أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي














المزيد.....

محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 00:03
المحور: الادب والفن
    


تراوح رؤية الشاعر العاملي محمد علي شمس الدين للتسونامي العربي بين ثنائية " الشك " و" اليقين " لتعبر عن حيرة النخب العربية الراغبة في التغيير والقلقة من مآلاته .
قصائد ديوانه " ينام على الشجر الاخضر الطير " تقترب من حواف الاجابة على الاسئلة المحيرة دون ان تفقد حذر الافراط في رؤية تفتقر الى ما يدعمها.
الصور المستخدمة في القصيدة التي يحمل الديوان الصادر عن دبي الثقافية اسمها تبدو الاكثر تمثلا لحالة الحيرة واللايقين .
ما بات يعرف بالربيع العربي جاء متأخرا بعد فوات الاوان حسب وصف الشاعر الذي يعبر عن رغبة معتقة بالتغيير .
الا ان هذا الربيع شهد في المقابل موت " حفنة من ملوك الزمان " مما يعطي لقدومه المتأخر مشروعية ما اتاحت مبرر الاسهاب في كيفية انقضاض طيوره وغرز مناقيرها في الجماجم .
احتفالية صاحب " منازل النرد " و" الغيوم التي في الضواحي " بالربيع المتأخر لم تحل دون الاعتراف باحتمالات نشر الطيور لاعشاشها في "الجحيم".
في احد مقاطع القصيدة يأخذ القلق منحى الخوف المعلن :
"اخاف لاني وقفت على شرفة عالية
ولا شئ حولي سوى الهاوية
وامشي معا في طريقين مختلفين
ماض مضى
وغد لا يجئ "
بقية قصائد الديوان ، التي كتبها الشاعر في فترات سابقة ، كما هو ظاهر في التواريخ المثبتة ، توحي بانه مر بمراحل من الاندفاع والتردد ، قبل الوصول الى حالة الحذر ، في التعامل مع التسونامي العربي ، الذي اخذ تسمية الربيع ، المغرقة في تفاؤليتها ، على سبيل الاشادة ، بالتحول الذي يمكن ان يفضي اليه ، وتسمية الثورات البرتقالية ، التي تنتمي الى لغة اتهامية ، يحلو لاصحابها ربط التحولات ، التي تمر بها المنطقة ، باجندات خارجية .
في قصيدته "العرس" المستلهمة من ثورة يناير المصرية يستغرق الشاعر في وصف المستقبل الذي ستفضي اليه الثورة المصرية .
تقول صبية من احدى قرى اسيوط في وصف فتى من شهداء الثورة رأته في المنام
"... وهنا قام
فلما صلينا الفجر
راينا قامته تعلو
ويسير فتتبعه الغدران "
الواضح من هذه الصورة ان صاحب " يحرث في الابار " كان لدى كتابته القصيدة ماخوذا بقصيدة للشاعر شوقي بزيع عن فتى جنوبي يدعى ايمن غناها الفنان مرسيل خليفة وجاء فيها :
"ومشى النهر إليه
ومشى البحر إليه
مشى الوطن العربي إليه
ومشينا نحو خطاه "
التحريض على الثورة كان اكثر وضوحا في نهايات قصيدة " العرس " التي يقول فيها :
" يا خمس صبابا من اسيوط
هذا زمن الاعراس اتى
فتزين باجمل زينتكن
سنمضي
بعد قليل
نحو الساحة "
القصيدة المستوحاة من الثورة التونسية والتي تحمل عنوان " خمسة مقاطع للثورة " لم تخرج عن هذا السياق حيث يقول في مطلعها
" الثورة لون الالوان
فاحرص
ان تسكن في قلب الثورة
كي لا تحيا وتموت بلا
اسم
او رسم
او عنوان "
بذلك ينتقل الشاعر شمس الدين من التحريض على الثورات بعد التسونامي المصري والتونسي الى قلق من قوة دفع التسونامي الاشمل مع اندلاع بقية التسوناميات على الخارطة العربية .
انتقال الشاعر بين رؤيتين اقرب الى من يحاول وصف الغابة بعدما اكتفى طويلا بوصف الشجرة .
بين الوصفين ظهرت فروقات كبيرة حيث تخفي جماليات الشجرة عالما من المفاجآت تصعب رؤيته دون استكشاف الغابة .
لكن النقلة السريعة بين رؤيتين احداهما متفائلة واخرى مترددة تكشف عن حيرة في رؤية الشاعر .
الحيرة في رؤية الشاعر الكبير محمد على شمس الدين لا تقتصر عليه فهي عنوان حالة عامة في زمن رمادي حيث تختلط الالوان وتفسر الاحداث الكبيرة التي تؤطر افق الانسان والوطن وفقا الى نزوع سياسي .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يفعلها المالكي ....
- استشعار اردني للخطر الاسرائيلي
- لعبة المفروض والمرفوض
- المالكي وخطابه المترنح
- اسفار الرضوخ والمغامرة
- توحش الملالي
- ظلال الولي الفقيه
- العراق وهويته السياسية
- الربيع العربي والجموح الايراني
- جلادون وضحايا
- تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟
- وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية
- العراق على سكة التغيير
- رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران
- تهديد الياسري والتطويع الذهني
- في الترنح السياسي
- لعب في الوقت الضائع
- واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة
- خيارات اردنية ملتبسة في مواجهة الترانسفير
- الترانسفير المفتوح


المزيد.....




- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي