم" والاسلحة التقليدية وإذ يعود اليوم فإن رفيقه ميدفيديف بدوره ترك له مخادعة أخرى في ليبيا سجلها في مرمى الحلفاء. وفي هذا الصدد يتبين أن منظمة التعاون شتغاي اشتغلت بمقاربة الذكاء الناعم تماشيا مع القوة الناعمة التي يتبناها الغرب بدليل الإقتراخ الصيني المتمثل في "البنكور" « BANKOR » والذي ذهب ضحيته معمر القذافي في اندفاعية غير محسوبة حينما كان السباق في تفعيل المقترح الصيني في عملة بلاده وطبعا كان إنزال الستار البنكي الدولي على المقترح في مسرحية دومنيك ستراوس خان ناجعا. وفي هذا السياق تجدر الإشارة غلى أن التكتلين الأسيوي والأمريكولاتيني ينقران على الغرب بالتلميح إلى التخلي عن "الدولار الأمريكي" في الوقت الذي يعرف فيه الأورو تحولا عميقا في اليونان التي تبدو على أنها في جماليتها التاريخية ستغرق أوربا كما هي الأسطورة النرجسية وإن هذا يثير غيرة الأنكلوساكسونيين بشكل يبدو فيه امتداد لوجدان المراة الحديدية "مارغاريت تاتشر" حينها كان رجلان أوروبيان من أكبرهم وهما فرونسوا ميتران وهيلموت كول وإن للأسف ان فرنسا أضاعت صيف اللبن الأوروبي في ما أسقطها قيمتها الإقتصادية.
ولعل أهمية هذا هو من جهة أن الشغب الروسي أبان عن انسجام كبير بين أعضائه الفاعلين الكبار في عودة بوتين التي يمكن اعتبارها ميعادا مع التاريخ ومن جهة أخرى فإن القيادات الصينية أصبحت تعيش الحكمة الصينية في نظامها الذي استفاذ كثيرا من الثورة الثقافية الماوية بما سيوظف بشكل أفضل للنظرية الستراوسية Léo Strauss القائلة بالهدم في الإغماء الأكبر Le chaos لأجل البناء في نظام الفوضى المنظمة Ordre du désordre علما ان هذه الفوضى هي التي اضاع الحلف الأطلسي والولايات المتحدة حبال التحكم فيها في ما يقع في سوريا بدليل أن التقرير الذي قدمه السيد كوفي أنان في مجلس الأمن مؤخرا عرف عدة ردود متباينة وهو ما قد ينعكس سلبا على الحلف الأطلسي والمجلس الخليجي الذي التزم في خطاباته بجعل بشار الأسد يغادر الحكم ولربما لهذا بادرت السيدة "بسمة" الناطقة باسم الحكومة السورية بقولها "أن رجال الثورة السورية لا يمكنهم أن يكونوا في احسن الأحوال سوى مجموعات صغيرة تقوم بحرب العصابات الحضرية" كرد ذكي يستهدف من اعتمد على الإسلاميين الذين نعتهم النظام السوري بالإرهابيين.
وعموما إن هذا يعيدنا إلى السؤال المطروح أعلاه في الشأن الروسي بما يؤكد على أن الروس لن ينفع معهم أي ضمانات للعدول عن موقفهم حينما عبروا على أن علاقتهم مع سوريا عميقة جدا وهو ما يعني أنها تتجاوز الأطماع المتمثلة في ما يعرض عليها من الصفقات من الغرب على حساب الحروب ذلك أن روسيا أكدت للمجلس الخليجي على أنها لم تستعمر أحدا وليست لها تلك النوايا.
فروسيا منذ سنوات وهي تحاول مع الولايات المتحدة في تغيير احادية الهيمنة فحتى السيد إلسين كان ضحية التلاعب الأمريككي بالثقة الروسية لذلك هي اليوم تستفيذ بشكل متزن من حدث الشرق الأوسط من خلال الباب السوري علما أنها والولايات المتحدة يشتركان في النظرة العسكرية الإقتصادية فقط أن أمريكا تعتبرها العمود الفقري... يتبع
بوجمع خرج- باب الصحراء

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل