أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - طبق الاصل














المزيد.....

طبق الاصل


عبد الستار العاني

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


طبق الاصل....... عبدالستار العاني


صباح فا ترمكسال بنبرة تثاء ب واضحة ، الشمس بدت فاترة هي الاخرى اثرنعا س
كا ن باديا على وجهها ، هواء ساكن ثقيل ، الاشجار متهدلة الاغصا ن وكأنها تريد
ان تستلقي على ظهورها فقد اتعبها الانتظار ، يوم رتيب ، الناس يتحركون
مثل دمى ، احداقهم يرتسم فيها الخوف . يتوجسون ما ستأتي به الساعا ت القادمة .
ثمة مقهى عند رأس الزقا ق تسكعت فيه وجوه تملؤها الحيرة ، يتبادلون احا د يث
ساخنة بحذر شديد يصبون لآما ل ظلت مدافة با ليأ س.
ترتعش شاشة التلفاز فجاة بضوء ينداح بعدها عن وجه المذيع ، صوته يندلق بنبرة حادة
ومنفعلة .
-: نسترعي انتباه جماهيرنا اننا سنذ يع عليكم خطابا هاما.......
صخب موسيقى من مارشات عسكرية ..... لم تكن غريبة
الرقاب تشرأب ، حدقات العيون تتسع ، الحد يث يخفت بين الحاضربن متحولا الى
صمت وترقب، ضوء ينفرج عن وجه الشاشة ، يطل وجه بخدين علتهما حمرة واضحة
اوداجه تدلت فوق الرقبة ، بدلة انيقة وياقة منشاة .
الخطاب بدأ بكلمات راحت تتصاعد منها ابخرة ساخنة وهي تزداد قوة ،مفردات ثورية
ملتهبة كادت ان تخترق الشاشة .
-: سوف نسحق... سوف نمحق...لن نستسلم ابدا....ما احلى الموت من اجل النصر....
كرات من نار تشظت وتوزعت بين الجالسين ثم انتشرت في كل زوايا المقهى ،تلوت
مثل افعى ثم انسا بت مغادرة باب المقهى .....
اصداءه تردد ت في انحاء المدينة ، جموع احتشد ت ، اصوات اصطخبت مثل بركان
وهي ترد د ...... النصر...... النصر.......
وحين جن الليل وهو ينضو رداء عتمته وعند منتصفه ، اشرقت السماء بأعمدة من
اضواء لاصفة بالالوان وهي تصعد نحو السماء ظن البعض انها العاب نارية وحين
استمرت قا ل آخرون : من يدري ربما بدأت الاحتفالات با لنصر، انتظار وترقب،
لكن الاضواء تحولت الى كتل من نار ولهيب، اصوات انفجارات اعقبتها دمدمات
وازيز، اسراب الغربان كا نت تحلق بأجنحة الموت وهي تطلق نعيقا من حمم ،
الارض تهتز بمن عليها ، تلبد ت السماء بالموت والذعر والحيرة وظلت علاما ت
الاستفهام على الوجوه .....؟؟؟؟؟؟؟؟
تدلت الاجابة من بين شفاه الفجر حين ارخى اول خيط عن كرنفا ل مشاهد الموت
المريعة جثث القتلى وهي ترسم ظلالها في كل مكان ، الجدران موشاة بالدم واللحم البشري ، البيوت اطبقت جدرانها فوق رؤوس ساكنيها ،رغم حزنه العميق
والدموع التي تجمد ت في عينيه الا انه احسس بصفعة انتزعته من خدر
امام مشاهد لم يألفها من قبل ، كان يصرخ بصوت مكتوم وهو يرنو الى افراد
عائلته جثثا ملقا ة تحت الركام .
لحظات الغت كل احاسيسه ومشاعره وان الانسا ن هوالآخر قد احتضر في اعماقه ولم
يعد اما مه الا الارتحا ل ، لا ماء ولا طعام ولا مأوى الى اين .....؟ لايدري......
هام وقد وجد نفسه في عالم غريب عليه ، الا ان سيارة فارهة توقفت
قريبا منه و قد انتشلته من وحدته ، لمح بعدها رجلا وهو يهم با لنزول منها
كان محاطا بثلة من رجا ل وهم مدججون بالسلاح وحين امعن النظر
عرفه بلحمه وشحمه واناقته المفرطة ، اخترق حاجز الرجا ل دون وعي
بكل طاقا ت حزنه وحقده ، الكلمات تحشرجت في صدره وبلهجة خلت من
الخوف قال له -: كان خطابك رائعا حين شربنا كأسنا حد الثمالة
جعلنا ننتشي بلذة الخد ر، ركضنا بكل ما اوتينا من قوة نحو آمال خادعة
رسمتها فوق غيمة من سراب لا بئس ولكني اسالك هل شاهدتم ما لحق بنا
من موت ودمار وخراب.....؟
رد عليه بلهجة لاتخلو من وقاحة
-: رغم المسؤوليات الجسام والوقت والجهد الذي كان يستنزفنا فقد كنا متابعين لاخباركم.....
رد عليه ساخرا
-: اعانكم الله على ما انتم فيه...فقد اخذت صفقات الخفاء الكثير من وقتكم اليس كذلك...؟
رد عليه بوجه علته صفرة وآثار زبد في شدقيه قائلا
-: اعدكم انني سازور المدينة لكي اطلع عن كثب على ماخلفه العدوان.......
دارت سيارة المسؤول مخلفة وراءها خطوطا من الغبار الداكن ، لكنه سقط في دوامة افقدته الذاكرة لايدري بعدها الى اين ....؟؟؟ لكنه راح يردد :-
:- كلهم طبق الاصل ولا يختلف الواحد عن الآخر ،
بعدها ظل هائما وما زال يدور ويدور لحد الآن.......



#عبد_الستار_العاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار
- ومضات بلا معنى
- القرين
- الصخرة
- ومضات
- عرض لكتاب الحلم في المسرح
- رد على مقالة الشاعرة رسمية محيبس
- الى الجواهري في عيد ميلاده الدائم
- مناطق مقفلة
- اثارة
- في لحظة عري
- حين ضيعت اسمي
- ضفتاوهم
- رعب
- مساومة
- ترانيم الوتر الذبيح
- انه الحزن
- حلم
- البريكان رحيل بلا عذر
- انتظار


المزيد.....




- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار العاني - طبق الاصل