أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صادق - صراع الاسود والابيض














المزيد.....

صراع الاسود والابيض


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


مع الاسف كل شيء بدى لنا اما اسودا او ابيضا وصراعا بين الوهم والحقيقة فالطرفان لا يران ولايتحسسان المنطقة الوسطى بينهما والتي هي منطقة امنة تتسع للجميع ربما ليس في نفس التوقيت ولكن في اوقات متفرقة فالالوان مختلفة لكن الطرفان لايؤمنان بالالوان فكل طرف يغني للونه فقط. ويريد ان يطغى لونه جميع الالوان.
فجماعة اللون الاسود تريد ان تفرض البكاء والحزن والموت والاخرة وتناضل في الحياة بالزهد والمنعة والمحرمات والذي يؤدي الى ممارسة الكذ ب والخيانة واللف والدوران وفقدان الصراحة والموضوعية والتعددية وكثرة الحروب لانها تتعارض للتتطلعات الانسانية ويؤدي الى انتاج طائفة من البشر مزدوجي المزاج والتفكير وينعتون بالتخلف وقلة الانتاج وكثرة الاستهلاك ومصا بون بمرض الاتكال وعاشقون للافكار المعلبة الجاهزة ويميلون للون الاحمر وتتولد لكل شخص من هذه الفئة عقليتان مختلفتان متناقضتان عقلية تتوافق مع الواقع الانساني ومتطلباته الغرائزية والتي اكتسبها من ثقافة اللون الواحد والتي يدعي صاحبها انه اهداها وفجرها فيهم طاقة ويطلب منهم اخمادها بانفسهم وعقلية يتبنى فيها اعلى معاني الشرف ومعاني الرجولة ومعاني الصدق والامانة ليفوز بعدها بامتيازات جميع الالوان التي وعد بها. حقا انني ارى تناقضا بين مايعمله في الحياة وما سيكتسبه في الممات ففي الحياة ممنوع ان يمارس انسانيته ومتطلبات غرائزه حسب التعليمات التي تؤدي وتشجع الى السواد وفي الممات سيتحول هذا الانسان الى حيوان نهم شرس يعيش في غابة من الملاهي والبارات والانهار من جميع الاطياب وستعطى استراحة ابدية لجميع اعضائه البشرية ماعدا عضوه الجنسي الذي سيكون في خفارة دائمة وحانات تؤمن له كل انواع الفيتامينات التي تديم استمرارية حيويته ليواجه هذا الكم الهائل والثورة الهائجة من قبل اجساد وفخوذ النواعم ومابينهما من لذات وطيبات مستمرات ومتجددات بامره .
اما المنزلقين والمؤيدين للون الابيض ولايرون حولهم سوادا فهم مجموعة الطرب والسهر والموسيقى والشعر والحياة والدنيا ولايهمهم الاخرة هم يموتون لكي يحيوا عكس جماعة اللون الاسود التي تحيا من اجل ان تموت هي تعمل جاهدة من اجل الدنيا وترفيه الانسان وهو حي وهي راقية في اهدافها لكنها خاسرة في نتائجها في نظر الاخر وكل منهما يجذب الحق لصالحه وينعت الاخر بالشيطان ولكن هذه الطائفة تتسم بالواقعية وعدم الازدواجية وتتصف بالوضوح والاستقامة والبياض المتلون به وتتمسك بالعلمية ونظرياتها المتقلبة فهي صحيحة في زمان ما وباطلة في زمان يليه وربما ستمسي صحيحة مرة اخرى فلا شيئ ثابت كل شيئ متغير. نشطائها حركون جدا لايعرفون السكون ولايبغون الهدايا المستقبلية ولايعترفون بالجزاء والشكور لاعمالهم لانهم يؤمنون بان الانسان لايمكن ان يتحول من لون الى اخر مهما كان لا في الدنيا ولا في الممات ويؤمنون ان الانسان لايمكنه الحياة مرة واحدة وهو يمارس طقوس الموت ويمجد الموت ويعمل جاهدا لاجل ان يموت وهكذا سترى ان هذه الطائفة لا تتسم بالانانية وتؤمن بالواقعية والنور وتتقرب كثيرا للون الاخضر والطبيعة ومستعدة ان تتقبل في تطريز بياضها بنقاط سوداء من اجل حياة هادئة سالمة للجميع ومن اجل خيمة تتسع لللونين ومن اجل فك الترابط الازلي بين الاسود والاحمر ولاتجاهد في تعميم بياضها لكنها تحاول استمالة السواد وتبغى مشاركتها وتؤمن ان الحياة شاشة تلفزيونية قديمة لابد من وجود اللون الاسود ليتبين واضحا اللون الابيض فهم يعوون جيدا ان انقراض السواد هو انقراض للبياض.
ولحياة اكثر طمانينة واكثر سلاما ومعنى يترتب علينا نحن المزارعين في هذه الواحة الكبيرة التي تضم خيمتي السواد والبياض ان نزرع وان نكثر من انواع الزهور ومن جميع الالوان بينهما اي بين الخيمتين ولنهيئهما ان يكونا ويتقبلا بكل الالوان وان يصبحا كل منهما جزاءا من اطار هذه الواحة الكبيرة تجمع كل الالوان من الورود والزهور. لابد انه ستكون هناك الاشواك والحشائش بينهما في بداية الامر ولكن باستطاعتنا العمل جاهدين باصلاحها وتخصيص جزء من الواحة الكبيرة لها ايضا فلابد من وجودها رغم اذيتها لكي نستمر في الاستمتاع بالوان وعطر الورود الفواحة فبدون الاشواك لامعنى للورود ولاوجود لعطرها.
2011-02-05



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اربع زوجات؟
- الكرد والانسانية


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صادق - صراع الاسود والابيض