أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد جاسم الساعدي - الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !














المزيد.....

الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 11:21
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لم نصل بعد إلى الأعماق الدفينة والكامنة للبيوت الواطئة والطينية المتآكلة بفعل الرياح والإمطار والمستنقعات والبارود، ولم تدخل بعد القصة والرواية وحتى الشعر الذي يفضل أصحابه أن يلقوه من على ربوة أو "تلّة" وتتجنب الأحزاب العراقية سواء كانت القديمة أو المستحدثة التوغل في حي طارق وحي النصر والمعامل والباوية والبياع والكولات وفضوة عرب وشارع الشيخ عمر .. لأن الأزقة ضيقة جداً ولم تصلها بعد الصحوات ولا فرق الإسناد بما يحمي الحركة والحضور ، أنهم جميعاً يفضلون المشي على الرصيف ، لا تزال أثار الرصاص واضحة على مقر المجلس البلدي ومقر الحزب الحاكم ومراكز الشرطة وبقايا الحرائق ماثلة للجميع ، تحولت المدارس إلى ثكنات والتدريب على استخدام أدوات الموت وسحق الإنسان.
لا تجد طيراً يحلق هناك ، باستثناء الطيور الأليفة التي تظهر وتختفي في أوكارها . يمكنك أن تشم رائحة الدخان ، أن تنفض الغبار العالق عن هؤلاء الشبان الذين يجلسون أمامك بالمئات في صفوف محو الأمية في الباوية وحي النصر والسدة والمعامل والبياع والكولات وشارع الكفاح والنهضة ، وكأنهم ، أنفضوا توّاً عن حروب داخلية وصراعات تثير الخوف والعزلة والفتنة ، يبحثون عن الهدوء والراحة ويستعيدون أنفاسهم بعد غيبة طويلة ، يحسبها بعضهم بالعقود والبعض الأخر لبضع سنين.
تشتدّ الأنظار نحوك ، يتجمعون بأدب جم إلى هذا الرجل الذي ينتقل إلى العقد السابع من انتمائه إليهم ، أنهم في عمر الزهور ، ماذا يقول لهذا الحشدّ الجميل ، بم يعدهم ، هل يكرر الأقوال والدعوة والأحلام التي يطلقها عادة المسؤولون كلّ مساء ! “ نحن لا ننتمي لأحد ، لا نمثل الحكومة ولا في دعاية انتخابية ، ولسنا طرفاً في الصراعات والمحاصصات القائمة ولا حتى المذاهب الدينية ... جمعيتنا خارج كل الذي في أذهانكم ، أننا وبصدق عال ننتمي أليكم ، إلى عوائلكم ، ننتمي إلى مستقبلكم ، هو مستقبل العراق ..."
أخذتني " الخطبة " ونحن على مسافة قصيرة من موقع خطيب “ جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني “ الذي كان يردد جزاه الله خير الجزاء ، الدعوة للالتحاق بمشروع جمعيتنا “ الثقافة للجميع “ لتسجيل أسمائهم في صفوف مكافحة الأمية في مدرسة “ ليلة القدر “ في شارع الشيخ عمر ومدرسة “ أبن الجوزي “ في النهضة ... لاكتساب مهارات الحاسوب والخياطة والإسعافات الأولية ومراجعة مركز “ النصيحة والإرشاد “ وتعليم اللغة الانكليزية وإعادة التلاميذ المتسربين إلى مقاعد الدرس ومحو الأمية للكبار …
اكتظت قاعات المدرستين بالشباب والنساء وهم يتطلعون إلى غد أخر ، غير أيامهم الحزينة ، يبحثون معنا إلى طريق أخر نسلكه . نساعدهم على ولوجه والدخول فيه ، لكننا عاجزون ، محدودو الإمكانات في استيعاب طاقاتهم الشابة المتعددة المواهب.
قال أحمد : “ أريد أن أتعلم القراءة والكتابة ، أنني أجيد مهنة تفكيك الحاسوب وإصلاحه أعرف كل أجزائه “ لكنني” أمي “. فنهض شابان اثنان قالا :” أننا ندرس في الصف الأول ثانوي ولكننا لا نعرف القراءة والكتابة ، نحضر هنا ، في صفوف محو الأمية لنتعلم القراءة والكتابة”...
مرّت علينا منظمات كثيرة ، وكانوا يصوروننا في كل زاوية ويجمعوننا لوعود ، سرعان ما تزول ، لذا أطلب منكم " ألا تتركوننا حتى نتعلم القراءة والكتابة ، أنها تساعدنا على قراءة القرآن الكريم والدعاء " قالت هناء !
كان المعلمون يرتبون أوراقهم يضعون في اعتباراتهم أسهل السبل للوصول إلى طلابهم الجدد ، يبعثون الدفء بينهم .
قدمت وزارة التربية ومديريات تربية الرصافة الثانية والثالثة والكرخ الثانية التسهيلات المهمة للدخول ، إلا أننا نشعر بالحاجة والدعوة إلى الجهات المعنية كلها لأن تمدّ العون والمساعدة في الكتاب المقرر والوسائل الأخرى، وأن نفتح سبل التعاون والمشاركة للوصول إلى احتياجات هؤلاء الشباب الذين يبلغون الآن أكثر من خمسة الآف مواطن مسجلين ، يتابعون حضورهم ونشاطاتهم المعرفية ومهارات الإعداد والتأهيل للدخول إلى المجتمع والاندماج بالحياة ...
الدعوة مفتوحة أيضاً للجمعيات الخيرية والدينية والإنسانية وإلى “ الوقف السني والوقف الشيعي” إلى الوزارات والمؤسسات والأحزاب واللجان المعنية في مجلس النواب ، لكي تفتح صفحات ، كانت مطوية لعقود في الأمية والجهل ومضاعفات الخوف والرعب والصراعات الأخرى لأن العراق لا يمكن أن ينهض ويحقق الطموح القادم من دون المشاركة بل ، الوعي بالمشاركة والمسؤولية ، وجمعية الثقافة للجميع تضع خبرتها وميادين عملها الشاملة في البياع وأبودشير ومدينة الصدر والزعفرانية واليوسفية وبغداد الجديدة و الرصافة وحي النصر و حي طارق والمعامل والباوية من أجل الدخول إلى المشكلة وتفرعاتها الأخرى في البطالة وتسكع الشباب .



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق
- ملتقى الخميس يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- التعليم في العراق : التحديات والآفاق*
- قاعة فؤاد التكرلي الثقافية في عامها الخامس
- منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق
- البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود وا ...
- اضراب عمال الزيوت النباتية في ذكراه الثالثة والاربعين
- رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نوري المالكي
- -جمعية الثقافة للجميع- النشأة والتطور
- طاولة مستديرة في حق النساء والفتيات في التعليم
- مناقشة مشروع قانون محو الامية
- -دعم مطالب المتظاهرين ضرورة ثقافية وتنظيمية-
- مهرجان المربد الشعري الثامن في البصرة
- قراءة في مشروع قانون التربية
- لا للفساد وانتهاكات حقوق الانسان
- منظمات المجتمع المدني وثقافة حقوق الانسان
- التعليم في العراق وآفاق اصلاحه واسئلة التربية النقدية
- الثقافة العراقية الى اين...؟
- كتاب ... مدجنون


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد جاسم الساعدي - الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !