اضراب عمال الزيوت النباتية في ذكراه الثالثة والاربعين

عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 21:49
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

تحية للعمال المناضلين في اضرابهم البطولي وتحية لكل المناضلين والاحزاب والاعلاميين الذين دعموا الاضراب وساندوا المطالب المشروعة في تنفيذ قانون التاميم وتوزيع نسبة من الارباح على العمال.نحيي جريدة التاخي ورئيس تحريرها المناضل يوسف الصالحي في افتتاحيته التاريخية ووثبة الجريدة بعد يومين اثنين وكذلك موقف القيادة المركزية والحركة الاشتراكية في تيارها اليساري بنوعية جديدة

ان اجراءات القمع والموت والرعب الذي مارسته قيادة البعث على الاضراب السلمي القانوني بحسب

قانون العمل في العراق وقتئذ لا يمكن ان تختفي عن الذاكرة,وبقيادة القاتلين والمجرمين صلاح عمر التكريتي وامر معسكر الرشيد فهد جواد الميرة اللذين قادا واشرفا على الهجوم المسلح

على العمال المضربين المطالبين باستحقاقاتهم التي نص عليها قانون التأميم وتوزيع نسبة خمسة بالمئة من الارباح.كنت شاهدا واحد منظمي وقادة لجنة الاضراب ورئيس اللجنة العمالية المنتخبة مرتين قبيل انقلاب البعثيين في 17 تموز 1968 وبعده اذ حاولوا ارغام العمال على تغيير قناعتهم لكنهم باءوا بالفشل الذريع.فالاضراب الذي اخذ حجمه الحقيقي في التوعية والحوار والمباشرة الصريحة مع العمال كانت قد سبقته اجراءات نقابية بابعاد ثقافية وعمالية كانت تجري بحسب المزاج الثوري الذي يستحضر الذاكرة العمالية في وحشية حزب البعث وجرائمه على اليسار والشيوعيين والوطنيين من دون استثناء في اليوم الاسود من تاريخ العراق الحديث الثامن من شباط العام 1963.

لقد واجهنا في صباح الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)العام 1968 حملة همجية عند بدء الاضراب بفتح الرصاص على العمال من الباب الرئيس وكان الهجوم

ظهرا باشراف وقيادة صلاح عمر التكريتي. واغتالوا العامل النقابي جار لفته امامي و من الباب الرئيس الذي يقف عنده التكريتي

وبدات الحملة الهمجية المسلحة بالدخول الى المعمل من الجهة الجنوبية المطلة على دجلة وجرحوا عددا من العمال واعتقلوا العشرات

واعاد البعثيون الى الذاكرة اساليبهم في قمع العمال والضغط على عوائلهم كما كان يفعل الجلاد سيء الذكر جبار كردي وناظم كزار وفاضل جلعوط وبدن فاضل واخرون.اننا نشعر بالاسف لعدم وجود دراسات نقدية وتحليلية لطبيعة البعث الانقلابية والهمجية في الاستعلاء واكراه المواطنين على تنفيذ توجهاتهم في الشعارات القومية الخائبة لانهم مارسوا الاغتيال والقوة وفض التظاهرات الجماهيرية السلمية بالرصاص كما حدث مرات بعد ثورة الرابع عشر من تموز العام في1958.

ان الهجوم البعثي على عمال شركة الزيوت النباتية في 5 تشرين الثاني نوفمبر رافقه في السابع من الشهر نفسه الهجوم الوحشي على التجمع الشعبي الذي نظمه الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة ذكرى ثورة اكتوبر الروسية بموافقة قيادة البعث اذ اغتيل ثلاثة من الشباب منهم المناضل الخالدي

اننا اذ نستعيد ذاكرة الاضراب البطولي بعد مضي ثلاثة واربعين عاما للاحتفاء بشجاعة الطبفة العاملة و وعيها الطبقي والثقافي والاجتماعي

والسياسي انها الطبقة التي ادركت حقيقة البعث قبل الفئات السياسية التي كانت تخطط وتنسق للتفاهم والعمل المشترك مع الانقلابيين القتلة

تحية للطبقة العاملة في اضراب عمال الزيوت النباتية ولعل المناسبة تحث المؤرخين والباحثين والنقاد على ايلاء الموضوع اهميته في البحث وان يتجاوزوا المحاذير السياسية تلك التي تعلقت بالجبهة مع البعث التي عطلت البحث والتحليل فغيبت عن تاريخ العراق الحديث صفحاته النضالية

د عبد جاسم الساعدي

عامل تقابي سابقا

#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات