أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - كلما اقترب الانسان من السماء كلما ابتعد عن الارض














المزيد.....

كلما اقترب الانسان من السماء كلما ابتعد عن الارض


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وكلما انسجم الانسان مع تطلعات وامنيات انانيته في استجداء امتيازات السماء كلما افترق وابتعد عن الانسانية ومعاناتها, , فكلما ابتعدت عن مركز الدائرة , كلما اقتربت لمحيطها المنحني والملتوي والذي يؤدي بك الى متاهات وشكوك وسوف يتحدد لك طريقين لاثالث لهما وهو اما ان تتجه الى اسفل محيط الدائرة فتهلك حسب تعلبمات الفضاء واما ان تتختار الاتجاه العلوي لخط الانحناء فتفوز بالامتيازات وتنجو حسب نفس منطق السماء وهم يتناسون او يجهلون انك عائد لنفس النقطة التي بدات منها الحركة فهي الحياة التي اوجدت الموت لكي تستمر الحياة ولولا الحياة لما كان هناك موتا ولولا محيط الدائرة لما كان هناك مركزلها.
يتخيل لي ان الانسان لم يعد قادرا في زمن من الازمان على حل مشكلاته ومواجهة تحديات الحياة ولم يستطع الاستمرار في المواجهة الازلية للصراع مع الانسان الانثى وفشل في ادارتها على الارض والواقع ولكي يتهرب من مشاكله المتراكمة وعدم استطاعته ايجاد الاجوبة المنطقية لما يحدث حوله من فيزياء وكيمياء للطبيعة في ذلك الزمان ولعدم استطاعته مواجهة هذه التحديات وصراعه المستمر على الاملاك مع الانسان الانثى توجه الى السماء والى الفضاء الرحب الواسع المجهول والذي لايعرف احدا شيئا عنه لعله يستطيع هذه المرة يثبت رجولته التي فقدها في الارض .ولذى ترى ولحد الان يستخدم الانسان الحالي نفس الاسلوب والطريقة في التغطية على فشله في ترويج افكاره وطرق ادارة حياته فاذا به تارة يتمسك بافكار معينة ويجاهد ويضحي الغالي والنفيس من اجلها فاذا بها حركة فاشلة بعيدة عن التطلعات الانسانية وعندما يشعر بفشل اختياره هذا تراه يتعصب مثلا للقومية القاتلة لروح الانسان ويدعو لها ويفتدي كل مايملك من امكانيات متوفرة من اجل تحقيق رغباته وتطلعات قوميته ونشر سموم عصبيته وفجاة يتبين ان اختياره لهذا الفكر ايضا كان خطاءا فادحا قد ارتكبه , اذا ماذا يفعل هذا الانسان الفاشل وهو في الحقيقة ليس فاشلا وانما هو يشعر بالفشل والخجل امام الاخرين ولايستطيع مواجهتهم مرة اخرى بنفس المبادئ و الحماس السابقين , كل الطرق والسبل انسدت امامه ولم يبقى له الا الطريق الوحيد الا وهو الاتجاه الى السماء والى الدعاء ولذا تراه يرفع عاليا راية الله اكبر يقينا منه بان هذا الشعار هو السلاح الاقوى دون منازع لعله في هذه المرة يخرج منتصرا لا مهزوما كما في معاركه السابقة وهذه هي من احدى اهم الاسباب التي ادت الى ظهور الاصولية الدينية والارهاب الفكري والجسدي في مجتمعاتنا وتوجه الناس الجماعي الى السماء والفضاء.
فاذا كان كل الحراك الاجتماعي والحركات السياسية والثقافية وكل الهة الارض لم تجد اجوبة شافية وحلولا جذرية لمشاكل الانسان المستعصية ولمخاوفه وتطلعاته المنطقية فلا بد من التوجه الى الى الفضاء الاعلى , الى شئ مجهول اكبر مساحة من الارض لعله يؤسس ويستنتج براهين جديدة غير ملموسة فبالتلي غير ممكنة للنقض والنقاش فكل هم الانسان الذي يشعر بالضعف دوما والذي يتربى عليه من صغره ينصب في استعادة الشرف المفقود والاستمرار بالحفاظ على مكتسبات ما يؤمن له من الاستمتاع بنزوات مابين السيقان والاستمرار بالسيطرة على منابع الانثى النفطية , فهي كما هي الان شعارا وهدفا كانت هدفا في السابق ايضا فمن يسيطر على المنابع فهو يسيطر على العقول , ولذا ترى النقيض يطفو والعدالة الاجتماعية تتفت والنسيج الاجتماعي الانساني المترابط يتفسخ ويتحلل قرنا بعد قرن , فبداء الانسان يزكي انانيته وبداء يترك مجتمعه يغلي في اهاته وفي الامه وهو يبحث ويعمل جاهدا من اجل الفوز بمكتسبات الفضاء لوحده. وبدلا من ان يلتفت الى مشاكل اهله ومجتمعه الانساني ويشارك في ايجاد الحلول لها من تفكيره وابداعاته , بداء هذا الانسان بالتهرب من الارض وتوجه الى السماء طالبا وداعيا للدعم الخارجي وباحثا عن طاقة خارجية خارقة تفوق طاقته ليغطي على فشله في جميع المواجهات والصراعات , رغم ان هذا التوجه الى السماء والدعاء يعاكس جميع قوانين الطبيعة وبراهين العلم والمنطق , فيكفيك ايمانا بان ترفع يديك خاشعا مبتهلا الى السماء وتطلب المال والصحة والمناصب والابناء وحتى لك الحق في ان تطلب الموت لمنافسيك رغم انف القوانين العلمية والمعادلات الرياضية وموازين القوى في الواقع الحقيقي , فالانسان ان لم يجتهد ويفكر ويعمل سوف لن يحصل على المال حيث لاتوجد بنوك سمائية تمطر اموالا وذهبا على الخاملين والمتكلين والفقراء ولا يخطر ببالي ولايمكن ان اصدق ان احدا ما قد حصل على درهم من الفضاء حتى وهو في امس الحاجة اليه رغم ورعه واستمراره في تنفيذ تعليمات السماء.
لنترك السماء لاهل السماء ولنلتفت لاهلنا في الارض وبدلا من ان ننظر الى السماء الشاهقة لننظر الى الارض المرئية القريبة منا والملامسة لوجودنا والحاضنة لاجسادنا والمتحملة لخطايانا والحافظة لهياكلنا , لنعود الى حب الانسان الذي يعيش معنا على هذه الارض ونترك انانيتنا الطالبة لملذات السماء , لنترك الامور التي ابعدتنا عن بعضنا الاخر والتي ابعدت الام عن احفادها وابعدت الصديق عن اصدقاءه وجعلت الحياة نارا تجري من تحتها انهار من الدم , وكم اتمنى ان نفتح صفحة بيضاء جديدة نلغي فيها رؤوسنا المتعفنة افكارها عند اجتماعنا ونبدا الانسجام مع انفسنا ومع انسانا المماثل لنا حاليا من تحت الراس الى اخمص القدمين , فنحن كلنا متشابهين في كل شئ لكن مختلفون ومتعنتون في رؤوسنا.

محمد صادق
11-3-2011



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبدون متساوون في تعذيب الانسان
- احب مكة واورشليم والفاتيكان كما احب لالش في كردستان
- مؤسسة الزواج الروتينية
- ثورة لاتحرر العقل ثورة فاشلة
- وحي يوحى
- الذي يحدث الان ...هو صراع المتغير مع الثابت
- ما بعد اعصار ويكيليكس
- صراع الاسود والابيض
- لماذا اربع زوجات؟
- الكرد والانسانية


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صادق - كلما اقترب الانسان من السماء كلما ابتعد عن الارض