أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - الصوت والتمثال














المزيد.....

الصوت والتمثال


عبد الستار العاني

الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


الصوت والتمثال..... عبد الستار العاني
اعتاد كل صباح ان يلتقي اصحابه في ذلك المقهى الذي يطفو فوق مياه الشط ، حين تمضي الشمس لتحل جدائلها وهي تنشر حزمة من خصلاتها الذهبية التي تتماوج فوق وجه الماء .
كان في طريقه الى المقهى وعند اول منعطف الشارع توقف فجأ ة وحين
راح يقترب اكثرارتسمت الدهشة على وجهه حين شاهد التمثال وقد غادر قاعدته توقف وهو يتساءل مع نفسه :-
ترى اين ذهب...؟ هل نقلوه الى مكان آخر...؟ عجيب ابهذه السرعة ...؟
اغرقته الحيرة وعلامات الاستفهام لكنه واصل سيره ، و حين اجتاز ممر المقهى احس ان قدميه قد تسمرتا وقف مذهولا حين شاهده وقد تحلق الطاولة معهم ، ودونما وعي ترك جسده يتهاوى على اول كرسي فارغ ،
بعدها راح يسمع وجيب قلبه وقد انتقل الى اذنيه ، وكأن الارض قد انفلتت
ثم راحت تدور بعنف، وجوه الحاضرين تتماوج هي الاخرى وهي تبدو
بأشكال غريبة وكأن ريحا راحت تقتلعهم الواحد بعد الآخر حين راحوا
يحلقون بأجنحة مثل ملائكة اوقديسين وهم يجوسون سنوات اصطخبت
بالالم والاغتراب وبضجيج من عذاب بشري .
ظل ساهما في مكانه ، بعدها ومضت عيناه بضوء خافت ثم التمعت مياه الشط في عينيه ، اطلت جيكور بغابات نخيلها ، جدائلها الخضر ونكهة
خوصها وهي تكتب فوق ظلالها واحدة من ملاحم الغربة والحنين ،
جسد هزيل يتحرك ببطئ واضح وبصوت مرتعش واهن قال:-
:_ كم كنت سعيدا وانا اتابع حواراتكم مع ضيوفي..... توقف فجأة
حين داهمته سعلة قطعت عليه الحديث ، لكنه بعد فترة صمت عاد وهو
يقول:_ اتدرون ان اصدقائي لا ينقطعون عني وانا اضيفهم في كل ليلة ،
توقف قليلا وكأنه يلتقط انفاسه ثم عاد ليقول :- قبل ايام كان في ضيافتي
بايرون وبوشكين ، ذعرت ليلتها حين قفزذلك الاعرج وكاد ان يسقط في الماء لولا ان احتظنه بوشكين مسرعا .,
في لحظة لاادري لماذا التفت نحو قاعدة التمثال والتي كانت قريبة منا
على وجه القاعدة الامامية ثمة كلمات كانت تأتلق مثل نجوم وهي تومض
في ظلمة سماء صافية.
الشمس اجمل في بلادي........
صعقت مرة اخرى حين وجدت ان التمثال قد عاد مرة اخرى الى قاعدته
ولكي تبقى تلك الشظية الطائشة التي جاءت لتخترق القلب لكنها انزلقت
حين تلمست جداره الصلد وحين اخترقت الجيب انبعجت وسقطت لانها
لن تستطيع ان تخترق كتاب ، فجأة غادرنا مثل طيف غاب عن عيوننا
وكأننا افقنا للتو من حلم ملذ، تبادلنا بعده حوارات من صمت كل الكلمات
تكسرت وتبعثرت فوق شفاهنا ثم غادرنا دونما وداع .........



#عبد_الستار_العاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة
- صورة باهتة
- ردا على مقالة الشاعرة رسمية محيبس
- قصيدتان
- لقطات حضارية
- الى الفراشة
- صفعة
- طبق الاصل
- حصار
- ومضات بلا معنى
- القرين
- الصخرة
- ومضات
- عرض لكتاب الحلم في المسرح
- رد على مقالة الشاعرة رسمية محيبس
- الى الجواهري في عيد ميلاده الدائم
- مناطق مقفلة
- اثارة
- في لحظة عري
- حين ضيعت اسمي


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - الصوت والتمثال