أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد صادق - الازمة المالية العالمية














المزيد.....

الازمة المالية العالمية


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في نهاية 2008 شاءت الصدف ان احصل على دعوة لحضور مؤتمر لرجال الاعمال العرب الثالث عشر في مصر وفي القاهرة , رغم انني لم اكن من رجال الاعمال ولا املك اي رصيد ولا اعرف جيدا توجهات رجال الاعمال العراقيين , تعرفت عن طريق القائمين في شركتي على سيدة كانت تروج لذلك الاتحاد في اقليم كردستان , وبين ليلة وضحاها اصبحت نائبا لرئيس تلك المنظمة وذلك التجمع بتشجيع من القائمين على شركتي , لكون مشاغلهم واعبائهم كثيرة فصرت ادير تلك المنظمة الغير الواضحة المعالم , لم اكن اعرف شيئا ولكن كنت اعرف ان لها جنة وانهار تجري من تحتها الانهار كما وصفوا لي ذلك القائمون على تلك المنظمة , وعن طريقها حصلت على دعوة رسمية من مصر لحضور المؤتمر الثالث عشر لرجال الاعمال العرب.
حاولت جاهدا ان تشترك زوجتي في سفرتي تلك , وكان لي ما اريد بمساندة تلك السيدة التي كانت تروج لهذا التجمع ولهذه النقابة , وفعلا سافرت وانا وزوجتي الى مصر رغم تعليقات الاصدقاء ,فمنهم من قال لي مثلا كيف لك ان تاخذ لفتك ( سندويج ) معك للمطعم ؟ اي ان تذهب الى مصر ام الدنيا وزوجتك معك , وكيف تذهب الى المطعم المتوفر به كل انواع الطعام وطعامك معك !!!!!!.
على اية حال لم التفت لتعليقات الاصدقاء , واخذت معي زوجتي لانني حقيقة احبها واريد ان ترى شيئا خارج العراق , لانني قد رايت مشرقها ومغربها وانا لوحدي , اردت ان اعوض لها الحرمان الذي حرمت منه بسببي او بسبب الانظمة والقوانين وعادات المجتمع , على اية حال ركبنا الطائرة من اربيل وتوجهنا الى بغداد الحبيبة , بغداد الجريحة , بغداد التي كلما كان يؤذن مؤذن تنفجر سيارة مفخخة او يقتل العشرات , بغداد المهجورة , بغداد المحطمة اسوارها , بغداد المغتصبة عذريتها , استوجب علينا ان نبيت ليلة رغم عنا في تلك العاصمة المهجورة. في تلك العاصمة التي فقدت مقومات عاصميتها وفقدت كل سيادتها , بغداد ابو نواس تطلب مني وزوجتي عقد الزواج ؟
لا نستطيع انا وحلالي ان ننام في غرفة واحدة , لم نجلب عقد الزواج معنا , اصبحت مشكلة كبيرة , لن نحصل على غرفة ننام بها سوية لاننا لانملك تلك الورقة الرعناء , شعرنا بالذل كثيرا وبالمهانة طويلا , لا احد يصدقنا اننا حلال على الاخر رغم كل المعطيات لاننا نسينا تلك الورقة الجوفاء اللعينة , ولاننا نخاف ان نخرج من الفندق في ذلك الليل الرهيب , اعلنت اعتصامي ورفضي للخروج من الفندق مهما كانت النتائج؟ وبقينا في بهو الفندق مثل الاسرى نجلس امام من يقوم بادارته ولساعات طويلة , حتى لَعَنَتْ زوجتي ذلك القرار الذي اتخذته باَن أصطحبها معي في هذه الرحلة الجهنمية المؤذية , بقينا لساعات حتى التقينا بمدير فندق بابل اوبروي ذلك الكهف المخيف , حتى اقتنع بقصتنا ووافق اخيرا وعلى مسؤوليته باعطائنا غرفة , لم ننم خوفا , فالاصوات التي تحدث كانت تاتي لمسامعنا كانها اصوات من يحاول فتح الباب , حتى تصورنا ان مصر هي جهنم , ونحن متجهون الى نار جهنم.
الى ان اصبح الصبح عرفنا وشعرنا كم هي طول الثانية على المعذبين والسجناء من الابرياء في هذه الدنيا , وفي الصباح توجهنا الى المطار , الى الجنة , الى الخلاص , زوجتي اصبحت حورية امام عينيي , عندما وصلنا المطار , صعدنا الطائرة وتوجهنا الى القاهرة , الى ام الدنيا مصر.
لن اتحدث عن التفاصيل وما جرى , فقد التقينا برئيس وزراء مصر احمد نظيف ووزراءه ورجال اعماله ودام المؤتمر ثلاثة ايام , ماعدا الدعوات والحفلات وولائم الاكل والسهرات في النيل , لكن استوقفني برنامج واحد من المؤتمر وهو محاضرة للدكتور يوسف بطرس غالي ( ابن الامين العام الاسبق للامم المتدة ) عن الازمة المالية العالمية , ربما كانت محاضرة قيمة وعلمية , لكنني انا وزوجتي لم نفهم شيئا من الموضوع , فقط كنا نهز رؤوسنا , الشيء الوحيد الذي افتهمته , هو ان الراسمالية تجد الحلول من مشاكلها ومعاناتها وتتجدد مرة اخرى بعد كل كبوة , ولم افهم شيئا اخرا من الموضوع , وكنت اقنع نفسي ان الموضوع لايهمني لا من قريب ولا من بعيد , لانني لا املك ذلك المال الذي سوف يؤثر في حياتي يوما ما , تصوروا ان ذلك العبقري وذلك المخضرم والاقتصادي الكبير ووزير مالية ام الدنيا لم يستطع ان يوصل لي فكرة ماهي الازمة المالية العالمية ؟ ولم استطع ان اهضمها , لكنني اليوم عرفت ماهي الازمة المالية العالمية حينما اتصل بي صديق عزيز ولم استطع الرد عليه عرفت وافتهمت جيدا ما هي الازمة المالية العالمية وما هي اثارها ؟ والان اعترف انها باتت تقض مضجعي, حينما تتهرب من الاصدقاء ومن اقرب الناس اليك اعلم انك في ازمة حقيقية . في عام 1991 وحينما احتل العراق الكويت , وكل الاذاعات كانت تتحدث عن تدمير البنية التحتية للعراق , كان عمي يسالني هل تعرف ماهي البنى التحتية ؟ كنت اقول له لا اعرف يا حماي ؟ وعندما تم قصف دار جيرانه في منطقة الجمعية من قبل التحالف المناوئ للعراق وتكسرت شبابيكه وابوابه وتقلبت كل اثاث داره , هرب هو وعائلته والتجاء الينا في تلك الليلة السوداء , قال لي عمي يا محمد الان عَرفتُ وافتهمتُ ماذا يقصدون بالبنى التحتية, صديقي العزيز معذرة لك ولك كل الحق , لكنني الان اكتشفت مساوئ الازمة المالية العالمية , والان قد عرفت ان اثارها مدمرة وقد وصلتني شظاياها ويوم لا ينفع لا بنون ولا صداقة صادقة ولا النكات ولا كل شيء الا المال والدولار .



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَلْ لَنا أنْ نُحِبّ أكْثَرْ؟
- لو لم نكن نحن , لما كانوا هم
- ماهو الشرق الاوسط الكبير الجديد؟
- مستقبل الشرق الاوسط
- هم قتلوا 35 كرديا نحن سنبني 35 مسجدا
- ان ينصركم الله فلا مانع لدينا
- في كردستان نقراء الحدث بالمقلوب
- الوسطية نبي هذا الزمان
- هذا العيد لا يخصني
- من يستطيع تحمل العطش يسهل عليه تحمل الظلم
- الثعلب يستمتع بالثورات العربية
- مالفرق بين الانسان والهه ؟
- الجنة للكرد وللاخرين الاستقلال وجنات نعيم
- رجب طيب ادوغان
- مالفرق بين الجامع والانترنبت؟
- وما ادراك ماالحقيقة
- دهوك مدينة صغيرة جدا الى قرية كبيرة جدا
- كلما اقترب الانسان من السماء كلما ابتعد عن الارض
- المستبدون متساوون في تعذيب الانسان
- احب مكة واورشليم والفاتيكان كما احب لالش في كردستان


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد صادق - الازمة المالية العالمية