أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد جاسم الساعدي - المنظمات والنقابات في دائرة المدنية والثقافة النقدية














المزيد.....

المنظمات والنقابات في دائرة المدنية والثقافة النقدية


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل منظمات المجتمع المدني في وقتنا الحاضر أهمية استثنائية على مستوى الحوار والنقاش وإثارة الأسئلة لتعميق المفهوم والمصطلح والضوابط الإدارية وشكل العلاقة مع مؤسسات الدولة.
لعل قانون منظمات المجتمع الذي أصدره مجلس النواب يمنح مساحة كافية من الحركة والحرية ويخفف الضغوط الأخرى على المنظمات.
لعبت منظمات المجتمع المدني دورا مهما ابتداء من سقوط النظام السابق حتى الآن، واستطاعت أن تتبلور معالمها ووضوحها، وكانت وسيطا بين مؤسسات الدولة والمواطنين في موضوعات الإغاثة والاستجابة ونشر ثقافة التسامح وتخفيف حدة التوترات الطائفية، ومكافحة الأمية والتهجير والخوف الذي تبدو تأثيراته على السلوك والجماعة لأربعة عقود ثقيلة من محاولات الإذلال والطغيان.
لهذا تنشا في العراق ضرورات لدور المنظمات لا على مستوى تقديم المساعدة والإغاثة على أهميتها وإنما الاشتغال لخلق بيئة ثقافية نقدية تتمتع بالحوار والسؤال والمواجهة والتنسيق في الوقت ذاته مع السلطات المحلية والعسكرية والإدارية والصحية والتعليمية وتكون على صلة وثيقة بمكونات المجتمع في الإقرار بالتعدد والتنوع والقبول بالآخر، والانتقال إلى مرحلة جديدة في بناء العراق الآتي، من دون عسف او دكتاتورية أو ضغوط وشروط تخرج عن مفاهيم المدنية والتحول والحوار.
لهذا نجد ان بعض المنظمات بدأ يأخذ طريقه من خلال كثافة الدورات التدريبية والتواصل والممارسة السلمية في المناقشات.
ويعول اهل الرأي والاختصاص بإمكان تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني وتطوير أدائها فيما تتخلص من التبعية وهيمنة قوى النفوذ السياسي والسلطوي.
سيظل العراق بحاجة ماسة الى منظمات تعي دورها وتدرك فضاءات حركتها فيما تكون في المحيط الاجتماعي بعمقه وإشكالاته واحتياجاته، لأننا أمام أزمات لا حد لها من البؤس الاجتماعي والقهرِ وتراكم ملايين العاطلين عن العمل والنساء الأرامل والمطلقات والعوائل المتضررة من العنف و الإرهاب والتهجير.
وان ننسَ فلا يمكن ان ننسى أزمات التعليم بكل مراحله ، إذ تخرّج جامعات العراق جحافل من أنصاف المتعلمين وغير المؤهلين على مستوى الإدارة والدرس والبحث، والأدلة لا حصر لها والأزمة في شدة عمقها، لأننا حتى الآن لم نجد بؤرة إضاءة تساعد على تلمس طرق الإصلاح بمفاهيمه العلمية.
إنهم حتى الآن يخشون من الإصلاح ويكتفون بالتعليقات والإقرار بحجم المسؤولية فمنظمات المجتمع المدني، إذا قوي عودها وتمكنت من المعرفة والدخول في البحث والاستدلال وتقديم الأدلة والتحليل لقادرة أن تؤدي دورا متميزا في كل محاور الأزمة ومنها "التعليم".
ويبدو ان مشروع "اليونسكو" القادم لمكافحة الأمية سيعتمد في كل مراحله على التعاون والتنسيق بين المنظمات المعنية ووزارة التربية وتلك مهمة ومسؤولية كبيرة إن استطاعت الجهات المشاركة الدخول في مفهوم المشاركة والاستقلالية والنقد لتطوير سبل الاداء.
ولأننا بصدد الإجابة عن العلاقة بين منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والمهنية، نجد ان المنظمات والنقابات تتوافر على شروط مشتركة منها: الاستقلالية وخضوعها لقوانين وتشريعات وضوابط عمل ولأنها ذات طبيعة مدنية تؤكد على التعددية والاختلاف والقبول بالآخر، وهي معان مشتركة تقع في دائرة الاشتغال لنشر ثقافة الحوار والنقد والحضور ومواجهة سلطات القمع و الخوف والديكتاتورية.
لهذا لا يمكن الفصل بين منظمات المجتمع المدني والنقابات وان حاول البعض ان يقلل من شأن المنظمات ويضعها في دائرة المنح وتنفيذ مشروعات عمل معينة، وان يجعل النقابات والمؤسسات الثقافية ذات ركائز وشروط متميزة على المنظمات.
ان قراءة تاريخ العراق الحديث يؤكد الربط والتنسيق والعمل المشترك بين النقابات العمالية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني، التي تأسست في خضم الصراع وأشكال الاحتجاج والمطالبات، وان نشأ بعضها لشروط سياسية، فرضتها ظروف الصراع والحركة واحتدام المواجهة مع السلطات الحاكمة بين حين وآخر.
إلا إننا نجد عددا غير قليل من النقابات والمنظمات الاجتماعية والثقافية قد تشكلت بفعل الحركة وحضور القوى العراقية التي لعبت دورا مهما في صياغة أشكال الإعداد والتنظيم والإدارة والشروط المدنية وتوسيع فضاءات النقد والاحتجاج.
وكانت نقابات ومنظمات ومنتديات مستقلة لكنها فاعلة وحيوية، تستمد حضورها من تعامل المحيط الاجتماعي والثقافي، مثلما نجد جمعية "أصحاب الصنائع في العراق" أول جمعية منظمة أجيزت العام 1928.
ويعد عبد الفتاح إبراهيم، احد العلامات المضيئة في بناء المجتمع المدني في العراق، لما كان يتمتع به من حيوية وقدرات فكرية وثقافية وإمكانات في الحوار والتواصل مع الآخر، والإبداع في تكوين بناءات تنظيمية مدنية وتطوير مناهج عملها. فكانت "جمعية الإصلاح الشعبي" العام 1937، وغيرها من المنظمات والمنتديات الثقافية والاجتماعية المستقلة، التي تكونت بصورة طوعية ومستقلة وتمتعت بالمدنية.
فالقول بالفصل بين النقابات ومنظمات المجتمع المدني لا يسنده دليل ولا يقع في دائرة الاختلاف، مادامت تعمل باستقلالية وتمثل فئات وشرائح اجتماعية، وان كلا من النقابات والمنظمات بحاجة الى العمل المشترك والتنسيق لتكون في مستوى التحديات الكبيرة التي تهدد امن وسلامة المجتمع، وإمكانات النهوض بمشروعات عمل إصلاحية في باب القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وان تتحرك باتجاه البناء الاجتماعي والديمقراطي مع القوى الاجتماعية لتنمية قدرات المجتمع في تجاوز تراكمات أربعة عقود من الخوف والقهر والجهل والتفاوت الاجتماعي.



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمات بنيوية في الثقافة العراقية
- على هامش مؤتمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- قناة السومرية ... نقطة نظام
- الحركة العمالية في العراق
- اتحاد أم اتحادات ؟
- الحملات الانتخابية
- التعليم في العراق ونظرية التربية النقدية
- من شقاوات الحزب والثورة !
- مغامرة العوم في أعالي الفرات
- الجامعة المستنصرية : الخوف والعنف وهبوط المستوى العلمي
- العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...
- رواية (مكان أسمه كميت) الواقع والمتخيل في السرد القصصي
- التعليم في العراق: الواقع والآفاق
- في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين!
- حملة لتفعيل الحوار وثقافة المجتمع المدني
- المؤلف/ الراوي/ البطل في القصة العراقية القصيرة في المنفى*
- كتاب (الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية)
- العراق بين ثقافتين...ثقافة المجتمع المدني وثقافة العنف
- منصور حكمت: قراءة جديدة للماركسية الشيوعية فقدت معناها وارتب ...


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد جاسم الساعدي - المنظمات والنقابات في دائرة المدنية والثقافة النقدية